أمراض
أخر الأخبار

التهاب الكبد | هل مرض خطير؟

التهاب الكبد

تشير التقديرات إلى إصابة 500 مليون شخص في جميع أنحاء العالم بالتهاب الكبد B أو C.

تقتل هذه الفيروسات 1.5 مليون شخص سنويًا؛ إذ يتعرض واحد من كل ثلاثة أشخاص للإصابة بأي منهما أو كليهما وقد لا يعلم معظمهم الإصابة به بسبب الأعراض الخاملة!

قد تكون المعلومات صادمة لذلك دعنا -عزيزي القارئ- نتعرف إلى التهاب الكبد وأهم مسبباته، كذلك أنواعه وكيفية تشخيصه.

 

وظائف الكبد

دعنا أولًا نذكر نبذة عن وظائف الكبد حتى نعي أكثر آثار الالتهاب ومخاطره، إذ حُدد أكثر من 500 وظيفة حيوية للكبد، وأكثر الوظائف شهرةً هي:

  • تكسير الدهون في الأمعاء الدقيقة بمساعدة العصارة الصفراوية التي ينتجها الكبد.
  • إنتاج بعض البروتينات إلى بلازما الدم.
  • إنتاج الكوليسترول والبروتينات الخاصة للمساعدة على نقل الدهون عبر الجسم.
  • تخزين الجلوكوز الزائد على هيئة جليكوجين (يمكن إعادة الجليكوجين لاحقًا مرة أخرى إلى جلوكوز للحصول على الطاقة).
  • المساعدة على بناء البروتين الذي يتكون من أحماض أمينية.
  • استخدام محتوى الهيموجلوبين من الحديد لتخزينه.
  • تحويل الأمونيا السامة إلى يوريا تُفرز في البول.
  • إفراغ الدم من الأدوية والمواد السامة الأخرى.
  • تنظيم تخثر الدم.
  • تكوين عوامل مناعة تساعد على مقاومة الالتهاب وإزالة البكتيريا من الدم.
  • إزالة البيليروبين من خلايا الدم الحمراء الذي إذا تراكم قد يؤدي إلى اصفرار الجلد والعينين.

 

ما التهاب الكبد؟

هو تورم يحدث نتيجة إصابة أو عدوى في أنسجة الجسم، قد يؤدي إلى تلف الكبد أو يؤثر في جودة وظائفه.

قد يكون الالتهاب نتيجة عدوى حادة (قصيرة الأمد) أو عدوى مزمنة (طويلة الأمد)، ويمكن أن تسبب أنواع أخرى عدوى حادة ومزمنة.

 

ما أنواعه؟

هناك عدة أنواع تختلف مسبباتها، منها المعدي وغير المعدي:

التهاب الكبد الفيروسي

يمكن أن يقسم إلى 5 أنواع، إذ يكون النوع A حادًا وقصير المدى بينما يكون التهاب B وC وD مستمرًا ومزمنًا.

على الرغم من أن الالتهاب الكبدي E في الغالب يكون حادًا، إلا إنه خطير على الحوامل.

التهاب الكبد الوبائي A

ينتج عن عدوى بفيروس التهاب الكبد A، ويعد تناول طعام أو شرب ماء ملوث ببراز شخص مصاب أكثر طرق انتقاله شيوعًا.

التهاب الكبد الوبائي B

تحدث الإصابة من خلال تلامس سوائل الجسم (الدم أو الإفرازات المهبلية أو السائل المنوي) مع الشخص المصاب.

تزيد احتمالية الإصابة عند استخدام حقن المخدرات أو ممارسة الجنس مع شريك مصاب أو استخدام شفرات حلاقة شخص مصاب.

يُقدر مركز السيطرة على الأمراض أن 1.2 مليون شخص في الولايات المتحدة و350 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يعيشون مع هذا المرض المزمن.

التهاب الكبد الوبائي C

يسببه فيروس التهاب الكبد C وينتقل من خلال الاتصال المباشر بسوائل الجسم -عادةً- بتعاطي المخدرات بالحقن والاتصال الجنسي.

هو أكثر أنواع العدوى الفيروسية المنقولة بالدم شيوعًا في الولايات المتحدة الأمريكية، إذ يعيش حوالي 2.7 إلى 3.9 مليون أمريكي حاليًا مع إصابة مزمنة بهذا الفيروس.

التهاب الكبد الوبائي D

يُعرف كذلك باسم التهاب الكبد دلتا، وهو مرض خطير في الكبد يسببه فيروس التهاب الكبد D.

يُلتقط من خلال الاتصال المباشر بالدم المصاب ويعد شكلًا نادرًا من التهاب الكبد، إذ إنه يحدث فقط بالتزامن مع عدوى التهاب الكبد B ولا يمكنه التكاثر دون وجوده.

التهاب الكبد الوبائي E

ينتج عن فيروس التهاب الكبد E وينتقل من خلال الماء.

يوجد بكثرة في المناطق التي تعاني سوء الصرف الصحى، وينتج عادةً عن تناول مادة برازية تُلوث إمدادات المياه.

التهاب الكبد غير المعدي

توجد عدة أسباب له أهمها ما يلي:

التهاب الكبد الكحولي

قد يؤدي الإفراط في استهلاك الكحول إلى تلف الكبد والتهابه؛ إذ يضر الكحول خلايا الكبد مباشرةً.

بمرور الوقت، يمكن أن يسبب تلفًا دائمًا مما يؤدي إلى فشل الكبد وتليفه، وتثخنه و تندبه.

كذلك يُعد الاستخدام المفرط للأدوية أو أخذ جرعات زائدة أو التعرض للسموم من الأسباب السامة لحدوث الالتهاب.

التهاب الكبد المناعي

يُعد سببًا نادرًا للاتهاب طويل الأمد؛ إذ يهاجم الجهاز المناعي الكبد ويتلفه.

كذلك، يمكن أن يتضرر الكبد لدرجة أنه يتوقف عن العمل بطريقة صحيحة، ويتضمن العلاج أدوية لتثبيط المناعة وتقليل الالتهاب.

يجدر الإشارة إلى أن مسبباته ليست واضحة وغير معروف إمكانية الوقاية منه.

 

ما الأعراض؟

"<yoastmark

لا تظهر أعراض على بعض المصابين أو لا يدركون إصابتهم، لكن حال ظهورها، فإنها تشمل الآتي:

  • الحمى.
  • الإعياء.
  • فقدان الشهية.
  • الغثيان مع القيء أو دونه.
  • ألم في البطن.
  • بول داكن.
  • براز بلون الطين.
  • ألم المفاصل.
  • يرقان (اصفرار البشرة والعينين).

في حالة الإصابة بعدوى حادة، يمكن أن تبدأ الأعراض في أي وقت، بين أسبوعين إلى ستة أشهر بعد الإصابة بالعدوى.

إذا كانت العدوى مزمنة، قد لا تظهر الأعراض إلا بعد مرور سنوات عديدة.

 

كيفية التشخيص 

هناك عدة طرق للتشخيص أهمها ما يأتي:

التاريخ والفحص البدني

يأخذ الطبيب أولًا التاريخ المرضي كي يحدد عوامل الخطر للإصابة بالتهاب الكبد المعدي أو غير المعدي.

كذلك قد يضغط الطبيب برفق على البطن لمعرفة ما إذا كان هناك ألم.

قد يتحسس الطبيب لرؤية ما إذا كان الكبد متضخمًا.

كذلك إذا كانت البشرة أو العين صفراء، فسوف يلاحظ ذلك في أثناء الفحص.

اختبارات وظائف الكبد

تحدد كفاءة عمل الكبد باستخدام عينات الدم في اختبارات وظائف الكبد.

تُعد نتائج الاختبارات بخلاف المعدل الطبيعي أول مؤشر على وجود مشكلة، خاصةً إذا لم تظهر أي علامات عند الفحص البدني لمرضى الكبد.

قد تشير مستويات إنزيمات الكبد المرتفعة إلى إجهاد الكبد أو تلفه أو عدم كفاءة أدائه.

اختبارات الدم الأخرى

إذا كانت نتائج اختبارات وظائف الكبد غير طبيعية، فمن المحتمل أن يطلب الطبيب اختبارات دم أخرى لاكتشاف مصدر المشكلة.

يمكن أن تتحقق هذه الاختبارات من وجود الفيروسات.

كذلك يمكن استخدامها للتحقق من وجود الأجسام المضادة الشائعة في حالات، مثل: التهاب الكبد المناعي الذاتي.

الموجات فوق الصوتية

تُستخدم الموجات فوق الصوتية للبطن لإنشاء صورة للأعضاء داخل البطن، يمكن أن تكشف عن:

  • سوائل في البطن.
  • تلف الكبد أو تضخمه.
  • أورام الكبد.
  • تشوهات المرارة.

خزعة الكبد

خزعة الكبد إجراء يتضمن أخذ عينة من أنسجة الكبد باستخدام إبرة خلال الجلد دون جراحة.

تستخدم الموجات فوق الصوتية عادةً لتوجيه الطبيب عند أخذ العينة ويسمح هذا الاختبار بتحديد مدى تأثير العدوى أو الالتهاب.

 

هل هو خطير؟

قد تشمل مضاعفات الالتهاب الكبدي الفيروسي ما يلي:

  • نخر كبدي حاد أو تحت الحاد.
  • التهاب كبدي مزمن ونشط.
  • التليف الكبدي.
  • فشل كبدي.
  • سرطان الخلايا الكبدية (HCC) في المرضى المصابين بعدوى فيروس B أو C.

 

ما العلاجات؟

يعتمد العلاج على نوع الإصابة وما إذا كان حادًا أم مزمنًا، إذ غالبًا ما يختفي الاتهاب الفيروسي الحاد من تلقاء نفسه.

ربما يحتاج المريض إلى الراحة والحصول على كمية كافية من السوائل للشعور بالتحسن، لكن في بعض الحالات قد يكون الوضع أكثر خطورة مما يتطلب العلاج في المستشفى.

توجد أدوية مختلفة لعلاج الأنواع المزمنة المختلفة ، كذلك قد تشمل العلاجات الأخرى المحتملة الجراحة والإجراءات الطبية الأخرى.

كذلك إذا أدى هذا الاتهاب المزمن إلى فشل الكبد أو سرطان الكبد، فقد يحتاج المريض إلى إلى زراعة الكبد.

 

ختامًا، من المعروف أن عديد من الفيروسات تسبب التهاب الكبد، لذلك يمكن تقليل خطر الإصابة من خلال تجنب السلوكيات المحفوفة بالمخاطر، مثل: مشاركة الإبر، وممارسة الجنس دون وقاية، وشرب كميات كبيرة من الكحول.
كذلك يجب التأكد من نظافة المياه وغسل الطعام جيدًا الحصول على التطعيمات المتوفرة.

 

اقرأ أيضًا

كل ما تود معرفته عن هرمونات الغدة الدرقية

ضغط الدم | نصائح للحفاظ على الضغط الطبيعي

بواسطة
د. فاطمة عاطف
المصدر
hopkinsmedicinenhsmedlineplusemedicine.medscapefreepik

د. فاطمة عاطف

صيدلانية حاصلة على ماجستير في التكنولوجية الحيوية وأدرس حاليًا الدكتوراه في المناعة والحساسية. لطالما أحببت شرح وتبسيط العلوم. ذلك بالإضافة لشغفي باللغات وإيماني بالقدرة الساحرة للكلمة الجذابة على تشكيل الوعي وتوصيل العلم . لذا نميت اهتماماتي باللغة والبحث العلمي بدراسة مبادئ الترجمة وكتابة المحتوى الطبي بمعايير SEO لتقديم محتوى قيم يوصل معلومة موثوقة للقارئ بأجمل شكل وأسهل طريقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى