حساسية اللبن | الملف الشامل لمنع التشخيص الخاطئ

“إنه يعاني حساسية اللبن” جملة وقعت كالصاعقة على أذن الأم المسكينة، مما جعلها تشعر بغصة في قلبها وكادت الدموع تتجمد في عينيها من هول ما سمعت، فلم يتعد صغيرها الثلاثة أشهر.

تعاني عديد من الأمهات حرمان صغارهم اللبن الطبيعي ومشتقاته، ولا يعلمن ما يفعلن.

إذ إنني أم لطفلة مصابة بحساسية الحليب وخضت تجربة طويلة ورحلة شاقة مع الأطباء، أود أن أقدم إليكم هذا المقال عن تلك الحساسية وأعراضها وعلاجها؛ ليكون كالماء العذب في يوم شديد الحر.

 

حساسية اللبن في الرضع

تُعد حساسية اللبن واحدة من أشهر أنواع حساسية الطعام على الإطلاق، التي تستمر مع الطفل حتى بلوغه السادسة من عمره.

لكن الشيء الجيد فيما يخص حساسية اللبن أنها تحدث في 2% – 7% فقط من الأطفال، مما يمثل نسبة قليلة للإصابة، ونسبة مرتفعة من التشخيص الخاطئ.

تظهر أعراض الحساسية غالبًا عند إدخال الحليب للطفل بعد بلوغه العام أو عند إدخال الطعام بعد عمر ستة أشهر، لكن في بعض الحالات تظهر أعراض حساسية اللبن عند الرضع في خلال الشهور الأولى من العمر.

 

ما أسباب حساسية اللبن؟

تتساءل كثير من الأمهات “كيف أصيب طفلي بهذا المرض؟”

تُعد حساسية اللبن استجابة غير طبيعية لجهاز المناعة تجاه اللبن؛ إذ يتعرف الجهاز المناعي على بروتينات الحليب، التي تشمل (الكازين، وبروتين مصل الحليب) على أنها مواد ضارة.

يطلق الجهاز المناعي الهستامين وبعض المواد الكيميائية التي تسبب حدوث الحساسية، وتتفاوت أعراضها من خفيفة إلى حادة.

في بعض الأحيان أيضًا تكون تلك الاستجابة ضد أنواع أخرى من الطعام، إذ لا يتوقف الأمر عند الحساسية ضد اللبن.

لا تندهشي إذا سمعتي الطبيب يخبرك عن حساسية اللبن والقمح أو الصويا، أو اللحوم الحمراء، أو البيض مما يزيد الأمر تعقيدًا.

من الممكن أن تظهر حساسية اللبن عند الكبار أيضًا بعد تناول الحليب لنفس الأسباب المذكورة آنفًا.

ليس بالضرورة أن يتحسس الطفل ضد حليب البقر فقط، بل من الممكن أن يصاب بالحساسية ضد حليب الماعز أو الجاموس أو الجمال.

 

أعراض حساسية اللبن عند الرضع

تظهر الحساسية عند الرضع على هيئة أعراض عدة، إليك تلك الأعراض:

  1. الأعراض الهضمية، مثل: القيء، أو تقلصات البطن، أو الإسهال أو الإمساك.
  2. أعراض جلدية، مثل: الطفح الجلدي مع الحكة، أو تورم الشفاه، أو الوجه، أو حول العينين.
  3. الأعراض التنفسية، مثل: الكحة أو صعوبة التنفس بسبب تورم الحلق.
  4. أعراض تشبه حمى القش، مثل: سيلان الأنف.
  5. إكزيما، لا تتحسن بالعلاج؛ إذ توجد علاقة قوية بين حساسية اللبن والإكزيما.

 

عوامل الخطر

ترتفع درجة الإصابة في حالة وجود بعض العوامل، مثل:

 

مصادر الحليب ومشتقاته

تختلف مصادر الحليب المحتوية على بروتين الحليب المسبب للحساسية، إذ تتمثل في المصادر الآتية:

 

أنواع حساسية اللبن

هناك نوعان من هذه الحساسية:

 

تشخيص حساسية اللبن

تصعب خطوة التشخيص نظرًا لتشابه الأعراض مع عديد من الأمراض، مثل: الداء البطني (Celiac disease)، وداء الأمعاء الالتهابي (IBD)، وعدم تحمل اللاكتوز.

لذلك لا تترددي في الذهاب إلى طبيب الأطفال، وأخبريه عن الأعراض والأطعمة التي تناولها طفلك مؤخرًا وتسببت له في أي عرض.

أعدي قائمة بالأسئلة التي تدور في خاطرك حول ما مر به طفلك في الأيام السابقة والأطعمة التي تريدين معرفة تأثيرها في طفلك، وأفضل طريقة للتعامل مع الحالات الطارئة.

قد ينصح الطبيب بإجراء بعض الاختبارات المعملية، مثل:

أظهرت التجارب أن تلك الاختبارات ليست دقيقة للغاية؛ لذا لا تنزعجي إذا أخبرك الطبيب أنه لا يستطيع التشخيص إلا بإجراء المنع ثم تحدي الإدخال مع ملاحظة الأعراض الناتجة.

إذ قد يضطر الطبيب إلى إدخال أطعمة تحتوي على الحليب تحت إشراف متخصصين، ثم يلاحظ الأعراض التي تؤكد أو تنفي وجود الحساسية ضد الحليب.

 

علاج حساسية اللبن

يتضمن العلاج توقف جميع منتجات الألبان طوال مدّة العلاج، ويختلف العلاج وفقًا لنوع الرضاعة:

  1. النوع المحتوي على بروتين اللبن المحلل كليًا (Extensively Hydrolyzed Formulas).
  2. اللبن الصناعي المحتوي على بروتين اللبن محلل جزئيًا (Partially Hydrolyzed Formulas).
  3. النوع القائم على الأحماض الأمينية (Amino Acid-Based Formulas).

يجب تقييم حالة الطفل بعد 6 أشهر من العلاج، وفي حالة استقرار حالة الطفل، ينصح الطبيب الأم بإدخال الممنوعات تدريجيًا مع ملاحظة حالة الطفل.

ينصح الطبيب الأم بالاهتمام بإعطاء الطفل فيتامين د والكالسيوم بالجرعات المناسبة لحالة الطفل لتعويض نقص الكالسيوم في الغذاء.

 

تعليمات حول ممنوعات حساسية اللبن

اتبعي -عزيزتي الأم- تلك التعليمات؛ حتى تمر مدة العلاج بسلام:

  1. احذري الأطعمة التي لا تعلمي محتواها.
  2. اقرأي ملصقات الطعام بعناية، وتيقني من عدم وجود مشتقات الحليب، مثل: الكازين وبروتين مصل اللبن.
  3. انتبهي عند طلب الطعام في المطاعم وتيقني من خلوه من ما يسبب له التحسس سواء الحليب أو مشتقاته، مثل: الزبد أو الزبادي.
  4. لا تفكري بتحدي الإدخال دون استشارة الطبيب؛ حتى لا ينتكس الطفل.

 

ماذا أفعل عند حدوث صدمة تأقية من جرّاءِ تناول الحليب ومشتقاته؟

يمكن أن تتسبب هذه الحساسية في حدوث صدمة تأقية، وهو رد فعل مهدد للحياة، ويشمل الأعراض الآتية:

  1. تورُّم الحلق الذي يسبب صعوبة التنفس.
  2. احمرار الوجه.
  3. انخفاض ضغط الدم.
  4. اختلال توازن الجسم.

يتطلب علاج الصدمة التأقية إعطاء المريض حقنة الإبينفرين (Epinephrine)، والتوجه إلى الطوارئ فورًا.

 

ما الفرق بين حساسية اللبن وعدم تحمل اللاكتوز؟

يحدث عدم تحمل اللاكتوز (Lactose intolerance) بسبب نقص إنزيم اللاكتيز الذي يساعد على هضم سكر اللبن المعروف باللاكتوز.

لذلك يختلف عن حساسية بروتين اللبن، إذ إن الأطفال المصابين بعدم تحمل اللاكتوز قد لا تظهر عليهم أي أعراض عند تناولهم كميات بسيطة من الحليب، على العكس تظهر أعراض التحسس بعد تناول البسيط من مشتقات الحليب.

تتضمن أعراض عدم تحمل اللاكتوز الآتي:

لا يوجد علاج لحساسية اللاكتوز سوى منع الأطعمة المحتوية على اللاكتوز واستخدام الحليب الخالي من اللاكتوز.

 

بدائل الحليب

تتعدد بدائل الحليب التي يمكن أن تستخدمها الأم في حالة الرضاعة الطبيعية أو يستخدمها الرضيع بعد مرور العام كبديل للبن في الأكلات، مثل:

 

ختامًا، لا تحزني -عزيزتي الأم- إذ يُشفى معظم الأطفال من حساسية اللبن عند عمر العام، وفي أسوأ الظروف سينتهي هذا الكابوس قبل بلوغ طفلك عامه السادس، فقط التزمي بتعليمات الطبيب لتساعدي طفلك أن يحيا حياة طبيعية مثل أقرانه.

 

اقرأ أيضًا

اللبن الصناعي | فوائده وأضراره وطريقة تحضيره

الاسعافات الاولية للاطفال | انقذ حياة طفلك

Exit mobile version