فوائد الرضاعة الطبيعية لصحة الام | صحة طفلك بين يديك

فوائد الرضاعة الطبيعية لصحة الام

دائمًا ما يتردد إلى أسماعنا أن الرضاعة الطبيعية الاختيار الأمثل للطفل بعد الولادة.

لكن، هل فكرت يومًا بفوائد الرضاعة الطبيعية لصحة الام؟

سنكتشف سويًّا في هذا المقال مدى فوائد الرضاعة الطبيعية للأم وكذلك تأثيرها في الطفل مدى الحياة.

كذلك سنتحدث عن الشروط الصحيحة لإرضاع طبيعي دون ألم، لكي يطمئن قلبك وتختاري التغذية الأمثل لرضيعك.

الرضاعة الطبيعية

تُعرف الرضاعة الطبيعية بأنها عملية فطرية تعتمد على تغذية الطفل بحليب الأم مباشرة من ثدي الأم أو بطريقة غير مباشرة باستخدام جهاز مضخة حليب الأم (Breast Pump).

توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال ومنظمة الصحة العالمية بضرورة الرضاعة الطبيعية دون إضافة عناصر أخرى، مثل: الماء أو العصائر أو الطعام مدة ستة أشهر على الأقل.

يرجع هذا الاهتمام الشديد من قِبل تلك المنظمات العالمية؛ بسبب مدى فوائد الرضاعة الطبيعية لصحة الام والطفل على حد سواء، وهذا ما ستكتشفه بنفسك في السطور التالية.

 

فوائد الرضاعة الطبيعية للام 

لا تقتصر فوائد الرضاعة الطبيعية بالنسبة إلى الأم على إشباع مشاعر الأمومة وتعزيز الروابط النفسية والجسدية بينها وبين صغيرها، إنما تعود عليهما بفوائد جسدية ونفسية أيضًا.

في البداية، سنتطرق سويًا إلى فوائد الرضاعة الطبيعية لصحة الام، وتتضمن ما يلي:

إنتاج هرمون الاوكسيتوسين (Oxytocin)

يُفرز الجسم هرمون الأوكسيتوسين المعروف باسم “هرمون الحب والسعادة”، بالإضافة إلى مجموعة هرمونات أخرى، مثل: البرولاكتين (Prolactin) في أثناء الحمل.

جدير بالذكر أنه ترتفع مستويات كل منهم خلال الرضاعة الطبيعية.

تلعب تلك الهرمونات المختلفة، خاصةً هرمون الأوكسيتوسين دورًا هامًا في الحالة النفسية والجسدية للأم المُرضعة، مثل:

انقباض عضلات الرحم

يُحفز هرمون الأوكسيتوسين رحم الأم المرضعة على الانقباض وتقليص حجمه وإعادته إلى وضعه الطبيعي بمعدل أسرع عن رحم الأم غير المرضعة.

إذ ينقبض رحم المرضعات في خلال ستة أسابيع تقريبًا بعد الولادة، على عكس الأم غير المرضعة التي ينقبض رحمها في خلال عشر أسابيع.

لذلك تُعد هذه الميزة من أهم فوائد الرضاعة الطبيعية للرحم. 

تقليل نزيف الدم

يساعد هذا الهرمون على تقليل فقدان الدم في أثناء مدة النفاس؛ مما يساعد على حماية الأم من الإصابة بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد.

تقلل الشعور بالتوتر وزيادة المشاعر الإيجابية

يُعد كل من هرمون الأوكسيتوسين والبرولاكتين مهدئين طبيعيين في الجسم ويحفزان المشاعر الإيجابية لدى الأم المرضعة، مثل: السعادة، والرضا، وزيادة الثقة بالنفس والاستمتاع بعناية الطفل الجديد.

أقل عرضة للإصابة بالاضطرابات النفسية

تعاني -معظم- الأمهات حديثات الولادة القلق والتوتر أو اكتئاب ما بعد الولادة (Postpartum Depression) وأيضًا تغير شديد في الحالة المزاجية.

يظهر هذا من خلال التحول المفاجئ من مشاعر الفرح والسعادة إلى خوف وقلق شديدين دون مبرر أو سبب واضح.

أثبتت الأبحاث العلمية أن الأمهات اللاتي يتبعن الرضاعة الطبيعية أكثر هدوءًا واسترخاءًا وأقل عرضة للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.

أقل عرضة للإصابة بالأمراض

أثبتت الدراسات العلمية أن الأمهات المرضعات أقل عرضة للإصابة ببعض الأمراض الجسدية على المدى البعيد، وتتضمن ما يلي:

فقدان الوزن

يُعد اكتساب الوزن في أثناء الحمل أمرًا طبيعيًا، مشيرًا إلى زيادة حجم الجنين والتغييرات الهرمونية في الجسم.

تسهم الرضاعة الطبيعية في إنقاص الوزن الزائد من خلال حرق السعرات الحرارية بنسبة 300 إلى 500 سعرة حرارية يوميًا لإنتاج ما يكفي من حليب الأم لتلبية احتياج الطفل.

تأخر الحيض (الدورة الشهرية)

يفرز الجسم هرمون البرولاكتين بكميات كبيرة لإنتاج حليب الأم؛ مما يؤدي إلى تثبيط هرموني الإستروجين (Estrogen) والبروجسترون (Progesterone) المسؤولَين عن تحفيز الإباضة وتأخير الدورة الشهرية.

كذلك يمكن استخدام الرضاعة الطبيعية ضمن إحدى وسائل منع الحمل الطبيعية، لكن تحت شروط خاصة لضمان فاعليتها، منها:

مع ذلك، لا يجب الاعتماد على الرضاعة الطبيعية ضمن وسائل منع الحمل الفعالة.

كذلك يفضل استشارة الطبيب المختص لتحديد وسيلة منع الحمل المناسبة.

تقلل الألم المزمن بعد الولادة القيصرية

أثبتت الدراسات العلمية مدى فوائد الرضاعة الطبيعية للام بعد الولادة القيصرية؛ إذ تساعد على تقليل الآلام المزمنة الناجمة عن جراحة الولادة القيصرية.

لهذا السبب قد يوصي الأطباء بضرورة إرضاع الطفل في غضون ساعة بعد الولادة؛ لتقليل معاناة الأم آلام الولادة القيصرية التي قد تستمر في بعض الحالات إلى ثلاثة أشهر.

بعد أن تعرفنا سويًا إلى فوائد الرضاعة الطبيعية لصحة الام، سنتحدث بعد ذلك عن فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل.

 

فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل

يسمى حليب الأم “بالذهب السائل” نظرًا لتعدد فوائده الصحية للطفل؛ لاحتوائه على الفيتامينات والعناصر الغذائية الهامة التي تعزز النمو الحركي والحسي للطفل.

نعرض فيما يلي بعض تلك الفوائد:

الغذاء الأمثل للطفل

يتميز حليب الثدي بتغير مكوناته وفقًا لتغير احتياجات الطفل على مدار مراحل نموه أو مرضه على عكس اللبن الصناعي ثابت المكونات، على سبيل المثال لا الحصر:

خلال الأيام الأولى بعد الولادة، ينتج الجسم سائلًا أصفر سميكًا يطلق عليه “اللبأ” وتُعد المرحلة الأولى من حليب الأم.

تتميز تلك المرحلة بأنها غنية بالبروتين ومنخفضة الدهون والسكر؛ لذا تساعد على اكتمال نمو الجهاز الهضمي وتسهيل حركة الأمعاء للتخلص من العقي (البراز الأول الصلب لحديثي الولادة).

تستمر المرحلة الأولى مدة 2 إلى 4 أيام بعد الولادة، ثم يزداد كميته ليتناسب مع نمو الطفل ويطلق عليه الحليب الانتقالي ويستمر ما يقرب من 8 إلى 11 يومًا.

بعد ذلك، يتحول تدريجيًا إلى الحليب الناضج وهو ما يستمر عليه الطفل للحصول على التغذية المثالية اللازمة لاحتياجاته.

تقوية الجهاز المناعي والوقاية من الأمراض

فوائد الرضاعة الطبيعية

يمثل حليب الأم اللقاح الطبيعي الأول للطفل، فهي خط الدفاع الأول ضد الأمراض.

ذلك لاحتوائه على خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن إنتاج الأجسام المضادة؛ التي تساعد على محاربة العدوى المسببة للإصابة ببعض الأمراض.

أثبتت عديد من الدراسات العلمية أن تلك الأجسام المضادة تقوي الجهاز المناعي للطفل وتقلل مخاطر الإصابة ببعض الأمراض، مثل:

الوقاية من السمنة لدى الأطفال

وجد الباحثون أن الاعتماد على الرضاعة الطبيعية طيلة الأشهر الأربعة الأولى على الأقل؛ يساعد على تقليل احتمالية الإصابة بالسمنة لدى الأطفال.

يرجع تفسير ذلك إلى ارتفاع معدل هرمون اللبتين لدى الأطفال الذين يعتمدون على الرضاعة من حليب الثدي مقارنةً بغيرهم.

إذ يتحكم هذا الهرمون في تقليل الشهية وتنظيم وزن الجسم.

تعزيز صحة الأطفال المبتسرين

تساعد الرضاعة الطبيعية على حماية الأطفال المبتسرين من الإصابة بالإنتان (تعفن الدم) أو التهاب الأمعاء والقولون أو أمراض الرئة المزمنة.

علاوةً على ذلك، يحتوي حليب الثدي على الأحماض الدهنية، مثل: حمض DHA 

 (Docahexanoic acid) الذي يساهم في تطور نمو الدماغ والعينين لدى الأطفال.

الآن -عزيزتي الأم- قد ظهرت لكِ الصورة كاملة عن مدى أهمية الكنز الذي منحك الله إياه لكِ ولصغيرك، وأدركتِ الأسباب وراء اهتمام كل المنظمات العالمية بضرورة الرضاعة الطبيعية.

 

شروط الرضاعة الطبيعية الصحيحة للأمهات الجدد

تُعد الرضاعة الطبيعية مهارة مثل غيرها من المهارات التي تتحسن وتتطور بالممارسة؛ حتى تحصلين على أفضل وضعية وأكثرها راحة لكل منكما.

إليك -عزيزتي البطلة- بعض الخطوات الصحيحة للرضاعة الطبيعية السليمة، مثلما يلي:

1- البكاء إحدى علامات الجوع المتأخرة، لذلك من الأفضل معرفة علامات جوع طفلك قبل أن يبدأ بالبكاء، مثل:

2- الاستعداد للرضاعة الطبيعية والحصول على أفضل وضعية مريحة لكليكما؛ ذلك من خلال الجلوس على كرسي مريح أو الاستلقاء على أحد الجانبين في حالة الولادة القيصرية.

3- التفاف ذراعك حول ظهر الطفل مع الإمساك برأس الطفل.

4- استخدمي ذراعك الآخر في توجيه حلمة الثدي على خد الطفل مع مداعبة شفتيه؛ هذا يساعده على فتح فمه على مصراعيه.

5- وجّهي ثديك إلى فم الطفل وتأكدي بأن تكون الحلمة وجزء كبير من المنطقة الداكنة (الهالة) داخل فم الطفل، مع التأكد من ارتفاع ذقن الطفل عن صدره.

6- الاستماع أو رؤية حركة البلع عند الطفل مع عدم وجود ألم في أثناء الرضاعة الطبيعية.

تلك ضمن إحدى علامات الرضاعة السليمة مع

الاطمئنان بحصول الطفل على قدر كافٍ من الحليب.

7- يفضل إرضاع طفلك كلما شعر بالجوع وليس وفقًا لجدول زمني، خاصةً في الأسابيع الأولى من الولادة.

 

ختامًا -عزيزتي البطلة- بعد التعرف إلى فوائد الرضاعة الطبيعية لصحة الام والكنز الذي يحمله حليب ثديك لطفلك، أعلم أن تجربة الرضاعة الطبيعية متعبة ومرهقة لكنها ممتعة أيضًا.

إنها تجربة فريدة، عليكِ الاستمتاع بها والخوض فيها دون خوف أو شعور بالتقصير غير المبرر.

أنت بطلة الحكاية ومصدر الأمان والطمأنينة لصغيرك، فلا تخجلي من طلب المساعدة من الآخرين.

 

اقرأ أيضًا

اسباب الكحة وأنواعها عند الأطفال والكبار

الاسعافات الاولية للاطفال | انقذ حياة طفلك

Exit mobile version