متلازمة الألم العضلي الليفي | مرض غير حياتي!

متلازمة الألم العضلي الليفي

عانت “نيكي ساوثويل” 53 عامًا متلازمة الألم العضلي الليفي، أو ما يُعرف كذلك بالفيبروميالجيا، ومنذ ذلك الحين تغيرت حياتها.

إذ بدأت تشعر بآلام شديدة في جميع أنحاء جسدها، حتى أنها صارت غير قادرة على صعود السلالم!

تلك المتلازمة التي استغرقت قرابة عام حتى تمكن الأطباء من تشخيصها لها.

لذلك وددت -عزيزي القارئ- أن ألقي الضوء على أعراضها، وكيفية تشخيصها والعلاج.

ما متلازمة الألم العضلي الليفي؟

إنه ذاك المرض الغامض، الذي يسمى أحيانًا باللص الخفي أو المرض الخفي أو المرض اللص أو لص الطاقة الخفي.

تُعد متلازمة الألم العضلي الليفي حالة مزمنة ينتج عنها ألمًا ينتشر في جميع أجزاء الجسم، لذلك يُطلق عليها الألم واسع المدى (Widespread Pain).

تسمى كذلك “الاعتلال العضلي الليفي” أو “الألم العضلي المزمن”، وقد يكون المصابون بالمتلازمة أكثر حساسية للألم عن غيرهم.

أعراض متلازمة الألم العضلي الليفي

تختلف الأعراض من شخصٍ إلى آخر، لكن يعد الألم المنتشر أبرزها.

كذلك ربما يختلف مستوى الألم في منطقة من الجسم عن غيرها؛ إذ يزداد سوءًا في مناطق بعينها، ومنها: الظهر والرقبة.

إضافةً إلى تباين ذلك الشعور بين تحسنه أو يصبح أكثر حدة في الأوقات المختلفة، ونذكر من أعراض الفيبروميالجيا ما يلي:

أعراض الفيبروميالجيا الأخرى

تتمثل بعض الأعراض الأخرى في الآتي:

هل يسبب الليف العضلي ألمًا في الثدي؟

ربما تعاني بعض النساء ألمًا عند لمس الثدي نتيجة الإصابة بالتهاب الغضروف الضلعي (Costochondritis)، التي تسبب الألم حول عظم الصدر والقفص الصدري.

إذ تشيع الإصابة بالتهاب الغضروف الضلعي في المصابين بالألم العضلي الليفي.

اسباب مرض الفيبروميالجيا

لم يتوصل العلم حتى الآن إلى أسباب متلازمة الألم العضلي الليفي، إلا إنه ربما ترجع الأسباب إلى عوامل خطر الإصابة بالمتلازمة.

عوامل خطر الاعتلال العضلي الليفي

تشمل ما يأتي:

الجنس

كثيرًا ما يتردد تساؤل شهير لدى بعض الأشخاص، هو هل تصيب الفيبروميالجيا الرجال أم لا؟

تعد النساء عرضةً للإصابة بالاعتلال العضلي الليفي بمرتين أكثر من الرجال.

العمر

يمكن أن يصيب الألم الليفي العضلي جميع الأعمار، بما في ذلك الأطفال، لكنها أكثر شيوعًا بعمر 30 إلى 50 عامًا.

كذلك تزيد احتمالية الإصابة مع التقدم في العمر.

الجينات

غالبًا ما يكون الشخص أكثر عرضة للإصابة عندما يوجد تاريخ وراثي للإصابة في العائلة.

الالتهابات

يمكن أن تؤدي الإصابة بمرض سابق إلى حدوث الفيبروميالجيا، وتشمل حالات العدوى ما يلي:

الإصابات الجسدية

نذكر منها: حوادث السيارات، أو الإصابات المتكررة.

الضغوط النفسية

ربما تؤدي الضغوط النفسية إلى الإصابة بالمتلازمة، لا سيّما الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).

الاختلالات الكيميائية

يمكن أن يسبب التوتر تغيرًا في الهرمونات التي تساهم بدورها في الإصابة بالمتلازمة.

كذلك، كشفت الأبحاث أن نقص هرمونات السيروتونين (Serotonin) والنورأدرينالين (Noradrenaline) والدوبامين (Dopamin)، ربما تمثل عاملًا رئيسًا للإصابة.

السمنة

تظهر الدراسات العلاقة بين السمنة والألم العضلي الليفي في زيادة انتشار السمنة بين المصابين بالمتلازمة.

لكن لا يمكن الجزم بكون تلك السمنة سبب أو نتيجة للإصابة بالمتلازمة.

تأثير الطقس في الفيبروميالجيا

قد يزيد الطقس البارد الآلام الناجمة عن المتلازمة سوءًا، لكن الأمر يحتاج إلى مزيد من الدراسات.

تشخيص الفيبروميالجيا

ترتكز عملية التشخيص على شدة الألم ومناطق الألم العضلي الهيكلي.

يستند تشخيص متلازمة الألم العضلي الليفي على تاريخ المريض، والفحص البدني، والأشعة السينية وتحاليل الدم؛ لاستبعاد الحالات الأخرى، ومنها:

نقاط الفيبروميالجيا

اعتمد الأطباء في الماضي على فحص 18 نقطة محددة في جسم المريض، بقصد الكشف عن عدد النقاط المسببة للألم حال الضغط عليها بشدة، وتشمل:

لكن بمرور الوقت، صار مؤشر تشخيص الفيبروميالجيا، الألم المنتشر في جميع أجزاء الجسم مدةً لا تقل عن ثلاثة أشهر.

متلازمة الألم العضلي الليفي الأبهر

كثيرًا ما يُخلط بين متلازمة ألم اللفافة العضلية (Myofascial Pain Syndrome) وبين الفيبروميالجيا؛ بسبب ألم العضلات الموجود في الحالتين.

لذلك لا بدّ من الدقة في التشخيص، ومراجعة التاريخ المرضي للشخص للتفرقة بينهما.

تسمى متلازمة ألم اللفافة العضلية كذلك بألم الأبهر أو الألم اللفافي العضلي المزمن.

تشخيص الفيبروميالغيا والحمل

قد يصعُب تشخيص الفيبروميالغيا في أثناء الحمل؛ إذ يفسر خطأً على أنه عرض من أعراضه.

ربما تتسبب التغيرات الهرمونية في أثناء الحمل إلى زيادة الضغوط النفسية والجسدية على المرأة.

ربما يفسر ذلك السبب في أن النساء أكثر عرضةً للإصابة.

كذلك يوصي الأطباء بضرورة التوقف عن تناول المسكنات ومضادات الاكتئاب (من الأدوية المستخدمة لعلاج الفيبروميالجيا) قبل الحمل؛ مما يزيد الأمر سوءًا.

الفيبروميالجيا والقلب

عندما يصيب ألم المتلازمة منطقة الصدر؛ يشبه ذلك ألم النوبة القلبية، وربما ينتشر الألم إلى الكتفين والذراعين.

كذلك يتجلى الألم في أسفل الظهر (أحد الأماكن الأكثر شيوعًا للشعور بالألم)، كذلك يصيب العضلات والأنسجة الرخوة في الساقين.

أما إذا كنت تتساءل -عزيزي القارئ- عما إذا كان ممكنًا علاج الفيبروميالجيا نهائيًا فإليك الجواب.

علاج الفيبروميالجيا

لا يمكن علاج متلازمة الألم العضلي الليفي نهائيًّا، لكن يهدف العلاج إلى تقليل الأعراض وإدارتها على نحو فعال.

إذ يحدث ذلك من خلال الأدوية واستراتيجيات الرعاية الذاتية، وتغيير نمط الحياة، ويتضمن ذلك:

الأدوية

يمكن أن تقلل الشعور بالألم حتى أنها ربما تسهم في النوم بصورة أفضل، وتتضمن الآتي:

الأدوية الأفيونية الموصوفة

يرتبط اسم دواء ترامادول (Tramadol) ارتباطًا وثيقًا بالألم الليفي العضلي؛ ذلك وفقًا لدراسة مجراة في عام 2020.

لكن لا زالت هناك حاجة لإجراء مزيد من الأبحاث بشأن استخدام المواد الأفيونية.

كذلك لا يحبذ تناولها لأنها تمثل خطرًا على الصحة، لا سيّما عند زيادة الجرعات بمرور الوقت.

مسكنات الألم التي تُصرف دون وصفة طبية

ذلك في حالات الألم الخفيف، تجدر الإشارة أنه ينبغي الحذر عند استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) مدة طويلة، مثلما الحال في متلازمة الألم المزمن، ومنها:

أدوية مضادات الاختلاج أو الصرع

نذكر منها:

مضادات الاكتئاب

تُستخدم في علاج الألم والتعب الناتج عن الاعتلال العضلي الليفي، ومنها: دولوكستين (Duloxetine).

إذ قد تعيد تلك الأدوية توازن النواقل العصبية إضافةً إلى دورها في تحسين النوم.

حقن علاج الألم العضلي الليفي

توصلت دراسة جديدة إلى إمكانية استخدام حقن مادة الليدوكايين (Lidocaine) في تقليل الشعور بالألم.

أدوية أخرى

ربما تستخدم الأدوية المساعدة على النوم (Sleep Aids) في علاج أعراض معينة، بينما لم يعد يوصى باستخدام مرخيات العضلات في العلاج.

تحسين النمط الغذائي

رغم أنه لم يثبت نظام غذائي لمرضى الفيبروميالجيا بعينه لتحسين الأعراض.

إلا إنه قد يفيد اتباع نمط غذائي متوازن غني بالمغذيات في زيادة شعور المصابين بالتحسن، ويتضمن:

علاج الفيبروميالجيا بالطب البديل

توجد بعض الوسائل المرجح استخدامها في تخفيف الحالة ما لم تنجح العلاجات السابقة، ومنها:

علاج الألم العضلي الليفي بالاعشاب

يرجح بعض الأشخاص استخدام بعض الأعشاب والمكملات الطبيعية في تقليل حدة أعراض الفيبروميالغيا، ومنها:

مع ذلك، يُنصح بضرورة استشارة الطبيب أو الصيدلي بشأن الآثار الجانبية المحتملة والتفاعلات الدوائية قبل تناول أي عشب أو مكمل غذائي.

العلاج الطبيعي

يمكن أن يشمل:

الحجامة والتليف العضلي

تشير بعض الدراسات أنه من المحتمل أن تخفف الحجامة (Cupping) حدة أعراض مرض الألم العضلي الليفي أكثر من العلاجات التقليدية.

مع ذلك، قد يحتاج تطبيق الحجامة في علاج تليف العضلات إلى دراسات أكثر دقة للتحقق من فاعليتها.

الفيبروميالجيا والصيام

أشارت إحدى الدراسات إلى تحسن ملحوظ في أعراض مرض العضلات المزمن والتهاب المفاصل الروماتويدي، بعد الصيام مدة 10 أيام في 13 من أصل 15 مريضًا.

أحدث علاج للفيبروميالجيا

إضافةً إلى كل ما سبق، نود ذكر بعض من علاج الفيبروميالجيا الجديد، مثل:

دواء سافيلا

اعتمدت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في عام 2009 عقار سافيلا (Savella) أو ميلناسيبران (Milnacipran) في علاج المتلازمة.

إذ يحاكي في دوره الأدوية المستخدمة لعلاج الاكتئاب، والاضطرابات النفسية الأخرى المذكورة سالفًا.

الوخز بالإبر

نشرت المجلة الدولية للعلوم الجزيئية دراسة حديثة عن استخدام الوخز بالإبر في العلاج، وتستمر مدة الوخز بين 20 إلى 30 دقيقة.

التحفيز الكهربائي

يمكن إجراء التحفيز الكهربائي عبر الجلد، الذي يقلل الشعور بالألم ويمكن أن يمنعه نهائيًا.

ختامًا، وددت أن أخبرك -عزيزي القارئ- أن “نيكي” لم تستسلم مطلقًا لمعاناتها متلازمة الألم العضلي الليفي، بل لجأت إلى وسائل عدة للعلاج، وتحسنت حالتها كثيرًا.

كذلك أشارت “نيكي” في ختام حديثها أن تغيير نمط الحياة هو المفتاح، ونصحت الجميع بألا يتخلى عن الأمل.

اقرأ أيضًا

ريلاكسون حبوب | مرخي العضلات هل يسبب النعاس؟

أشهر أعراض الامراض الروماتيزمية | الأسباب والعلاج

Exit mobile version