الطب النفسيكيان الطفل

أسباب السلوك العدواني عند الأطفال والتعامل معه

أسباب السلوك العدواني عند الأطفال

تربية الأطفال ليست بالأمر السهل، خاصةً عندما يكون سلوك الطفل عدوانيًّا، فيبدأ الوالدان حينها التساؤل ما أسباب السلوك العدواني عند الأطفال؟

يسعى الوالدان، لا سيما الأم إلى حل، وتبدأ في القراءة والفهم عن أسباب السلوك العدواني عند الأطفال، ومن هنا تدرك أنها بحاجة إلى استشارة مختص في تربية الأطفال.

سنجيب في هذا المقال عن بعض الأسئلة التي تدور في ذهن كل أم وأب مثل:

ما أسباب السلوك العدواني عند الأطفال؟ وما علاجه؟ وأساليب تعديل السلوك.

 

صفات الطفل العدواني

تتجلى مظاهر السلوك العدواني عند الأطفال في عدة أشياء منها:

  • الضرب والركل والعض.
  • التطاول اللفظي.
  • محاولة السيطرة على الأطفال الضعفاء بالتهديد، والعنف.
  • التنمر على رفاقه.
  • إتلاف الممتلكات.
  • التهديد بالإيذاء الجسدي لنفسه، ولغيره.

لكن لننتبه ربما تحدث حالات فردية من تلك التصرفات، حينها لا نستطع القول أنه طفل عدواني.

إذ لا بد من تكرار تلك التصرفات لدرجة تراها مبالغ فيها، حينها يُفضل عرضه على مختص في تعديل السلوك.

 

عوامل تؤثر في السلوك العدواني

تساعد بعض العوامل على زيادة السلوك العدواني عند الأطفال، ومن أمثلتها:

  • تعرض الطفل للاعتداء الجسدي، أو الجنسي.
  • كذلك تعرض الطفل للعنف المنزلي.
  • تعرضه للتنمر.
  • المشاهد العنيفة في التلفاز، أو الفيديوهات المختلفة.
  • انفصال الأبوين.
  • العامل الوراثي.

 

علاج السلوك العدواني عند الأطفال

تظن بعض العائلات أن علاج السلوك العدواني عند الأطفال أمرًا مستحيلًا، ويظنون أنها فطرة وسيظل كذلك.

لكن هذا بالطبع خطأ كبير، وإليكم بعض أساليب العلاج السلوكي الفعالة، التي يَنصح بها المختصون: 

الرد الحاسم

يجب أن يعرف الطفل أنه مخطئ، وسلوكه غير مقبول، ثم توقف عن المحادثة وابتعد قليلًا.

امنح نفسك وقت استراحة

يمكنك الابتعاد قليلًا وتجنب التعامل حتى تهدأ تمامًا، ويهدأ الطفل كذلك، حينها يمكن التحدث بصورة عقلانية أكثر، ويُرجَى تجنب الضرب أو الصراخ.

تحدث مع طفلك عن مشاعره

بمجرد أن يهدأ الطفل، تحدث معه عن سبب سلوكه العدواني، وبماذا كان يشعر في لحظة الانفعال؟

يجب كذلك إرشاده إلى بعض الطرق لتجنب تكرار سلوكه العدواني، مثل: كأن تقول له “حينما تشعر بالغضب يمكنك الابتعاد قليلًا، وأخذ نفس عميق”.

كن قدوة حسنة

يُقال دائما أن الطفل مرآة بيته، لذلك يجب أن تراقب تصرفاتك، وكيف تتعامل مع حالات الإحباط، والغضب.

مثلًا: إذا فقدت شيء مهم لديك، يُفضل أن يكون رد فعلك هادئ، وإظهار هذا أمام الطفل مثل أن تقول: يمكن أن اشتري بديلًا له.

ترتيب الفوضى

يمكنك مناقشة الطفل بعد ترتيب فوضى ما قد أحدثها، مثل: تكسير الأشياء أو إلقائها.

ساعد الطفل على الاعتراف بخطئه والاعتذار عنه

يجب أن يتعلم الطفل الاعتذار عن المشاعر السيئة التي سببها مثلًا: أنا آسف، لأنني فعلت ذلك، وأشعرتُك بالحزن.

تخصيص وقت معين لاستخدام الهاتف والتلفاز

أثبتت الدراسات أن قضاء أوقات طويلة مع الهاتف ومشاهدة التلفاز تُزيد العدوانية.

امدح السلوك الجيد

تصحيح سلوك الطفل العدواني مهم، كذلك مدح أفعاله الجيدة لا يقل أهمية، كذلك إشعار الطفل بالفخر به.

 

دور اللعب في علاج السلوك العدواني

يُؤثر اللعب تأثيرًا إيجابيًّا هامًا في علاج السلوك العدواني، بالإضافة إلى فعاليته في تحسين المهارات الاجتماعية، ومهارات التواصل.

أثبت الدراسات أن الألعاب الجماعية فعالة في إكساب الطفل المهارات الاجتماعية منها الثقة بالنفس، والحد من السلوك العدواني والاندفاعية خاصةً في سن ما قبل المدرسة.

تمنح الألعاب الجماعية الطفل فرصة لإظهار مشاعره الداخلية.

كذلك يُكسب العلاج الجماعي باللعب الطفل مهارات، مثل: الامتثال للقواعد، والتعاون مع الآخرين، وإدارة المشاعر السلبية.

 

نصائح التحكم في السلوك العدواني عند الأطفال

أسباب السلوك العدواني عند الأطفال

توجد عدة نصائح تساعدك على التحكم في أسباب السلوك العدواني عند الأطفال، ومنها:

الهدوء وعدم أخذ الأمور على محمل شخصي

عدم تنفيذ الطفل للأوامر المطلوبة منها يُشعر الشخص بعدم احترام الطفل له، لكن يجب الانتباه أن الردود الانفعالية الغاضبة تزيد الأمر سوءًا.

تحسن معاملة الطفل بهدوء العلاقة به، بالإضافة إلى أنه مفيد لنمو الطفل العقلي والعاطفي.

يجب العلم أن الطفل لا يعالج الأمور بمنطق البالغين، خاصةً إذا كان الطفل صغير السن، فإنه لا يعي كثيرًا من مشاعره.

كن واقعيًا حول امتثال الطفل لأوامرك وطلباتك

ينتبه الأطفال الصغار مدة قصيرة، ويَسهل تشتيتهم، كذلك لا يزال يتعلم عن العواطف، وكيفية إدارتها، وتنظيم مزاجه.

يستغرق تعلم الأوامر والمعلومات مدةً طويلةً نسبيًا؛ لذلك لا يتوقع سرعة استجابة الطفل في السن الصغير.

ركز على حفظ العلاقة الإيجابية

يشعر الآباء تجاه عدم الطاعة لهم من الأبناء بالغضب، لكن الاندفاعية في رد الفعل السلبي من التوبيخ والضرب، يُشعر الطفل أنه غير محبوب، ويؤدي إلى زيادة السلوك العدواني.

طلب الدعم النفسي للآباء والأطفال أمر مهم

 يساعد الدعم النفسي على تقليل التوتر، وتحسين السلوك، أحد النماذج المستخدمة “نموذج أوريغون“.

نموذج أوريغون

يتدرب فيه الوالدان على إدارة المواقف والمشاعر، وإضافة الأنشطة اليومية الممتعة.

خصص وقت خاص لك

يعد التعامل مع الطفل العدواني أمرًا مرهقًا، لذلك يستحسن تخصيص وقت لنفسك كل مدة من أجل تجديد الطاقة؛ للتعامل بصبر وحكمة.

لا تتردد في طلب المشورة النفسية عندما تحتاج إليها، فهناك برامج “الأبوية الإيجابية”، ومجموعات الدعم للآباء والأمهات.

 

أساليب تعديل السلوك

تكثر أساليب تعديل السلوك، ومنها ما يفعله الآباء، ومنها لازمة الفعل على المعلمين، ومقدمي الرعاية، ونذكر منها ما يأتي:

كن واقعيًا

لا تنكر وجود مشكلة العدوانية عند طفلك، أو تُشعره أنه طفل سيء، لكن اجعله يشعر بتقبلك له، وأنك ترفض السلوك لا الشخص.

الابتعاد عن أسباب السلوك العدواني عند الأطفال

يجب فهم الأسباب، وكيفية حدوث المشكلة والانفعال، حاول تدوين الملاحظات مدة أسبوع.

هناك محفزات شائعة تكون أحد أسباب السلوك العدواني عند الأطفال، ومنها:

  • الانتقال وعدم الاستقرار على روتين ثابت نوعًا ما يُشعر الطفل بالتوتر والاضطراب والقلق، مما يزيد السلوك العدواني.
  • تغيير الحرارة يشعر الطفل بالانزعاج الشديد، لذلك يجب الحرص على ارتداء الملابس المناسبة، مع الاهتمام بشرب الماء.

عند طلب ترك شيئًا ما من الطفل، ترك لعبته المفضلة مثلًا يمكنك الاتفاق على خطة بديلة، مثلًا متى يمكنه اللعب بها مجددًا، وما الوقت المسموح به للعب؟

المعلمين ومقدمي الرعاية

يجب التواصل دائمًا مع الآباء، ووضع خطة لكيفية التعامل مع الطفل، كذلك ينبغي الحفاظ على أمان الطفل وسلامته.

تطوع في الفصل الدراسي

هذا الأمر يخص أطفال الروضة، إذ يواجهون بعض الصعوبات في تقبل الوضع الجديد، مما يجعله عصبيًا وعدوانيًا.

توجد كذلك بعض العوامل المساعدة على التغلب على السلوك العدواني للطفل، مثل:

 

  • يجب حصول الطفل على القدر الكافي من النوم.
  • الاتصال الجسدي والاحتضان له دور فعال في تهدئة الطفل، وتقليل سلوكه العدواني، وشعوره بالأمان.
  • النشاط البدني، ودمجه مع نظام التعليم.
  • تشجيع الطفل على أداء أنشطة جديدة، مع تحديد أوقات محددة.
  • تناول الأطعمة المقوية للمناعة، ومنع السكريات.
  • ممارسة الرياضة، مثل: اليوغا تساعد على تقليل السلوك العدواني عند الأطفال.
  • تعليم الطفل كيفية التعبير عن مشاعره، وتسمية المشاعر بأسمائها الصحيحة، كذلك كيفية إدارتها والتنفيس عنها.
  • عدم إيذاء الطفل لفظيًا، أو جسديًا.
  • تدريب الطفل على طرق التعامل عند حدوث المشكلة، مثل تجنب الانفعال وترك الأمر بأسلوب هادئ ومحترم، مع إيضاح الفرق بين هذا التصرف وسلوك الجبناء، أو ضعاف الشخصية.
  • بعض الأوقات يجب اتخاذ موقف حازم دون الرجوع عنه تحت أي ضغط، لكن تذكر يجب أن يكون بهدوء ودون إيذاء.

ختامًا، نحتاج لمعرفة أسباب السلوك العدواني عند الأطفال، لكن يجب أن نعطيهم الحب غير المشروط، ونحتضنهم ونشعرهم بالأمان، مؤكدين على حبنا لهم في جميع الحالات.

كذلك ينبغي لنا التحلي بالصبر، والحُلم ولا نؤذيهم نفسيًا ولا جسديًا.

يُعد الذهاب إلى طبيب أو معالج مختص للمساعدة أمرًا هامًّا في معظم الأحيان، بالإضافة إلى مجموعات الدعم للأطفال والآباء.

 

اقرأ أيضًا

متلازمة اسبرجر | هل أجد من يفهمني يومًا؟!

الرفض الاجتماعي واقع أم خيال! | أسبابه وعلاجه

بواسطة
د. إسراء عامر
المصدر
/parentingsciencebabycentre.aacap

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى