يُعرف الأرق المزمن بأنه حالة من صعوبة النوم، لكن يتوافر طرق لعلاج الأرق المزمن بطرق دوائية أو سلوكية.
يحدث الأرق ومشكلات الخلود إلى السرير نتيجة عوامل خارجية أو قد يكون مصاحبًا للسيدات في أوقات الدورة.
عندما يتطور الأمر إلى مدة زمنية طويلة يصبح هذا أرقًا مزمنًا.
سنتعرف في المقال إلى طرق العلاج التي تشمل وسائل علاجية مختلفة بين أدوية تساعد على النوم وطرق وتدريبات سلوكية لتقليل الأرق والمساعدة على الاسترخاء والنوم.
كذلك توجد بعض أنواع الأعشاب والمشروبات الطبيعية التي تساعد أيضًا على تقليل التوتر.
ماذا يسبب السهر للجسم؟
يؤثر السهر في مختلف أجهزة الجسم ووظائفها، إذ يتسبب في عديد من الأضرار، مثل:
- التقلبات المزاجية التي تؤدي بدورها إلى الهوس، خاصةً لدى مرضى اضطراب ثنائي القطب.
- يؤثر سلبًا في هرمونات النمو في الأطفال والبالغين التي تساعد على نمو الجسم وصحة الأنسجة والخلايا.
- زيادة فرص الإصابة بالسمنة وزيادة الوزن نتيجة تأثيره في هرمونات اللبتين والجريلين المسؤولة عن التحكم في الإحساس بالجوع.
- يقلل تحمل الجسم للجلوكوز مما يزيد العرضة للإصابة بمرض السكري.
- زيادة فرصة الإصابة بارتفاع ضغط الدم نتيجة التأثير في صحة القلب والأوعية الدموية.
- ارتفاع نسبة حدوث الأمراض التنفسية، مثل: الإنفلونزا والبرد.
أسباب الأرق عند النساء
يوجد نوعان من الأرق عند النساء، هما:
الأرق الأولي
يظهر الأرق الأولي مصاحبًا للتغيرات الهرمونية أو التوتر أوالقلق أو شرب الكحوليات والمشروبات المحتوية على الكافيين.
الأرق الثانوي
يرتبط الأرق الثانوي بأسباب طبية أو اجتماعية، مثل:
- التغيرات الهرمونية المصاحبة للدورة الشهرية، ويظهر بكثرة في السيدات عند مرحلة متلازمة ما قبل الحيض.
- الرضاعة بسبب حاجة الطفل إلى الرضاعة بصورة متكررة.
- يظهر الأرق الثانوي بنسبة 40-60% في خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث وانقطاع الطمث.
- يرتبط بكثرة في السيدات بعد سن اليأس.
- يظهر مع السيدات العاملات في فترات أو دوريات ليلية.
كيفية علاج الأرق واضطرابات النوم
يشمل علاج الأرق العلاج بالأدوية، والعلاج السلوكي وبالأعشاب.
أدوية علاج الأرق وقلة النوم
ينصح الطبيب المعالج بتناول أدوية الأرق قبل النوم مع مراعاة عدم القيادة أو ممارسة الأنشطة المتطلبة لنشاط عقلي.
تُزيد هذه الأدوية إحساس النعاس وبالتالي فرصة التعرض للحوادث، مثل:
مضادات الاكتئاب
تعد مضادات الاكتئاب ذات تأثير جيد في علاج الأرق، مثل:
- ترازودون (Trazodone).
- بنزوديازيبين (Benzodiazepine).
تظهر فائدتها عند الحاجة إلى النوم مدة طويلة، لكن تُزيد خطر التعود والإدمان.
- دوكسيبن (Doxepin).
يساعد في حالة الأشخاص الذين يعانون مشكلة في الحصول على نوم متصل دون تقطع.
- ايزوبيكلون (Eszopiclone).
يساعد على الخلود إلى النوم بسرعة، وأوصت هيئة الغذاء والدواء الأميركية(FDA) بأن لا تزيد أول جرعة عن 1 ملليجرام.
- ليمبروكسنات (Lemborexant).
يوقف عمل جهاز الاستيقاظ لدى الجهاز العصبي المركزي المسئول عن بقاء الفرد مستيقظًا مما يساعد على استمرارية النوم.
- راميلتيون (Ramelteon) يستهدف دورة النوم.
- سوفوريكسانت (Suvorexant) يُثبيط هرمون اليقظة.
- زاليبلون (Zaleplon).
تُصنف حبوب قصيرة المدى والتأثير في الجسم.
- زوليبديم (Zolpidem).
يساعد بصورة واضحة على علاج الأرق الناتج من صعوبة النوم.
ينصح الطبيب في بعض الأحيان بالأدوية المضادة للاكتئاب الآتية لأنها تغير في كيميائية الدماغ وتساعد على علاج الأرق، مثل:
- اميتريبتيلين (Amitriptyline).
- ميرتازابين (Mirtazapine).
ينبغي التحدث مع الطبيب إذا ما استمرت مشكلة الأرق بعد أسبوعين من تناول العلاج.
علاج الأرق بدون أدوية
يتضمن علاج الأرق بدون أدوية برنامج العلاج المعرفي السلوكي، وهو برنامج ينظم الأفكار والمشكلات المسببة لمشكلات النوم.
يشمل تقنيات العلاج المعرفي السلوكي (Cognitive Behavioral Therapy) ما يلي:
- العلاج بالتحكم في المنبهات.
- تقييد النوم إذ ينصح بالذهاب إلى السرير وقت النوم فقط.
- تغيير عادات الحياة الأساسية التي تؤثر سلبًا في النوم، مثل: التدخين أو شرب الكافيين قبل النوم.
- تحسين بيئة النوم من خلال خلق بيئة مريحة للنوم، وجعل غرفة النوم مظلمة بعيدة عن الأنظار وعدم وجود تلفزيون في مكان النوم.
- تدريب الاسترخاء إذ يساعد التأمل واسترخاء العضلات على تهدئة العقل والمساعدة على النوم.
يستغرق العلاج المعرفي السلوكي بعض الوقت حتى تظهر آثاره؛ لأنه يغير عادات خاطئة وليس مجرد تخفيف الأعراض.
ينصح الطبيب في غالب الأمر بالجمع بين العلاج بالأدوية والعلاج المعرفي السلوكي.
علاج الأرق المزمن بالأعشاب
لا توجد دراسات كثيرة تؤكد مدى فاعلية العلاج بالأعشاب، لكن يُعد استخدام الأعشاب أمنًا ولا يوجد لها أعراض جانبية، مثل:
البابونج
عشب شائع الاستخدام لعلاج الأرق وليس له آثار جانبية.
جذر فاليريان
يساعد على علاج الأرق لكن يمنع استخدامه للحوامل والأطفال.
كافا
تستعمل أعشاب الكافا (Kava) لتقليل التوتر والمساعدة على النوم، إذ يمكن استعمالها مع الشاي المغلي أو الماء.
يساعد على علاج الأرق لما له من تأثير مهدئ.
مشروب لعلاج الأرق
توجد مشروبات طبيعية عديدة لعلاج الأرق، مثل:
- الكرز، إذ يحتوي على التربتوفان(Tryptophan) وهو حمض أميني يساعد هرمون الميلاتونين على تنظيم النوم.
- شاى البابونج.
- اشواغاندا شاي له تأثير في المساعدة على النوم لكن يحذر استعماله للأطفال والحوامل ومرضى ضغط الدم والسكري.
- الحليب الدافئ إذ يحتوي على التربتوفان ويساعد على النوم.
- شاى النعناع يساعد كذلك على تهدئة الجسم والمعدة والأعصاب مما يساعد على النوم.
علاج الأرق المزمن طبيعيًا
يحتاج معظم البالغين إلى من سبع إلى ثمانِ ساعات يوميًا من النوم ويوجد بعض الوسائل الطبيعية التي يمكن بها علاج الأرق المزمن، مثل:
- اليوجا تؤدي إلى الاسترخاء وتخفيف التوتر ومساعدة الجسم على النوم.
- المساج يساعد على استرخاء الجسم وتخفيف الألم والمساعدة على النوم.
- زيت اللافندر، إذ يؤدي إلى تحسين المزاج ومساعدة الجسم على الاسترخاء ويرش في مكان النوم.
- اليقظة الذهنية إذ إن التنفس البطيء وبهدوء مع نمط حياة صحي يعزز النوم ويقلل التوتر ويعزز المناعة.
هل يمكن الشفاء من الأرق المزمن؟
يُعد الأرق مزمنًا عندما يعاني الشخص مشكلات النوم أكثر من ثلاث ليالٍ أسبوعيًا مدة ثلاثة أشهر.
يمكن الشفاء من خلال الدمج بين العلاجات السلوكية المعرفية والأدوية المساهمة في تحسين النوم.
العلاجات السلوكية المعرفية
تشمل ما يلي:
- التقنيات المعرفية.
من الممكن أن يكون تدوين المخاوف والاهتمامات قبل الذهاب إلى النوم مفيد، إذ يساعد الشخص على التوقف عن المحاولات الجدية لحل هذه المشكلات في أثناء محاولة النوم مما يؤدي إلى الأرق.
- السيطرة على التحفيز مما يهيء العقل للنوم.
- تقييد النوم من خلال الحد من الوقت المستغرق في السرير حتى يحين موعد النوم.
- تقنيات الاسترخاء التي تساعد على الاسترخاء والتأمل على تهدئة الجسم.
الأدوية العلاجية
من أمثلة الأدوية العلاجية الآتي:
- ايزوبيكلون (Eszopiclone).
- دوكسيبن (Doxepin).
- الزولبيديم (Zolpidem).
لا ينصح الأطباء بتناول الأدوية مدة طويلة لما لها من آثار جانبية، مثل: النعاس أو النسيان.
علاج عدم النوم نهائيًا
يُعد البحث عن أي سبب عضوي يؤدي إلى الأرق هو أهم وسائل علاج الأرق الدائم، مثل: نوبات الهوس المصاحبة لمرض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب.
كذلك نوبات الذهان الحادة أو اضطرابات النوم المرضية وبعض الأمراض المناعية، مثل: الفيبروماليجيا.
ختامًا، يتبين لنا في هذا المقال علاج الأرق المزمن واضطرابات النوم التي تشمل تعديل سلوكيات النوم الخاطئة القادرة على شفاء المريض من الأرق المزمن.