التغذيةكيان الطفل

كيفية تغذية طفل السكري المعتمد على الأنسولين

تغذية طفل السكري المعتمد على الأنسولين

يصبح هم الأسرة الشاغل عند معرفتهم بإصابة أحد أبنائهم بداء السكري، كيفية النجاح في تغذية طفل السكري المعتمد على الأنسولين دون شعوره بالحرمان.

لذلك دعنا -عزيزي القارئ- نتعرف سويًا إلى الطرق المختلفة لتحقيق التغذية المثالية لهذا الطفل دون إحساسه بالاختلاف عن بقية الأطفال من حوله.

 

داء السكري عند الأطفال

يُعد داء السكري من النوع الأول من ضمن الأمراض المزمنة.

يحدث عادةً بسبب تدمير الخلايا الموجودة في البنكرياس المسؤولة عن تصنيع الأنسولين.

كذلك يؤدي عدم وجود الأنسولين -الهرمون المسؤول عن نقل الجلوكوز من الدم إلى الخلايا- إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم وحدوث مشكلات عديدة.

لذلك فالاهتمام بتغذية طفل السكري المعتمد على الأنسولين، ومتابعة السكر باستمرار شيئًا أساسيًا لمنع تلك المشكلات والحد منها.

وفقًا للرابطة الأمريكية لمرض السكري (American Diabetes Association) لعام 2012، قد شُخص ما يقرب من 18000 طفل بمرض السكري من النوع الأول.

 

أسباب مرض السكري من النوع الأول

يظن بعض الباحثين أنه رد فعل ذاتي (Autoimmune Reaction)، إذ يهاجم الجسم عن طريق الخطأ الخلايا الموجودة في البنكرياس المسؤولة عن تصنيع الأنسولين.

قد يكون بعض الأطفال عرضةً لتطور الوضع بسبب عوامل وراثية، أو بسبب عوامل بيئية أيضًا، مثل النظام الغذائي، كذلك قد تلعب الفيروسات دورًا في ذلك.

 

أعراض مرض السكر المعتمد على الأنسولين

عادةً تكون الأعراض بسيطة لكن قد تزداد حدتها، لتشمل الآتي:

  • الشعور بالعطش الشديد.
  • زيادة الإحساس بالجوع (خاصةً بعد الانتهاء من الأكل).
  • جفاف الفم.
  • تقلبات المعدة والشعور بالقيء.
  • الحاجة الملحة للتبول المتكرر.
  • فقدان الوزن دون سبب.
  • الشعور المستمر بالتعب والإرهاق.
  • الرؤية غير الواضحة.

أيضًا قد تحدث هذه الأعراض الآتية:

  • فرط التنفس المُسمى تنفس كوسماول (Kussmaul Respiration)، يكون عادةً طويلًا وعميقًا.
  • حدوث التهابات متكررة في الجلد، أو المسالك البولية، أو المهبل.
  • تغير المزاج.
  • صعوبة التئام الجروح.
  • رائحة النفس، مثل: الأسيتون.
  • بلل الفراش إذا كان الطفل غير معتاد على ذلك.

 

العلاج بالأنسولين

يمثل الأنسولين العلاج الأساسي للطفل المصاب بمرض السكري من النوع الأول بالإضافة إلى بعض الإجراءات الأخرى التي يجب اتباعها لضمان ضبط سكر الأطفال، ومن ضمنها:

اتباع أسلوب صحي

لأن هذا الداء لا يمكن علاجه؛ لذلك يجب متابعته باستمرار عن كثب، من خلال إجراء التحاليل الدورية، والاهتمام بتغذية طفل السكري المعتمد على الأنسولين والحرص على ممارسة الرياضة.

ممارسة الرياضة

ينبغي تشجيع الطفل على ممارسة النشاط البدني المنتظم، الذي يساعد على الحفاظ على مستويات السكر في الدم.

لكن يلزم متابعته قبل التمارين الرياضية وفي أثنائها، كذلك بعدها لتجنب انخفاض مستويات السكر في الدم.

نفسية طفل السكري

يجب الاهتمام بنفسية الطفل وعدم إشعاره بالحرمان أو باختلافه عن الآخرين، ذلك من خلال طلب الدعم النفسي من الأشخاص الآتية:

  • مسؤول الدعم النفسي بالمدرسة -عندما يكون الأطفال في سن الدراسة- إذ تُقدم بعض المدارس مشورات جماعية.
  • مجموعات الدعم خارج المدرسة، هناك مجموعات دعم للطفل والأهل تقدم المعلومات المرتبطة بالسكري التي قد تفيد الطفل.
  • التدخل المبكر، إذ أظهرت الدراسة إن الدعم العاطفي للمصابين بالسكري من النوع الأول، يساعد على تحسين مستويات السكر التراكمي (HbA1c).
  • معالجة أي مشكلات تتعلق بالصحة النفسية، وقد تصاحب مرض السكري لدى الطفل، مثل: الاكتئاب والقلق في وقت مبكر.

تغذية طفل السكري المعتمد على الأنسولين

تغذية طفل السكري المعتمد على الأنسولين
تغذية طفل السكري المعتمد على الأنسولين

 

من المهم معرفة أن الأطفال المصابين ما زالوا يستطيعون أكل الحلويات وجميع الأطعمة المحببة للأطفال، لكن بكميات محددة ومع ضبط جرعة الأنسولين تباعًا.

يجب أن تشتمل حمية سكري الأطفال على الكربوهيدرات، والبروتين والدهون بنسب متفاوتة.

كذلك يساعد تثبيت وقت تناول وجبة الطعام على الحفاظ على استقرار مستويات السكر في الدم.

تُعد الألياف من الكربوهيدرات المفضلة، لأنها من الكربوهيدرات المعقدة التي تحافظ على نسبة الجلوكوز بالدم، مثل: الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة.

 

الطرق المستخدمة لتحقيق نظام غذائي لطفل السكري النوع الأول

هناك عديد من الطرق لحساب وجبات الطفل، وتشمل ما يأتي:

نظام عد الكربوهيدرات

تعتمد كمية الكربوهيدرات التي يحتاجها الطفل على الوزن والعمر ومستوى التمارين الرياضية، والأدوية التي يتناولها.

لذا تُستخدم طريقة عد الكربوهيدرات لحساب عدد وحدات الأنسولين.

إضافةً إلى وجود عدد الكربوهيدرات على مغلفات المأكولات المعلبة، التي تساعد على حساب الكربوهيدرات وعدد وحدات الأنسولين.

بذلك أيضًا يمكن الآن عمل عديد من وصفات اكل للاطفال مرضى السكر دون قلق، فقط كل ما تحتاجه الأم عد الكربوهيدرات المستخدمة وحساب الجرعة على أساسها.

نظام خطة الكربوهيدرات الثابتة

يمكن استخدام هذا النظام أيضًا من ضمن طرق تغذية طفل السكري المعتمد على الأنسولين.

يتناول فيه الطفل كميةً من الكربوهيدرات ثابتة في كل وجبة، بالإضافة إلى الوجبة الخفيفة، مع إمكانية التنوع بين الأطعمة.

يجب أن يكون تناول وجبات فطور وغداء وعشاء الطفل مريض السكري في وقت ثابت كل يوم، وأيضًا تناول الأنسولين في أوقات محددة، ويجب التمسك بمجموع الكربوهيدرات لكل وجبة.

من ضمن الأطعمة الخفيفة التي يجب أن يتضمنها أكل الطفل يوميًا، الآتي:

  • كميات صغيرة من المكسرات.
  • الخضراوات، مثل: الخيار.
  • المشروبات قليلة السكريات.
  • البروتينات، مثل: البيض.

تبادل خطة الوجبات

تتضمن خطة التبادل، قائمة الكميات التي يمكن أكلها من ست مجموعات غذائية مختلفة، من ضمنها: النشويات والفواكه والحليب، والدهون والخضروات، واللحوم.

يمكن تبديل طعام بآخر بنفس كمية السعرات الحرارية والبروتين والكربوهيدرات والدهون.

يهتم اختصاصي التغذية في النوع الأول بتغيير الكربوهيدرات لضمان مستوى الجلوكوز بالدم.

كذلك يجب الحد من الحلويات لأطفال السكري، مثل: الحلوى والكوكيز والصودا؛ لأنها ترفع سكر الدم بسرعة كبيرة.

لذلك من الأفضل تناولها مع وجبة الطعام مع ضبط جرعة الأنسولين.

أيضًا يجب الحد من تناول الأطعمة المالحة وتلك الغنية بالدهون للوقاية من أمراض القلب.

كذلك لا يجب حرمان الطفل من الحلوى خاصةً في المناسبات الخاصة، مثل: أعياد الميلاد، أو الأعياد المختلفة، يجب فقط حساب تلك الكربوهيدرات وضبط جرعة الأنسولين.

 

كيفية التصرف في حالة انخفاض السكر الدم

يجب إعطاء الطفل بعض المعلومات عن كيفية التصرف في حال حدوث انخفاض ملحوظ بسكر الدم، من خلال المعرفة الكافية عن أعراض انخفاض السكر.

يجب اتباع (قاعدة 15)، أي إعطاء الطفل ما يقرب من 15 إلى 20 جرام كربوهيدرات سريع المفعول، مثل ربع كوب من العصير، أو أقراص الجلوكوز، أو أي مصدر آخر للسكر.

لا يُفضل إعطاء الطفل الأطعمة الغنية بالسكر مع الدهون المضافة، مثل الشيكولاتة أو المثلجات؛ إذ تبطئ الدهون امتصاص السكر، فلا ترفع نسبة السكر بالدم سريعًا.

يجب بعدها الانتظار مدة 15 دقيقة وإعادة فحص السكري للطفل، إذا لم يحصل على القراءة الطبيعية، يكرر هذه الخطوات مرةً أخرى.

أما إذا تعرض الطفل لحالة الإغماء، يجب إعطاؤه حقنة من هرمون الجلوكاجون على الفور.

 

ختامًا، تُعد تغذية طفل السكري المعتمد على الأنسولين مربط الفرس، ومن خلالها يُمكن المحافظة على مستوى سكر الدم دون إحساس الطفل بالحرمان.

كذلك من خلال متابعة السكر في الدم باستمرار، وممارسة الرياضة، والالتزام بنظام غذائي صحي للطفل، وتناول الأنسولين بانتظام، نحميه من حدوث مضاعفات في المستقبل.

 

اقرأ أيضًا

تعرف إلى أعراض القدم السكرية ومضاعفاتها

اسباب غيبوبة السكر | وهل تؤدي إلى الوفاة؟

بواسطة
د. ريهام حبيب
المصدر
webmdmayoclinicwebmd

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى