أسباب متلازمة الاحتراق النفسي | 7 طرق للعلاج والوقاية

أسباب متلازمة الاحتراق النفسي

تتعدد أسباب متلازمة الاحتراق النفسي، لكن هل ظننت أن فقدان الرغبة في النهوض من الفراش كل صباح، وتواتر الأفكار بترك العمل ربما تكون علامات للإصابة بها؟

ماذا إذن عن الشكاوى الجسدية التي تصيب الشخص في بعض الأحيان دون سبب طبي واضح؟

هذا ما دفعني -عزيزي القارئ- للبحث عن أسباب متلازمة الاحتراق النفسي، والسعي لكشف أعراضها وكيفية التعامل معها، لننعم بقدر من السلام النفسي، فهيا بنا.

 

تعريف الاحتراق النفسي

يعد مصطلح الاحتراق النفسي (Burnout ٍSyndrome) أو متلازمة الاحتراق الذاتي جديد نسبيًّا.

إذ أطلقه أول مرة عالم النفس “هربرت فرودنبرجر” (Herbert Freudenberger) عام 1974 في كتابه.

بينما اعترفت بها منظمة الصحة العالمية (WHO) ظاهرةً مهنيةً في مايو 2019.

كذلك يعد حالة من الإجهاد العقلي والجسدي والعاطفي نتيجة الضغوط طويلة المدى.

إذ يمكن أن يتسبب ذلك في شعور الفرد بالإنهاك ونفاذ طاقته مع عدم القدرة على التعامل مع متطلبات الحياة.

كذلك يرتبط بالإصابة بمجموعة من اضطرابات الصحة العقلية والجسدية، لاسيّما حال تُرِك دون علاج.

 

أنواع الاحتراق النفسي

يوجد ثلاثة أنواع من الاحتراق النفسي:

الاحتراق النفسي الزائد (Overload Burnout)

يرتبط ذلك بالطموح والعمل بجدية لتحقيق النجاح بصورة ربما تمثل خطرًا على الصحة والحياة الشخصية.

الاحتراق النفسي تحت التحدي (Under-Challenge Burnout)

يتضمن ذلك النوع الشعور بعدم التقدير والملل مع انعدام فرص للتطور في العمل؛ نتيجة الشعور بفقدان الشغف أو المتعة عند أداء العمل كذلك.

(Neglect Burnout) الاحتراق النفسي الإهمالي

ينتج عن الإهمال والشعور بالعجز؛ إذ ينشأ عادةً في صورة رد فعل للتحديات التي يواجهها الشخص.

كذلك يرتبط بعدم الكفاءة وفقدان القدرة على مواكبة متطلبات العمل.

الاحتراق النفسي المهني

يعد الاحتراق النفسي المهني (Occupational Burnout)‏ نوعًا خاصًّا من الضغط النفسي، وربما لا يشعر كثير من المصابين أن وظيفتهم السبب الرئيس في ذلك.

إذ إن الأمر لا يحدث بين عشية وضحاها، بل ناجمًا عن عملية تدريجية من التوتر المزمن الذي يتطور بمرور الوقت.

لكن ربما يمكن اكتشافه عند شعور الشخص بانعدام رغبته في الذهاب إلى العمل، أو القدوم متأخرًا والمغادرة مبكرًا.

أسباب الاحتراق الوظيفي

يحدث الاحتراق الوظيفي نتيجة ضغوط العمل طويلة الأمد دون معالجتها قبل فقدان السيطرة عليها.

كذلك فقدان التوازن بين العمل والحياة الشخصية، أو إذا كان العمل رتيبًا أو يتطلب دومًا البقاء لساعات إضافية.

 

كيف تعرف أنك مصاب بالاحتراق النفسي؟

عندما يشعر الشخص أنه يبذل فقط الحد الأدنى لأداء المهام وليس قصارى جهده، وربما أحيانًا ينتاب البعض نوبات البكاء وشعورًا بالعجز أحيانًا أخرى.

هذا وغيرها كثير من الأعراض التي تدل على إصابة الشخص بالمتلازمة، فتعال -عزيزي القارئ- نكتشف سويًّا أهم الأعراض.

 

اعراض متلازمة الاحتراق النفسي

تصعب ملاحظة اعراض الاحتراق النفسي في البداية، لكنها تزداد سوءًا بمرور الوقت؛ نتيجة الشعور بالاستنزاف الجسدي والعاطفي.

لذا ينبغي أخذ الأمر على محمل الجد وعدم إهماله، ونستعرض فيما يأتي أكثر الأعراض شيوعًا:

الأعراض السلوكية

نذكر منها الآتي:

الانعزال والشعور بالانسحاب

ربما يتوقف من يعانون الاحتراق النفسي عن التواصل الاجتماعي مع العائلة والأصدقاء، كذلك يميلون للانعزال عن الأنشطة المتعلقة بالعمل.

الإنهاك العاطفي والانفعال

يفقد الأشخاص الرغبة في إنجاز أعمالهم مع عدم القدرة على التكيف مع الضغوطات العادية، مثل: التحضير لاجتماع عمل أو أداء المهام المنزلية، خاصةً إذا لم تجرِ الأمور مثلما خُطِّط لها.

كذلك يعانون مشاعرًا غاضبةً، التي ربما تكون دافعًا لإثارة المشكلات مع الأصدقاء وزملاء العمل وأفراد الأسرة.

كذلك ربما يلجؤون في الحالات الشديدة إلى تناول المخدرات أو الكحول وسيلةً لتخدير آلامهم العاطفية.

التسويف

تستغرق المهام وقتًا أطول من المعتاد لأدائها.

انخفاض الأداء

يعاني المصابون مشاعرًا سلبيةً في العمل أو المنزل، مع صعوبة في التركيز والافتقار إلى الإبداع، ويصحب ذلك أحيانًا الشعور باليأس والأفكار الانتحارية.

الأعراض المتعلقة بالصحة العقلية

يمكن أن يؤدي الاحتراق النفسي إلى الإصابة ببعض المشكلات، مثل:

الأعراض العاطفية

نذكر منها الآتي:

الأعراض الجسدية

ربما تشمل الأعراض الجسدية الإصابة بأمراض كثيرة، ومنها:

 

مضاعفات الاحتراق النفسي

لا يختفي الاحتراق النفسي من تلقاء نفسه، كذلك إذا تُرك دون علاج فربما ينجم عنه أمراضًا جسدية ونفسية خطيرة، مثل: الاكتئاب وأمراض القلب والسكري.

الاحتراق النفسي والاكتئاب

يعد الاحتراق النفسي نقطة انطلاق للإصابة بالاكتئاب، لذا لا عجب إن اقترنا ببعضهما البعض.

كذلك يُصنّف الاكتئاب على أنه حالة طبية، أما الاحتراق النفسي فلا، إضافةً إلى اختلاف أعراض الاكتئاب عن الاحتراق النفسي وطريقة العلاج أيضًا.

 

قياس اعراض متلازمة الاحتراق النفسي

لا يعد تشخيص متلازمة الاحتراق النفسي بالأمر السهل، إلا إنه لا يُعد اضطرابًا نفسيًّا.

لكن يشعر الأشخاص المصابون بالاحتراق النفسي في كثير من الأحيان بفقدان القدرة على العطاء وأداء المهام والمسؤوليات.

لذا دومًا ما يقال أنه إذا عُرفت الأسباب بطلت العجائب، ومن هنا دعنا -عزيزي القارئ- نتعرف سويًّا إلى أسباب متلازمة الاحتراق النفسي.

 

ما أسباب متلازمة الاحتراق النفسي؟

أسباب الاحتراق الوظيفي

ترجع أسباب متلازمة الاحتراق النفسي إلى أمور رئيسة، هي:

الضغط المستمر

يحدث ذلك عندما لا يكون هناك متسع من الوقت لإنجاز المهام المطلوبة في الوقت المحدد.

قلة التواصل وفقدان الدعم

عندما يدعم المدير مثلًا أعضاء فريقه، فإن ذلك يخفف كثيرًا الاحتراق النفسي الذي قد يشعر به العاملون.

عدم وضوح المهام

يتسبب عدم معرفة المهام المطلوبة من الشخص في الشعور بالاحتراق النفسي بمرور الوقت.

عدم القدرة على التحكم في أعباء العمل

يتسبب ذلك في الشعور باليأس والإصابة بالاحتراق النفسي مهما بلغ تفاؤل الشخص.

غياب العدل

يتعرض الموظفون الذين يُعاملون بصورة غير عادلة إلى الاحتراق النفسي أكثر من غيرهم، وربما يشمل ذلك المحسوبيات وسوء المعاملة من زملاء العمل.

السمات الشخصية

ربما تسهم السمات الشخصية وأنماط التفكير المختلفة، مثل: السعي نحو الكمال في زيادة الضغط والتوتر.

 

الفرق بين الضغط النفسي والاحتراق النفسي

أفادت بعض الدراسات أن الشعور ببعض الضغط النفسي لا بأس به؛ إذ ربما يكون دافعًا نحو زيادة مستوى اليقظة والأداء السلوكي المعرفي الأمثل.

مع ذلك، يتسبب الاحتراق النفسي بمشكلات صحية خطيرة لذا فليس بالأمر الجيد أن يتعرض الفرد باستمرار للمستويات العالية من الكورتيزول (هرمون التوتر الأساسي).

إذ إن الشعور الدائم بالضغط النفسي، ربما يكون من أسباب متلازمة الاحتراق النفسي.

 

مَن الأكثر عرضة لاستمرار الضغط النفسي؟

متلازمة الاحتراق الذاتي

رغم أنه ينتج عن ضغوط العمل المزمنة في أغلب الأحيان، إلا إنه يمكن أن يظهر كذلك في مجالات أخرى من الحياة.

إذ يمكن أن ينتج عن المواقف العصيبة باستمرار، مثل: رعاية أحد أفراد الأسرة المريض أو العمل لساعات طويلة أو مشاهدة الأخبار المزعجة.

لكن ربما ترتبط بعض المهن أكثر من غيرها بالتعرض لخطر المتلازمة، بما في ذلك مسؤولو الرعاية الصحية وضباط الشرطة والمعلمون وغيرهم.

 

7 طرق لعلاج الاحتراق النفسي والوقاية منه

ربما تساعد الخطوات الآتية في الحد من أسباب متلازمة الاحتراق النفسي، ونذكرها فيما يلي:

  1. أداء الأنشطة البدنية أو الذهنية، مثل: ممارسة التمارين الرياضية أو اليوجا أو التأمل الذهني.
  2. تناول نظام غذائي متوازن؛ إذ ربما يفيد تناول الأطعمة الغنية بأوميجا 3 في علاج الاكتئاب وتعزيز الحالة المزاجية، مثل: بذور الكتان والجوز والأسماك.
  3. ممارسة عادات نوم جيدة؛ إذ يعزز تجنب الكافيين قبل النوم وحظر الهواتف الذكية من غرفة النوم عادات النوم الصحية.
  4. طلب المساعدة، فيمكن طلب العون من المقربين من الأصدقاء وأفراد الأسرة خاصةً في أثناء الأوقات العصيبة.
  5. إجراء بعض التغييرات في بيئة العمل، مثل: تطوير استراتيجيات العمل للحد من التوتر أو تعديل ساعات العمل، أو ربما تغيير الوظيفة إذا تطلب الأمر.
  6. تنظيم الوقت، ذلك من أجل الحفاظ على التوازن بين متطلبات الحياة المختلفة.
  7. الحصول على قسط من الراحة أو إجازة مؤقتة من آنٍ إلى آخر.

 

علاج الاحتراق النفسي بالأدوية

يعد تأثير الأدوية المستخدمة في علاج الاحتراق النفسي محدودًا، كذلك يُنظَر إلى الدراسات التي أُجريت بشأن العلاج على أنها غير كافية.

بينما اعتمدت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية حديثًا استخدام حقن تسمى (Idongivafumab Injection) لعلاج المتلازمة، لكنها قيد التجربة أيضًا.

 

في الختام -عزيزي القارئ-، وبعد أن تعرفنا إلى أسباب متلازمة الاحتراق النفسي، أود التذكير بأنه كلما كان الانتباه مبكرًا للأعراض، زادت القدرة على تجنب الاحتراق النفسي وما يصحبه من اضطرابات نفسية وجسدية.

دمتم في سلامٍ نفسي!

 

اقرأ أيضًا

الزهايمر المبكر | عندما تعيش كل يوم كأنه أول يوم

اضطراب ثنائي القطب | أسبابه وعلاجه

 

Exit mobile version