هل سمعت من قبل عن زراعة نخاع العظم للاطفال؟ ربما لم يتسن لك معرفتها!
لكن إذا كان الطفل مصابًا بالسرطان أو أي مرض وراثي فهي العلاج الأمثل، لأنها تهدف إلى حقن خلايا جذعية جديدة تحفز نمو نخاع جديد سليم.
لمعرفة نسبة نجاحها، وتكلفتها، والمضاعفات؛ فعليك قراءة المقال للنهاية فهو دليلك المفصل لكل ما تود معرفته.
عملية زراعة نخاع العظم لمرضى الأنيميا
يحدث مرض فقر الدم (الأنيميا) عندما لا يوجد عدد كاف من الكريات الدم الحمراء لنقل الأكسجين لجميع أجزاء الجسم، وإليك بعض الحالات التي تحتاج لاستبدال الخلايا الجذعية:
فقر الدم اللاتنسجي (Aplastic Anemia)
يُعد اضطرابًا نادرًا في الدم، يتسبب في حدوث متلازمة فشل نخاع العظم؛ فلا ينتج ما يكفي من خلايا الدم الحمراء، وخلايا الدم البيضاء، والصفائح الدموية.
فقر الدم المنجلي (Sickle Cell Anemia)
يعد مرضًا وراثيًا يسبب تشوه في خلايا الدم الحمراء فلا يوجد عدد كافي سليم لنقل الأكسجين في الجسم كله.
الثلاسيميا (Thalassaemia)
يعد مرضًا وراثيًا يتسبب في انخفاض مستوى الهيموجلوبين، وكريات الدم الحمراء عن المعدل الطبيعي.
لذلك تعد عملية زراعة نخاع العظم لمرضى الأنيميا الحادة هو العلاج الوحيد.
تُسمى أيضًا عملية زرع الخلايا الجذعية (Stem Cell Transplant)؛ إذ تُستبدل الخلايا الجذعية التالفة بأخرى سليمة، ويمكن جمعها من هذه المصادر:
- نخاع العظم من المتبرع نفسه.
- خلايا الجذعية المحيطية (Peripheral Stem Cells) التي سبق علاجها قبل إزالتها.
- دم الحبل السري (Umbilical Cord Blood).
زراعة النخاع لمرضى سرطان الغدد الليمفاوية
تعتمد زراعة النخاع لمرضى سرطان الغدد الليمفاوية على تدمير أكبر عدد من الخلايا السرطانية.
يقتل العلاج الكيميائي الخلايا السرطانية، والخلايا الجذعية الموجودة في نخاع العظم معًا؛ لذلك يجمع الأطباء الخلايا الجذعية، أو نخاع العظم من المتبرع.
يتمكن الأطباء من إعطاء الخلايا إلى المريض مرة أخرى بعد الانتهاء من العلاج الكيميائي من خلال الوريد بعد تصفيته بواسطة التنقيط.
لذلك تجد الخلايا طريقها للوصول إلى نخاع العظم، وتكوين خلايا دم جديدة لمريض السرطان.
أنواع زراعة نخاع العظمي
يتوافر نوعان من زراعة نخاع العظم وهما:
الزرع الذاتي (Autologous)
يتميز الزرع الذاتي فيما يأتي:
يحدث من خلال استخدام الخلايا الجذعية للفرد نفسه، لذلك لن تقلق حيال عدم التوافق بين الخلايا وبعضها عند زراعة الخلايا الجذعية الذاتية.
يُستخدم هذا النوع عندما يكون خلايا النخاع سليمة، لذلك يمكن تجميدها وتخزينها لحين استخدامها فيما بعد.
يُستخدم الزرع الذاتي في علاج كل من:
- الورم النقوي (Myeloma).
- اضطرابات الخلية البلازمية (Plasma cell disorders).
- لمفومة هودجكين (Hodgkin’s Lymohoma).
- لمفومة اللا هودجكين (Non- Hodgkin’s Lymopho).
الزرع الخيفي (Allogeneic)
تُستخدم الخلايا الجذعية من متبرع أحد أفراد العائلة، أو أحد المعارف، أو شخص لا تعرفه.
تُجمع الخلايا الجذعية الخيفية من نخاع العظم داخل عظم الورك للمتبرع، أو من دم المتبرع.
سيتلقى المريض جرعات عالية من العلاج الكيميائي، أو الإشعاعي؛ ذلك لتدمير الخلايا التالفة، وتهيئة جسم المريض لتلقي خلايا المتبرع.
نسبة نجاح عملية زرع الخلايا الجذعية
تتراوح نسبة نجاح عملية زرع الخلايا الجذعية من 70% إلى 90% للمرضى المصابين بأمراض غير خبيثة؛ بشرط أن يكون المتبرع شقيقًا ومطابقًا.
بينما تتراوح نسبة نجاح العملية من 36% إلى 65%، في حالة عدم التطابق مع المتبرع.
بالنسبة للمريض الذي يعاني مرض سرطان حاد تتراوح نسبة نجاحها من 55% إلى 68%، بشرط أن يكون المتبرع مطابقًا.
بينما تتراوح نسبة نجاح العملية من 26% إلى 50%، في حالة عدم التطابق مع المتبرع.
بديل زرع النخاع
يعد دم الحبل السري (Umbilical Cord Blood) بديلًا لزرع النخاع؛ ذلك لأنه مصدر للخلايا الجذعية المكونة للدم.
أظهرت التحليلات الأخيرة في المختبر (UCB)؛ أنه يمكن إعطاؤه في الجسم الحي للأشقاء المتطابقين كليًا أو جزئيًا؛ وذلك لإعادة تكوين النخاع في الأمراض الخبيثة والاضطرابات الوراثية.
تكلفة عملية زراعة نخاع العظم
مما لا شك أن تكلفة عملية زراعة نخاع العظم في مصر مرتفعة جدًا؛ لأنها تحتاج إلى تجهيزات ومعدات ذات تكلفة عالية.
بالإضافة إلى معامل لفصل الخلايا الجذعية، وتخزينها، وتجميدها لحين عملية زراعتها.
يعد مركز أورام المنصورة الجامعي من أهم المستشفيات المصرية لعمليات زرع النخاع، وهي مجهزة بكبسولات لعزل المرضى بتكلفة وصلت إلى 50 مليون جنيه.
تتحمل الدولة كثير من تكاليف العلاج، من خلال التأمين الصحي، أو العلاج على نفقة الدولة، وفي المتوسط تصل تكلفة علاج المريض الواحد إلى 170 ألف جنيه.
تتكلف عملية زراعة النخاع العظمي الذاتي في مصر حوالي 200.00 ألف جنيه، وتتراوح تكلفة الزراعة لمتبرع متوافق 280.000 ألف جنيه.
تتراوح تكلفة الزراعة لمتبرع غير متوافق أو نصف متوافق حوالي 300.000 ألف جنيه.
ما بعد عملية زرع النخاع
يحتاج الطفل بعد عملية زرع النخاع إلى رعاية طبية دقيقة؛ وذلك لمتابعة حدوث عدوى أو مضاعفات أخرى.
ينبغي البقاء بالقرب من المستشفى عدة أسابيع إلى شهور وفقًا إلى نوع عملية الزرع، وخطر حدوث المضاعفات.
يجب المتابعة الطبية مدى الحياة؛ لمراقبة المضاعفات المتأخرة، ومدى الاحتياج إلى عملية نقل خلايا الدم الحمراء، والصفائح الدموية حتى يبدأ نخاع العظم في إنتاج كمية مناسبة من ذاته.
لعلك-عزيزي القارئ- تتساءل عن مخاطر عملية زراعة نخاع العظم للاطفال، وهل هناك مخاطر ما بعد عملية زرع النخاع؟ وما النصائح المتبعة في مرحلة الشفاء؟
مضاعفات بعد عملية زراعة النخاع
تحدث مضاعفات بعد عملية زراعة النخاع؛ بسبب عديد من العوامل نذكر منها الآتي:
- التعرض للعلاج الكيميائي والإشعاعي قبل عملية الزرع وبعدها.
- عمر الطفل المريض والصحة العامة له.
- نوع عملية الزراعة.
- الأدوية المستخدمة بعد عملية الزرع.
تسبب كل هذه العوامل ظهور مضاعفات ومنها الآتي:
- نمو غير طبيعي للأنسجة الليمفاوية.
- عودة السرطان.
- السرطانات الثانوية (الجديدة).
- تليف الأنسجة.
- العقم.
- التغيرات الهرمونية في الغدة النخامية، والغدة الدرقية.
- إعتام عدسة العين.
- تقرحات الفم والحلق.
- القيء والغثيان.
- النزيف الحاد.
- الطفح الجلدي.
يمكن أن يرفض جسم المريض الخلايا الجذعية الجديدة خاصةً بعد عملية زراعة النخاع الخيفي، إذ إن الخلايا الجذعية للمتبرع تهاجم خلايا المريض.
تسمى الحالة (Chronic Graft Versus Host Disease)، إذ تهاجم الخلايا المناعية للمتبرع عدة أعضاء للمريض، مثل: الكبد، والجلد، والجهاز الهضمي.
نصائح للتعافي من عملية زراعة النخاع
إليك بعض النصائح في خلال مدة التعافي ومنها الآتي:
الأدوية
يجب تناول الأدوية للوقاية من العدوى؛ لأن الجهاز المناعي يحتاج إلى وقت كافٍ للتعافي.
يُنصح بتناول الأدوية المثبطة للجهاز المناعي في حالة الزراعة الخفية (Allogeneic Transplantation)؛ لتقليل رد فعل الجهاز المناعي.
النظام الغذائي
يحتاج الطفل إلى تنظيم غذائي سليم بعد عملية زراعة نخاع العظم للاطفال؛ وذلك لتجنب زيادة الوزن المفرطة والبقاء بصحة جيدة، مثل:
- يجب الإكثار من تناول الأطعمة الصحية، مثل: الخضراوات، والفاكهة، والحبوب، واللحوم، والدواجن.
- تجنب الجريب فروت وعصير الجريب فروت؛ لأن له تأثير في الأدوية المثبطة للمناعة مثل مثبطات الكالسينيورين (Calcineeurin Inhibitors).
- الحد من استخدام الملح، وتناول الأسماك والمأكولات الخالية من الدهون.
الدعم المعنوي والتأقلم
يُعد العيش مع زراعة نخاع العظم أو انتظار زراعة نخاع العظم أمرًا صعبًا؛ لذلك من الطبيعي أن يكون لديك
المخاوف.
الانضمام إلى أشخاص أُجريت لهم عملية زرع بالفعل، وذلك لأنها توفر للمريض ولعائلته مشاركة المخاوف،
والصعوبات، والنجاحات مع الذين مروا بتجارب مماثلة.
أخيرًا، عملية زراعة نخاع العظم للاطفال (الخلايا الجذعية) هي علاج للأطفال، والمراهقين المصابين ببعض أنواع السرطان، واضطرابات الدم الأخرى.
نتائج عملية زرع النخاع ممتازة إلا إنها في بعض الحالات يرفض جسم الطفل عملية الزراعة؛ وذلك يؤدي إلى مضاعفات تهدد الحياة.
اقرأ أيضًا
هل سرطان المعدة الحميد خطير؟ كل ما تود معرفته عنه
فقر الدم المنجلي | هل يمكن المصاب الزواج؟