هل لاحظتِ خروج إفرازات مهبلية ذات رائحة كريهة؟ هل تعانين ألمًا في أثناء التبول أو الجماع؟ قد تكون هذه العلامات سببًا من اسباب الالتهابات المهبلية.
سأطلعكِ -عزيزتي- إلى اسباب الالتهابات المهبلية وأعراضها، وكيفية علاجها، وهل يصاحبها مضاعفات في حالة عدم العلاج؟
لنتعرف بدايةً إلى المهبل فلنبدأ.
ما المهبل؟
قناة عضلية تمتد من الفرج إلى عنق الرحم، وهو الجزء الخارجي من الجهاز التناسلي للمرأة.
يفرز المهبل إفرازات شفافة دون رائحة، تساعده على التنظيف الذاتي لنفسه تلقائيًا، قد يصاحبها حكة وتختلف في سمكها طوال الشهر حتى نزول الدورة الشهرية.
كذلك تتأثر صحة المهبل ببعض العوامل التي قد تكون سببًا من اسباب الالتهابات المهبلية، ومنها:
- بعض الأدوية، مثل: المضادات الحيوية، وبعض أدوية علاج السرطان.
- الحمل والولادة.
- الدش المهبلي.
- وسائل تنظيم النسل.
- التغيرات الهرمونية.
- الاكتئاب، والقلق.
- الحالات المرضية، مثل: بطانة الرحم المهاجرة (Endometriosis)، ومرض التهاب الحوض المزمن (PID)، وجراحة الحوض، وقد يصاحبهم ألمًا في أثناء الجماع.
ما الالتهابات المهبلية (Vaginitis)؟
خروج إفرازات غير طبيعية ذات رائحة كريهة، مصحوبة بما يأتي:
- حرقان في أثناء التبول أو الجماع.
- ألم وحكة تزداد سوءًا ليلًا.
- تورم حول المهبل أو خارجه.
ما اسباب الالتهابات المهبلية المتكررة؟
تتعدد اسباب الالتهابات المهبلية، وتشمل الآتي:
- تغير البيئة البكتيرية في المهبل (خلل توازن البكتيريا).
- عدوى فطرية (عدوى الخميرة)، أو بكتيرية، أو فيروسية.
- انخفاض مستوى الاستروجين بعد انقطاع الطمث.
- المواد الكيميائية في الصابون، أو البخاخ المهبلي، أو الملابس.
ما أنواع الالتهابات المهبلية؟
يختلف النوع وفقًا لاسباب الالتهابات المهبلية، وتشمل:
أولًا عدوى المهبل البكتيرية
تنتج من فرط نمو البكتيريا؛ نتيجة خلل توازن بكتيريا المهبل، ويحدث الخلل عند زيادة البكتيريا اللاهوائية (Anaerobic Bacteria) عن البكتيريا الطبيعية اللاكتوباسيلس (Lactobacillus).
تكون الإفرازات بيضاء تميل قليلًا إلى اللون الرمادي، كذلك تكون ذات رائحة كريهة (Foul smelling)، أو تشبه رائحة السمك (Fish odor)، وقد يصاحبها حكة.
ثانيًا عدوى الخميرة (Yeast Infection)
يُطلق عليها أيضًا داء المبيضات (Candidiasis)، وتنتج عن فرط نمو نوع من الفطريات بالمهبل تسمى (Candida Albicans)، وتعد من أكثر اسباب الالتهابات المهبلية شيوعًا.
كذلك لا تقتصر عدوى الخميرة على المهبل فقط، لكنها قد تصيب أيضًا المناطق الرطبة من الجسم، مثل: الفم، وثنايا الجلد، وبطانة الظفر (Nail Beds).
يصاحبها إفرازات بيضاء سميكة تشبه الجبن القريش (Cottage cheese)، وطفح جلدي مكان الفوط الصحية، وحكة، وحرقان، وقد تعانيها المريضة بالتزامن مع العدوى البكتيرية.
ثالثًا داء المشعرات (Trichomoniasis)
تسببه طفيليات -تنتقل غالبًا بالاتصال الجنسي- تسمى (Trichomonas Vaginalis).
تكون الإفرازات صفراء تميل إلى الخضرة (Greenish yellow)، وقد تكون رغوية (Frothy).
تعاني النساء غالبًا أعراضًا عند إصابتها به، في حين لا يعاني الرجال أي أعراض.
رابعًا كلاميديا (Chlamydia)
تعد أكثر أنواع العدوى المنقولة جنسيًا شيوعًا بين النساء.
خامسًا السيلان (Gonorrhea)
يعد السيلان أحد العدوى المنقولة جنسيًا، ويتزامن غالبًا مع الكلاميديا.
سادسًا التهاب المهبل الفيروسي (Viral Vaginitis)
التهاب سببه فيروسي، مثل: فيروس الهربس البسيط (HSV)، أو فيروس الورم الحليمي البشري (HPV).
ينتقل غالبًا بالاتصال الجنسي، وقد يصاحبه تقرحات مؤلمة على الأعضاء التناسلية.
سابعًا التهاب المهبل غير المعدي (Non Infectious Vaginitis)
تتعدد العوامل التي قد تسبب حكة المهبل وحرقانه نتيجة تهيجه، وتشمل ما يأتي:
- التشطيف (الدش) المهبلي.
- المنظفات خاصةً الصابون المعطر.
- مبيدات النطاف (Spermicides).
- المناديل الورقية المعطرة.
- البخاخ المهبلي.
- المتلازمة التناسلية البولية لانقطاع الطمث (Genitourinary Syndrome of Menopause).
ما المتلازمة التناسلية البولية لانقطاع الطمث (GSM)؟
هي ترقق جدار المهبل وجفافه والتهابه ويسمى كذلك ضمور المهبل (Vaginal Atrophy)، وقد يسببها ما يلي:
- انخفاض مستوى الاستروجين بعد انقطاع الطمث.
- استئصال المبيضين.
أعراض التهاب المهبل
تختلف اعراض التهاب المهبل للمتزوجات قليلًا عن غيرهن من غير المتزوجات، وتشمل الأعراض:
- تهيج المهبل المصحوب بحكة.
- ألم في أثناء الجماع.
- تغير كمية الإفرازات المهبلية، ولونها، ورائحتها.
- ألم في أثناء التبول.
- نزيف مهبلي خفيف، أو التنقيط (Spotting).
الالتهابات المهبلية والجماع
تعاني بعض المتزوجات ألمًا في أثناء الجماع، نتيجة الالتهابات المهبلية المصاحبة للعدوى المنقولة جنسيًا.
لذلك تُنصَح المتزوجات اللاتي لا ترغبن في الإنجاب باستخدام الواقي الذكري (Condom) في أثناء الجماع؛ تجنبًا لمثل هذه العدوى.
التشخيص
يسأل الطبيب المريضة بعض الأسئلة، لمعرفة تاريخها المرضي من العدوى المنقولة جنسيًا، أو العدوى المهبلية.
ثم يفحص الحوض وقد يستعين بمنظار التجاويف (Speculum)، لرؤية أي التهابات أو إفرازات غير طبيعية داخل المهبل.
قد يأخذ عينة من إفرازات المهبل، أو عنق الرحم، للتأكد من نوع العدوى التي تعد سببًا من اسباب الالتهابات المهبلية.
كذلك يلجأ أحيانًا إلى اختبار حموضة المهبل (Ph test)، بوضع عصا اختبار أو ورقة (مسحة) على جدار المهبل، لقياس درجة الحموضة.
تشير درجة الحموضة المرتفعة إلى التهاب مهبلي بكتيري، أو داء المشعرات، لكنه ليس دقيقًا للتشخيص.
عوامل خطر الإصابة
تتعدد عوامل خطر الإصابة، ومنها:
- ممارسة الجنس دون استخدام عازل أو ما يسمى بالواقي الذكري (Condom).
- التغيرات الهرمونية المرتبطة بالحمل، أو انقطاع الطمث، أو حبوب منع الحمل.
- الإصابة بالعدوى المنقولة جنسيًا.
- استخدام مبيدات النطاف (Spermicides) وسيلةً لتحديد النسل.
- بعض الأدوية، مثل: المضادات الحيوية، والستيرويدات.
- عدم انضباط السكر في الدم لدى مرضى السكري.
- الدش المهبلي.
- ارتداء ملابس ضيقة أو رطبة.
- اللولب الرحمي لتنظيم النسل.
- مزيلات العرق المهبلية أو البخاخات.
المضاعفات
يزداد خطر الولادة المبكرة لدى النساء الحوامل اللاتي يعانين التهاب المهبل الجرثومي، كذلك ولادة أطفال منخفضى الوزن.
الوقاية
ينصح باتباع ما يأتي للوقاية من الالتهابات المهبلية:
- النظافة الشخصية.
- تجنب المهيجات، مثل: السدادات القطنية المعطرة (Scented Tampons)، والفوط الصحية (Sanitary pads)، والصابون المعطر (Scented soaps)، الدش المهبلي (Vaginal Douche).
- تجنب مزيل العرق المهبلي، أو مضاد البكتيريا، أو حمام الفقاعات (Bubbles path).
- غسل المنطقة التناسلية الخارجية جيدًا بالماء بعد الاستحمام؛ تجنبًا لتهيج المهبل.
- المسح والتنشيف من الأمام إلى الخلف وليس العكس؛ تجنبًا لانتقال بكتيريا البراز إلى المهبل بعد استخدام المرحاض.
- استخدام الواقي الذكري في أثناء العلاقة الجنسية، لتقليل خطر انتقال العدوى المنقولة جنسيًا.
- تناول الزبادي لتقليل العدوى.
- ارتداء ملابس داخلية قطنية، والحفاظ على المهبل جافًا قدر الإمكان.
- تجنب الإفراط في استخدام الدش المهبلي، لأنه يقلل بكتيريا المهبل النافعة، فيزيد خطر الإصابة بالعدوى.
- الكشف السنوي لدى طبيب النساء والتوليد.
علاج التهاب المهبل
تختلف طرق علاج المتزوجات عن غير المتزوجات؛ إذ إن علاج التهابات المهبل للمتزوجات قد يستدعي استخدام الحلقات المهبلية، أو الكريمات، أو التحاميل.
بينما يقتصر العلاج لغير المتزوجات على الأقراص الفموية فقط.
قد يتسبب عدم علاج الالتهابات المهبلية في التلف الدائم للأعضاء التناسلية، وربما مشكلات صحية أخرى، ويختلف العلاج وفقًا لاسباب الالتهابات المهبلية
أولًا عدوى المهبل البكتيرية
قد يصف الطبيب ميترونيدازول أقراص، مثل: فلاجيل (Flagyl)، أو هلام ميترونيدازول، مثل: متروجيل (Metrogel)، أو كريم كليندامايسين، مثل: كليوسين (Cleocin).
ثانيًا عدوى الخميرة (Yeast)
تعالج غالبًا باستخدام مضاد للفطريات من تحاميل أو كريمات، مثل: مونيستات (Monistat)، أو كلوتريمازول، أو تيوكونازول، مثل: فاجيستات (Vagistat).
قد يصف الطبيب أيضًا مضادات الفطريات الفموية، مثل: ديفلوكان (Diflucan).
ثالثًا داء المشعرات (Trichomoniasis)
يوصف الفلاجيل، أو التينيدازول، مثل: تنداماكس (Tindamax).
رابعًا المتلازمة التناسلية البولية لانقطاع الطمث (GSM)
تعالج باستخدام الحلقات المهبلية، أو الأقراص، أو الكريمات.
خامسًا التهاب المهبل غير المعدي
يمكن الوقاية منه من خلال تجنب المهيجات، مثل:
- الفوط الصحية (Sanitary pads).
- المناديل الورقية.
- السدادات القطنية (Tampons).
- الصابون المعطر.
- مساحيق الغسيل.
في النهاية، احرصي -عزيزتي- على نظافتكِ الشخصية، لتجنب العدوى المهبلية التي تعد سببًا رئيسًا من اسباب الالتهابات المهبلية.
انصحكِ كذلك بالزيارة السنوية لطبيب النساء والتوليد، للعلاج المبكر لأي عدوى لتفادي المضاعفات.
دمتي بصحة.