الحمى القلاعية في المواشي | حقيقة انتقالها للإنسان

الحمى القلاعية في المواشي

“الحمى القلاعية في المواشي” للأسف جملة يمكن أن تكون عادية أو غير مؤثرة في بعض الناس، لكن لمالِك حظيرة مواشي أو ألبان صدّقني لن تكون عادية بالتأكيد.

ما معنى الحمى القلاعية وكيف يمكن أن تتغير حال حظيرة كاملة أو اقتصاد دولة كامل بسببها؟ وهل تنتقل إلى الإنسان أم لا؟ سنعرف معًا في هذا المقال كل ما يجب معرفته عن هذا الفيروس الخطير.

 

مرض الحمى القلاعية (FMD)

ينتمي فيروس الحمى القلاعية (Foot and Mouth Disease Virus) إلى عائلة فيروسات تُدعى (Picornaviridae).

ينقسم إلى 7 سلالات منتشرة في معظم دول العالم وهم: (A، O، C، SAT، SAT2، SAT3، ASIA1).

تختلف كل سلالة عن الأخرى في بعض الأعراض وأيضًا في التحصين؛ إذ تُحصِّن كل دولة المواشي طبقًا للسلالة المُسببة للعدوى داخلها.

يُعد فيروس الحمى القلاعية في المواشي من الفيروسات شديدة العدوى وسريعة الانتقال بين الحيوانات مشقوقة الحافر (Cloven-Hoofed Animals)، مثل: المواشي والماعز.

يؤثِر مرض الحمى القلاعية في كل ما يخُص المواشي، فيؤثر في صحة الحيوان وإنتاج الألبان، يؤدي في النهاية إلى خسائر اقتصادية كبيرة لمالك الحظيرة وللدولة بالكامل.

 

انتقال العدوى بين المواشي

تنتقل العدوى بين المواشي بعدة طرق لأنها تُفرَز في جميع إفرازات الحيوان المصاب، مثل:

كذلك يكثر انتشار العدوى في فصل الشتاء؛ لأن الفيروس لا يتحمل درجات الحرارة العالية ويموت في فصل الصيف.

ينتقل مرض الحمى القلاعية من الحيوان المصاب قبل ظهور أعراضه بأربعة أيام، تُعد هذه الخاصية الأخطر لديه.

يمكن أن ينتشر الفيروس في كامل الحظيرة في وقت قصير دون ظهور أعراض، وهنا يكمُن الخطر.

يمكن أن تنتقل العدوى داخل الحظيرة بعدة طرق، مثل:

كذلك يمكن للحيوان المصاب بعد شفاؤه أن يكون حاملًا الفيروس دون ظهور أعراض وينشر العدوى مرة أخرى.

 

أعراض الحمى القلاعية في المواشي

تظهر أعراض الحمى القلاعية عند الجاموس والأبقار بعد حدوث العدوى بعدة أيام، وتُدعى هذه المدة “أيام حضانة الفيروس” وتتراوح بين 2 : 14 يومًا منذ بداية العدوى.

تتغير شدة الأعراض طبقًا لنوع السلالة وشدة العدوى ونوع الحيوانات المصابة وعمرها ومناعتها، تكون الأعراض شديدة في الماشية كبيرة الحجم، مثل: الأبقار والجاموس وضعيفة في الماشية صغيرة الحجم، مثل: الماعز والأغنام.

كذلك تتغير نسبة الوفاة طبقًا لعُمر الحيوان المصاب، إذ إنها تتراوح بين 1-5% في الماشية كبيرة العمر، وبين 20% أو أكثر في الحيوانات صغيرة العمر.

كذلك قد تصل نسبة الوفاة إلى 100% في الماشية صغيرة الحجم وضعيفة المناعة.

 

أعراض الحمى القلاعية في الجاموس

تنقسم الأعراض إلى أعراض أولية وأعراض ثانوية.

 

الأعراض الأولية

ظهور البثور على جلد الجاموس والماشية أهم عرض الحمى القلاعية.

تظهر البثور غالبًا على:

يؤدي انفجار البثور إلى التقرحات التي تؤدي إلى صعوبة المشي والأكل وأخيرًا إلى ضعف صحة الحيوان وتقليل إنتاجه.

تُشفى هذه البثور في خلال 7 أيام أو أكثر لكن يُمكن أن يحدُث تلوث بعدوى بكتيرية.

 

الأعراض الثانوية

تظهر هذه الأعراض على جميع الحيوانات المصابة لكن تختلف شدتها من حيوانٍ لآخر مثلما ذكرنا سابقًا، مثل:

تصل نسبة نقص إنتاج الألبان في الحيوانات المصابة بعدوى مزمنة إلى 80%.

 

تشخيص وعلاج الحمى القلاعية

تُشخَص عدوى الحمى القلاعية من الأعراض الظاهرة على الحيوان المصاب، لكن يُجرى التأكد من العدوى والتفرقة بينها وبين بعض الأمراض المشابهة الأخرى عبر الاختبارات المعملية.

للأسف، لا يوجد علاج لعدوى الحمى القلاعية في المواشي، كذلك تُشفى الحيوانات المصابة بعد مدة طبقًا للسلالة ومناعة الجسم.

 

الوقاية من العدوى

تعتمد الوقاية من الحمى القلاعية على عدة عوامل، مثل:

 

التحصين

يساعد تحصين المواشي ضد مرض الحمى القلاعية على الحد من العدوى وشدة أعراضها، لكن لا يمنع العدوى بصورة نهائية من الحدوث.

يوجد تحصين خاص بكل سلالة، لذلك يختلف نوع التحصين طبقًا للسلالة الموجودة داخل الدولة.

كانت السلالة O الأكثر انتشارًا في مصر في مصر منذ عام 1951، لكن يوجد حاليًا تحصين ضد السلالات (O، A، SAT2)، انتشرت هذه السلالات في مصر منذ عام 2013.

 

الحمى القلاعية في الإنسان

الحمى القلاعية هل تصيب الإنسان، وهل تحدث بسبب نفس فيروس الحمى القلاعية في المواشي؟

لا تُعد الحمى القلاعية مرضًا مشتركًا -مرض ينتقل من الحيوان للإنسان- مثل مرض السعار.

تُدعى الحمى القلاعية في الإنسان مرض الفم والقدم واليد (Hand, Foot, and Mouth Disease) أو HFMD، وتختلف عن تلك التي تصيب المواشي.

إذ يسبب العدوى هنا نوعان من الفيروسات هما فيروس كوكساكي (a16 (Coxsackievirus a16  وإنتيروفيروس71 (Enterovirus 71).

كذلك تحدث العدوى غالبًا للأطفال تحت سن الخامسة، وتكون أكثر انتشارًا في فصليّ الصيف والخريف.

لا تنتقل عدوى الحمى القلاعية في المواشي إلى الإنسان من خلال لحم الحيوان المُصاب؛ لأن الفيروس يموت فور تعرضه للحرارة والطهي فتكون آمنة للإنسان.

 

أعراض الحمى القلاعية

تظهر أعراض الحمى القلاعية عند الأطفال على مرحلتين:

المرحلة الأولى

تظهر هذه الأعراض فور حدوث العدوى، مثل:

 

المرحلة الثانية

تظهر هنا الأعراض بعد يوم أو يومين من بداية العدوى، مثل:

طرق انتقال العدوى

يوجد الفيروس في جميع طرق إخراج الجسم، مثل:

تنتقل العدوى بعدة وسائل، مثل:

التشخيص والعلاج

يمكن أن يعتمد الطبيب على تشخيص العدوى فقط من خلال الأعراض أو يلجأ إلى التأكد منها معمليًا.

للأسف لا يوجد علاج نهائي إلى الآن لمرض الحمى القلاعية، كذلك لم يكتشف الطب تطعيم الحمى القلاعية حتى الآن.

لا يعتمد العلاج على المضاد الحيوي؛ لأن مسبب المرض فيروسي وليس بكتيري.

يشفى المُصاب غالبًا بعد 7-10 أيام من الإصابة بسبب مناعة الجسم، كذلك يمكن مساعدته على الشفاء بعدة أمور، مثل:

الوقاية والحد من العدوى

يحدُث انتشار العدوى من المريض في أول 7 أيام من الإصابة لكن يمكن أن يظل المريض حاملًا للفيروس عدة أيام أو أسابيع.

تكمُن الوقاية وتقليل عدوى الحمى القلاعية في عدة خطوات بسيطة، منها:

 

ختامًا عزيزي القارئ، تحيط بنا منافع المواشي من كل اتجاه، اللحوم والألبان بجميع منتجاتها، مثل: الجبن والسمن كذلك الجلود والفراء، ولا ننسى أهميتها الاقتصادية.

إذا لم ننتبه إلى الأمراض مثل الحمى القلاعية في المواشي ستؤثر سلبًا في الثروة الحيوانية وسيؤثر ذلك في الإنسان ومن ثم في الطبيعة بأكملها.

لذلك ينبغي لنا مراعاتها وحمايتها، ليس فقط لمصلحة الإنسان لكن للحفاظ على توازن الطبيعية التي خُلقت لنحافظ عليها.

 

اقرأ أيضًا

حمى البحر المتوسط | أعراضها وعلاجها

تطعيمات القطط | ضمان لصحتك وصحة أليفك

 

Exit mobile version