معرفة مدى أهمية لقاح الانفلونزا الموسمية أصبح مصدر تساؤل لكثير من الأشخاص، إذ أصبح فصل الشتاء مرتبطًا بحالات البرد والإنفلونزا المتكررة.
لذلك نتساءل هل يمكن مرور الشتاء دون تكرار الإصابة بالإنفلونزا؟
للإجابة عن هذا السؤال، دعني أحدثك -عزيزي القارئ- عن أهمية لقاح الانفلونزا الموسمية ومساعدتك على التمتع بفصل الشتاء دون إنفلونزا.
ما الإنفلونزا الموسمية؟
تعد الإنفلونزا عدوى تصيب الجهاز التنفسي نتيجة تعرض الإنسان لإحدى فيروسات الإنفلونزا وتعتمد مقاومة هذه الفيروسات على مناعة الجسم.
تسمى الإنفلونزا الموسمية لأن فيروسات الإنفلونزا تنتشر انتشارًا واسعًا في فصل الشتاء وتتكرر الإصابة كل عام.
فيروسات الإنفلونزا سريعة الانتشار ويمكن نقلها بسهولة، وعند دخول الفيروس الجسم وتمكنه منه يؤدى إلى إصابة الإنسان بالمرض وأحيانًا الوفاة.
الفرق بين البرد والإنفلونزا
تتشابه أعراض البرد والإنفلونزا إلا إن هناك فروق أساسية بينهما، هي:
1- نوع الفيروس المسبب لكل منهما.
إذ إن الإنفلونزا تحدث نتيجة الإصابة بفيروسات الإنفلونزا فقط، بينما هناك العديد من الفيروسات التي يمكن أن تسبب حدوث نزلات البرد منها الفيروسات الأنفية وفيروسات كورونا الموسمية.
2- نزلات البرد يمكن أن تحدث في أي وقت من العام بينما الإنفلونزا غالبًا موسمية.
3- أعراض نزلات البرد أخف بكثير من الإنفلونزا.
أعراض الإنفلونزا الموسمية
يصاحب الإصابة بالإنفلونزا الموسمية عدة أعراض، منها:
- آلام الجسم والعضلات.
- الخمول والتعب.
- احتقان الحلق.
- سيلان الأنف أو انسدادها.
- الكحة.
- الصداع.
- الحمى أو ارتفاع درجة حرارة الجسم.
جدير بالذكر أنه أحيانًا يصاحب تلك الأعراض حالات إسهال وقئ.
مضاعفات الإنفلونزا الموسمية
تحدث بعض المضاعفات عند الإصابة بالأنفلونزا الموسمية، مثل:
- حدوث عدوى في الأذن والجيوب الأنفية نتيجة ضعف المناعة بسبب الإنفلونزا.
- حدوث التهاب رئوي.
- نوبات ربو شديدة لدى مرضى الربو والجهاز التنفسي.
- كذلك حدوث التهاب في عضلة القلب أو التهاب الدماغ.
- حدوث تسمم الدم نتيجة ردة فعل مناعية من الجهاز التنفسي .
لقاح الانفلونزا الموسمية
يطلق على لقاحات الإنفلونزا الموسمية أيضًا حقن الإنفلونزا، التي تُصنع لإمداد الجسم بالحماية ضد 4 أنواع من الفيروسات المسببة للإنفلونزا.
تصنع اللقاحات كل عام اعتمادًا على أبحاث العلماء عن فيروسات الإنفلونزا المتوقع انتشارها في الموسم المقبل.
تُعطى اللقاحات من خلال حقن الجسم بفيروس ميت أو بروتين الفيروس، بغرض تحفيز تكوين الأجسام المضادة للفيروس في الجسم وتخزينها لحين الحاجة إليها.
كذلك يتوفر اللقاح على هيئة حقن تحقن في الذراع أو بخاخ للأنف.
تبدأ فاعلية اللقاح وتكوين الأجسام المضادة بعد حوالي أسبوعين من تلقيه.
أهمية لقاح الانفلونزا الموسمية
تتركز أهمية لقاح الانفلونزا الموسمية في الوقاية من فيروسات الإنفلونزا الموسمية، لكن توجد فوائد متعددة للتطعيم به.
فوائد التطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية
- منع الإصابة بالإنفلونزا الموسمية.
- تقليل الأعراض المصاحبة للإنفلونزا الموسمية حال الإصابة به.
- منع ظهور المضاعفات المصاحبة للإنفلونزا التي قد تتطلب الدخول إلى المستشفى من أجل علاجها.
- وسيلة وقاية هامة للأشخاص ذوي الأمراض المزمنة.
- حماية السيدات في أثناء الحمل وحماية المولود من الإصابة لعدة أشهر بعد الولادة.
- حماية الأطفال من مضاعفات الإنفلونزا.
لقاح الأنفلونزا الموسمية وكورونا
لا يحمي لقاح الإنفلونزا الموسمية من الإصابة بفيروس كورونا، لكن نظرًا لأن فيروس كورونا ما زال موجودًا، فهناك فائدتان لتلقي لقاح الإنفلونزا، وهما:
- الحماية من تداخل أعراض الإنفلونزا مع أعراض كورونا حال الإصابة بهما سويًا، مما يؤدي إلى تدهور الحالة الصحية.
- تجنب الشخص دخول أماكن الرعاية الصحية من أجل علاج بعض أعراض الإنفلونزا، التي ربما تكون مصدر للحصول على عدوى كورونا.
لذلك يفضل أخذ لقاح الإنفلونزا الموسمية حتى إذا كان الشخص قد أخذ لقاح كورونا، لأن ذلك يساعد على الحماية من الإصابة بالإنفلونزا.
التطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية
تستمر أعراض الإنفلونزا في بعض الأحيان مدة تتراوح من 3 أيام حتى أسبوعين على الأكثر، لكن تكمن المشكلة في حدوث مضاعفات لدى بعض الأشخاص وقد تكون خطرة.
لذلك فإن تلقي للتطعيم ضد الإنفلونزا قد يكون سبب في تقليل فرص نقل العدوى للمقربين، خاصةً الأكثرعرضةً منهم مثل الأطفال والمسنون.
أثبتت الدراسات أن تلقي التطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية كان له دور كبير في خفض معدل الإصابة بالإنفلونزا الموسمية.
كذلك يقلل اللقاح حدة الأعراض والمضاعفات المصاحبة .
يكون التطعيم سنويًا، أي يتلقى الشخص جرعة من التطعيم مرة كل سنة، لكن بالنسبة للأطفال يفضل إعطاء جرعتين كل سنة يفصل بينهما شهرًا.
أفضل الأوقات لتلقي التطعيم
تعد أفضل الأوقات لتلقي التطعيم في الخريف وأوائل الشتاء قبل بداية انتشار الإنفلونزا.
أفضل توقيت بالنسبة لبعض الفئات
يكون اختيار الوقت المناسب لتلقي التطعيم مهم لبعض الفئات عن غيرهم، لضمان الحصول على أكبر فاعلية للمصل، مثل:
- السيدات الحوامل يفضل التطعيم في الثلاث شهور الأخيرة من الحمل لحماية الأم والطفل بعد الولادة معًا.
- المسنين من عمر 65 عامًا فما فوق يفضل تلقي التطعيم في نهاية شهر سبتمبر أو أوائل شهر أكتوبر حتى تظل كفاءة اللقاح مستمرةً معهم حتى انتهاء فصل الشتاء.
- يفضل تلقي الأطفال اللقاح مبكرًا في المدة ما بين شهري يوليو وأغسطس.
لماذا يجب أن أتلقى لقاح الإنفلونزا الموسمية كل عام؟
قد يظن بعض الأشخاص أن تلقي اللقاح مرةً واحدةً كافٍ للحماية ضد الإصابة بالإنفلونزا مدى الحياة، لكن هذا غير صحيح.
يوجد سببان رئيسيان لتلقي اللقاح سنويًا، هما:
- تتناقص الحماية التي يكتسبها الجسم من تلقي اللقاح تدريجيًا مع الوقت، لذلك يجب تجديدها سنويًا.
- تتطور الفيروسات المسببة للإنفلونزا وتتغير مع الوقت وتتغير معها اللقاحات المناسبة إليها.
لقاحات الإنفلونزا الموسمية
توجد عديد من أنواع لقاحات الإنفلونزا الموسمية لكن جميعها تندرج تحت نوعين رئيسين، هما:
لقاحات الإنفلونزا غير النشطة (IIV)
تصنع من الفيروس الميت، تتوفر على هيئة حقن تؤخذ في الذراع وهي مناسبة غالبًا لجميع الفئات.
لقاحات الإنفلونزا الحية الضعيفة (LAIV)
تصنع من الفيروس الحي بعد إضعافه، تتوفر على هيئة بخاخ للأنف، وهو مناسب فقط من سن سنتين إلى 49 عامًا، ولا يفضل للنساء الحوامل أو الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة.
تسمى معظم اللقاحات الشائعة سواء كانت النشطة أو غير النشطة لقاحات ثلاثية أي أنها مصممة لتقاوم أكثر ثلاث أنواع من فيروسات الإنفلونزا شيوعًا، وهي:
- فيروس (H3N2).
- فيروس (H1N1).
- أحد سلالة فيروسات الإنفلونزا من النوع B.
كذلك تتوفر حاليًا أنواع من اللقاحات تسمى اللقاحات الرباعية وهى تختلف عن اللقاحات الثلاثية في أنها تقاوم أربعة أنواع من الفيروسات، هم:
- نوعين من سلالة فيروسات الإنفلونزا من النوع B.
- فيروس (H3N2).
- فيروس (H1N1).
فئات تحتاج إلى مصل الانفلونزا الموسمية
قد تكون الإنفلونزا بالنسبة إلى بعض الأشخاص مرضًا بسيطًا وتمر أعراضه معهم بسلام.
لكن هناك بعض الأشخاص قد تمثل لهم الإنفلونزا خطرًا على صحتهم نتيجة حدوث مضاعفات الإنفلونزا، وقد تسبب وفاة آخرين.
لذلك هؤلاء الأشخاص يكونون أكثر احتياجًا إلى تلقي مصل الإنفلونزا الموسمية.
أكثر الفئات احتياجا لمصل الانفلونزا الموسمية
بعض الأشخاص قد يكونون أكثرعرضة للمرض وبالتالي أكثر احتياجًا للمصل، مثل:
- الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 65 وما فوق.
- البالغون الذين يعانون مشكلات صحية مزمنة، مثل:
- مرض السكري.
- أمراض القلب.
- أمراض الجهاز التنفسي المزمنة (مثل الربو).
- كذلك أمراض الكبد أو الكلى المزمنة.
- أمراض السمنة المفرطة.
- السيدات الحوامل.
- العاملون بأماكن الرعاية الصحية.
- مقدمو الرعاية الصحية، خاصةً المرافقون لأشخاص أكثر عرضة للمرض مثل مرضى نقص المناعة.
فئات ممنوعة من أخذ لقاح الإنفلونزا
رغم أهمية لقاح الانفلونزا الموسمية، فإن هناك بعض الفئات التي يمثل المصل خطرًا لهم، مثل:
- الأطفال في عمر أقل من ست شهور.
- الأشخاص الذين لديهم حساسية تجاه أي مكون من مكونات اللقاح.
- الأشخاص الذين لديهم حساسية تجاه البيض، لأن بعض الأنواع يدخل في تركيبها البيض.
- كذلك الأشخاص المصابون ببعض أمراض ضعف المناعة (مثل مرض الإيدز أو السرطان)، لكن ليست كل الأنواع من اللقاح مناسبة لهم، لذلك يجب أن يُجرى التطعيم تحت الإشراف الطبي.
هل يمكن أن يسبب اللقاح الانفلونزا؟
الإجابة هي لا، وذلك لأن اللقاح مصمم بوسائل تضمن عدم تسببه في إصابة الإنسان بالإنفلونزا الموسمية.
تعتمد سبل التصنيع جميعًا على تحفيز تكوين الأجسام المضادة لفيروسات الإنفلونزا دون أن يحدث اللقاح نفسه أية عدوى.
طرق تصنيع لقاح الإنفلونزا الموسمية
هناك أكثر من طريقة لتصنيع لقاح الإنفلونزا، مثل:
- استخدام فيروس ميت (غير نشط).
- استخدام الجزء البروتيني من الفيروس وليس له قدرة على إصابة بالإنفلونزا.
- كذلك استخدام فيروس حي لكنه يكون ضعيفًا للغاية إذ لا يكون له أي قدرة على إحداث عدوى.
الآثار الجانبية للقاح الإنفلونزا الموسمية
قد يصاحب تلقي اللقاح بعض الآثار الجانبية التي تزول في خلال يوم أو يومين على الأكثر، مثل:
- ارتفاع بسيط في درجة حرارة الجسم.
- آلام في الجسم والعضلات.
- شعور بألم في الذراع مكان الحقن.
طرق تخفيف حدة الأعراض
يمكن تخفيف حدة الأعراض المصاحبة لتلقي اللقاح بخطوات بسيطة، مثل:
- الاستمرار بتحريك الذراع بانتظام.
- تناول مسكنات الألم، مثل: الباراسيتامول.
ختامًا، عزيزي القارئ الوقاية خير من العلاج وأهمية لقاح الانفلونزا الموسمية تزيد بمرور الوقت نظرًا لانتشار الفيروسات وتطورها في الوقت الحالي.
دمتم سالمين