الطب النفسي

أسباب الخجل عند الأطفال | وكيفية التغلب عليه

أسباب الخجل عند الأطفال عديدة إذ تنتاب بعض الأمهات حالة من التوتر أو القلق حيال طفلها الذي يتحلى بصفة الخجل خاصةً أمام الغرباء.

 لذا من الضروري معرفة أسباب الخجل عند الأطفال، وكيفية دعمهم والتغلب على خجلهم.

متى يبدأ الخجل عند الأطفال؟

يشعر الطفل الخجول بالقلق عندما يمر بمواقف غير مألوفة، أو عند التفاعل مع الآخرين.

مما يؤدي إلى تكوين طفل خجول بل مُقيدًا أو عصبيًا إذا شعر أنه ظاهر أو تحت أنظار الآخرين.

على سبيل المثال، عندما يقابل شخصًا جديدًا، أو يضطر إلى التحدث أمام الآخرين، لذلك يشعر الطفل الخجول براحة أكبر عند مشاهدة الأحداث فقط بدلًا من الانضمام إليها، أو المشاركة فيها.

يشعر معظم الأطفال بالخجل من وقت إلى آخر، لكن تتأثر حياة بعضهم بشدة بسبب خجلهم، قد يعانون الخجل الشديد عندما يكبرون ليصبحوا بالغين خجولين.

من الممكن التنبؤ بخجل الأطفال من اختلاف ردود أفعالهم من عمر الأربعة أشهر حتى سن ما قبل المدرسة وصولًا إلى مرحلة المراهقة.

لذا يجب على الوالدين مساعدة أطفالهم على التغلب على الخجل المعتدل، أما في الحالات الشديدة قد يكون من الأفضل اللجوء إلى الطبيب المختص للمساعدة.

 

مظاهر الخجل عند الأطفال

تتضمن بعض العلامات التي تدل على أن خجل الطفل قد يكون له تأثير كبير في حياته، وأنه يحتاج إلى مساعدة على التعامل معه، ومن أمثلة تلك المظاهر ما يأتي:

  • انخفاض المهارات الاجتماعية أو المشاركة في التنشئة الاجتماعية.
  • قلة الأصدقاء والفشل في تكوين العلاقات.
  • مشاركة أقل في الأنشطة الجماعية، مثل: الرياضة، أو الرقص، أو الدراما، أو الموسيقى.
  • الشعور بالعزلة والوحدة، وعدم الأهمية وقلة الوعي بالذات.
  • الفشل في تحقيق بعض الأهداف رغم إمكانيات الطفل التي تسمح بذلك.
  • القلق الشديد.
  • حدوث بعض المؤثرات الجسدية، مثل: الاحمرار، أو التلعثم، أو الارتعاش.

أسباب الخجل عند الأطفال

تتعدد أنواع الخجل عند الأطفال؛ مما يترتب عليه اختلاف أسبابه من حالة إلى أخرى، دعونا نتعرف إليها.

الجينات الوراثية

يمكن أن تؤثر جينات بعينها في شخصية الطفل وتكوينه؛ لنجد أن بعض الأطفال أكثر حساسية مقارنةً بغيرهم.

قد يكونوا أكثر رهبةً أو خوفًا من الظروف الخارجية، قد يتطور هذا الشعور لدى بعض الأطفال.

سلوك مكتسب

يتعلم الأطفال كيفية التصرف من خلال مشاهدة والديهم، أو محاولةً منهم لتقليدهم، لذلك إذا كان أحد الآباء خجولًا؛ حتمًا سيكون الطفل خجولًا أيضًا.

العلاقات الأسرية

يصبح الأطفال الذين لا يشعرون بالأمان في أسرهم خجولين، لذا من الممكن أن يكون لأحد الوالدين دورًا في غرس الخجل أو الخوف في أطفالهم أو اتباع سلوكيات عدوانية.

قلة التفاعل الاجتماعي

قد يكون الأطفال الذين حُرموا من التفاعل الاجتماعي في السنوات القليلة الأولى الحاسمة من نموهم خجولين؛ مما يؤثر في تطور شخصياتهم في الكِبر.

انتقادات شديدة

يميل الأطفال الذين يتعرضون للمضايقات أو التنمر، أو النقد من قبل شخصيات مهمة، مثل: الآباء أو المعلمين أو الأصدقاء إلى الشعور بالخجل مما يفقدهم ثقتهم بنفسهم.

 

الخوف من الفشل

يشعر الأطفال بالفشل في حال دفعهم باستمرار إلى ما وراء حدودهم، أو التقليل من إمكانياتهم، إذ يعد ذلك من أهم أسباب الخجل عند الأطفال.

مشكلة الخجل الاجتماعي في المدرسة

مشكلة الخجل الاجتماعي في المدرسة
مشكلة الخجل الاجتماعي في المدرسة

تعد المدرسة أو مرحلة ما قبل المدرسة (رياض الأطفال)، أولى رحلات انطلاق الطفل نحو مسيرته التعليمية لسنواتٍ مقبلة.

إذ يجدها بعض الأطفال تجربةً مثيرة؛ مما يؤثر في زيادة نشاطهم وتفاعلهم الاجتماعي في المدرسة.

على الصعيد الآخر نجد بعض الأطفال يتسمون بالخجل الاجتماعي؛ إذ يكونون أكثر تحفظًا، وأقل نشاطًا بين أقرانهم.

كذلك يترددون في التحدث في الفصل، أو عدم مشاركتهم الأنشطة الجماعية، ويفضلون الاستمرار في اللعب بهدوء بعيدًا عن الأنظار.

لكن لا داعي للقلق بشأن هؤلاء الأطفال؛ إذ تعد مرحلة انتقالية للطفل مقارنةً بوجوده منفردًا في البيت.

تساعد الحياة المدرسية للطفل على التأقلم على البيئة الاجتماعية، وأيضًا بداية تعلمه كيفية التفاعل مع زملائه في الأنشطة الجماعية، بالإضافة إلى قواعد سلوكية جديدة، قد تستغرق وقتًا طويلًا.

تختلف شخصيات الأطفال بصورة ملحوظة في كيفية ارتباطهم بالمدرسة.

إذ يستغرق بعض الأطفال وقتًا أطول عن غيرهم للتكيف مع روتين الفصل الدراسي اليومي، أو مدرسة أو مدرس أو فصل جديد.

لكنهم ينفتحون في النهاية ويظل الآخرون يشعرون بالخجل، ولا حرج في ذلك، لأن الخجل الطبيعي ليس مشكلة تحتاج إلى إصلاح.

لا يحتاج الطفل إلى أن يكون طالبًا متحمسًا في بداية رحلته التعليمية، لكن تخفيف مخاوفه ولو قليلًا يمكن أن يجعل المدرسة تجربة ممتعة له أكثر، مما يعزز إقباله على التعلم.

كيف تساعد طفلك للتخلص من الخجل؟

يؤثر الوالدين بصورة كبيرة في حياة أطفالهم، ربما أكثر بكثير مما يدركه الآباء.

لذا نقدم بعض الاقتراحات كي تساعد على التخلص من الخجل عند الأطفال:

  • احرص على عدم وصف طفلك بأنه “خجول”.

من المؤكد أن هذا سوف يؤدي إلى انتقاد الطفل لنفسه عندما يفعل سلوكًا غير معتادًا يشعره بالخجل دائمًا.

  • لا تدع الآخرين يصفوا طفلك بأنه خجول أيضًا.
  • لا تنتقد طفلك أبدًا أو تسخر منه عندما يكون خجولًا، كن داعمًا ومتعاطفًا ومتفهمًا.
  • شجع طفلك على التحدث عن أسباب خجله، وعن مخاوفه وتردده عن إظهار شخصيته للآخرين.
  • أخبر طفلك عن الأوقات التي كنت فيها خجولًا في حياتك وكيف تغلبت عليها.

إذ يجد الأطفال في آبائهم القدوة الحسنة ويتخذونهم مثالًا يُحتذى به، فإن الاعتراف بخجلك يمكن أن يجعل طفلك يشعر بالتحسن ويقلل قلقه العام.

سوف تبعث تلك التجارب الإيجابية السابقة في أنفسهم القوة والطمأنينة أيضًا.

  • إخبار الطفل بمزايا عدم الخجل العديدة لتعزيز ثقته في نفسه.
  • سرد القصص والحكايات التي تحمل في طياتها السلوكيات الإيجابية التي تود أن يتبناها طفلك.
  • تشجيع الطفل على مقابلة أشخاص جُدد، أو مواجهة المواقف غير المألوفة، دون اللجوء إلى الشعور بالخجل ومدحه عليها.
  • لا بأس في أن يكون طفلك هادئًا أو خجولًا؛ بل دعه يطور إحساسه الخاص بما يناسبه قد يكون الأمر سهلًا بالنسبة له في سن مبكر.

علاج الخجل عند الأطفال

يعد العلاج النفسي الخطوة الفاصلة في إنهاء الخجل عند الأطفال الذين يعانون بسببه إنهاكًا نفسيًا كبيرًا.

تشمل خيارات العلاج ما يأتي:

  • اتباع خطوات جدية للتحكم في الضغوط النفسية والعصبية والسيطرة عليها.
  • الخضوع إلى جلسات نفسية لدى الطبيب المختص.
  • التدريب على المهارات الاجتماعية.
  • حضور جلسات جماعية قد تساعد على التكيف مع الآخرين.

ختامًا، أسباب الخجل عند الأطفال كثيرة، وقد يعود الخجل عند الأطفال إلى أساس بيولوجي، قد يؤثر في سلوكيات الطفل ومزاجه أيضًا؛ مما يؤدي إلى ردود أفعال سلبية تجاه الأشخاص والأشياء والمواقف الجديدة التي يواجهونها.

لذا كل ما يحتاجون إليه الدعم المعنوي والنفسي من قِبل الوالدين، وإعطائهم الوقت الكافي للتكيف مع البيئة المحيطة بهم.

اقرأ أيضًا

اللسان المربوط عند الأطفال وتأخر الكلام

ما علاج صعوبة النوم عند الأطفال؟

المصدر
psychologytodaybetterhealthwebmdbabycenter

د. بسمة عبد العزيز

طيبية بيطرية حاصلة على دبلومة الكلينيكال باثولوجي والميكروبيولوجي. لدي القدرة على كتابة المعلومات الطبية وتقديمها بشكل مبسط في صورة مقالات طبية بالالتزام بمعايير السيو، أو عرضها في كافة قنوات التواصل الاجتماعي. أسعى دومًا في طريق العلم والبحث عن أهم المصادر في جميع مجالات العلوم الطبية. لأن هدفي هو إثراء القارئ وإفادته وضمان حصوله على كل ما يبحث عنه من مصادر طبية موثوقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى