يُعد كيس الحمل الفارغ أحد أهم أسباب حدوث الإجهاض التلقائي الذي تمر به كثير من النساء.
فما هو؟ وما أسباب حدوثه؟ وهل يمكن أن يتكرر؟ هذا ما سنتعرف عليه في مقالنا اليوم، فتابعوا معنا.
ما كيس الحمل الفارغ؟
يحدث عندما تنغرس البويضة المخصبة في جدار الرحم وتتكون المشيمة وكيس الحمل لكنه يبقى فارغًا بدون جنين.
يُطلق عليه أيضًا مصطلح البويضة التالفة (Blighted Ovum)، أو كيس الحمل بدون جنين (Anembryonic Pregnancy)، وينتهي عادةً بالإجهاض (Miscarriage).
كيس الحمل الفارغ وهرمون الحمل
تستمر المشيمة بالنمو على الرغم من عدم وجود الجنين داخل كيس الحمل.
تنتِج المشيمة هرمون الحمل المعروف بهرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية (Human Chorionic Gonadotropin hCG).
لذلك يكون كل من اختبار البول واختبار الدم لقياس مستوى هرمون الحمل (hCG) إيجابيًا في هذه الحالة.
الأعراض
تظهر الأعراض و العلامات على الأم في هذه الحالة تمامًا مثل الحمل الطبيعي، وتشمل:
- فحص حمل إيجابي.
- ألم الثدي، مثل: الإيلام عند اللمس.
- دورة حيض فائتة.
- الغثيان.
عندما ينتهي الحمل، تظهر أعراض الإجهاض، مثل:
- نزف الدم أو بقع الدم من المهبل (Vaginal Spotting).
- تشنجات البطن (Abdominal Cramps).
- اختفاء ألم الثدي.
إن الأعراض التي تصاحب حدوث الإجهاض، قد تحدث أيضًا في الثلث الأول من الحمل من غير وجود إجهاض.
لذلك ينبغي على المرأة مراجعة الطبيب عند ظهور هذه الأعراض لمعرفة الأسباب.
أسباب كيس الحمل الفارغ
يُعتقد أنه يحدث بسبب اضطرابات صبغية (Chromosomal Abnormalities) للبويضة المخصبة.
إذ يكون ذلك إما بسبب ضعف الحيوان المنوي للزوج أو ضعف البويضة للزوجة عند إنتاج البويضة المخصبة، أو لأسباب وراثية.
تزداد احتمالية حدوثه عند وجود صلة قرابة بين الزوجين.
كيف اعرف ان كيس الحمل فارغ؟
قد يحدث الحمل بكيسٍ فارغٍ مبكرًا قبل أن تدرك المرأة أنها حامل.
لكن عندما تظهر أعراض الحمل، تذهب المرأة للطبيبة لإجراء فحص الموجات فوق الصوتية (Ultrasound).
تكتشف الطبيبة وقتها وجود كيس حملٍ فارغٍ، إذ تظهر المشيمة وكيس الحمل بدون جنين.
كم مدة بقاء كيس الحمل الفارغ؟
يعتمد ذلك على كيفية العلاج التي تختارها الأم الحامل.
إذ يناقش الطبيب المريضة بالخَيارات المتاحة، وينصحها بالطريقة المناسبة لحالتها، ولها الخَيار بعد ذلك.
تتضمن هذه الخيارات ما يلي:
الانتظار حتى يحدث الإجهاض تلقائيًا
لكن متى يسقط كيس الحمل الفارغ في هذه الحالة؟ يسقط عادةً بين الأسبوع السابع والأسبوع الثاني عشر من الحمل.
إذ تتوقف المشيمة عن إفراز هرمون الحمل لعدم وجود جنين داخل الكيس، عندها يبدأ النزف والتخلص من بطانة الرحم وإفرازات كيس الحمل الفارغ.
تناول دواء ميزوبروستول (Misoprostol)
يمكن للمريضة تناول دواء ميزوبروستول وذلك لإنهاء الحمل، ويكون بإشراف الطبيب المتخصص.
لكن الآثار الجانبية المصاحبة لهذا الخَيار -بما في ذلك النزيف- تكون شديدة مقارنة بغيرها من الخيارات.
أيضًا يحتاج الجسم إلى عدة أيام ليتمكن من التخلص من كيس الحمل وكافة الأنسجة.
توسيع وكحت الرحم (Dilation and Curettage)
يتضمن ذلك توسيع عنق الرحم (Cervix) وإزالة الكيس الفارغ والمشيمة وأنسجة بطانة الرحم (الكحت).
تكمن فائدة توسيع وكحت الرحم بإرسال الأنسجة للمختبر بهدف فحصها ومعرفة أسباب الحمل بكيس فارغ.
تختار بعض النساء هذا الإجراء للتخلص سريعًا من الحمل -لمعرفتهن بعدم جدواه- بدلًا من الانتظار حتى ينتهي من تلقاء نفسه.
لا يوصي الأطباء عادةً بهذا الإجراء إذا كان الحمل لا يزال في الأسابيع الأولى.
إذ يُعطى الجسم فرصة التخلص من الحمل تلقائيًا بدلًا من إخضاعه للجراحة وما قد ينتج عنها من مضاعفات.
هل يمكن ان يتكرر كيس الحمل الفارغ؟
إذا حملت المرأة بكيسٍ فارغٍ، فلا يعني أن ذلك سيتكرر في الأحمال التالية. إذ يحدث ذلك عادةً مرةً واحدةً.
تحمل أغلب النساء اللواتي مررن بهذه التجربة أحمالًا طبيعيةً في المرات اللاحقة، فلا داعي للقلق من احتمالية تكراره مرةً أخرى.
ينصح الأطباء عادةً بالانتظار ثلاث دورات حيض قبل التفكير بحملٍ جديدٍ؛ وذلك لإعطاء الجسم فرصةً جيدةً للتعافي قبل الحمل مرة أخرى.
يجب استغلال هذه الفترة باتباع نمط حياةٍ صحيٍّ للحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية، وذلك باتباع ما يلي:
- الحفاظ على تناول الطعام الصحي المتنوع.
- الابتعاد عن كل ما يمكن أن يسبب التوتر.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- تناول المكملات الغذائية الخاصة بمرحلة ما قبل الحمل، والمحتوية على حمض الفوليك.
الاسبرين وكيس الحمل الفارغ
يوصي الطبيب المرأةَ التي مرت بتجربة إجهاضٍ سابقةٍ بتناول أقراص الأسبرين ذات الجرعة المنخفضة (Low-Dose Aspirin) عند حدوث حملٍ جديدٍ.
إلا أن الأسبرين لا يمنع حدوث الإجهاض الناتج عن أسباب وراثية؛ لذلك يجب استشارة الطبيب بهذا الأمر.
ختامًا، نود التأكيد على أن كيس الحمل الفارغ يحدث إما لأسبابٍ وراثيةٍ، أو لضعف الحيوان المنوي أو البويضة عند إنتاج البويضة المخصبة.
أيضًا لا يوجد ما تفعله المرأة لمنع حدوثه، لكنه عادةً يحدث مرةً واحدةً، وغالبًا تحمل المرأة أحمالًا طبيعيةً في المرات اللاحقة.