تعاني كثير من السيدات مرض بطانة الرحم المهاجرة، وتدور في أذهانهم كثير من الأسئلة، مثل: علاقة بطانة الرحم المهاجرة والحمل.
دعونا نجيب على كل التساؤلات حول بطانة الرحم المهاجرة خلال جولتنا في هذا المقال.
الانتباذ البطاني الرحمي
يحدث نتيجةً لاضطراب ينمو فيه نسيج مشابه للأنسجة التي تشكل بطانة الرحم خارج تجويف الرحم، ويطلق عليه أيضًا اسم بطانة الرحم المهاجرة (Endometriosis).
قد ينمو النسيج المشابه على المبايض والأمعاء والأنسجة المبطنة للحوض، وقد يظهر- نادرًا- خارج منطقة الحوض.
أسباب بطانة الرحم المهاجرة
يوجد عدة نظريات وتفسيرات لبطانة الرحم المهاجرة، مثل:
- ظهور بطانة الرحم المهاجرة نتيجة عملية الحيض الرجعي (إذ يتدفق دم الحيض إلى تجويف الحوض عبر قناة فالوب مرةً أخرى، بدلًا من ترك الجسم عبر المهبل.
- بينما توجد نظرية أخرى لتفسير بطانة الرحم المهاجرة، تتلخص في اضطراب الهرمونات قد يحول الخلايا خارج الرحم إلى خلايا مماثلة لتلك المبطنة الرحم.
- نظرية ثالثة تفترض أن خلايا بطانة الرحم تنتقل عبر الجهاز الليمفاوي، أو نتيجة تباطؤ الجهاز المناعي في تدمير خلايا الرحم الضالة.
على الرغم من وجود كثير من النظريات، لكن لم يُثبت أيّ منها، وما زال السبب الدقيق لبطانة الرحم المهاجرة غير معروف.
أعراض بطانة الرحم المهاجرة والحمل
تختلف أعراض بطانة الرحم المهاجرة في شدتها من شخص لآخر، لكن لا ترتبط شدة الحالة بدرجة الألم.
إذ قد تصاب إحدى المريضات بدرجة طفيفة من المرض وتعاني ألمًا شديدًا، وقد تصاب أخرى بدرجة حادة وتعاني ألمًا أقل.
يعد ألم الحوض أكثر الأعراض المميزة للانتباذ البطاني الرحمي، وقد يصاحبه بعض الأعراض الآتية:
- ألم في خلال فترة الحيض.
- تقلصات تمتد بين أسبوع إلى أسبوعين حول مدة الحيض.
- نزيف غزير في أثناء فترة الحيض.
- ألم في أثناء الجماع.
- عدم الراحة مع حركات الأمعاء.
- ظهور آلام أسفل الظهر كذلك في أثناء فترة الحيض.
ما هو علاج بطانة الرحم المهاجرة؟
لا يوجد علاج لبطانة الرحم المهاجرة، لكن تتوفر عدة خيارات طبية وجراحية للسيطرة على الأعراض، مثل:
مسكنات الألم
مثل الأيبوبروفين الذي يندرج تحت قائمة العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهاب (NSAIDS).
العلاج الهرموني
يشمل العلاج الهرموني ما يأتي:
- حبوب منع الحمل.
- العلاج بالبروجسترون.
- منبهات الهرمون المطلقة لموجهة الغدد التناسلية (GnRH) التي قد تسبب انقطاع مؤقت للطمث، لكن تتحكم في نمو بطانة الرحم المهاجرة.
العلاجات الجراحية
قد يلجأ الطبيب إلى العلاج الجراحي في حالات الألم الشديد، توجد بعض الخيارات الجراحية، مثل:
- إزالة بقعة الانتباذ البطاني الرحمي.
- قطع بعض الأعصاب في الحوض.
- أو استئصال الرحم في الألم غير المحتمل.
بطانة الرحم المهاجرة وتأثيرها على تأخر الحمل
قد تؤثر بطانة الرحم المهاجرة في الخصوبة، إذ قد تتسبب في المضاعفات الآتية:
- تغيير شكل الحوض.
- ندوب على قناتي فالوب.
- الالتصاقات.
- التهاب هيكل الحوض.
- تغيرات في الجهاز المناعي.
- ضعف انغراس الحمل.
- كذلك تغيير جودة البويضة.
هل بطانة الرحم المهاجرة تسبب الإجهاض؟
تشير بعض الدراسات إلى أن النساء المصابة ببطانة الرحم المهاجرة أكثر عرضةً للإصابة بالإجهاض في حالة عدم العلاج.
الحمل بعد علاج بطانة الرحم المهاجرة
تتحسن فرص الحمل بعد العلاج الجراحي لحالات بطانة الرحم المهاجرة المتوسطة والشديدة.
إذ تساعد الجراحة على إزالة الانتباذ البطاني الرحمي، وإزالة النسيج الندبي، مما يسمح للأعضاء التناسلية للعمل طبيعيًا.
فرص الحمل مع بطانة الرحم المهاجرة
قد تؤثر بطانة الرحم المهاجرة في فرص الحمل وفقًا لدرجة الانتباذ، ومدى تأثيره في الأعضاء التناسلية، ومدى ظهور الالتصاقات.
هل يمكن حدوث حمل مع بطانة الرحم المهاجرة؟
يتكرر السؤال عن مدى تأثير بطانة الرحم المهاجرة والحمل، والإجابة، نعم، يوجد فرص للحمل.
لكن قد تختلف فرص الحمل وفقًا لانتشار بطانة الرحم المهاجرة، كذلك توجد خيارات علاجية لكل منها معدلات نجاح مختلفة.
هل بطانة الرحم المهاجرة تصيب الفتيات؟
توجد فرصة للإصابة بالانتباذ البطاني الرحمي للفتيات اللاتي بدأت دورتهن الشهرية.
لكن ترتفع فرص الإصابة في حال وجود تاريخ للمرض في العائلة، أو الفتيات اللاتي بدأوا دورتهم الشهرية في سن مبكر.
هل بطانة الرحم المهاجرة مرض خطير؟
لا تعد بطانة الرحم المهاجرة مرضًا خطيرًا، لكن قد تؤدي إلى بعض المضاعفات، مثل:
- الألم الشديد، الذي قد يؤثر في أسلوب الحياة، وربما يصل إلى الاكتئاب (Depression).
- قد يؤدي الانتباذ البطاني الرحمي إلى زيادة فرص الإصابة بمرض سرطان المبيض.
حالات شفيت من بطانة الرحم المهاجرة
لم يعد مرض بطانة الرحم المهاجرة مرضًا خطيرًا، لكن علاجه طويل الأمد، إذ يتوفر عديد من الخيارات التي يمكن اتباعها بواسطة الطبيب وتوفر نتائج إيجابية في السيطرة على الأعراض.
كذلك توجد كثير من الحالات التي لاحظت تحسنًا واضحًا مع العلاجات الهرمونية، بينما توجد حالات أخرى لم تستجب للعلاج الدوائي ولجأت إلى التدخل الجراحي.
ختامًا، إن الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة ليس خطيرًا، لكن من المهم أن نأخذ في الاعتبار احتمالية تكرار المرض، وطول مدة العلاج نظرًا لكونه مرضًا مزمنًا.
نرجو أن نكون قد أجابنا عن كل تساؤلاتكم حول مرض الانتباذ البطاني الرحمي، وعن تأثير بطانة الرحم المهاجرة والحمل.