الذرب المداري (Tropical sprue) | 7 أمراض مشابهة
ربما تكون قد سمعت عن الذرب المداري إذا سافرت من قبل إلى أحد البلاد الاستوائية.
فما الذرب المداري؟ ولماذا سمي بهذا الاسم؟ هذا ما سوف نتطرق إليه في مقالنا اليوم.
ما الذرب المداري؟
يعد الذرب المداري أو ما يسمى أيضًا بالذرب الاستوائية مرضًا نادرًا يصيب الجهاز الهضمي.
إذ تقل قدرة الأمعاء الدقيقة على امتصاص العناصر الغذائية الهامة (سوء الامتصاص)، مما يؤدي إلى حدوث اضطرابات في البطانة المخاطية للأمعاء الدقيقة وسوء التغذية.
إن السبب لحدوث ذلك غير معروف حتى الآن، لكن قد يكون مرتبطًا بالظروف البيئية ونوع التغذية الخاص بالمناطق الاستوائية حيث يكون هناك أوسع انتشارًا.
من الفئة المتضررة من الذرب المداري؟
إن الذرب المداري اضطراب نادر يحدث في الأساس في المناطق الاستوائية، مثل: منطقة البحر الكاريبي، والهند، وجنوب إفريقيا، وجنوب شرق آسيا.
كذلك يمكن أن يتأثر السياح وزوار هذه المناطق بهذا المرض.
أسباب الإصابة بالذرب المداري
إن السبب الدقيق للذرب المداري غير معروف، لكنه قد يكون مرتبطًا بالآتي:
- عوامل بيئية وغذائية.
- حدوث عدوى فيروسية أو بكتيرية.
- السموم الغذائية.
- الطفيليات.
- نقص عنصر غذائي، مثل: حمض الفوليك.
يسبب الذرب المداري تلفًا في البطانة المخاطية للأمعاء، مما يؤدي إلى الفشل المعوي، فتقل قدرة الأمعاء الدقيقة على امتصاص الماء والمعادن والمغذيات الكبرى، مثل: الكربوهيدرات، والبروتينات، والدهون.
كذلك قد يحتاج الجسم إلى سوائل مغذية وريدية لعلاج آثار الفشل المعوي.
ما أعراض الذرب الاستوائية؟
تشمل أعراض الذرب المداري، والتي يلاحظها الطبيب عند الفحص البدني ما يأتي:
- ارتفاع غير طبيعي في درجة الحرارة.
- التعب، والوهن، والضعف العام.
- الإسهال الحاد، ذو المظهر الشاحب والرائحة الكريهة.
- كذلك قد يعاني الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب فقدان الشهية الشديد.
- أعراض سوء الامتصاص وأشهرها فقدان الوزن.
- التهاب الفم واللسان ومظهر متقشر على الشفاه وزوايا الفم.
- جفاف الجلد.
- العمى الليلي.
- ربما يحدث اكتئاب في بعض الأحيان.
- في بعض الحالات، قد يصبح الذرب المداري مزمنًا مع الانتكاسات المتكررة.
المضاعفات المحتملة للذرب المداري
يمكن أن نلخص مضاعفات الذرب المداري في نقص الفيتامينات والمعادن، والتي يمكن أن تؤدي إلى فشل النمو ومشكلات نضج العظام عند الأطفال.
تشخيص الذرب الاستوائية
تتشابه أعراض الذرب المداري مع عديد من الحالات المرضية الأخرى، مثل:
- داء الجيارديات الذي يسبب عدوى الأمعاء والتهابها (Giardiasis).
- مرض كرون (Crohn’s disease).
- التھاب القولون التقرحي (Ulcerative colitis).
- متلازمة القولون العصبي (Irritable bowel syndrome).
- التهاب الأقنية الصفراوية المصلب الابتدائي (Primary sclerosing cholangitis).
- التهاب المعدة التَّآكليّ المزمن (Chronic erosive gastritis).
- متلازمة سوء امتصاص الجلوكوز والجلاكتوز (Glucose-galactose malabsorption).
لذلك سوف يحتاج الطبيب إلى إجراء مجموعة من الاختبارات لاستبعاد تلك الأمراض السابقة.
كذلك إن كان هناك تاريخًا لزيارة أحد المناطق الاستوائية يساعد ذلك الطبيب على تشخيص الذرب المداري.
تتمثل أيضًا طرق تشخيص تلك الحالة في البحث عن علامات سوء الامتصاص، مثل:
- اختبار كثافة العظام.
- فحص الدم الشامل الذي يظهر فقر الدم الناتج عن نقص حمض الفوليك وفيتامين ب12 في 60% من مرضى هذه الحالة .
- اختبار كيمياء الدم لقياس مستويات البوتاسيوم، والكالسيوم، والماغنسيوم، والفوسفات.
- فحص مستوى حمض الفوليك.
- مستوى فيتامين ب12.
- مستوى فيتامين د.
- قياس نسبة الدهون في البراز بعد تناول نظام غذائي يتكون من 80-100 جم من الدهون، ووجود أكثر من 6 جم في 24 ساعة يدل على إيجابية سوء امتصاص الدهون.
- اختبار التنفس من السكروز، وهي وسيلة غير باضعة لتشخيص صحة القناة الهضمية.
قد يلجأ الطبيب إلى التنظير المعوي لتأكيد التشخيص، وفي أثناء هذا الاختبار، يُدخل الطبيب أنبوبًا رفيعًا من خلال الفم إلى الجهاز الهضمي، مما يسمح للطبيب برؤية أي تغيرات غير طبيعية في الأمعاء الدقيقة.
في حالة الإصابة بالذرب الإستوائية، فقد تظهر علامات تورم في بطانة الأمعاء الدقيقة.
يمكن أيضًا إزالة عينة صغيرة من الأنسجة لتحليلها في أثناء إجراء التنظير المعوي، وتلك العملية تسمى بالخُزعة.
متلازمة سوء امتصاص الجلوكوز والجلاكتوز
يعد سوء امتصاص الجلوكوز والجلاكتوز مرضًا جينيًا نادرًا يحدث في الطفولة، أعراضه تشبه أعراض الذرب الاستوائية.
يعاني فيه الجسم عدم القدرة على امتصاص السكريات، مثل: الجلوكوز والجلاكتوز، مما يؤدي إلى حدوث إسهال شديد وفقدان الوزن والجفاف الذي يمكن أن يهدد الحياة.
كيفية علاج الذرب المداري
يتمثل العلاج في شيئين أساسيين، استخدام المضادات الحيوية وعلاج سوء الامتصاص لتجنب نقص الفيتامينات والمعادن.
المضادات الحيوية
تستخدم المضادات الحيوية للقضاء على البكتيريا التي تؤدي إلى تلك الحالة، يمكن إعطاء المضادات الحيوية مدة أسبوعين أو أكثر.
يعد التتراسيكلين (Tetracycline) المضاد الحيوي الأكثر استخدامًا في علاج الذرب المداري، وذلك لأنه متاح على نطاق واسع وغير مكلف، كذلك قد أُثبتت فعاليته.
يمكن أيضًا وصف المضادات الحيوية الأخرى واسعة الطَّيف، بما في ذلك:
- سلفاميثوكسازول وتريميثوبريم (Sulfamethoxazole and Trimethoprim).
- أوكسي تتراسيكلين (Oxytetracycline).
- الأمبيسلين (Ampicillin).
لا يوصف التتراسيكلين عادةً للأطفال، لأنه يمكن أن يغير لون الأسنان التي لا تزال في طور التكوين، لذلك يحتاج الأطفال إلى مضاد حيوي مختلف.
علاج سوء الامتصاص
بجانب قتل البكتيريا التي تسبب الذرب الاستوائية، من الضروري أيضًا علاج سوء الامتصاص.
لذلك سوف يصف الطبيب علاجًا لتعويض الفيتامينات والعناصر الغذائية التي يفتقر إليها الجسم فور التشخيص بالمرض، مثل:
- سوائل التغذية الوريدية.
- الحديد.
- حمض الفوليك.
- فيتامين ب12.
يوصى بإعطاء حمض الفوليك مدة ثلاثة أشهر على الأقل، وقد يحدث تحسنًا سريعًا بعد أول جرعة من حمض الفوليك.
كذلك يوصى بتناول فيتامين ب12 إذا كانت مستوياته منخفضة أو إذا استمرت الأعراض أكثر من أربعة أشهر.
كذلك قد يصف الطبيب أدوية مضادة للإسهال للسيطرة على الأعراض.
ختامًا، إن مضاعفات الذرب الاستوائية شديدة ولكن مع العلاج المناسب تكون النتيجة إيجابية للغاية ويظهر معظم الناس نتائج جيدة بعد ثلاثة إلى ستة أشهر من العلاج.