يُعد علاج جلد الوزة أو ما يعرف بالتقرن الشعري (Keratosis Pilaris)، من أشهر المشكلات التي تشغل بال الإناث في مختلف الأعمار.
لذلك نعرض لك في هذا المقال -عزيزي القارئ- أفضل الطرق في علاج جلد الوزة.
ما جلد الوزة؟
التقرن الشعري اضطراب جلدي حميد يصيب مختلف الأعمار، ويتميز بعديد من النتوءات الخشنة، تتميز هذه النتوءات باللون الأحمر أو الأسود حول بصيلة الشعر.
كذلك تشبه تلك النتوءات شكل جلد الأوز أو القشعريرة، وتظهر في الذراعين والفخذين وأعلى الكتف.
تتمحور مشكلات التقرن الشعري أو جلد الوزة في الناحية التجميلية فقط، لكنه غير ضار طبيًا، وشائع أيضًا لدى الأشخاص الأصحاء.
أشهر أعراضه
يظهر التقرن الشعري في أي مكان، خاصًة الذراعين وأعلى الكتف والفخذين، وتظهر في شكل نتوءات يتراوح عددها من عشرة إلى مئات النتوءات الصغيرة جدًا.
تعطي الجلد خشونة تشبه سطح السنفرة؛ كذلك تشمل الأعراض ما يأتي:
- كتل صغيرة غير مؤلمة في أماكن متفرقة في الجسم.
- جفاف وخشونة المناطق التي تظهر بها هذه الكتل الصغيرة.
- تتفاقم ظهور هذه الكتل مع التغيرات الموسمية وانخفاض مستوى الرطوبة وجفاف الجلد.
- وجود احمرار حول النتوء أحيانًا.
- احتباس شعيرات صغيرة ملفوفة تحت النتوءات في بعض الأحيان مما تزيد خشونة النتوءات وزيادة المظهر الجمالي سوءًا.
أسباب جلد الوزة
يتسبب تراكم بروتين الكيراتين -وهو بروتين صلب يحمي الجلد من العوامل الخارجية الضارة والعدوى- التقرن الشعري، كذلك انسداد جريبات الشعر وخشونة الجلد وتصبغه.
لا يزال السبب وراء تراكم الكيراتين غير واضح، لكن قد يحدث بالتزامن مع أمراض وراثية أو حالات مرضية جلدية، مثل: الإكزيما (تسمى أيضًا التهاب الجلد التأتبي).
تشخيص جلد الوزة
لا يحتاج تشخيص التقرن الشعري أو جلد الوزة إلى فحص أو إجراء معين؛ إذ يمكن تشخيصه بمجرد النظر.
مَن الأكثر عرضة للإصابة بجلد الوزة؟
يمكن لأي شخص أن يصاب بالتقرن الشعري، على الرغم من أنها حالة جلدية شائعة لدى المراهقين والأطفال، فإنها تصيب أيضًا عديدًا من البالغين.
غالبًا ما يظهر المرض عند عمر عشر سنوات ويتفاقم عند البلوغ، كذلك يكون أكثر شيوعًا في النساء منه في الذكور.
يؤثر أيضًا الجانب الوراثي في معدل الإصابة؛ فنجد أنه أكثر شيوعًا في العائلات ذات التاريخ المرضي، مثل:
- الربو.
- جفاف الجلد.
- الحساسية الموسمية للاستنشاق (حمي القش).
- التهاب الأنف.
قد يؤثر استخدام بعض الأدوية في حالة الجلد محدِثًا تغيرات لا يمكن تمييزها عن التقرن الشعري باختلاف فقط زوال الأثر بعد توقف الأدوية، مثل:
- سيكلوسبورين (Cyclosporine).
- مثبطات B-raf، مثل: دابرافينيب (B-raf Inhibitors, ex: Dabrafenib).
- مثبطات التيروزين كيناز، مثل: نيلوتينيب (Tyrosine Kinase Inhibitors, ex: Nilotinib).
هل يُصيب التقرن الشعري الجسم بالكامل؟
نادرًا ما يصيب جلد الوزة الجسم بالكامل، إذ إنه أكثر ظهورًا في أعلى الذراعين ثم الأرداف والفخذين وأحيانًا يصيب الوجه، لكنه لا يؤثر في العينين والفم و راحتي اليد والقدم.
هل النظام الغذائي يؤثر في جلد الوزة؟
لا يؤثر النظام الغذائي في الإصابة بجلد الوزة، لكن قد تظهر أعراضًا مشابهة مع نقص فيتامين (أ)، مع ذلك لا يُعد نقص فيتامين (أ) ضمن أسباب جلد الوزة.
طرق علاج جلد الوزة
لا يوجد علاج محدد للتخلص من جلد الوزة أو التقرن الشعري نهائيًا.
لكن هناك بعض الطرق والمستحضرات الفعالة التي تُستَخدم للسيطرة على التقرن الشعري وتحسين المظهر الجمالي للجلد.
يمكن استخدام بعض المستحضرات المرطبة دون وصفات طبية، لكن للحصول على نتائج أقوى يفضل استخدام منتجات موصى بها من قِبَل الطبيب.
علاج جلد الوزة بالتقشير
تندرج المقشرات الموضعية ضمن المنتجات العلاجية لجلد الوزة، التي تساعد على إزالة خلايا الجلد الميتة، والكيراتين المتراكم؛ مما يعطي نعومةً للجلد ومظهرًا أفضل.
كيفية علاج جلد الوزة بالتقشير
تُستخدَم المنتجات المقشرة استخدامًا موضعيًا على الجلد مباشرةً، ويستمر استخدامها يوميًا عدة أسابيع، لحين الحصول علي نتيجة ملموسة.
فوائد وأضرار العلاج بالتقشير
تزيل المقشرات الموضعية خلايا الجلد الميتة المتسببة فى انسداد مسام الجلد والتقرن، ذلك لاحتوائها على أحد المواد الفعالة الآتية:
- حمض الساليسيليك (Salicylic Acid).
- اليوريا (Urea).
- حمض ألفا هيدروكسي (Alpha Hydroxy Acid).
- حمض اللاكتيك (Lactic Acid).
قد تسبب الأحماض مع بعض الأشخاص احمرارًا أو حروقًا طفيفة في الجلد، لذلك لا يُفضل استخدامها للأطفال.
الرتينويدات الموضعية
تساعد الرتينويدات المرتبطة بفيتامين (أ) على منع انسداد بصيلات الشعر، وبالتالي تقليل جلد الوزة.
تشمل منتجات الريتينويدات ما يأتي:
- تيراتينون (Atralin, Avita, Renova, and Retin-A).
- تازاروتين (Avage, Tazorac).
تسبب الرتينويدات تهيجًا جلديًا بسيطًا مع بعض الاحمرار والتقشير.
يحذر استخدام الريتينويدات مع المرأة الحامل، والمرضع، كذلك من تخطط للحمل، وذلك لتأثيره المُثبَت في تشوهات الأجنة.
لذلك يوصى بالفصل بين انتهاء العلاج وحدوث الحمل مدة آمنة وهي ستة أشهر.
علاج جلد الوزة بالفازلين
يندرج العلاج بالفازلين تحت بند الترطيب، إذ يصنف الفازلين من المرطبات الكثيفة (Occlusive Moisturizer) التي تحافظ على رطوبة الجلد، وتقلل فقد الماء من خلال مسام الجلد.
علاج جلد الوزة بالليزر
لا يُعد الليزر ضمن طرق علاج جلد الوزة، لكن تظهر فاعليته وتأثيره بعد عدة جلسات؛ إذ يُضعف بصيلات الشعر من جذورها مما يمنع نموها تدريجيًا حتى توقفها تمامًا.
بالتالي التخلص من جلد الوزة تدريجيًا وتحسين المظهر الجمالي بدرجة كبيرة.
قد يسبب شعاع الليزر الموجه للجلد مباشرة الاحمرار الشديد أو الالتهاب أحيانًا؛ لذلك يستخدم في حالة فشل المنتجات والمقشرات الموضعية أو عدم الحصول على نتيجة مرضية منها.
وصفات منزلية تساعد على علاج جلد الوزة
تساعد المحافظة على رطوبة الجلد على علاج جلد التقرن الشعري وتحسين مظهر الجلد، ويمكن تحقيق ذلك باتباع الآتي:
- تجنب حك النتوءات أو فرك البشرة بعنف، لأن الحكة تزيد تكوين الكيراتين وتحفز خلايا الجلد لتعويضه.
- استخدام الماء الفاتر، والبعد عن الماء الساخن.
- تقليل وقت الاستحمام.
- استخدام الصابون الذي يحتوي على نسبة أكبر من الدهون والزيوت (Fatty Soap).
- استخدام مرطبات كثيفة على الجلد، للحفاظ على ترطيبه ومنع فقده للماء.
- إضافة الرطوبة لهواء المنزل باستخدام مرطب الهواء.
- البعد عن الملابس الضيقة، قد تؤدي إلى احتكاك البشرة وتهيجها.
في الختام -عزيزي القارئ- وبعد حديثنا عن جلد الوزة وأعراضه وأسبابه في هذا المقال، أوصيك بالمحافظة على بشرتك وترطيبها للوقاية من جفاف الجلد الذي يعد أبرز أسباب التقرن الشعري.
كذلك أنصحك باتباع توصيات أخصائي الجلدية المختص في علاج جلد الوزة المناسب لك؛ تجنبًا لزيادة النتوءات وسوء مظهرها.
دمتم أصحاء معافين، في أجمل صورة دائمًا وابدًا.