أمراضصحة عامة

مخاطر حموضة الدم | الأسباب والعلاج

حموضة الدم

قد تدور في ذهنك أسئلة عدة عند سماعك مصطلح حموضة الدم، ماذا يعني وما أسبابه وأعراضه، ومدى خطورته وكيفية علاجه؟

لكن قبل ذلك يجب معرفة ما طبيعة الدم، وهل هو حمضي أم قاعدي؟

هيا بنا -عزيزي القارئ- في جولة طبية توضح لك الأجوبة على هذه الأسئلة.

 

هل الدم حمضي أم قاعدي؟

يقسم العلماء جدول الرقم الهيدروجيني (Ph Scale) بالدرجات من 0 إلى 14؛ تُقسم طبيعة المواد بناءً عليه إلى ثلاث فئات:

  • ما تقل درجته عن رقم 7 فهو حمضي (Acidic).
  • ما تزيد درجته عن رقم 7 فهو قاعدي أو قلوي (Alkaline).
  • رقم 7 ذاته فهو متعادل (Neutral).

يُعد الدم قلويًا قليلًا في الحالة الطبيعية، إذ إن الرقم الهيدروجيني له بين 7.35 إلى 7.45.

لذلك زيادة درجة الحموضة عن 7.45 تجعله قلويًا، ونقص درجة الحموضة عن 7.35 تجعله حامضيًا.

 

ما حموضة الدم (Blood Acidosis)؟

يحتاج الجسم إلى تنظيم درجة الحموضة ليتمتع بصحة جيدة.

يساعد كل من الكلى والرئتين على الحفاظ على توازن نسبة الأحماض، ذلك بالتخلص من الأحماض الناتجة عن كثير من العمليات الحيوية في الجسم.

ينتج عن إصابة أي منهما بخللٍ، تراكم الأحماض وزيادتها في الجسم؛ مما يؤدي إلى حموضة الدم.

تعد الحموضة مؤشرًا إلى مشكلات صحية عديدة، ومنها ما قد يكون خطرًا.

 

أسباب حموضة الدم

تصيب حموضة الدم الاطفال، كذلك الكبار، ويعود ارتفاع الحموضة إلى أسباب كثيرة منها:

الحموضة الأيضية (Metabolic Acidosis)

تحدث الحموضة في هذه الحالات نتيجة تراكم الأحماض في الجسم بسبب خلل في التمثيل الغذائي.

تؤدي عديد من الحالات الصحية المختلفة إلى حدوث هذه الحالة؛ ومنها:

  • حموضة الدم لمرضى السكر (ketoacidosis).

يعرف بالحماض الكيتوني، ويحدث ذلك عندما لا يحصل مريض السكر على جرعات كافية من الأنسولين، ويُصاب بالجفاف.

إذ يحرق الجسم الدهون بدلًا من الكربوهيدرات، وينتج عن ذلك الكيتونات التي تجعل الدم حمضيًا.

تنتج الكيتونات كذلك من شرب الكحوليات بكثرة مدة طويلة، وعدم تناول الطعام الكافي.

  • الحماض اللاكتيكي (Lactic Acidosis).
  • متلازمة شوغرن (Sjogren’s Syndrome).
  • الإسهال الحاد والجفاف.
  • الناسور الصفراوي (Biliary Fistula).
  • حالات مقاومة الأنسولين (Insulin Resistance).

ليس واضحًا إذا كانت هذه الحالات تسبب حموضة الدم، أم إن الحموضة ذاتها المسببة لهذه الحالات.

تخلق هذه الحالات دورة من الحموضة الأيضية المتزايدة التي تزيد سوء الحالة.

الأعراض المحتملة

قد تظهر بعض الأعراض التي تشير إلى الحموضة الأيضية، منها:

  • ضربات القلب السريعة.
  • الصداع.
  • الغثيان والقيء.
  • فقدان الشهية.
  • الضعف والتعب.
  • الاحتياج إلى نفس أطول وأعمق من المعتاد.
  • الارتباك.
  • رائحة النفس التي تشبه رائحة الفاكهة من العلامات المميزة للحماض الكيتوني عند مرضى السكر.

قد لا تظهر هذه الأعراض عند بعض الناس، لكن إذا ظهرت يجب التوجه المباشر والسريع إلى الطبيب.

 

الحموضة التنفسية (Respiratory Acidosis)

عندما لا يستطيع الجسم التخلص الكامل من ثاني أكسيد الكربون؛ يتراكم وجوده وتزيد نسبة الحمض في الدم.

الأسباب

  • مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD).
  • السكتة الدماغية (Stroke).
  • الأدوية التي تؤثر في الجهاز العصبي المركزي؛ مثل: المواد الأفيونية.
  • الاضطرابات التي تؤثر في عضلات التنفس، مثل: الضمور العضلي، أو متلازمة غيلان-باريه (Guillain-Barre Syndrome).

الأعراض المحتملة

تختلف الأعراض في هذه الحالات وفقًا للسبب، لكن من المحتمل حدوث الآتي:

  • صعوبة التنفس.
  • اللهث.
  • القلق.
  • اضطراب النوم.
  • زُرقة الجلد بسبب قلة الأكسجين في الدم.

 

حموضة الأنبوب الكلوي (Renal Tubular Acidosis)

تُخلص الكلى الجسم من الأحماض الزائدة وتطردها في البول.

يؤدي الفشل الكلوي أو إصابة الكلى بمرض إلى زيادة الحموضة؛ إذ إنها لا تعمل بكفاءتها المعتادة.

تساعد الكلى كذلك على ثبات مستوى البيكربونات في الجسم، لأن وجوده بنسبة معينة يحافظ على صحة الجسد.

كذلك يُعد نقص البيكربونات في الدم أحد علامات حموضة الدم.

لذلك يقدر نقص نسبة البيكربونات في الدم عندما يقل عن 22 مللي مول/ لتر وفقًا لمؤسسة الكلى الوطنية (National Kidney Foundation).

 

الحموضة الناتجة عن الأدوية (Drug-Induced Acidosis)

تزيد بعض الأدوية الحموضة، مثل:

  • مضادات الفيروسات العكسية (Antiretrovirals).
  • أدوية الستاتين (Statins).
  • مضادات البكتيريا؛ مثل: تريميثوبريم (Trimethoprim).
  • مثبطات مستقبلات بيتا (Beta-Blockers).

 

الحموضة الناتجة عن نظام غذائي (Diet-Induced Acidosis)

تزيد بعض الأطعمة والمشروبات حموضة الدم؛ إذ إنها تغير توازن الأحماض والقواعد داخل الجسم.

تعود حموضة النظام الغذائي في معظم الحالات -لمتوسط الأشخاص في الولايات المتحدة وفقًا لدراسات الحموضة عام 2015- إلى:

  • الأحماض الأمينية، خاصةً التي تحتوي على الكبريت، وتوجد في اللحوم والبيض ومنتجات الألبان.
  • الملح إذ يجعل وظيفة الكلى في التخلص من الأحماض الزائدة صعبة.
  • حمض الفوسفوريك في الصودا.

 

الرابط بين حموضة الدم والسرطان

توجد صلة قوية بين الحموضة والسرطان؛ إذ إن وجود الخلايا السرطانية في الجسم دليلًا قاطعًا على حموضة الدم.

إذ تنتج الخلايا السرطانية حمض اللاكتيك بكميات كبيرة؛ نتيجة التخمر الأيضي للجلوكوز، كذلك نقص تدفق الدم.

تساعد تلك الحموضة السرطان على النمو؛ وذلك بجعل الجينات غير مستقرة، وتساعده أيضًا على تثبيط المناعة المضادة للسرطان، كذلك الانتشار بغزو الخلايا الأخرى.

تمنح تلك الحموضة الخلايا السرطانية أيضًا مقاومةً للعلاج الكيماوي والإشعاعي.

 

 تشخيص حموضة الدم

تشخيص حموضة الدم

يشخص الطبيب الحالة بالسؤال على الأعراض، وطلب عدة اختبارات، مثل:

غازات الدم الشرياني (Arterial Blood Gases)

يقيس هذا الاختبار الرقم الهيدروجيني للدم ونسبة الأكسجين وثاني أكسيد الكربون.

اختبار فجوة الأيونات (Anion Gap)

يقيس التوازن الكيميائي في الدم؛ إذ إنه يقارن بين نسب الشحنات السلبية والإيجابية في الدم، مثل: الصوديوم والبيكربونات والكلوريد.

تحليل البول (Urine test)

يكشف مشكلات الكلى أو الحماض الكيتوني (Ketoacidosis) أو التسمم من الكحول.

تحليل جلوكوز الدم ونسبة الكرياتنين في الدم

إذ تكشف نسبة جلوكوز الدم عن وجود مرض السكري، كذلك تشير نسبة الكرياتين في الدم إلي كفاءة عمل الكلى.

 

أشعة سينية للصدر (Chest X-Ray)

إذ توضح هذه الأشعة مشكلات الرئتين والقلب، ومدى الإستجابة إلى العلاج في حالات الحموضة التنفسية.

كذلك قد يلجأ الطبيب إلى الأشعة المقطعية (CT scan) للكشف عن الجلطات.

 

مخطط كهربية القلب (ECG)

يوضح المخطط نبضات القلب، كذلك النشاط الكهربائي، ويبين وجود مشكلات به.

 

مخاطر حموضة الدم

تؤدي الحموضة أو إهمالها دون علاج إلى مضاعفات خطرة، ومنها:

  • هشاشة العظام (Osteoporosis)، وما ينتج عنه من كسور.
  • نمو غير سليم في الأطفال، إذ تقيد الحموضة الأيضية هرمون النمو.
  • الإصابة بأمراض الكلى المزمنة أو تلف الكلى.
  • فقد العضلات.
  • ارتفاع سكر الدم.
  • مشكلات الغدد الصماء، التي قد تؤدي إلى مقاومة الأنسولين، واحتمالية الإصابة بالسكر.
  • خطر الموت.

 

ما هو علاج حموضة الدم؟

يعالج الأطباء الحموضة وفقًا للسبب، مثلما يأتي:

  •  يمكن معالجة حالات الحموضة التنفسية بإعطاء أدوية تساعد الرئتين، مثل:
  1. استخدام قناع الأكسجين.
  2. أو موسعات الشعب الهوائية.
  3. أو جهاز ضغط التنفس الإيجابي المستمر (CPAP)، في حالات انسداد مجرى الهواء وضعف العضلات.

 

  • يختلف علاج كل حالة من حالات الحموضة الأيضية إذ:
  1. يُعالج مرضى الحموضة الناتجة عن زيادة الكلوريد باستخدام بيكربونات الصوديوم بالفم.
  2. تُعالج حالات حموضة الفشل الكلوي باستخدام سترات الصوديوم.
  3. تُعالج حالات الحماض الكيتوني لمرضى السكري بالسوائل الوريدية والأنسولين لعمل توازن للرقم الهيدروجيني.
  4. أما حالات الحماض اللاكتيكي فتُعالج بالسوائل الوريدية، أو الأكسجين، أو المضادات الحيوية، أو بمكملات البيكربونات وفقًا للسبب.
  5. تُعالج حالات تسمم الأدوية أو التسمم الكحولي بإزالة السموم.

 

ختامًا -عزيزي القارئ- تعرفنا معًا إلى مخاطر حموضة الدم وأسبابها، كذلك الأعراض وطرق العلاج وطريقة التشخيص.

لذلك يجب استشارة الطبيب عند ظهور الأعراض السابقة والاهتمام بالعلاج لتجنب سوء الحالة.

اقرأ أيضًا

الدهون الثلاثية | مصدر ضعفك وقوتك

عرق النسا | ألم دون توقف هل من مفر؟

بواسطة
د. أميرة مصطفى
المصدر
webmdmedicalnewstodayncbi

د. أميرة مصطفى

تخرجت في كلية الطب البيطري وأصبحت أتسائل ما هو شغفي فكانت إجابتي المجال الطبي ورغبتي في تعلم المزيد، وأن يتعلم الناس أيضًا، لذلك أحببت كثيرًا كتابة المحتوى الطبي الذي سمح لي بإهداء المعلومات الطبية إلى كل الناس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى