اللسان المربوط عند الأطفال وتأخر الكلام

اللسان المربوط عند الأطفال

اللسان المربوط عند الأطفال (Ankyloglossia) هو حالة وراثية يولد بها الطفل.

إذ خلق الله عضلة اللسان في الفم حرة الحركة في جميع الاتجاهات؛ حتى يستطيع كل منا التحدث بمخارج الحروف الصحيحة، وتقليب الطعام والبلع.

سنتناول في مقالتنا، ما يحدث في حالة اللسان المربوط عند الأطفال والرضع، وتأثير التصاق اللسان في النطق والرضاعة، وطرق العلاج.

ماذا يعني اللسان المربوط؟

يكون اللسان وقاع الفم ملتحمين مع بعضهما في مرحلة من مراحل تكوين الجنين في الرحم.

ثم مع نمو الجنين ينفصل اللسان عن قاع الفم، لكنه يظل مرتبطًا به عبر شريط نسيجي يسمى اللجام اللساني (Lingual Frenulum).

عادةً ما يكون هذا النسيج رفيعًا ويتقلص مع نمو الطفل ليتحرك اللسان بسهولة.

على عكس حالة اللسان المربوط فيظل اللجام سميكًا وقصيرًا ولا يتضاءل مع الوقت.

مما يقيد حركة اللسان ويسبب مشكلات النطق ومخارج الحروف، كذلك يؤثر في الرضاعة والبلع.

أعراض اللسان المربوط عند الأطفال

تختلف الأعراض من طفل إلى آخر وفقًا لحركة اللسان ومدى قِصَر اللجام اللساني وسُمكه.

إذ تحدث هذه الحالة في عدد قليل من المواليد كل عام، وتكون في الأولاد أكثر من البنات.

تنقسم درجات اللسان المربوط عند الأطفال، والتصاقه بقاع الفم إلى عدة فئات:

لذلك فإن بعض أنواع اللسان المربوط عند الأطفال أعراضها خفيفة، وقد لا تسبب أي مشكلات للطفل.

قد يظهر اللسان عند بعض الرضع والأطفال على شكل قلب، أو يظهر نتوء على طرفه.

من أمثلة هذه الأعراض عند الرضع:

يمكن أن تظل هذه الأعراض مع نمو الطفل وتؤثر في بعض الأنشطة، مثل:

اللسان المربوط والآثار الجانبية على الرضاعة

يجب على الرضيع أن يمد لسانه خارج الفك السفلي حتى يستطيع أن يمسك بالحلمة جيدًا في أثناء الرضاعة الطبيعية.

هذا لا يحدث مع الرضع المصابين باللسان المربوط، فيحاول الرضيع أن يمسك بثدي الأم بلثته، مما يجعل الرضاعة صعبة ومؤلمة للأم.

قد يسبب لها بعض الأعراض المزعجة، مثل:

علاقة اللسان المربوط وتأخر الكلام

لن يؤثر اللسان المربوط عند الأطفال في قدرتهم على تعلم الكلام والتحدث أو التعبير وصياغة الجمل.

لكن يمكن أن يسبب مشكلات في نطق بعض الحروف ومخارج الكلمات وطريقة لفظها.

إذ يحتاج لفظ بعض الحروف إلى تحريك اللسان نحو سقف الفم أو إخراج اللسان خارج الفم.

تنشأ مشاكل اللسان والنطق نتيجة الالتصاق الشديد للسان بقاع الفم وتقيد حركته وصعوبة إخراج الصوت الصحيح لهذه الحروف، مثل: (ل، ر، ت، ث، س، ز).

تشخيص اللسان المربوط عند الأطفال وعلاجه

عادةً ما يتم تشخيص اللسان المربوط بواسطة طبيب الأطفال في الفحص الروتيني للطفل.

في بعض الأحيان، تلاحظ الأم أعراض صعوبة الرضاعة الطبيعية أو علامات التصاق اللسان على النطق أو البلع، لذلك يجب استشارة الطبيب.

أما عن علاج اللسان المربوط عند الأطفال، فاختلفت آراء الأطباء في هذا الجانب.

بعضهم يوصي بتصحيح المشكلة فور ولادة الطفل وقبل الخروج من المستشفى، والبعض الآخر يفضل الانتظار وتقييم الحالة بعدها.

ذلك لأن بعض الأطفال والرضع لا يعانون مشكلات البلع أو الرضاعة أو النطق مع اللسان المربوط وتكون الحالة بسيطة.

متى تجرى عملية اللسان المربوط؟

من المحتمل أن يتحرر اللسان مع مرور الوقت ونمو الطفل، في بعض حالات اللسان المربوط عند الأطفال.

إذ يمكن أن يعود اللجام اللساني إلى طبيعته ويتحرك اللسان بسهولة.

كذلك يمكن أن تُحل مشكلات الرضاعة بعد استشارة اختصاصي الرضاعة واتباع إرشاداته.

يمكن معالجة مشكلات النطق ومخارج الحروف من خلال المتابعة مع اختصاصي النطق والتخاطب.

لذلك لا تُجرى عملية اللسان المربوط إلا في الحالات الصعبة التي لا تستجيب لكل هذه الإجراءات.

عندما يكون التصاق اللسان شديدًا، ويؤثر في الرضاعة والبلع والنطق ويسبب مشكلات للأم والطفل.

ما أنواع عمليات اللسان المربوط؟

يوجد عدة أنواع للعملية، هي إجراء بسيط يساعد على تحرير اللسان من قاع الفم.

قص اللجام (Frenotomy)

يستخدم الطبيب مقصًا طبيًا معقمًا لإحداث قطع صغير في اللجام اللساني الذي يقيد حركة اللسان ويربطه بالأسفل.

هذا الإجراء سريع وبسيط ولا يحتاج إلى التخدير (Anesthesia) في الأطفال الرضع.

أما الأطفال الأكبر سنًا، فقد يستخدم الطبيب التخدير الموضعي أو المسكنات قبل الإجراء.

استئصال اللجام (Frenectomy)

يزيل الطبيب اللجام اللساني كاملًا في هذا الإجراء مستخدمًا التخدير الكلي أو الموضعي.

تقويم اللجام (Frenuloplasty)

تُجرى هذه العملية عندما يكون اللجام سميكًا جدًا وموجود خلف اللسان، أو عند فشل الإجراءات السابقة في حل مشكلة التصاق اللسان.

الهدف من الإجراء هو إطالة الجزء الأمامي من اللسان، وخياطة الجرح الناتج بخيوط جراحية مع التخدير الكلي.

نادرًا ما تحدث مضاعفات بعد الإجراء مثل حدوث ندبات وتغير شكل اللسان المربوط بعد العملية نتيجة التدخل الجراحي.

طرق جراحية بديلة

قد يستخدم بعض الأطباء تقنية الليزر أو تقنية الكي الكهربائي (Electrocautery) لإزالة اللجام.

تعد هذه التقنيات آمنة وفعالة في تقليل الألم والنزيف والتورم.

مضاعفات عمليات علاج اللسان المربوط

عادةً ما تكون مخاطر عملية اللسان المربوط بسيطة ونادرة الحدوث، مثل:

ماذا بعد إجراء عملية اللسان المربوط؟

سيطلب الطبيب من الأم أن ترضع طفلها بعد الإجراء مباشرةً؛ لتهدئة الطفل ومساعدته على تحريك لسانه.

من المحتمل أن يحدث ألم بسيط أو نزيف خفيف بعد الإجراء، وقد يصف الطبيب الباراسيتامول (Acetaminophen) أو البروفين (Ibuprofen) لتخفيف الألم.

سيحتاج الطفل بعد العملية إلى أداء تمارين شد اللسان؛ لكي يقوي عضلة اللسان ويساعد على تنظيم حركة اللسان وتوسيع نطاقها.

تساعد هذه التدريبات أيضًا على منع حدوث ندبات للجراحة أو إعادة التصاق اللسان مرة أخرى بقاع الفم.

يجب طلب الرعاية العاجلة واستشارة الطبيب فورًا، إذا لاحظت الأم أي من الأعراض الآتية:

ما سعر عملية اللسان المربوط بالليزر؟

تختلف تكلفة هذا الإجراء من دولة إلى أخرى، وفقًا للمكان الذي يُجرى فيه والأدوات المستخدمة والأطباء المختصين.

لكنها عملية بسيطة وسعرها بسيط في مصر.

في الختام، لا داعي للقلق إذا وُلد الطفل باللسان المربوط، فهو حالة مرضية بسيطة.

نادرًا ما يسبب اللسان المربوط عند الأطفال أعراضًا خطيرة، وقد يتعافى الطفل مع النمو ولا يحتاج إلى التدخل الجراحي.

إذا أجريت العملية للطفل فهي إجراء بسيط، يعود الطفل بعدها إلى حياته الطبيعية مباشرةً ولا تسبب ألم أو نزيف.

دمتم في عافية.

اقرأ أيضًا

زيادة إدرار الحليب عند المرضعة | صحة طفلك بين يديك

كيفية رعاية الأطفال الخدج والنمو السليم لهم

 

Exit mobile version