الطب النفسي

اضطراب ثنائي القطب | أسبابه وعلاجه

اضطراب ثنائي القطب

يُعد اضطراب ثنائي القطب أحد أشهر الأمراض النفسية، ويتميز بعديد من الأعراض المختلفة سواءً نفسية كانت أو جسدية، وتختلف أيضًا الأسباب المؤدية إلى الإصابة به.

تابع هذا المقال -عزيزي القارئ- لتعرف ما هو مرض اضطراب ثنائي القطب؟ وكل ما يتعلق به.

اضطراب ثنائي القطب

يُصنف الأطباء اضطراب ثنائي القطب (Bipolar Disorder) أنه مرض نفسي مزمن تختلف أعراضه من نوع لآخر ما بين ارتفاع الحالة النفسية للمريض وطاقته “نوبات الهوس”، ونوبات الاكتئاب.

على الرغم من أنه اضطراب مزمن، يمكن السيطرة علي حدة الأعراض، بوضع خطة علاجية صحيحة وتغيير بعض نمط الحياة.

 

أنواع اضطراب ثنائي القطب

يتميز هذا الاضطراب بعدة أنواع، ومن أهمها:

اضطراب ثنائي القطب من النوع الأول

يشكل الهوس أهم أعراض هذا النوع، قد تستمر نوبات الهوس لدى المريض أسبوعًا أو يعاني نوبة واحدة على الأقل في العمر، وفي بعض الأحيان يصبح البقاء في المستشفى ضروريًا.

كذلك يُصاب هذا المريض بنوبات من الاكتئاب قد تستمر مدة أسبوعين، ويعاني الشخص أحيانًا مزيجًا من نوبات الاكتئاب والهوس معًا.

اضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني

تطغى نوبات الاكتئاب على هذا النوع، كذلك يتميز بقليل من نوبات الهوس الخفيف (Hypomania).

اضطراب دوروية المزاج (Cyclothymic Disorder)

تُعد نوبات الاكتئاب طويلة المدة أهم ما يُميز هذا النوع، قد تستمر نوبات الاكتئاب مدة سنتين أو أكثر في حالة البالغين؛ وفترات بسيطه من المزاج الطبيعي تصل إلى 8 أسابيع.

أنواع اضطراب ثنائي القطب الأخرى

يعاني مريض ثنائي القطب في بعض الأحيان أعراضًا لا تندرج تحت نوع محدد من أنواع الاضطراب المعروفة، وفي هذه الحالة يُطلق عليها “أنواع أخرى من اضطراب ثنائي القطب”.

أسباب اضطراب ثنائي القطب

رغم أن السبب الدقيق لهذا المرض لم يُعرف بعد، فقد أوضح العلماء مشاركة بعض العوامل في هذه الإصابة، ومنها:

أسباب بيولوجية 

أوضحت الفحوصات وجود بعض التغيرات البيولوجية في عضوية الدماغ لدى المصابين بثنائي القطب، ورغم عدم إثبات أهمية هذه التغيرات، لكنها تساعد على تحديد الأسباب.

عوامل وراثية 

تبين أن الإصابة بهذا الاضطراب تكون أكثر شيوعًا بوجود أشخاص من الدرجة الأولى مصابين بنفس الاضطراب.

العوامل التي تزيد معها فرصة الإصابة باضطراب ثنائي القطب

هناك بعض العوامل التي تزيد خطر الإصابة بهذا الاضطراب، ومنها:

  • وجود أقارب من الدرجة الأولى مصابون بهذا الاضطراب.
  • مرور الشخص بفترات عصيبة تؤدي إلى ضغط نفسي شديد.
  • تناول الكحول أو المخدرات بإفراط.

 

أعراض اضطراب ثنائي القطب

تختلف أعراض ثنائي القطب من نوع إلى آخر؛ نظرًا لاختلاف أعراض نوبات الاكتئاب عن نوبات الهوس.  

اضطراب ثنائي القطب
اضطراب ثنائي القطب

أعراض ثنائي القطب للبالغين

تتضمن أعراض هذا الاضطراب بين البالغين ما يأتي:

أعراض نوبات الهوس

  1. الشعور بحالة نفسية جيدة وسعادة، بالإضافة إلى سرعة الانفعال.
  2. سرعة التشتت والغضب.
  3. عدم الرغبة أو الشعور بالاحتياج إلى النوم.
  4. كثرة الأفكار المتضاربة.
  5. الهلوسة والتفكير اللا منطقي.
  6. التحدث بسرعة، بالإضافة إلى الانتقال بين الأحاديث المختلفة في نفس الوقت.
  7. الشعور بالعظمة والأهمية المبالغ فيهما.
  8. أداء كثير من الأعمال في وقت واحد وكثرة الحركة.
  9. فقدان الشهية.

أعراض نوبات الاكتئاب

تؤثر نوبات الاكتئاب في حياة الفرد وعلاقاته بالأشخاص المحيطين وتظهر الأعراض مثل الآتي:

  1. الشعور بالحزن أو القلق وفقدان الأمل في كل شيء.
  2. مشكلات النوم، سواءً عدم القدرة على النوم أو عدم الرغبة في الاستيقاظ.
  3. التحدث ببطء مع عدم الرغبة في التحاور.
  4. صعوبة التركيز واتخاذ القرارات والنسيان.
  5. زيادة الشهية أو الرغبة المُلحة في الطعام مما يؤدي إلى زيادة الوزن.
  6. الشعور بعدم القدرة على أداء أصغر الأشياء وأبسطها.
  7. فقدان الشغف وانعدام الاهتمام بأي شيء.
  8. الشعور بالدونية وفقدان القيمة مع وجود أفكار انتحارية.

أعراض اضطراب ثنائي القطب للأطفال والمراهقين

قد يصعب تحديد الأعراض لكل من المراهقين والأطفال بسبب تغيرها من طفل لآخر، وأيضًا لتداخلها مع أعراض الاضطرابات الأخرى التي تصيب الأطفال، إلا إنها تمثل نفس الأعراض التي يعانيها البالغين.

 

التشخيص

نلجأ للطبيب للتشخيص في حال وجود الأعراض مدة أسبوع على الأقل، أو وجود أعراض تتسبب في دخول المستشفى.

يتسبب تأجيل التشخيص أو عدم توافر العلاج المناسب في سوء الحالة.

يحتاج الأطباء إلى عديد من الفحوص لتشخيص ثنائي القطب، ومنها:

فحص جسدي

يحتاج الطبيب إلى الفحص الجسدي، وذلك ليتأكد من عدم وجود أي سبب آخر لهذه الأعراض.

تقييم نفسي

يُجرَى تحت إشراف طبيب نفسي مختص، ويُعتمد عليه بالنسبة الأكبر في التشخيص ومن خلاله يتمكن الطبيب من تحديد قوة الاضطراب ونوعه.

تخطيط للحالة النفسية

ينفذ الطبيب التخطيط بمساعدة المريض؛ إذ يطلب الطبيب من المريض تسجيل مخطط نفسي خلال مدة زمنية معينة، ويسجل المريض فيه حالته النفسية والتغيرات الطارئة عليه خلال الفترة المحددة، وأنماط  نومه وجودتها.

في النهاية يقارن الطبيب الأعراض الظاهرة بالأعراض المعروفة لهذا الاضطراب لتحديد نوع الاضطراب وحدته.

 

علاج اضطراب ثنائي القطب

يُعد هذا الاضطراب مرض نفسي مزمن؛ لذلك يهدف علاجه إلى تقليل حدة الأعراض وخفض معدل تكرارها، ويشمل العلاج ما يأتي:

  • العلاج الفسي ويعد جزءًا مهمًا في معالجة مريض ثنائي القطب، ويمكن توفيره كعلاج فردي أو جماعي.
  • علاج دوائي تحت إشراف طبي لتقليل أعراض نوبات الاكتئاب ونوبات الهوس، ويعتمد على نوع الاضطراب والنوبات التي يعانيها المريض، لذلك يختلف الدواء من شخص لآخر.
  • الحفاظ على المتابعة الطبية.
  • ضرورة البقاء داخل المستشفى في حالة الأعراض الشديدة وخاصة مرضى ثنائي القطب من النوع الأول.
  • تقدير قيمة الدعم من الأشخاص المقربين والأصحاب.

 

العلاجات الطبيعية للاضطراب ثنائي القطب

بعض العلاجات الطبيعية مفيدة لمرضى ثنائي القطب، ومع ذلك، يجب عدم استخدام هذه العلاجات دون الرجوع للطبيب أولاً.

كذلك يمكن أن تتداخل هذه العلاجات مع الأدوية التي يتناولها المريض.

هناك بعض الأعشاب والمكملات الطبيعية التي تساعد على استقرار الحالة المزاجية وتخفيف الأعراض لدى المرضى، ومنها:

  • زيت سمك.
  • روديولا الوردية (Rhodiola Rosea).
  • مكمل الأحماض الأمينية، مثل: (SAME).

المضاعفات

يؤدي إيقاف الأدوية فجأةً دون استشارة الطبيب، أو عدم الالتزام بالخطة العلاجية الصحيحة إلى بعض المضاعفات؛ ومن أهمها:

  1. أفكار انتحارية ورغبة في إنهاء الحياة.
  2. تعاطي المخدرات والمواد الكحولية.
  3. جرائم القتل.
  4. تصرفات غير مسؤولة بسبب فقدانه الإدراك.

نصائح للتأقلم والدعم

إذا كنت أو أحد المحيطين بك تعاني هذا النوع الاضطراب، فإليك بعض النصائح والإرشادات الهامة:

  1. تجميع أكبر قدر من المعلومات عن الاضطراب وطرق اتباع الارشادات الصحيحة للتعامل الأمثل.
  2. اللجوء إلى طبيب مختص في حال الشك بمعاناتك أو أحد المحيطين أعراض هذا الاضطراب، مع ضرورة عدم استخدام أي أدوية دون استشارة طبيب مختص.
  3. تقديم الدعم للمقربين الذين يعانون ثنائي القطب، وأخذ حديثهم على محمل الجد واستشارة الطبيب فيما يقولون، خاصةً أحاديثهم عن الأفكار الانتحارية.
  4. إذا كنت تعتقد أن شخص ما على وشك إيذاء نفسه أو الآخرين فعليك بالاستعانة بمختصين لحالات الطوارئ فورًا، وإزالة أي أدوات حادة من محيطه، كذلك يجب عليك تجنب الصراخ والتهديد والجدال معه.

 

ختامًا -عزيزي القارئ- وبعد اطلاعك على كل ما يتعلق بمرض اضطراب ثنائي القطب، أوصيك بتقديم المساعدة لمن يعاني أحد الأعراض المذكورة أعلاه وتوجيهه إلى طبيب نفسي مختص.

كذلك أوصيك بتقديم الدعم النفسي والثقافي له وفي حال كان المصاب من المقربيبن لك فاحرص على مساعدته على الالتزام بما يُمليه الطبيب من خطة علاجية؛ وذلك لتقليل نوبات المرض وحدتها وأيضًا لتجنب المضاعفات.

دمتم سالمين معافين ودام كيان مصدركم الآمن.

أقرأ ايضًا

علاج اضطرابات القلق | متى تهدأ عاصفة أفكاري؟

بواسطة
د. سارة غازي
المصدر
mayoclinicncbinami

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى