اكتئاب بعد الولادة | متى أستطيع الاستمتاع بطفلي؟

اكتئاب بعد الولادة

تصاب 50-75% من الأمهات بكآبة النفاس بعد الولادة مباشرةً، 15% منهن تزداد حالاتهن سوءًا لتصل إلى اكتئاب بعد الولادة وهنا يجب الانتباه.

تظل الحامل تعد الأيام والشهور بكل حماس كي تضع جنينها، وترتاح من مشقة الحمل.

تجهز ملابس المولود وغرفة نومه وأغراضه حتى الحفاضات؛ لتشعر أن كل شيء جاهز لاستقباله وتنسى أهم شيء هل هي مستعدة لهذه اللحظه؟!

هل فعلًا تنتهي مشقة الحمل هذه النهاية الوردية؟!

تحدث الصدمة غير المخطط لها بعد الولادة مباشرةً، طفل يبكي طوال اليوم، وينام لساعات محدودة لا تمكنها من أخذ قسط كافٍ من الراحة.

كذلك يُطلَب منها أن تتفهم متطلباته وتلبيها بدقة وحرفية، وهي التي لم تتخلص من مشقة وآلام الحمل والولادة بعد.

كل ذلك يصيب الأم بحالة من الاكتئاب والشعور بالخوف من الفشل مع عديد من المشاعر المتضاربة.

عزيزتي الأم الجديدة هذا المقال لكِ، ما تشعرين به طبيعي وله أسباب علمية سنتعرف إليها معًا.

 

تعريف اكتئاب ما بعد الولادة؟

تصاب واحدة من كل 8 سيدات بعد وضع جنينها باكتئاب بعد الولادة نتيجةً للتغيرات الهرمونية والتغيرات الفيزيائية التي تطرأ على حياتها.

تظهر أعراضه في خلال أربعة أسابيع من الولادة وتختلف قوته وأعراضه من حالة لأخرى.

 

الفرق بين كآبة النفاس واكتئاب بعد الولادة

في البداية يخطئ بعض الأشخاص في تشخيص الاكتئاب على أنه كآبة نفاس، لكن يوجد فرق كبير بينهما.

تبدأ أعراض كآبة النفاس بعد الولادة وعادةً تتلاشى تدريجيًا في خلال بضعة أيام وربما تصل إلى أسبوع أو أسبوعين.

لكن أعراض الاكتئاب بعد الولادة تكون أقوى وتستمر مدةً أطول قد تصل إلى سنة.

تجعل الأم في حالة سيئة غير قادرة على الاعتناء بصغيرها، كذلك تجعلها تفتقد مشاعر الأمومة تجاه مولودها.

 

أعراض كآبة النفاس

تشعر أغلب الأمهات بعد الوضع بهذه الأعراض، وتتحسن من تلقاء نفسها دون الحاجة إلى التدخل الطبي أو الدوائي، ومن أشهرها:

 

أعراض اكتئاب ما بعد الولادة

تختلف الأعراض وقوتها من حالة لأخرى، وتشتمل على:

 

أسباب اكتئاب ما بعد الولادة

يحدث الاكتئاب نتيجة حدوث كثير من التغيرات المفاجئة سواءً في كيمياء الجسم والمخ أو التغيرات الخارجية، مثل:

التغيرات الهرمونية

تزيد نسبة كلٍ من هرموني الإستروجين (Estrogen) والبروجيستيرون (Progesterone) في فترة الحمل بمقدار 10 أضعاف الطبيعي.

يحدث هبوط مفاجئ لكلا الهرمونين بعد الولادة بثلاثة أيام؛ مما يؤدي إلى الاكتئاب.

كذلك يحدث انخفاض في مستوى هرمونات الغدة الدرقية (Thyroid Hormones)، وينتج عن ذلك انعدام الطاقة والشعور بالإرهاق.

اضطراب النوم

عدم أخذ القسط الكافي من الراحة يُصعِّب على الأم مواجهة أبسط المشكلات، كذلك يجعلها غير قادرة على التفكير واتخاذ القرارات؛ مما يشعرها بالفشل وانعدام السيطرة على حياتها.

القلق

تشعر الأم بعد الولادة بالقلق والخوف على طفلها، وتخشى أن تكون غير قادرة على رعايته والحفاظ عليه.

التغيرات الفيزيائية

التغيرات الخارجية والداخلية التي تطرأ على الأم بعد الولادة؛ تُشعِرها أنها لم تصبح جميلة مثل السابق، وتقلل ثقتها بنفسها ومظهرها مما يؤثر بالسلب في نفسيتها وحالتها المزاجية.

 

عوامل تزيد نسبة الإصابة باكتئاب بعد الولادة

توجد عدة عوامل تجعل الأم أكثر عُرضةً للإصابة بالاكتئاب، مثل:

  1. معاناة الأم الاكتئاب سابقًا أو في أثناء الحمل.
  2. سن الأم وقت الحمل؛ كلما كانت أصغر سنًا كانت عرضة للاكتئاب أكثر.
  3. التاريخ العائلي للإصابة بالأمراض النفسية.
  4. إنجاب أطفال ذوي احتياجات خاصة.
  5. إنجاب التوائم.
  6. عدم الرغبة في الحمل والإنجاب.
  7. غياب الدعم النفسي من الأهل والزوج.
  8. حدوث مضاعفات تؤثر في حالتها الصحية.

 

اكتئاب ما بعد الولادة القيصرية

بعد انتشار الولادات القيصرية في الآونة الأخيرة، كشفت دراسة جديدة أن الأمهات اللواتي يلدن قيصرية غير مخطط لها أكثر عرضة للإصابة باكتئاب بعد الولادة بنسبة 15%.

يرجع ذلك إلى الآلام التي تتبع هذه الجراحة وتؤثر سلبًا في وضع الأم الصحي وقدرتها على الاعتناء بطفلها.

عادةً تنتهي أعراض الاكتئاب في خلال ثلاثة أشهر بعد الولادة، لكن في بعض الحالات تستمر مدة أطول ويزداد الوضع سوءًا، وهنا يجب التدخل الطبي.

 

متى أحتاج إلى التدخل الطبي والعلاج النفسي؟

يجب التدخل الطبي السريع في هذه الحالات:

 

اختبار اكتئاب ما بعد الولادة

لا يمكن تشخيص المرض النفسي بالأشعة والتحاليل، لكن يفحص الأطباء المرضى بواسطة بعض الاختبارات النفسية وبسؤال بعض الأسئلة التي توضح حالة المريضة النفسية والعقلية، مثل:

مقياس إدنبرة لاكتئاب بعد الولادة (EPDS)

يعد الأطباء مقياس إدنبرة أفضل وسيلة للكشف عن اكتئاب بعد الولادة، وهو 10 عبارات قصيرة لمجموعة من المشاعر السلبية للأم، منها: القلق، الخوف، التفكير في الإيذاء وغيرها.

تذكر الأم كم مرة شعرت بذلك في خلال الأسبوع الماضي.

استبيان صحة المريض (PHQ-2)

اختبار قصير لكنه يساعد جيدًا على الكشف عن الاكتئاب، إذ يسأل الطبيب المريضة كم مرة شعرت بما يلي في خلال الأسبوعين الماضيين:

يكون لديها أربع اختيارات بين لا إلى كل يوم.

استبيان صحة المريض (PHQ-9)

إذا تبين من الاختبار السابق PHQ-2 إصابة الأم باكتئاب بعد الولادة يسأل الطبيب عن أعراض أخرى، مثل:

  1. اضطرابات النوم.
  2. اضطرابات الشهية.
  3. صعوبة التركيز.
  4. الإرهاق وانعدام الطاقة.

كلما زاد عدد مرات حدوث هذه الأعراض، زادت احتمالية الإصابة بالاكتئاب.

إذا كانت نتيجة الاختبار إيجابية يجب اللجوء السريع للطبيب أو المختص النفسي؛ حتى لا تزداد الحالة سوءًا.

كذلك يطلب الطبيب مع هذه الاختبارات إجراء تحليل هرمونات الغدة الدرقية؛ لمعرفة إذا كان نقصها سبب الاكتئاب.

 

علاج اكتئاب بعد الولادة

يعتمد علاج الاكتئاب على العلاج النفسي التفاعلي بين الطبيب والمريضة بجانب العلاج الدوائي.

العلاج النفسي

يساعد الطبيب النفسي أو مختص الصحة العقلية على تجاوز هذه الفترة.

إذ يعمل على ترتيب أفكار المريضة وتبسيط بعض الأمور التي تشعر أنها أصعب من أن تتجاوزها بمفردها.

الأدوية

تساعد الاستعانة بمضادات الاكتئاب على تحسين الحالة المزاجية.

لكنه يستغرق بعض الوقت حتى تظهر آثاره كذلك يجب استخدامها تحت إشراف الطبيب خاصةً مع الرضاعة الطبيعية حتى لا تضر الرضيع.

ربما يلجأ الطبيب إلى العلاج الهرموني لرفع مستوى هرمون الإستروجين وتعويض نقصه المفاجئ بعد الولادة.

العلاج الذاتي

يصف الطبيب بعض التمارين والتعليمات التي تساعد على التعافي والتخلص من الاكتئاب.

ينتج عن الالتزام بالعلاج والمتابعة الطبية تحسن ملحوظ بعد ستة أشهر، لكن بعض الحالات تستغرق وقتًا أطول.

يجب الرجوع إلى الطبيب في حالة استخدام أقراص منع الحمل الهرمونية؛ لتغييرها إلى وسيلة أنسب للحد من الاكتئاب المصاحب لهذا النوع من موانع الحمل.

 

خطوات التخلص من اكتئاب بعد الولادة

يمكن اتباع بعض الخطوات بعد الولادة؛ لتقليل أعراض الاكتئاب والمساعدة على التخلص منه، مثل:

  1. طلب المساعدة من المحيطين.
  2. تقليل سقف التوقعات؛ فلا تحملي نفسك أكثر من قدرتها.
  3. ممارسة الرياضة قدر المستطاع.
  4. تخصيص وقت لنفسك والخروج من المنزل لتجديد طاقتك.
  5. تقبل الأيام السيئة وتوقع الجيد.
  6. أخذ قسط كافٍ من الراحة والنوم عندما ينام طفلك.
  7. الاختلاط بالعائلة والأصدقاء وتجنب العزلة.
  8. تحسين علاقتك بزوجك وطلب المساعدة والدعم النفسي منه.
  9. تجنب المشروبات الكحولية والكافيين.

 

في الختام -عزيزتي الأم الجديدة- أنتِ تقومين بعمل عظيم ويحتاج طفلك إلى حبك ورعايتك؛ لذا لا تستسلمي لأعراض اكتئاب بعد الولادة.

اطلبي العلاج النفسي والمساعدة والدعم من المحيطين بكِ حتى تتجاوزي هذه المرحلة بسلام.

 

اقرأ أيضًا

اعراض الحمل خارج الرحم | ما أهم الأسباب؟

الإجهاض | كابوس تواجهه الحامل ما أسبابه؟!

Exit mobile version