تُعد الأمراض المعدية من أخطر الأمراض التي تواجه البشرية؛ لصعوبة السيطرة عليها وانتشارها بقوة، ومن هذه الأمراض السعال الديكي.
ماذا تعرف عن هذا المرض، وهل أُصبت به من قبل في الصغر أو أُصيب به أحد أقاربك؟
سنتناول في هذا المقال كل ما يخص هذا المرض وأعراضه وأسبابه وكذلك اللقاح اللازم لوقاية أطفالنا منه.
ما هو السعال الديكي؟
مرض شديد العدوى يصيب الجهاز التنفسي، اعتُبر واحد من الأمراض التي تصيب جميع الأطفال في مرحلة الطفولة قبل اكتشاف اللقاح الخاص به.
يتميز هذا المرض بالسعال المتقطع الحاد الذي يعقبه صوت شهيق عالٍ يشبه صياح الديك وهو ما يميز صوت كحة السعال الديكي.
يطلق على هذا المرض اسم سعال المئة يوم لأنه قد يستمر من أسابيع إلى شهور.
يعد السعال الديكي عند الاطفال أكثر خطورة من البالغين، وعادةً ما يصيب الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر أو الذين لم يتلقوا اللقاح.
انخفضت حالات الوفاة المرتبطة بالسعال الديكي، ولكنها أكثر شيوعًا بين الرضع لذا ينبغي إعطاء تطعيم السعال الديكي الخاص بالحوامل.
أسباب السعال الديكي
يحدث هذا المرض بسبب عدوى بكتيرية تسببها نوع من البكتيريا تسمى بورديتيلا السعال الديكي (Bordetella pertussis).
تنتقل العدوى عندما يسعل المصاب أو يعطس، إذ إن الرذاذ الحامل للجراثيم ينتشر في الهواء ويصيب أي شخص آخر كان قريبًا منه.
أعراض السعال الديكي
يستغرق ظهور العلامات والأعراض على المريض مدة تتراوح من 7 إلى 10 أيام ويمكن أن تستغرق فترة أطول في بعض الأحيان.
غالبًا ما تكون الأعراض خفيفة في البداية وتشبه أعراض الزكام، مثل:
- السعال.
- احتقان الأنف.
- ارتشاح الأنف.
- الحمى.
تزداد الأعراض سوءًا بعد مرور أسبوع أو اثنين، إذ يتراكم المخاط داخل المجاري التنفسية مسببًا كحة يصعب السيطرة عليها ويمكن لنوبات الكحة الشديدة والمستمرة أن تسبب ما يلي:
- التقيؤ.
- احمرار الوجه أو زرقته.
- الإرهاق الشديد.
- صعوبة التنفس.
المضاعفات
يتعافى البالغون عادةً دون أي مضاعفات ولكن قد تحدث مضاعفات بسبب السعال الحاد، التي تتمثل فيما يلي:
- كدمات بالضلوع.
- التهاب رئوي.
- تمزق الأوعية الدموية في الجلد أو العينين.
- سلس البول.
- فتق في البطن.
لكن تحدث مضاعفات أكثر شدة في الرضع الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر، وتتضمن ما يلي:
- التهاب الرئة.
- تباطؤ التنفس أو توقفه.
- الجفاف أو فقدان الوزن.
- تلف الدماغ.
- التشنجات.
كيف يُشخص السعال الديكي؟
يصعب تشخيص المرض في بدايته لأن أعراضه تشبه أعراض البرد أو الإنفلونزا مما يتطلب الأمر إجراء بعض الاختبارات الطبية لتأكيد التشخيص.
تتضمن هذه الاختبارات ما يلي:
اختبارات الدم
تسحب عينة الدم من المرض وتُرسل للمعمل لفحص عدد خلايا الدم البيضاء، إذ يشير ارتفاع عدد خلايا الدم البيضاء إلى وجود عدوى أو التهاب.
يُعد هذا الاختبار اختبارًا عامًا وليس خاصًا بالسعال الديكي.
اختبار الفم أو الحلق
يأخذ الطبيب عينة من خلال المسح أو الشفط من المنطقة التي يتلقى عندها الأنف مع الحلق (البلعوم الأنفي)، وتُفحص العينة بحثًا عن وجود البكتيريا المسببة للمرض.
الأشعة السينية على الصدر
يطلب الطبيب إجراء أشعة سينية على الصدر للبحث عن وجود أي التهابات أو سوائل في الرئة، التي تظهر عند حدوث التهاب رئوي كما في مضاعفات السعال الديكي.
العلاج
يعتمد العلاج على سن المريض وشدة مرضه، عادةً ما يدخل الأطفال الرضع المستشفى لتلقي العلاج؛ لأنه يكون أكثر خطورة في هذه المرحلة العمرية.
إذا كان الطفل لا يستطيع الاحتفاظ بالسوائل أو الطعام في جوفه، فقد يحتاج إلى إعطائه سوائل وريدية، ويعزل عن باقي أفراد العائلة.
قد يحتاج الطفل إلى الشفط لتنظيف الشعب الهوائية أو إلى الأكسجين إذا لزم الأمر.
يُعالج الأطفال الأكبر سنًا والبالغون في المنزل، تشمل الأدوية التي يتلقاها المريض ما يلي:
- المضادات الحيوية تقتل البكتيريا المسببة للمرض وتساعد على سرعة الشفاء، وتعطى أيضًا لباقي أفراد الأسرة المعرضين للإصابة كجرعة وقائية.
- لا تستخدم أدوية السعال أو مثبطات السعال أو طارد البلغم لعلاج السعال الديكي، لأن تأثيرها ضعيف ولا يوُصى بها.
السعال الديكي وطرق الوقاية منه
أفضل طريقة للوقاية من هذا المرض هو أخذ اللقاح وعادةً ما يعطى مع لقاحات ضد أمراض أخرى وهما مرض الخناق (Diphtheria) ومرض الكزاز(Tetanus).
يوصي الأطباء بأخذ التطعيم في مرحلة الطفولة وفقًا لجدول التطعيمات التي يتلقاها الطفل منذ الولادة.
يتكون اللقاح من مجموعة من خمس حقن تعطى عادةً للأطفال في الأعمار الآتية:
- شهران.
- 4 أشهر.
- 6 أشهر.
- من 15 إلى 18 شهرًا.
- من 4 إلى 6 أعوام.
يمكن أن يساعد اللقاح على منع المرض، لكنه ليس فعالًا بنسبة 100%.
توجد جرعات معززة تعطى للمراهقين إذ إن المناعة من اللقاح تميل إلى التراجع في سن 11 عامًا.
يوصي الأطباء بأخذ جرعات معززة في هذا العمر للحماية من السعال الديكي والخناق والكزاز.
كذلك يوصي الأطباء بإعطاء اللقاح للحوامل بين الأسبوعين 27 و36 من الحمل، إذ يعطى بعض الحماية للرضيع في أثناء الأشهر القليلة الأولى من عمره.
الآثار الجانبية لتطعيم السعال الديكي
تكون الآثار الجانبية للقاح خفيفة وتشمل ما يلي:
- الحمى.
- الصداع.
- التقرح موضع الحقنة.
- التعب أو الإرهاق.
العلاجات المنزلية
توجد بعض العلاجات المنزلية للتعامل مع نوبات السعال للمرضى الذين يخضعون للعلاج في المنزل، من هذه العلاجات ما يلي:
- أخذ قسط وفير من الراحة.
- تناول كثير من السوائل، وينبغي مراقبة علامات الجفاف في الأطفال مثل جفاف الشفتين والجلد أو البكاء دون دموع أو الخمول.
- تناول وجبات بكميات صغيرة لتجنب القئ بعد السعال.
- يجب الحفاظ على نقاء هواء المنزل وخلوه من المهيجات التي تثير السعال مثل دخان التبغ وبخاخات الأيروسول والدخان المتصاعد من المطبخ والمدافئ.
- الوقاية من انتقال المرض بين أفراد الأسرة بارتداء القناع وغسل اليدين عدة مرات.
الفرق بين السعال العادي والسعال الديكي؟
لعلك تتساءل -عزيزي القارئ- كيف تفرق بين السعال العادي والسعال الديكي خاصةً أن الأعراض تتشابه معًا كما ذكرنا سابقًا.
الفرق بينهما أن في حالة السعال العادي تهدأ الكحة بعد عدة أيام؛ وبتناول أدوية السعال تنتهي تمامًا.
بينما في حالة السعال الديكي تزداد الكحة سوءًا ويكون لها ذلك الصوت المميز.
شبيه السعال الديكي
يوجد بعض الأمراض التي تشبه السعال الديكي في الأعراض التي تظهر على المريض، مثل:
- عدوى الجهاز التنفسي الفيروسية التي تسببها بعض الفيروسات مثل: الفيروسات الغدانية (Adenovirus)، فيروس الإنفلونزا (Influenza virus)، الفيروس المعوي (Enterovirus).
- الالتهاب الرئوي بالمفطورات. (Mycoplasma pneumonia).
- عدوى الفيروس المخلوي التنفسي (Respiratory syncytial virus).
- الكلاميديا الرئوية (Chlamydial pneumonia).
متى يجب زيارة الطبيب؟
يجب زيارة الطبيب فورًا إذا ظهرت على المريض هذه الأعراض مع نوبات السعال المستمرة.
- التقيؤ.
- التنفس بصعوبة أو تقطعه.
- الاستنشاق المصحوب بصوت شهقة عالية.
- تحول الوجه إلى اللون الأحمر أو الأزرق.
ختامًا، رغم خطورة السعال الديكي في مرحلة الطفولة، لكن يمكن السيطرة عليه باتباع طرق الوقاية السليمة واستشارة الطبيب عند ظهور أي أعراض على الجسم.
ينبغي لكل أم متابعة جدول التطعيمات منذ ولادة الطفل، والحرص على إعطائه كافة التطعيمات حرصًا على سلامته.
دمتم أصحاء!
اقرأ أيضًا