الإجهاض | كابوس تواجهه الحامل ما أسبابه؟!

“أصبت بالإجهاض وفقدت جنيني، هل يمكن أن يتكرر ذلك مرةً أخرى؟”.

هذا ما سألته المريضة لطبيبتها في زيارتها الأولى بعد تأكدها من الحمل للمرة الثانية.

يُعد فقدان الجنين إحدى مخاوف الحامل في أثناء الحمل، خاصةً إذا حدث من قبل.

كذلك تظن النساء أن حدوثه بسبب خطأ ما أو جهد إضافي، وهذا ليس صحيحًا.

سنلقي في هذا المقال الضوء على هذا الموضوع وأعراضه، وأسبابه، كذلك كيفية الوقاية منه.

ما الإجهاض (Miscarriage)؟ 

هو حدث ينشأ في أثناء الحمل مسببًا خسارة الجنين وفقدانه قبل الأسبوع العشرين من الحمل، ويحدث عادةً في خلال الثلاثة أشهر الأولى.

اسباب الإجهاض

لا تسبب نشاطات الحامل أو إهمالها للتعليمات والنصائح فقدان الجنين، لكن يمكن أن تكون إحدى أسبابه إذا زادت عن الحد المسموح به.

يُعد نمو الجنين بصورة غير طبيعية هو السبب الرئيسي لفقدانه؛ إذ تتعدد أسباب عدم نموه على النحو الآتي:

أسباب جينية

يتشارك كلّ من الأب والأم في الكروموسومات الخاصة بالجنين، وأحيانًا تتضمن تلك الكروموسومات بعض التشوهات؛ فتسبب ما يلي: 

موت الجنين داخل الرحم

يتشكل الجنين، لكنه لا يكبر ويموت قبل ملاحظة الحامل بحملها أحيانًا.

البويضة التالفة

تُخصب البويضة بالسائل المنوي، لكن لا يتشكل أي جنين.

الحمل المولي

يساهم الأب بنصيبه ونصيب الأم من الكروموسومات.

الحمل العنقودي الجزئي

تساهم الأم بنصيبها من الكروموسومات، لكن يساهم الأب كذلك بضعف نصيبه من الكروموسومات.

المشيمة

تُعد المشيمة العضو المسؤول عن توصيل الدم والغذاء والأكسجين للجنين، وأي مشكلة في نمو المشيمة تؤثر في الجنين ويسبب خسارته.

العادات ونُظم الحياة

تسبب بعض العادات ونظم الحياة المختلفة فقدان الجنين، مثل:

• سوء التغذية.
• الاستخدام السيئ للدواء.
• تقدم سن الحامل.
• مشكلات الهرمونات.
• الصدمات.
• السمنة.
• مشكلات عنق الرحم وضعف عضلاته.
• بعض الأدوية.
• وجود عيب في هيكل الرحم.
• أورام الرحم الليفية.

المشكلات المرضية المزمنة

تسبب تلك المشكلات فقدان الجنين في الشهور ما بين الرابع إلى السادس، خاصةً إذا لم تُعالج أو سُيطر عليها، ومنها:

• داء السكري غير المنضبط (Uncontrolled Diabetes).
• ضغط الدم المرتفع (High blood pressure).
• مرض الكلى (Kidney disease).
• مرض فرط نشاط الغدة الدرقية (Hyperthyroidism).
• الذئبة (Lupus).
• الغدة الدرقية الخاملة (Hypothyroidism).

العدوى

تزيد بعض أنواع العدوى احتمالية فقدان الجنين، مثل:

• الحصبة الألمانية (Rubella).
• السيلان (Gonorrhea).
• الملاريا (Malaria).
• مرض الزهري (Syphilis).
• داء المتدثرات (Chlamydiosis).
• الإيدز (HIV).

تسمم الطعام

يجب على الحامل تجنب المأكولات الخارجية وغير المعروف مصدرها؛ خوفًا من التسمم الذي يؤثر في الحمل ويمكن أن يسبب فقدان الجنين، مثل:

الليستريات (Listeria)

توجد في منتجات الألبان غير المبسترة، مثل: الجبن الأزرق.

داء المقوسات (Toxoplasmosis)

يمكن أن ينتقل داء المقوسات للحامل بتناول اللحوم غير المطبوخة.

السالمونيلا (Salmonella)

يسبب البيض غير المطهو جيدًا هذا النوع من تسمم الطعام.

الأدوية

يجب على الحامل استشارة الطبيب قبل أخذ أي أدوية؛ إذ يمكن أن تزيد بعض الأدوية خطر خسارة الجنين.

الميزوبروستول (Misoprostol) والميثوتريكسات (Methotrexate)

يستخدم كلاهما في حالات التهاب المفاصل الروماتويدي.

الرتينوئيدات (Retinoids)

يستخدم في علاج حب الشباب والإكزيما.

العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات

تستخدم تلك الأدوية في تسكين الآلام وعلاج الالتهابات، مثل: ايبوبروفين (Ibuprofen).

متلازمة تكيس المبايض (PCOS Syndrome)

هي حالة يكون فيها المبيض أكبر من حجمه الطبيعي بسبب التغيرات الهرمونية في المبايض.

إذ تشير بعض الدراسات إلى أن تلك المتلازمة تزيد خطر فقدان الجنين لدى النساء.

عوامل الخطر لحدوث الإجهاض

تزيد بعض العوامل خطر حدوثه، مثل:

• التعرض إلى المواد الكيميائية الضارة أو الإشعاع.
• الاستهلاك الزائد للكافيين.
• التدخين.
• السمنة.
• مشكلات الرحم أو عنقه.
• إصابة الجسم الشديدة.
• فقدان الجنين المتكرر.
• أمراض مزمنة، مثل: داء السكري.
• بعض الفحوص، مثل: فحص سائل الجنين (بزل السلى).

اعراض الإجهاض

تختلف أعراضه طبقًا لمراحل الحمل ومدى تقدمه، بل كذلك أحيانًا قبل معرفة الحامل بحملها.

تتنوع الأعراض ما بين:

• نزيف مهبلي.
• إفرازات مهبلية.
• تقلصات حادة.
• ألم الظهر سواء الحاد أو البسيط.
• تنقيط الدم الغزير.

تكرر الإجهاض

يفضل للمرأة الانتظار بعض الوقت قبل أن تحمل مجددًا، ونادرًا ما يتكرر هذا، لكن إذا تكرر يفضل إجراء الفحوص الآتية:

• تحليل دم للكشف على الهرمونات.
• فحص الحوض والرحم.
• تحليل الكروموسومات.
• الموجات فوق الصوتية.

أسباب الإجهاض المتكرر

يُطلق عليه متكررًا إذا حدث مرتين أو أكثر.

تشير إحدى الأبحاث أن تكرره يحدث لأسباب غير معروفة في 60% من الحالات، يليها الأسباب الجينية والخاصة بالغدة الدرقية.

المفاهيم الخاطئة حول الإجهاض

توجد بعض المفاهيم التي يظن البعض إنها تسهم في زيادة خطر فقدان الجنين، لكن هذا ليس صحيحًا، وهي:

• الحالة العاطفية للحامل في أثناء الحمل، مثل: التوتر أو الاكتئاب.
• ممارسة الرياضة أو بذل الجهد في أثناء الحمل.
• العمل في أثناء الحمل خاصةً الذي يتضمن الوقوف أو الجلوس مدة طويلة.
• ممارسة العلاقة الزوجية في أثناء الحمل.
• السفر جوًا، لكن يجب استشارة الطبيب قبل ذلك.
• تناول الطعام الحار.

أنواع الإجهاض

يحدد الطبيب بالفحص النوع الذي تعانيه الحامل، ونذكر تلك الأنواع فيما يلي:

الإجهاض الكامل

تُطرد جميع أنسجة الحمل من الجسم.

الإجهاض الناقص

تُطرد بعض أنسجة الحمل وليست كلها.

الإجهاض الفائت أو الخفي

يموت الجنين دون العلم به.

الإجهاض المُهدد

تعاني الحامل خطرًا مهددًا لخسارة الجنين مع التقلصات والنزيف المستمر.

الإجهاض المُحتم

تستمر التقلصات والنزيف ويتسع عنق الرحم إشارةً لحدوثه.

الإجهاض الإنتاني

تعاني الحامل عدوى الرحم وأعراضًا، مثل: ارتفاع درجة الحرارة، والرعشة، كذلك تلاحظ إفرازات مهبلية ذات رائحة كريهة ومميزة.

كيفية الوقاية من الإجهاض

يمكن منع حدوثه من خلال بعض النصائح والتعليمات:

• الحرص على زيارة طبيبة النساء دوريًا طوال مدة الحمل.
• تجنب التدخين أو استخدام الأدوية دون استشارة الطبيب.
• الحفاظ على وزن طبيعي وصحي قبل الحمل وفي أثنائه.
• تجنب العدوى أو الاختلاط بالأشخاص، وغسل اليدين طوال الوقت.
• التقليل من الاستهلاك اليومي للكافيين.
• الالتزام بفيتامينات الحمل.
• استخدام نظام غذائي صحي.

الحمل بتوأم

يمكن لهذا الحمل زيادة احتمالية فقدان أحد الجنينين أو كليهما.

يحدث أحيانًا ما يسمى متلازمة التوأم الخفي، أو الشبح، وهي متلازمة تحدث للحامل عند اختفاء أحد التوأم بعد علمها بحملها بهم، ويُمتص الجنين داخل المشيمة.

الفرق بين أعراض الدورة الشهرية وفقدان الجنين

تفقد الحامل الجنين أحيانًا قبل المعرفة بوجوده، وتظن إنها تعاني أعراض الدورة الشهرية، لكنها تختلف في بعض النواحي.

إذ تدوم أعراضها مدة طويلة عن الدورة الشهرية من نزيف وتقلصات شديدة وإفراز الجلطات الدموية، أو السوائل.

معدل الإجهاض

يختلف معدله، لكن تشير الأبحاث إلى حدوثه عادةً في خلال الثلاثة أشهر الأولى من الحمل، ويقل معدله مع تقدم الحمل، ويظهر في 10% من الحالات.

يحدث كذلك الإجهاض في الشهر الأول بمعدل 3 من كل 4 حالات حمل، ويزيد معدل حدوثه مع تقدم العمر.

علاج الإجهاض

يعتمد العلاج على نوعه، إذا عانت الحامل فقدان الجنين الكامل والأنسجة كلها، فلا تحتاج إلى علاج.

لكن إذا بقيت بعض الأنسجة داخل الجسم، يجب إجراء واحدة من تلك الخطوات:

العلاج المتوقع

تنتظر الحامل أن تتخلص من كل الأنسجة بصورة طبيعية.

العلاج بالأدوية

تستخدم الحامل في تلك الحالة بعض الأدوية لمساعدتها على التخلص من أنسجة الحمل الباقية.

العلاج الجراحي

يجرى الطبيب جراحة للتخلص من الأنسجة الباقية.

العلاج المنزلي بعد فقدان الجنين

تعود المرأة لطبيعتها في خلال مدة بسيطة وتختلف وفقًا لتقدم الحمل، ويمكن أن تعاني بعض التقلصات أو النزيف البسيط.

تستمر هرمونات الحمل بضعة أسابيع، ويفضل التوقف عن ممارسة العلاقة الزوجية على الأقل مدة أسبوعين بعد فقدانه.

الدعم بعد فقدان الجنين

تعاني الحامل بعد خسارة الجنين قلة النوم، والرغبة في البكاء، ونقص الطاقة والقدرة على فعل أي شيء بسبب تذبذب المشاعر.

لذلك تحتاج المرأة إلى الدعم النفسي لمواجهة تلك الفترة العصيبة وتجاوزها دون أي تراكمات نفسية، ويمكن اتباع تلك النصائح:

• طلب المساعدة من الآخرين، خاصةً الأهل والأصدقاء.
• إخفاء كل ما يخص الحمل أو الطفل حتى تتجاوز ما حدث.
• زيارة الطبيب النفسي عند اللزوم.
• التحدث مع آخرين مروا بذات التجربة.

في الختام، يجب ألا تقلق الحامل من خطر الإجهاض، وأن تمارس حياتها طبيعيًا دون بذل كثير من الجهد.

اقرأ أيضًا

أسهل وجبات تغذية الحامل | الأكل الممنوع للحامل

تحليل الكعب للمولود | طريقته ونتائجه