يحتل علاج تكيس المبايض حيزًا كبيرًا من اهتمام الأطباء، إذ يؤثر مرض تكيس المبايض في وظيفتها فى سن الخصوبة والإنجاب عند السيدات.
كذلك ذكرت إحصائية في بريطانيا أن سيدة من كل 10 سيدات تعاني مرض تكيس المبايض، لكن أكثر من نصف مريضات تكيسات المبايض قد لا تظهر عليهن أي أعراض.
كيف تحدث تكيسات المبايض؟
يُعد حالةً مرضية شائعة، لم يستطع العلماء إيجاد سببًا دقيقًا لها، لكن يبدو أن للجينات الوراثية دورًا ملحوظًا في توارث هذا المرض جيلًا بعد جيل.
إذ أدرك العلماء أن جينات عدة -وليس جينًا واحدًا فقط- تسهم في هذه الحالة.
فيسيولوجيًا؛ تعاني كثير من السيدات المصابات بمتلازمة تكيس المبايض (PCOS) اضطرابًا في هرمونات الأندروجين والإستروجين،
بالإضافة إلى ذلك ترتفع نسبة الأنسولين لديهن.
كذلك يحتوي المبيض لديهن على عديد من الحويصلات، التي تعد أكياس دقيقة غير مكتملة النمو، ويُفترض أن تنمو فيها البويضة.
عادةً ما تكون تلك الأكياس مملوءة بالسوائل التي تحيط بالبويضات، وتعوق نمو البويضات والتبويض.
فبدلًا من أن تنضج البويضة، تتطور التكيسات وتتراكم الأكياس في المبايض، فيتضخم المبيض بدلًا من إتمام عملية التبويض.
تكون هذه الأكياس غير قادرة على إطلاق البويضة، مما يعني توقف التبويض، مما يؤثر في الخصوبة وقدرة السيدة على الحمل والإنجاب.
لذلك تعاني عديد من المريضات فترات حيض غير منتظمة أو توقف تام للدورة الشهرية.
كذلك تعانين زيادة الوزن أو السمنة بازدياد كمية الأنسولين التي ينتجها الجسم.
إذ تقاوم مستقبلات الخلايا في مريضات تكيس المبايض عمل الأنسولين، مما يؤدي إلى زيادة إنتاج الأنسولين للتغلب عليها، مما يعني بالتبعية ارتفاع نسبة الأنسولين في الدم، واكتساب المريضة مزيد من الوزن.
اعراض تكيس المبايض
من أشهر أعراض متلازمة تكيس المبايض ما يلي:
- اضطراب الدورة الشهرية، إذ تعاني المريضة فترات نزف غزيرة.
- تضخم المبايض.
- صعوبة الحمل.
- نمو الشعر الزائد في الوجه أو الصدر أو الظهر أو الأرداف.
- زيادة الوزن.
- ترقق وتساقط شعر الرأس.
- البشرة الدهنية أو حب الشباب.
- ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم.
- مشكلات النوم أو الشعور بالتعب.
- الصداع.
- الشواك الأسود، ويتمثل في بقع سميكة داكنة مخملية على الجلد تحت الذراع أو مؤخرة الرقبة وفي منطقة الفخذ أحيانًا.
مضاعفات تكيس المبايض
قد تشمل مضاعفات متلازمة تكيس المبايض ما يلي:
- العقم.
- سكر الحمل.
- ارتفاع ضغط الدم خلال الحمل.
- الإجهاض أو الولادة المبكرة.
- التهاب الكبد الدهني.
- متلازمة اختلال التمثيل الغذائي (ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع السكر، ومستويات غير طبيعية من الكوليسترول أو الدهون الثلاثية).
- مرض السكري من النوع 2.
- صعوبة التنفس في أثناء النوم.
- الاكتئاب والقلق واضطرابات الأكل.
- نزيف الرحم غير الطبيعي.
- سرطان بطانة الرحم.
- السمنة.
مدة علاج تكيس المبايض
يستهدف الأطباء استرجاع التوازن الهرموني إلى جسم المريضة، الذي يتطلب مدة تصل إلى ستة أشهر من استخدام أدوية منع الحمل الهرمونية وغيرها من الأدوية التي تعمل على استعادة المعدلات الطبيعية للهرمونات في الجسم.
ربما تطول تلك المدة أو تقصر وفقًا لاختلاف الأعراض وحدتها.
علاج تكيس المبايض للبنات
عادةً ما تظهرالأعراض في أواخر سن المراهقة أو أوائل سن العشرين.
يتوقف تحديد بروتوكول علاج مرض تكيس المبايض على العمر ونوع الأعراض التي تعانيها المريضة وشدتها.
من أهم البروتوكولات التي يعتمد عليها الأطباء في علاج تكيس المبايض ما يأتي:
الحمية الغذائية
قد يؤدي فقدان 5% إلى 10% من الوزن وتناول نظام غذائي صحي ومتوازن إلى تحسين كثير من الأعراض.
كذلك تساعد على تحسين مستوى الأنسولين في الدم وتنظيم الدورة الشهرية والسيطرة على مستويات السكر والكوليسترول أيضًا.
جدير بالذكر، أنه يمكن للغدد الصماء تنظيم نسبة السكر في الدم، واستعادة الاتزان الهرموني للجسم من جديد، بالابتعاد عن تناول السكريات الصناعية والمواد الحافظة، والاعتماد على الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والبقوليات.
بالإضافة إلى تناول البروتينات الصحية والمعادن الهامة للجسم، مثل: الحديد والمغنسيوم.
كذلك يرتبط هرمون الإستروجين بنسبة الكافيين في الدم، لذلك ينصح الأطباء بتجنب القهوة والشاي، واستبدالها بمشروبات خالية من الكافيين، مثل: الأعشاب المفيدة.
أدوية فقدان الوزن
أحيانًا يلجأ الأطباء إلى أدوية فقدان الوزن مع الحمية الغذائية للمساعدة على الوصول إلى الوزن المناسب للحالة، ومن هذه الأدوية:
الأورليستات (Orlystate)
يمنع هذا الدواء امتصاص بعض الدهون، وقد يحسن أيضًا مستويات الكوليسترول في الدم.
لذلك يجب على المريضة أيضًا الالتزام بتناول الفيتامينات حتى لا يعاني الجسم نقصًا في بعض الفيتامينات الهامة، مثل:
فيتامين (أ)، فيتامين (هـ)، فيتامين (ك)، وفيتامين (د).
الميتفورمين (Metformin)
يقوي حساسية مستقبلات الأنسولين؛ مما يؤدي إلى انخفاض الأنسولين في الدم.
يساعد ذلك على إنقاص الوزن، كذلك يقلل نسبة الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وينظم التبويض.
العلاج بالليزر
يستهدف العلاج بالليزر بصيلات الشعر غير المرغوب فيها، مما يضعفها ويقلل غزارتها وكثافتها.
لكن يحتاج العلاج بالليزر إلى عدة جلسات للوصول إلى نتائج مرضية، وقد يعود بعض الشعر، إلا إنه يكون أدق وأقل وضوحًا.
علاج تكيس المبايض للمتزوجة
لا يوجد علاج جذري لمتلازمة تكيس المبايض، لكن يلجأ الأطباء إلى الأدوية المناسبة لعلاج الأعراض التي تعانيها المريضة ومن أهمها مشكلات الخصوبة.
إذ ينصح الطبيب بتناول العقاقير التي تتناسب مع أعراض الحالة.
وسائل منع الحمل الهرمونية
تعمل وسائل منع الحمل الهرمونية على استعادة الاتزان الهرموني للجسم، مثل: لصقة الجلد، أو حبوب منع الحمل، أو حلقة مهبلية ، أو اللولب هرموني.
كذلك يمكن أن تساعد هذه الأدوية على تقليل فرص الإصابة بمرض سرطان بطانة الرحم، وتنظيم فترات الدورة الشهرية وإزالة حب الشباب، وتقليل شعر الجسم الزائد.
أدوية الخصوبة
تزيد فرص الحمل، وذلك بتسهيل عملية التبويض طبيعيًا، ومن أهمها كلوميفين وليتروزول.
- كلوميفين (Clomifene)
يساعد النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض على بدء الحمل بصورة صحيحة، وذلك بتحفيز عملية التبويض.
لكن يجب التنويه أن مثل هذه الأدوية تزيد فرص إنجاب التوائم.
فإذا لم يكن استخدام أدوية الخصوبة فعالًا، فقد يميل الأطباء إلى الاستعانة بإجراء جراحي بسيط للتخلص من الأنسجة المصابة.
تثقيب المبيض بالمنظار (LOD)
تعتمد تلك التقنية على استخدام الحرارة أو الليزر، لتدمير أنسجة المبيض المسؤولة عن إحداث الخلل الهرموني وإنتاج هرمونات الاندروجين، مما يساعد هرمونات الجسم على الوصول إلى المستويات الطبيعية.
ختامًا، أردنا أن نوضح أبعاد وأهمية علاج تكيس المبايض كذلك أردنا توضيح أن هذا المرض يعد خللًا هرمونيًا، يصيب كثير من السيدات، لكن مع العلاج والالتزام بتعليمات الطبيب، يتمكن معظم النساء المصابات بتكيس المبايض من الحمل بصورة صحيحة.
كذلك الالتزام بالغذاء المناسب والتمارين الرياضية وتعليمات الطبيب يعيد للجسم حالتة الهرمونية الطبيعية والقدرة على الحمل والولادة طبيعيًا.