رهاب الماء | عندما تغرق في شبر ماء

رهاب الماء

هل تخيلت من قبل أن عطلتك الصيفية التي تقضيها مستمتعًا على الشاطئ ربما تمثل بسبب رهاب الماء كابوسًا في حياة شخص آخر؟

نعم، هذا يحدث بالفعل؛ فبينما يعد الماء مصدرًا للمتعة والمرح لكثيرين، يوجد أشخاص آخرون يواجهون تهديدًا غير طبيعي من المياه، مما يعرف برهاب الماء.

يعاني عديد منا الخوف تجاه الماء بدرجات متفاوتة، لكن إذا كان الفرد يعاني هذا الخوف على نحو غير طبيعي ومستمر فغالبًا هذا مؤشر لمعاناته الرهاب.

 

الرهاب

يعبر الرهاب عن حالة من الإثارة للمخاوف غير العقلانية لدى الفرد، سواء من نشاط أو موقف أو شيء معين، ويؤثر سلبًا في نشاطه وأسلوب حياته.

يبذل الشخص المصاب بالرهاب قصارى جهده لتجنب مصدر الخوف، فالخوف الناتج عن الرهاب أكبر بكثير من الخوف الناتج عن التوتر أو القلق.

تتعدد أنواع الرهاب، مثل: الخوف من الحيوانات أو التفاعلات الاجتماعية أو مواقف معينة وأنواع أخرى لا حصر لها، وسنخص بالذكر في هذا المقال رهاب الماء.

 

ما هو رهاب الماء؟

هو الخوف الشديد وغير الطبيعي من الماء عند كثير من الأشخاص على الرغم من معرفتهم أن مصدر الماء لا يمثل أى تهديد، وتختلف حدة الخوف من شخص لآخر.

فإذا تسبب مصدر الماء -بداية من حوض الاستحمام إلى المحيط- بإثارة الخوف لدى الشخص فهذا يعني إصابته برهاب الماء، لكن العلاج ليس بالمستحيل.

تتعدد المصطلحات المرتبطة برهاب الماء، مثل: (Aquaphobia،Hydrophobia and Thalassophobia) فما الفرق بينهم؟

تعبر المصطلحات الثلاثة عن حالات رهاب من الماء، لكن يختلف سبب كل منهم، ويتبين ذلك فيما يلي:

 

أسباب رهاب الماء

تعد الأسباب غير واضحة حتى الآن؛ على الرغم من وجود بعض الأدلة العلمية على أنها ترجع إلى عوامل وراثية.

إذا وُجد شخص في العائلة مصاب بأمراض نفسية مثل القلق والتوتر أو نوع من الرهاب، فيزيد ذلك احتمالية إصابة قريب له.

كذلك يمكن أن تحدث بسبب التعرض لتجربة سيئة عند الطفولة، مثل الغرق أو ما شابه مما يؤدي إلى حدوث رهاب الماء عند الأطفال.

ربما يحدث أيضًا بسبب حدوث تغيرات في وظائف المخ والتي تلعب دورًا هامًا في حدوث أنواع معينة من الرهاب.

 

أعراض رهاب الماء

تتضمن الأعراض ما يلي:

 

كيفية تشخيص رهاب الماء

يتعين استشارة طبيب مختص بالصحة النفسية في حالة ظهور أعراض الإصابة.

يستخدم الأطباء حاليًا الإصدار الجديد من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5) لمساعدتهم على تشخيص حالات الصحة العقلية.

بناءً على معايير (DSM-5)، من المرجح أن يشخِّص أخصائي الصحة النفسية الرهاب من الماء إذا عانى الشخص الأعراض المذكورة أعلاه مدة ستة أشهر على الأقل.

لا يحتوي حاليًا (DSM-5) على تشخيص أو فئة محددة للرهاب المائي؛ لكنه يحدد الخوف من الماء تحت تشخيص رهاب محدد.

كذلك يتضمن التشخيص استبعاد وجود بعض الحالات، مثل:

 

العلاج

يُعالج الرهاب بطرق سهلة وشائعة، مثل: العلاج بالتعرض والعلاج السلوكي المعرفي، وذلك نظرًا لأنه من أنواع الرهاب المحددة.

العلاج بالتعرض

يعد العلاج بالتعرض من طرق العلاج المفضلة، يتعرض المريض لمصدر الرهاب على نحو متكرر.

كذلك يتابع الطبيب المعالج ردود أفعاله ومشاعره لمساعدته بالتحكم فيها والسيطرة عليها.

العلاج السلوكي المعرفي

يتعلم الشخص المصاب كيفية مواجهة مخاوفه ومعتقداته حول خوفه من الماء، كذلك تطوير استراتيجيات للتعامل مع هذه الأفكار والمعتقدات.

كذلك توجد عديد من تقنيات الرعاية الذاتية التي يمكن ممارستها في المنزل.

تعد الطرق القائمة على النشاط البدني اليومي واليوجا والتنفس العميق جميعها طرق مفيدة عند علاج الرهاب.

في المراحل اللاحقة من العلاج ، قد يقرر الشخص المصاب برهاب الماء العمل مع مدرب سباحة لمساعدته على تعلم كيفية السباحة على نحو مريح.

الأدوية

ربما يصف الطبيب المعالج بعض الأدوية لعلاج القلق والتي يمكن أن تساعد في العلاج الأولى أو على المدى القصير.

تتضمن الأدوية المستخدمة ما يأتي:

 

رهاب الماء عند الأطفال

في حين يعد الماء ملعبًا جذابًا لبعض الأطفال، يخشاه بعضهم، مما يجعل المسبح الضحل نفسه يبدو مكانًا خطرًا للعب.

إذا كان الطفل يعاني رهاب الماء، فيمكن مساعدته، من خلال التفكير في الأسباب الكامنة وراء هذا الخوف ومحاولة التغلب عليها.

كذلك يمكن تحويل الطفل الخجول من الماء إلى سباح صغير يحب الماء.

تلعب الطريقة التى تعرف بها طفلك على الماء دورًا كبيرًا في اكتساب مشاعره حيالها.

لذلك بدلًا من إلقاء طفلك في الماء يمكنك السماح له بتطوير اهتمامه بمفرده.

كذلك يجب على الوالدين مراقبة الطفل في أثناء تعرضه الأول للماء؛ حتى لا يتعرض لحادث يتسبب في ترك أثر نفسي بداخله.

أيضًا تشجيع الطفل المصاب بالخوف من الماء على المغامرة في دخول المسبح من خلال منحه مكافأة.

 

ختامًا يُعاني عديد من البشر رهاب الماء، حتى إنه لم يسلم منه المشاهير أيضًا، مثل الممثل الشهير ويل سميث.

لكن تشخيص هذا النوع من الخوف وعلاجه ليس بالمستحيل، وله طرق عدة.

لكن هل يمكن بالفعل أن يغرق الإنسان في شبر من الماء؟

 

اقرأ أيضًا

تغذية الاطفال الرياضيين | كيف يؤثر الغذاء في الأداء الرياضي؟

علاج اضطرابات القلق | متى تهدأ عاصفة أفكاري؟

Exit mobile version