الطب النفسي

أسباب عصبية الأطفال | وكيفية التعامل معها

أسباب عصبية الأطفال

 

يعد فهم أسباب عصبية الأطفال أول خطوة صحيحة لسلك الآباء الطريق السليم لكيفية التعامل مع سلوك الطفل الغاضب والمتفجر.

تحدث أغلب نوبات الغضب ومشكلاته عند الأطفال نتيجة لعدم معرفتهم كيفية التعبير عن مشاعرهم أو ما أصابهم من إحباط.

يرجع بعضها إلى وجود اضطراب، أو نوبات قلق، أو فرط حركة، أو توحد.

في هذا المقال سنوضح ما سبب العصبية الزائدة عند الأطفال، وكيفية تجنبها؟

تعريف نوبات الغضب عند الأطفال

هو سلوك غاضب ينبع من الطفل في وقت انزعاجه أو إحباطه بصورة غير مخطط لها، قد تكون نوبات جسدية أو لفظية أو كليهما.

تعد هذه النوبات جزء طبيعي من نمو الطفل، فهي تمكنه من التعبير عن ما يعجز قوله بالكلمات.

هذه الحالة يتراوح فيها السلوك من النحيب والبكاء إلى الصراخ والركل والضرب وحبس الأنفاس.

يكن شائعًا الحدوث بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من سنة إلى ثلاث سنوات، ويرجع ذلك إلى قلة محصلتهم اللغوية وعدم القدرة على التعبير بصورة أكثر فاعلية عن مشاعرهم.

أعراض العصبية عند الأطفال

يهتم الوالدان بمعرفة ما هي علامات الطفل العصبي، مما يسهل عليهم التعامل مع أطفالهم كثيرة الصراخ.

قد يظهر على الأطفال في أثناء نوبة الغضب عرض أو أكثر من تلك الأعراض، وفيما يلي ذكر لأهم تلك العلامات:

  • بكاء وأنين.
  • صراخ.
  • ركل وضرب.
  • شد أجسامهم أو تشنج مقصود غير مرضي.
  • حبس أنفاسهم.
  • العض.

أسباب العصبية عند الأطفال

تبدأ العصبية الزائدة عند الأطفال من عمر سنة إلى 4 سنوات؛ ذلك لقلة المهارات اللغوية ومن ثم صعوبة التعبير عما بداخلهم.

يمكن للصراع الذي يشعر به الطفل هو أهم أسباب عصبية الطفل سنتين.

إنهم يسعون إلى الاستقلال لكن ما زالوا بحاجة إلى اهتمام والديهم.

كذلك توجد أسباب أخرى يصاب فيها الطفل بنوبات الغضب، مثل:

  • عندما يكون متعبًا، أو جائعًا، أو غير مرتاحًا، هذا ما يفسر أسباب عصبية الأطفال الرضع.
  • عدم قدرته على الحصول على ما يريد مثل لعبة.
  • بُعد أحد الوالدين مما يسبب صدمة للطفل وانهياره.
  • الرغبة في الاهتمام، ولفت الانتباه.
  • رفضه أداء مهمة ما.
  • حالات مرضية، مثل: التوحد، فرط الحركة، نوبات قلق واضطراب.

عصبية الأطفال 5 سنوات

بلوغ الطفل عمر 5 سنوات يعني أنه مقبل على أول مراحل التعلم الدراسي.

في تلك المرحلة يتعرض الطفل لكثير من المشاعر القوية، أو صعوبات تعلم تجعله غير قادر على التواصل أو التعبير على نحو صحيح، فيصاب بنوبات غضب.

كيفية التعامل مع الطفل العصبي

كيفية التعامل مع الطفل العصبي

جدير بالذكر، أن نعلم جيدًا أن السلوك هو روح التواصل، وبوابة الفرد للتعامل مع بيئته وعالمه الخارجي، وهو مهارة مكتسبة ومتعلمة.

من الجيد أيضًا معرفة أن الطفل في أول ثلاث سنوات من عمره يفتقر إلى المهارة اللغوية، والقدرة على التعبير عن مشاعره، لذلك لم يتقن فن القدرة على حل المشكلات.

يمكننا إدارة نوبات الغضب عند الأطفال باتباع الخطوات الآتية:

البحث عن مصدر إلهاء

تشتيت انتباه الطفل قبل بدء نوبة الغضب أو تحولها إلى نوبة غضب كاملة؛ بالإشارة إلى شيء مثير للاهتمام أو تشجيعه للمشاركة في نشاط.

البقاء في حالة هادئة

لم يكن التهديد أو المجادلة تصرفًا يجدي نفعًا عند الدخول في نوبة الغضب، بل البقاء هادئًا أسلم حل.

يمكننا التحدث في وقتٍ لاحق مع الطفل عندما يكون هادئًا بخصوص سلوكه الغاضب.

تجاهل نوبة الغضب

يدرك الطفل بهذا الفعل أن سلوكه الغاضب لن يجعله يحصل على ما يريد.

إبقاء الطفل على مرمى البصر

ينصح دائمًا بوضع الطفل الغاضب في مكانٍ مرئي يمكنه من رؤية والديه كذلك الحال معهم.

ذلك يسهل على الآباء الحفاظ على سلامة أطفالهم في حالة نوبة الغضب، مثل حملهم أو إبعاد أي شيء يسبب الأذى لهم في ذلك الوقت.

إذا وصل الطفل إلى مرحلة متفاقمة من الغضب، وزاد القلق عليه وعلى من حوله، ويصعب السيطرة عليه، نتبع معه تقنية “الوقت المستقطع”.

تعتمد تقنية الوقت المستقطع على عزل الطفل في مكان آمن، لتوصيل فكرة معينة للطفل.

هي أن تصرفه الغاضب وغير اللائق لن يجدي نفعًا وينبغي له أن يهدأ تمامًا ليتمكن من الخروج.

تتبع هذه الخاصية قواعد يجب الالتزام بها كي لا تؤثر سلبًا في نفسية الطفل، وفيما يلي ذكر لها:

  • أن تكون مدة الوقت المستقطع لا تزيد عن دقيقة لكل عام من عمر الطفل.
  • تستخدم خاصية الوقت المستقطع فقط في حالة خروج تصرفات الطفل عن السيطرة.
  • تعتمد تقنية الوقت المستقطع على تخصيص مكان مثل الغرفة أو كرسي للطفل تخلو من أي وسيلة لتشتت الذهن أو أي ألعاب ترفيهية.
  • لا نتحدث مع الطفل أو عنه في أثناء تلك المهلة.
  • نتعامل مع الطفل بصورة طبيعية بمجرد خروجه من تلك المهلة، بل ونبدي له مدى حبنا ونمدحه قليلًا على تغلبه على غضبه، ومن ثم نناقشه على ما فعله سابقًا.

ما لا يجب فعله في أثناء نوبة الغضب عند الأطفال

يمكننا تجنب الأفعال الآتية عند التعامل مع الطفل كثير الصراخ:

  • الاستسلام أو تغير الرأي وإعطاء الطفل ما يريد من أجل إيقاف نوبة الغضب.
  • التهديد، أو الجدال السلبي الذي يحتوي على الذم والتوبيخ.

علاج العصبية والصوت العالي عند الأطفال

مثلما ذكرنا سابقًا أن السلوك مهارة مكتسبة، لذلك تعد أول خطوة لعلاج أسباب عصبية الأطفال هي مراقبة أسلوب الآباء.

يراقب الطفل من حوله خاصةً والديه، ويقلد أسلوبهم في استقبال المشكلة وحلها.

لذلك من المهم جدًا انتقاء السلوك أمام الأطفال، وفيما يلي نذكر أهم الخطوات المتخذة لعلاج أسباب عصبية الأطفال:

مساعدة الطفل على الهدوء في بداية نوبة الغضب

نعزز سلوكه الإيجابي إن أبدى أي استجابة حيال ذلك حتى وإن كانت بسيطة، مع إيضاح الموقف وتحديده.

نقول “لقد كنت رائعًا حين خفضت صوتك خارج المنزل” بدلًا من قول “لقد كنت جيدًا”.

الطفل دائمًا يحتاج إلى توضيح المواقف والمشاعر له، وشرحها ببساطة وتحديد الموقف بعينه.

الاعتراف بمشاعرهم

إدراك الطفل أنك متفهم مشاعره يجعله أهدأ، مثل قول: “أعلم أنك حزين لفقدك لعبتك، أنا أشعر بحزنك”.

تقديم المساعدة لهم؛ إذ يبحث دائمًا الأطفال على الاهتمام.

تسمية المشاعر

أعطه كلمات تساعده على تسمية مشاعره وفق الموقف الذي يمر به، مثل: أنا غاضب، أنا سعيد، أنا متحمس.

إعطاء فرصة للطفل لأخذ القرار في بعض الأمور الصغيرة

يشبع ذلك شعور الرضا وأن بيده زمام الأمور، لكن يفضل أن يكون الكلام واضحًا ومحددًا واختيار بين اثنين فقط، مثل:

هل تريد شرب عصير البرتقال أم التفاح؟

استخدام تقنيات علاجية سلوكية

إذا كان الطفل يتعرض مرارًا وتكرارًا إلى نوبات الغضب مع وصولها حد العدوانية، يمكننا استخدام بعض العلاجات السلوكية لتلك الحالات، مثل:

علاج التفاعل بين الوالدين والطفل (PCIT)

وُجد أن (PCIT) فعالًا مع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2-7 سنوات، ويشارك الوالدين الطفل معًا من خلال مجموعة من التمارين.

يراسل المدرب الوالدين وليس الأطفال من خلال سماعة أذن، يملي عليهم أفضل السلوكيات الإيجابية، وتجاهل السلوكيات السلبية لأطفالهم مع الالتزام بالهدوء.

العلاج بتقنية الحلول التعاونية والاستباقية (CPS)

تعتمد فكرة البرنامج على التعامل مع السلوك العصبي للطفل على أنه مهارات متأخرة بدلًا من لفت الانتباه أو العدوانية.

إذ تهدف إلى تعليم الطفل مهارات جديدة تساعده على استقبال الأمور بصورة أكثر فاعلية بدلًا من الانحدار إلى نوبة الغضب.

علاج العصبية عند الأطفال بالأعشاب

يمكننا استخدام 3 أعشاب لتهدئة الاطفال من سن 5 -7 سنوات، وفيما يلي ذكر لهم:

اللافندر

يعد أحد الزيوت العطرية الأكثر أمانًا ولطفًا على الطفل، لأنه يساعد الطفل على الاسترخاء والهدوء، يمكن دمجه مع مشروب بارد أو ساخن.

البابونج

يعد البابونج مثل السحر لتهدئة الأطفال الصغار، إذ إنه يتفاعل مع نظام GABA ويقلل إفراز هرمون الكورتيزول.

يمكن أن يحصل الطفل عليه مشروبًا ساخنًا أو مثلجًا.

بلسم الليمون

أظهرت الدراسات مدى فائدة هذه العشبة، إذ تقلل التوتر والقلق، وتحسن الحالة المزاجية، إضافةً إلى زيادة الأداء المعرفي.

تشبه الليمون في المذاق والراحة؛ مما يسهل دمجها معه في المشروبات أو الحلويات.

قد نحتاج إلى استشارة طبيب إذا ساء الوضع، إذ يمكنه وصف أدوية علاجية لإدارة نوبة الغضب الخارجة عن السيطرة.

تذكري -عزيزتي الأم- أن مقابلة العصبية بنظيرها لن يجدي نفعًا، بل يزيد الأمور سوءًا.

إذ تسبب عصبية الأم على الأطفال زيادة توترهم، وإنتاج الطفل العصبي كثير الصراخ، لأن الطفل يقلد والديه في كل شيء.

يمكننا تدريب أنفسنا على التحكم في انفعالاتنا، ومن ثم تعليم ذلك لأولادنا.

ختامًا، -عزيزي الوالد- بعد إطلاعك على أسباب عصبية الأطفال، وكيفية التعامل معها.

حاول أن تنظر إلى نوبات الغضب بصورة إيجابية، فبدلًا من جعلها محبطة لك ولطفلك، اجعلها فرص جديدة للتعلم وكسب مهارات جديدة في استقبال المشكلات وحلها.

اقرأ أيضًا

انخفاض معدل الذكاء عند الأطفال | هل طفلي غبي؟

التهتهة عند الاطفال | أسبابها وكيفية علاجها

 

 

بواسطة
د. ولاء إمام
المصدر
healthlinechildmindkidshealthdiscoverbrilliaclevelandclinicfreepik

د. ولاء إمام

صيدلانية وكاتبة محتوى طبي، دائمًا ما يشغلني تسلسل المعلومة ببساطة ووضوح لذهن القارئ، لذلك درست بجانب الصيدلة، كتابة محتوى طبي، وتحسين محركات البحث، وترجمة طبية، وتدقيق لغوي. -عزيزي القارئ- آمل أن تكون المقالات مشبعة وكافية للرد على جميع التساؤلات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى