عدم انتظام ضربات القلب | أحد أسباب الموت المفاجئ

في أثناء جلوسي في عيادة القلب وعند أخذ التاريخ المرضي لأحد المرضى الذي كان يشكو عدم انتظام ضربات القلب، تحدث عن سبب وفاة والده.

ذكر المريض حين شعر والده بتسارع ضربات قلبه فتكاسل عن زيارة الطبيب، فلم تمضِ غير ساعات معدودة حتى توفاه الله.

في هذا المقال سنتناول تفصيليًا ما يخص عدم انتظام ضربات القلب.

 

ماذا يعني اضطراب نظم القلب؟

يعرف بأنه مشكلة ما في معدل ضربات القلب، أو في إيقاعها، وتحدث عندما لا تعمل النبضات الكهربائية التي تنسق نظم القلب في إطار صحيح.

لذلك ينتج عن هذا مشكلة في نظم القلب فيؤدي إلى تسارع نظم القلب أو تباطئه.

 

ما ضربات القلب الطبيعية؟

يتكون القلب من أربع غرف رئيسية: غرفتان علويتان (الأذينان)، وأخرى سفليتان (البُطينان).

يتحكم في نظم القلب مُنظِّم ضربات القلب، ويسمى بالعقدة الجيبية.

تنتِج العُقدة الجيبية مجموعة من النبضات الكهربائية، التي تُنشئ بدورها كل ضربة قلبية.

تعمل هذه النبضات على انقباض عضلات الأذينين لتُضخ الدم إلى البطينين، ثم تصل إلى مجموعة من الخلايا تسمى العُقدة الأذينية البطينية.

يؤدي ذلك إلى بطء الإشارة الكهربائية قبل وصولها إلى البطينين؛ فيتيح هذا التأخير للبطينين أن يمتلئا بالدم.

تصل النبضات إلى عضلات البطينين فتسبب انقباضهما، ثم يضخ البطينان الدم، إما إلى الرئتين أو بقية الجسم.

 

أسباب عدم انتظام ضربات القلب المفاجئ

ليس بالضرورة أن يعاني القلب أي أمراض حتى يشعر الشخص بعدم انتظام ضربات القلب، لكن من المؤكد أنه توجد أسباب لتلك الظاهرة، ومن أهمها:

• أمراض القلب التاجية (Coronary Artery Disease).
• اعتلال عضلة القلب (Cardiomyopathy).
• الإصابة بنوبة قلبية سابقة (Previous Heart Attack).
• تليف أنسجة القلب (Scarring of Heart Tissue).
• اختلال توازن الكهارل في الجسم (Electrolyte Imbalance)، مثل: الصوديوم، والبوتاسيوم، والكالسيوم، والماغنسيوم.
• اضطرابات صمامات القلب (Valve Disorders).
• ارتفاع في ضغط الدم (High Blood Pressure).
• مرض السكري (Diabetes).
• فرط نشاط الغدة الدرقية أو قصورها (Thyroid Problems).
• عيوب القلب الخلقية (Congenital Heart Defects).

 

أعراض عدم انتظام ضربات القلب

قد لا تحدث أي أعراض، وقد يكتشف الطبيب اضطراب في ضربات القلب عند إجراء الفحص الروتيني للمريض، لكن هناك أعراض أساسية يشعر بها، ومن أهمها:

• تسارع نظم القلب.
• تباطؤ نظم القلب.
• رفرفة في الصدر.
• ألم الصدر.
• ضيق التنفس.
• الشعور بالإغماء.
• ضبابية الرؤية.

 

أنواع اضطراب النظم القلبي

تنقسم حالات عدم انتظام ضربات القلب وفقًا لكيفية تأثيرها في معدل ضربات القلب أو مكان حدوثها (الأذينان أو البطينان).

إذ يتراوح المعدل الطبيعي لنبضات القلب ما بين 60 إلى 100 نبضة في الدقيقة.

إذا زادت نبضات القلب عن 100 يُسمى تسارع نظم القلب، وإذا قلت عن 60 يسمى تباطؤ نظم القلب.

لكن ليس كل تسارع في نظم القلب أو تباطئه يعني وجود مشكلة في القلب.

من الطبيعي أن يحدث عدم انتظام ضربات القلب بسبب القلق، أو في أثناء ممارسة الرياضة، وبالمثل يحدث تباطؤ في نظم القلب عند الاسترخاء، أو عند النوم.

مع ذلك قد تتسبب بعض اضطرابات نظم القلب في أعراض مزعجة للمريض قد تصل إلى حد تهديد الحياة في بعض الأحيان.

 

تسارع ضربات القلب في الأذينين 

يشمل تسارع ضربات القلب التي تنشأ في الأذينين ما يأتي:

الرجفان الأُذَيني

هو معدل ضربات قلب غير المنتظم والسريع في كثير من الأحيان، ويمكن أن يزيد خطر الإصابة بالسكتات الدماغية.

تسارع القلب فوق البطيني

هو سرعة في ضربات القلب بصورة غير طبيعية وتؤثر في الحجرات العلوية للقلب.

قد يصل معدل ضربات القلب في هذه الحالة من 150 إلى 220 نبضة في الدقيقة.

متلازمة وولف -باركنسون- وايت (Wpw)

يوجد في هذه الحالة مسار كهربائي إضافي بين الأُذَيْنين والبُطَيْنين، يصاحب الشخص منذ الولادة، ومع ذلك قد لا تظهر أي أعراض حتى مرحلة البلوغ.

 

تسارع ضربات القلب في البُطينين

تعد أنواع تسارع ضربات القلب في البطينين الأخطر لأنها قد تؤدي إلى الموت مثل حالة تسارع القلب البطيني والرجفان البطيني ومتلازمة طول فترة QT.

ما الفترة QT؟

فترة الزمن ما بين بداية موجة Q ونهاية موجة T في مخطط كهربية القلب.

تمثل فترة كيو تي الزمن ما بين إزالة الاستقطاب، وعودة الاستقطاب الكهربائي في كلا البطينين الأيمن والأيسر.

 

تباطؤ ضربات القلب

حين تقل ضربات القلب عن 60 لا يعني بالضرورة الإصابة بمرض في القلب، لكن قد يكون ذلك شيئًا طبيعيًا؛ خاصةً لو كان الشخص رياضيًا.

مع ذلك فإن هناك عديد من أمراض تباطؤ ضربات القلب التي قد تسبب الوفاة منها: متلازمة العقدة الجيبية المريضة (Sick Sinus Syndrome)، واختلال كهرباء القلب (Heart Block).

 

ضربات القلب السابقة لأوانها

تنشأ هذه الضربة من الأذينين أو من البطينين.

قد يشعر المريض -على فترات متقطعة- بنبضة قلبية هاربة، مع ذلك يشعر بأنها سابقة لأوانها، إلا إن ذلك نادرًا ما يعني إصابته بمشكلة صحية.

تؤدي تلك النبضات المتكررة والمستمرة سنوات عديدة إلى ضعف القلب.

يمكن الشعور بالنبضة القلبية السابقة لأوانها في أثناء الراحة، أو في بعض الأحيان نتيجة الإجهاد، أو التمارين العنيفة، أو تناول المنبهات، مثل: الكافيين والنيكوتين.

 

التشخيص

هناك طرق عديدة يمكن من خلالها تشخيص هذه الظاهرة:

• تخطيط كهربية القلب (ECG).
• جهاز هولتر.
• مخطط صدى القلب (Echocardiogram).
• رسم قلب بالمجهود.
• اختبار الطاولة المائلة.
• اختبار الكهروفسيولوجي والتخطيط.

 

أفضل علاج لعدم انتظام ضربات القلب

 

ترجع أهمية العلاج لتجنب الإصابة بأعراض خطرة، أو حدوث مضاعفات في حالة عدم العلاج.

علاج بطء ضربات القلب

ربما تتطلب بعض الحالات استخدام جهاز منظم ضربات القلب (أفضل علاج) لتنظيم ضربات القلب.

إذ توجد حالات عدة لا يمكن علاجها بالأدوية، خاصة إذا ظهرت هذه الأعراض:

• الدوار.
• عدم الاتزان.
• الإغماء.

علاج تسارع ضربات القلب

يختلف العلاج وفقًا لتشخيص الطبيب لنوع الحالة الملازمة للمريض، وسنعرض أهم الطرق المستخدمة في علاج تسارع الضربات بصفة عامة:

مناورات مبهمية (Vagal Maneuvers)

تستخدم المناورات المبهمة لإبطاء نوبة تسارع القلب فوق البطيني (SVT)، بتحفيز العصب المبهم.

مما يؤدي إلى إبطاء توصيل النبضات الكهربائية عبر العقدة الأذينية البطينية (AV) للقلب، ومن أشهر هذه المناورات ما يسمى بتدليك الجيوب السباتية (Carotid sinus massage).

الأدوية

توجد أنواع كثيرة من الأدوية تعمل علي تهدئة ضربات القلب، مثل: عقارات حاصرات البيتا (Beta Blockers)، أو عقارات حصر قناة الكالسيوم (Calcium Channel Blockers).

 

تقويم نظم القلب بالصدمة الكهربائية

يستخدم الطبيب الصدمة الكهربائية أو الأدوية لتقوية نظم القلب إذا كان المريض مصابًا بنوع معين، مثل: الرجفان الأذيني.

 

الاستئصال القسطري

يدخل الطبيب القسطرة عبر الأوعية الدموية إلى القلب.

تستخدم الأقطاب الكهربائية الموجودة في أطراف القسطرة الحرارة أو البرودة أو طاقة الترددات اليدوية لاستئصال بقعة صغيرة من أنسجة القلب وتكوين حائل يمنع الكهرباء في المسار المسبب لاضطراب نظم القلب.

تستخدم طرق أخرى للعلاج، مثل: إجراء عمليات جراحية أو زراعة أجهزة تعمل على تنظيم ضربات القلب (ICD).

 

ختامًا، يعد عدم انتظام ضربات القلب أحد أسباب الموت المفاجي؛ عُولج بعض المرضى بصورة سليمة بينما لم يسع وقت آخرين لذلك؛ بسبب قرار خاطئ في عدم التوجه للطبيب أو للمستشفى عند حدوث أي من الأعراض السابق ذكرها.

الفارق.. فقط التوقيت في اتخاذ القرار.

دمتم أصحاء!

اقرأ أيضًا

تحليل انزيمات القلب | ما أسباب ارتفاعها؟

الدهون الثلاثية | مصدر ضعفك وقوتك