التغذية

فوائد لبن الإبل | الذهب الأبيض للصحراء

فوائد لبن الإبل! هل تساءلت من قبل لماذا يفضل البعض لبن الإبل على الرغم من توافر مختلف أنواع الحليب النباتي والحيواني؟

يعد حليب الإبل مصدرًا أساسيًا للتغذية في الصحاري والبيئات القاسية لعدة قرون، لكن في الآونة الأخيرة أصبحت تجارته تلقى رواجًا عالميًا بسبب فوائده العديدة.

إذا كنت -عزيزي القارئ- ممن يتساءل عن أهمية لبن الإبل، فلا تفوت قراءة هذا المقال.

ما القيمة الغذائية لحليب الإبل؟

يحتوي حليب الإبل على العديد من العناصر الغذائية الهامة لصحة الجسم؛ إذ يعد مصدرًا جيدًا للدهون الصحية، على سبيل المثال:

  • الأحماض الدهنية طويلة السلسلة.
  • حمض اللينوليك (Linoleic Acid).
  • الأحماض الدهنية غير المشبعة، التي تدعم صحة الدماغ والقلب.

يحتوي نصف كوب أو ما يعادل 120 مل من حليب الإبل على العناصر الغذائية التالية:

  • السعرات الحرارية: 50 سعرًا حراريًا.
  • البروتين: 3 جرامات.
  • الدهون: 3 جرامات.
  • الكربوهيدرات: 5 جرامات.
  • الثيامين: 29% من القيمة اليومية.
  • الريبوفلافين: 8% من القيمة اليومية.
  • الكالسيوم: 16% من القيمة اليومية.
  • البوتاسيوم: 6% من القيمة اليومية.
  • الفسفور: 6% من القيمة اليومية.
  • فيتامين ج: 5% من القيمة اليومية.

ما فوائد لبن الإبل؟

تتعدد فوائد لبن الإبل للبشرة والجسم، ومنها:

غني بالعناصر الغذائية 

يحتوي حليب الإبل على تركيبة غذائية مماثلة لحليب البقر كامل الدسم، لكنه يوفر نسبة أقل من الدهون المشبعة ونسب مرتفعة من الفيتامينات والمعادن، على سبيل المثال:

  • الكالسيوم.
  • الحديد.
  • البوتاسيوم.
  • فيتامين ب.
  • فيتامين ج.

الخيار الأفضل لمرضى عدم تحمل اللاكتوز

تعد حالة عدم تحمل اللاكتوز (Lactose Intolerance) مشكلةً شائعةً ناجمةً عن نقص إنزيم اللاكتاز (Lactase Enzyme) المسؤول عن هضم سكر اللاكتوز الموجود في منتجات الألبان.

هل حليب الإبل ينفخ البطن؟

يحتوي حليب الإبل على نسبة منخفضة من سكر اللاكتوز مقارنةً بحليب الأبقار، نتيجة لذلك لا يسبب الانتفاخ والإسهال وآلام البطن بعد تناوله.

تفيد إحدى الدراسات التي أجريت على 25 شخصًا يعانون حالة عدم تحمل اللاكتوز إصابة شخصان برد فعل خفيف تجاه تناول كوب واحد من حليب الإبل، بينما لم يتأثر المشاركون الآخرون.

مما يجعل تناول حليب الإبل مناسبًا للاستخدام من قبل المرضى الذين يعانون عدم تحمل اللاكتوز؛ إذ إنه يحافظ على توازن الجهاز الهضمي.

الخيار الأفضل لمرضى حساسية الألبان 

تشمل فوائد لبن الإبل احتوائه على تركيبة مختلفة من البروتين، تجعله مناسب للاستهلاك من قبل مرضى حساسية الألبان.

أظهرت دراسة أجريت على 35 طفلًا يعانون حساسية تجاه حليب الأبقار أن 20% فقط من هؤلاء الأطفال يعانون حساسية حليب الإبل.

مناسب لمرضى السكر

ثبت علميًا فوائد لبن الإبل وتأثيرها في خفض نسبة السكر في الدم ويحسن حساسية الأنسولين لدى الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الأول والثاني.

إذ يحتوي على بروتينات تشبه الأنسولين، قد تكون مسؤولة عن نشاطه المضاد لمرض السكر.

تشير إحدى الدراسات إلى أن تناول لتر واحد من حليب الإبل يوفر ما يعادل 52 وحدة من الأنسولين الذي لا يتأثر بحمض المعدة ويمتص عبر الأمعاء.

كذلك يحتوي على نسبة عالية من الزنك الذي يحسن حساسية الأنسولين.

شهدت إحدى الدراسات التي استمرت شهرين على 20 بالغًا مصابًا بمرض السكري من النوع الثاني أن تناول كوبين (500 مل) من حليب الإبل يحسن حساسية الأنسولين.

بالإضافة إلى ذلك تشير دراسة أخرى أن شرب 500 مل من حليب الإبل مع تناول نظام غذائي صحي وعلاج الأنسولين وممارسة الرياضة يخفض مستويات السكر والأنسولين في الدم.

يعد تناول 500 مل من حليب الإبل يوميًا الجرعة الموصى بها لتحسين السيطرة على نسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري.

تتضمن آلية تحكم حليب الإبل في نسبة الجلوكوز في الدم ما يأتي:

  • التأثير في نشاط مستقبلات الأنسولين.
  • زيادة الإشارات في الأنسجة الحساسة للأنسولين.
  • التأثير في وظيفة خلايا بيتا البنكرياسية.
  • تثبيت مستقبلات الجلوكاجون.

تعزيز المناعة

يعد حليب الإبل مصدرًا غنيًا بالبروتينات الوقائية، على سبيل المثال:

  • اللاكتوفيرين (Lactoferrin).
  • الغلوبولينات المناعية (Immunoglobulins).
  • الليزوزيم (Lysozyme).

 تمنح تلك البروتينات حليب الإبل خصائصه المعززة للمناعة في محاربة العديد من الكائنات الحية المسببة للأمراض.

إذ يحتوي اللاكتوفيرين على خصائص مضادة للبكتيريا والفيروسات والفطريات والالتهابات والأكسدة.

تشير إحدى الدراسات التي أجريت على الفئران أن حليب الإبل يحمي من الآثار الجانبية للسيكلوفوسفاميد (Cyclophosphamide).

يعد السيكلوفوسفاميد عقارًا مضادًا للسرطان، ومن آثاره الجانبية: انخفاض عدد خلايا الدم البيضاء (Leukopenia).

تحسين الدورة الدموية

يحتوي على نسبة مرتفعة من الحديد، الذي يعد عنصرًا هامًا في عملية تصنيع خلايا الدم الحمراء.

لذلك يستخدم حليب الإبل للوقاية من فقر الدم، وزيادة الإمداد الدموي لأعضاء الجسم وأطرافه.

تعزيز صحة القلب

يحسن حليب الإبل مستويات الكوليسترول في الجسم؛ إذ يقلل نسبة الكوليسترول السيء وساعد في تنظيم ضغط الدم.

كذلك يقلل الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

الحفاظ على صحة المعدة

يعد الحفاظ على صحة المعدة إحدى فوائد لبن الإبل؛ إذ يمتلك خصائص مضادة للإصابة بقرحة المعدة، ذلك بسبب احتوائه على الزنك والماغنسيوم.

مضاد للأكسدة

يحتوي على نسب مرتفعة من الفيتامينات والمعادن التي تعد مضادات أكسدة قوية ضد الجذور الحرة، على سبيل المثال:

  • فيتامين ج.
  • الزنك.
  • الماغنسيوم.
  • الحديد.

فوائد لبن لبن الإبل للرجال

أجريت إحدى التجارب على الفئران المجهدة لمعرفة فوائد لبن الإبل وتأثيره في وظائف الإنجاب والخصوبة.

تشير التجربة أنه عند التعرض للإجهاد يحدث انخفاض معنوي في المعايير التالية:

  • وزن الجسم والأعضاء التناسلية.
  • عدد الحيوانات المنوية.
  • نسبة الحيوانات المنوية الحية.
  • نسبة الحركة الجماعية.
  • مستوى هرمون التيستوستيرون في البلازما.

علاوة على ذلك تحدث زيادة معنوية فيما يأتي:

  • وزن الغدة الكظرية.
  • نسبة تشوهات الحيوانات المنوية.
  • نسبة الجلوكوز في البلازما.
  • مستويات الكورتيكوستيرون.

تفيد التجربة تحسن خصائص السائل المنوي للفئران عند اعطائهم لبن الإبل قبل التعرض للإجهاد.

في الختام، يتضح تأثير تناول الحليب قليل الدسم تأثيرًا إجابيًا في تركيز الحيوانات المنوية وحركتها التقدمية.

فوائد حليب الإبل للبشرة

يحتوي على أحماض ألفاهيدروكسي (Alpha Hydroxy Acids)، التي تجدد خلايا البشرة وتزيل خلايا الجلد الميتة بلطف.

كذلك يساعد على علاج جفاف الجلد؛ إذ يحتوي على اللانولين الذي يساعد الجلد على الاحتفاظ بالرطوبة.

تشمل فوائد لبن الإبل تحسين نعومة الجلد، وعلاج الأكزيما والالتهاب.

يحتوي على فيتامين ج الضروري لتخليق الكولاجين، الذي يحافظ على شباب البشرة.

تتضمن بعض فوائد فيتامين ج للجلد ما يأتي:

  • علاج التجاعيد وترهل الجلد.
  • علاج البقع وتلون الجلد.
  • تفتيح البشرة.
  • تخفيف ندبات حب الشباب.

ماذا-يعالج-حليب-الإبل

ماذا يعالج حليب الإبل؟

تتضمن فوائد لبن الإبل علاج كثير من المشكلات الصحية، ومنها:

علاج السرطان

يحتوي حليب الإبل على تركيزات مرتفعة من مركبات فعالة مضادة للأورام، على سبيل المثال:

  • اللاكتوفيرين.
  • الغلوبولينات المناعية.
  • بروتين سكري مرتبط بالحديد.
  • اللاكتوبروكسيديز (Lactoperoxidase).

تشير إحدى التجارب إلى نجاح استخدام تركيبة تحتوي على حليب الإبل وبوله في الحد من نمو الخلايا السرطانية لدى فئران مصابة باللوكيميا (Leukemia).

يحاول العلماء تطبيق تلك الدراسات على البشر، لكنها ما زالت قيد الدراسة.

علاج حالات التوحد

تشير بعض الدراسات الصغيرة إلى وجود فوائد محتملة غير مؤكدة لحليب الإبل في علاج اضطراب طيف التوحد (Autism Spectrum Disorder).

تفيد إحدى الدراسات التي أجريت على 65 طفلًا مصابًا بالتوحد تتراوح أعمارهم من 2 إلى 12 عامًا أن تناول حليب الإبل أدى إلى تحسن كبير في الأعراض السلوكية للتوحد.

لكن كل تلك التجارب والدراسات ما زالت قيد البحث وتفتقر إلى الأدلة الكافية، لذلك لا يوصى استبدال العلاجات القياسية للتوحد بحليب الإبل.

كذلك قد تتضمن فوائد لبن الإبل المساعدة على علاج الأمراض التنكسية العصبية، على سبيل المثال:

  • مرض ألزهايمر (Alzheimer Disease).
  • مرض باركنسون (Parkinson Disease).

لكن مازالت تلك الدراسات قيد البحث أيضًا.

مرض السل

تضيف المكونات المضادة للميكروبات الموجودة في لبن الإبل تأثيرًا علاجيًا فعالًا ضد مرض السل المقاوم للأدوية، بالإضافة إلى ذلك يعتقد أن له دور فعال في علاج مرض كرون (Crohn’s Disease).

اضطرابات الجهاز الهضمي

يمكن استخدام حليب الإبل في علاج اضطرابات الجهاز الهضمي، ذلك بسبب ارتفاع مستوى البروتينات المضادة للالتهابات والأحماض الدهنية غير المشبعة والفيتامينات.

التهاب الكبد

تستطيع الغلوبولينات المناعية الموجودة في لبن الإبل التعرف على تركيزات ببتيدات فيروس التهاب الكبد C التي لا تستطيع الغلوبولينات البشرية اكتشافها.

علاوة على ذلك يساعد على الشفاء من التهاب الكبد B بزيادة الاستجابة المناعية ومنع تكاثر الحمض النووي للفيروس.

المساعدة في علاج فيروس الروتا

تشمل فوائد لبن الإبل علاج الإسهال الناتج عن فيروس الروتا (Rotavirus) منذ مئات السنين.

إذ تشير الأبحاث إلى احتوائه على أجسام مضادة تساعد في علاج الإسهال خاصةً عند الأطفال.

أضرار حليب الإبل

على الرغم من تعدد فوائد لبن الإبل إلا إنه يمتلك بعض السلبيات، مثل:

مرتفع التكلفة

يكلف لبن الإبل سعرًا باهظًا عن باقي أنواع الحليب، ذلك بسبب طول مدة الحمل وقلة إنتاج الإبل للحليب مقارنةً بالأبقار.

يستهلك دون بسترة

يستهلك حليب الإبل دون معالجة حرارية أو بسترة، مما ينتج عنه ارتفاع خطر الإصابة بالتسمم الغذائي والفشل الكلوي، خاصةً لأولئك الذين يعانون ضعف الجهاز المناعي، مثل:

  • كبار السن.
  • النساء الحوامل.
  • الأطفال.

طريقة شرب حليب الإبل

قد يحل لبن الإبل محل أنواع الحليب الأخرى؛ نظرًا لتعدد فوائده.

يستهلك بتناوله دون أي إضافات أو يستخدم في عمل القهوة والشاي والعصائر.

كذلك يمكن استهلاكه بعمل المخبوزات والفطائر والشوربة والمكرونة والجبن.

قد يكون هناك اختلافات طفيفة في مذاقه اعتمادًا على مصدره.

ختامًا، قبل كل شيء علينا شكر الله وحمده على عظم هباته، من خلال هذا المقال تعرفنا إلى فوائد لبن الإبل التي لا مثيل لها، وأهميته العلاجية في علاج كثير من الأمراض.

لذلك لعله من المفيد إدخاله في النظام الغذائي اليومي.

اقرأ أيضًا

الطريق إلى فهم اضطراب طيف التوحد

اهمية تطعيم فيروس الروتا للرضع | سعر التطعيم وموانعه

بواسطة
د. منى حمدي
المصدر
healthlinewebmdresearchgatethezoereportncbi

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى