أمراض

عرق النسا | ألم دون توقف هل من مفر؟

عرق النسا

“هل يتوقف الألم وأعود إلى طبيعتي مرةً أخرى؟”، أُصبت مؤخرًا بما يُسمى عرق النسا وكانت تلك الأسئلة تراودني في خلال مدة مرضي، لم أكن أحتمل الألم بسبب شدته.

ترددت كثيرًا على طبيبي الخاص وتناولت كميات كبيرة من المسكنات حتى بدأ الألم بالانحسار تدريجيًا بعد عدة أسابيع.

هيا معي خلال هذا المقال لنتعرف إلى ما عرق النَّسا، وأسبابه وكيفية علاجه؟

 

ما عرق النسا؟

هو ألم يصيب العصب الوركي، الذي يتفرع من أسفل الظهر عبر الفخذين والأرداف إلى الساق.

يُصاب به الشخص في جانب واحد من الجسم.

يحدث عادةً نتيجة ضيق القناة الفقرية أو وجود نتوء عظمي فيها أو حدوث انزلاق الفقرات؛ إذ يسبب ذلك ضغطًا على العصب الوركي، وينتج عنه ألمًا شديدًا.

 

اسباب عرق النسا

تتعدد أسبابه كثيرًا ومن ضمنها:

  • نتوء العظام في العمود الفقري.
  • القرص المنفتق وانزلاقه (الانزلاق الغضروفي).
  • الانزلاق الفقاري أو اختلال الفقرات. 
  • التشنج العضلي.
  • ضيق العصب الوركي لوجود ورم.
  • عدوى في منطقة الحبل الشوكي والعمود الفقري.

 

عوامل خطورة عرق النسا

خطورة عرق النسا

بعض العوامل تزيد احتمالية الإصابة بعرق النَّسا، مثل:

  • تقدم السن.
  • زيادة الوزن إذ تضغط على العمود الفقري.
  • حمل الأشياء الثقيلة.
  • الجلوس مدة طويلة.
  • مرض السكري.
  • التدخين.

 

اعراض عرق النسا

يعاني مرضى عرق النسا عدة أعراض، وهي:

  • ألم شديد يمتد من أسفل الظهر إلى الساق.
  • تمركز الألم في ناحية واحدة وزيادته مع الحركة.
  • تنوع الألم ما بين ألم حارق وألم يشبه الصدمة الكهربائية.
  • تنميل الأطراف.
  • ضعف العضلات.
  • تفاقم الألم مع الكحة أو العطس أو حتى الضحك.

 

مضاعفات عرق النسا

يُشفى معظم المرضى منه دون الحاجة إلى علاج، لكنه في بعض الأحيان قد يسبب تلفًا دائمًا في الأعصاب، مما يترتب عليه الآتي:

  • الضعف الدائم في عضلة الساق المُصابة وفقدان الإحساس بها.
  • فقدان القدرة على التحكم في المثانة ووظيفة الإخراج.

 

حقائق عن عرق النسا

يمثل عرق النَّسا إحدى أمراض الأعصاب الشائعة:

  • يصيب هذا المرض من هم في عمر يتراوح ما بين 30 إلى 50 عامًا، وعادةً ما يُصاب به الحوامل بسبب ضغط الرحم على الأعصاب وخاصةً العصب الوركي.
  • تصل نسبة الإصابة إلى أربعة أشخاص من ضمن عشرة أشخاص.
  • يعد العصب الوركي أطول أعصاب الجسم. 
  • يعتمد علاج المرضى على سبب الألم ودرجته.
  • عادةً ما يعاني المصابون ألم الظهر، لكن ليس في كل الحالات.
  • لا يصيب هذا المرض الأطفال ومن هم دون 20 عامًا.

 

تشخيص عرق النسا

يشخص الطبيب الحالة بسؤال المريض عن موضع الألم ومتى ظهر، وأحيانًا يطلب من المريض أن يمشي على كعبه أو أصابع أرجله، أو يرفع رجله دون ثني ركبته.

يوضح هذا الفحص الطبي إذا كان عرق النَّسا المُسبب للألم أم لا. 

يستعين أحيانًا الطبيب بالرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية لتحديد موضع الألم ومسار العلاج.

يمكن الكشف عن مشكلات العظام باستخدام الأشعة، بينما لا تتضح اعتلالات الأعصاب باستخدامها.

 

عرق النسا وعلاجه

تتعدد طرق علاج عرق النسا، ويعتمد اختيار خطة العلاج على حالة المريض وشدة الإصابة، كذلك يتوقف نوع العلاج على سبب الألم الرئيسي.

العلاج بالأدوية

يوجد حبوب مسكنات بالفم أو حقن الكورتيزون أو دهانات سطحية على الجلد.

المسكنات

لا يفضل الإكثار من تناول المسكنات؛ تجنبًا للإصابة بقرحة المعدة أو النزيف.

 لكن عند اشتداد الألم يمكن تناولها، مثل: دواء ايبوبروفين (Ibuprofen) أو الأسبرين (Aspirin).

حقن الكورتيزون

يصف الطبيب أحيانًا حقن الكورتيزون لتقليل الالتهاب، ويمكن إعطاؤها في الحبل الشوكي مباشرةً.

مضادات الاكتئاب

تُستخدم أحيانًا مضادات الاكتئاب لرفع مستوى الإندورفين؛ مما يساعد على تخفيف الألم.

الكريمات والمراهم

يظن المريض أن استخدام الكريمات والمراهم يعالج الوضع ويصححه، لكنها تساعد على إخفاء الألم فقط مدة قليلة من الوقت.

باسط العضلات

يساعد باسط العضلات على تقليل احتقان العضلات وتشنجه؛ مما يساعد على تقليل الألم.

العلاج بممارسة الرياضة

تساعد ممارسة بعض الرياضة مثل: السباحة أو ركوب الدراجة على إفراز الإندورفين، الذي يقلل بدوره آلام الجسم.

العلاج الطبيعي 

يمكن التوجه لطبيب العلاج الطبيعي للمساعدة على تحسين وضعية الجسم ودعم عضلات الظهر.

يجب التوجه إلى طبيب ذي خبرة بتلك الحالة، مع تجنب أداء التمارين الخاطئة والالتزام بالخطوات الصحيحة حتى لا تزداد الحالة سوءًا.

 

تمارين خاصة بعرق النسا

قد ينصح الطبيب بممارسة عدة تمارين خاصة بحالة عرق النسا مثل:

تمارين تمدد العضلات

لا تُعد تمارين تمدد العضلات حلًَا مثاليًّا لعلاج الألم، لكن يمكنها أن تحد من الالتهاب؛ إذ يدرب الطبيب المريض على بعض التمارين التي يمكن ممارستها في المنزل.

تمرين رفع الساق المستقيمة

يساعد هذا التمرين على تقوية عضلات البطن ومنع تكرار الإصابة بعرق النَّسا.

يجب الاستلقاء على الظهر وثني الركبتين ووضع الساقين على الأرض وتُفرد ساق واحدة على الأرض، وتُرفع برفق من 6 إلى 8 بوصات عن الأرض، ثم ترجع إلى الأرض ويمكن تكراره 10 مرات.

تمارين الساق المنبطحة

يساعد على التخفيف من ألم عرق النَّسا عن طريق تدريب الجسم على الحفاظ على وضعية مريحة للعمود الفقري والحوض.

يستلقي المريض على بطنه وذراعيه على الجانبين والساقين في وضع مفرود، ثم يبدأ في رفع ساق واحدة كل مرة بالتناوب حوالي 2 بوصة عن الأرض.

تمارين شد البطن

يقوي هذا التمرين عضلات البطن السفلية ويخفف آلام عرق النَّسا.

يستلقي المريض على ظهره ويطوي ذراعيه على صدره، ثم يرفع رأسه من الأرض مدة 2-4 ثوان ثم يعود ليستلقي مرةً أخرى ويكرر 10 مرات.

 

الجراحة

تُجرى الجراحة في حالة الألم الشديد أو الإصابة بفقدان التحكم في المثانة أو حدوث ضعف شديد بأطراف الجزء السفلي من الجسم.

تهدف الجراحة إلى إزالة جزء من القرص المنتفق أو أي نتوء يضغط على الأعصاب.

من يحتاج إلى الجراحة؟

يحتاج عادةً من 5-10% من المرضى إلى الخضوع للجراحة عند استمرار الألم أكثر من ثلاثة أشهر، أو عند تفاقم وتطور الحالة وحدوث مضاعفات.

 

العلاج المنزلي

يمكن وضع قربة ماء على موضع الألم بالتبادل بين الماء البارد والساخن لمدة 20 دقيقة كل ساعتين؛ إذ إن تلك الخطوة تقلل الألم والالتهاب.

الإبر الصينية

تشارك الإبر الصينية في العلاج وأصبح استخدامها شائعًا مؤخرًا، ويمكنها المساهمة في تقليل الألم من خلال إزاحة أي انسداد لتدفق الدم، لكن يجب الاستعانة بشخص مصرح له بممارستها.

 

عرق النسا والحمل

تعاني 50-80% من الحوامل ألم الظهر في خلال مدة الحمل، وقليلًا ما يتطور إلى عرق النَّسا.

لكن في بعض الأحيان يضغط الرحم على الأعصاب خاصةً العصب الوركي مُسببًا تلك الحالة، ويعتمد استمرار الألم على وضعية الجنين ووزنه، وينتهي الألم بعد الولادة مباشرةً. 

ربما لا تستطيع الحامل استخدام الأدوية، لكن يمكنها ممارسة الرياضة أو اليوجا أو تدليك الجسم لتقليل الألم.

يجب الاستماع لألم الجسم والتوقف عن أي نشاطات تزيد حدته.

تمارين للحامل

  1. يمكن للحامل الجلوس على كرسي، ووضع كعب الساق المصابة على ركبة الساق الأخرى، ثم تميل بجسمها إلى الأمام حتى تشعر بشد أسفل الظهر وتنتظر 30 ثانية ثم تعود إلى وضعها الطبيعي.
  2. تقف الحامل أمام الطاولة، ثم تميل بجسمها على الطاولة وتبعد الساقين عن بعضهما وتكون الذراعان مفرودتين، ويمكنها تحريك الحوض قليلًا لزيادة الشد وتنتظر 30-60 ثانية ثم تقف مرةً أخرى.

 

الوقاية من عرق النسا

من المؤسف أنه ربما لا يتمكن الشخص من الوقاية منه كليًا، لا سيّما إذا أُصيب به من قبل، لكن يمكن إجراء بعض الخطوات التي تسهم في تقليل نسبة عودته مرةً أخرى، مثل:

  • ممارسة التمارين الرياضية باستمرار.
  • ممارسة رياضة السباحة والمشي.
  • الحفاظ على وضعية صحيحة للجسم طوال الوقت.
  • ثني الركبتين عند رفع الأشياء الثقيلة.
  • تجنب اتخاذ نفس الوضعية مدة طويلة سواء الجلوس أو الوقوف.
  • تجنب الأحذية ذات الكعب العالي.

 

عرق النَّسا الكاذب

يشعر أحيانًا المريض بألم مشابه كثيرًا له، لكن يكمن الاختلاف بينهما في موضع الألم. 

إذ يشعر المريض بالألم في منطقة المؤخرة والفخذ أكثر من الظهر، ويمتد الألم في الساق كلها.

 

هل ينتهي الألم؟

يزول الألم في معظم الحالات من تلقاء نفسه في خلال عدة أسابيع.

لكن في بعض الأحيان يحتاج المريض إلى الجراحة كما ذكرنا من قبل.

ختامًا يتشابه ألم عرق النَّسا مع كثير من الأمراض، لذلك يجب التوجه إلى الطبيب عند الشعور بأي ألم مشابه لتجنب تفاقم الوضع أو حدوث مضاعفات.

دمتم أصحاء!

اقرأ أيضًا

الالتهاب الخلوي | عندما تزعجك خلايا جسمك

أشهر أعراض الامراض الروماتيزمية | الأسباب والعلاج

بواسطة
د. منة طه
المصدر
webmdmayoclinicmedicinenetmedicalnewstodaydrugs

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى