مرض السعار | تعرف إلى أحد أخطر الأمراض المشتركة

يعد مرض السعار في مصر أو ما يسمى داء الكلب من أخطر الأمراض المشتركة -الأمراض التي تنتقل من الحيوان للإنسان-التي تتسبب في وفاة عدد كبير جدًا.

ذلك لقلة وعي المواطنين بأضراره، وطرق التعامل مع عضة الكلب “التي تمثل السبب الرئيس لمرض السعار”.

لذا تابع -عزيزي القارئ- هذا المقال لنتعرف سويًا إلى هذا المرض، وأسبابه وطرق التعامل معه، وكيفية الوقاية والعلاج.

ما هو السعار Rabies؟

فيروس يصيب الجهاز العصبي المركزي للثدييات، ينتقل عادةً عندما يعض حيوان حيوانًا آخر أو إنسان.

يبدأ الفيروس من مكان العضة، وينتقل من خلال الأعصاب حتى يصل إلى الدماغ، وبمجرد وصوله تبدأ الأعراض في الظهور.

تحدث الوفاة غالبًا في غضون أسبوع من ظهور الأعراض.

ما اسباب مرض السعار Rabies؟

تحدث الإصابة نتيجة لفيروس داء الكلب “Rabies virus”، الذي يوجد في لعاب الحيوانات المصابة وينتقل إلى الإنسان عن طريق العض، أو الخدش، أو لعق جرح مفتوح.

الحيوانات التي قد تنقل فيروس داء الكلب

قد تحمل جميع الحيوانات الثديية هذا الفيروس، مثل:

• الحيوانات الأليفة، مثل: الكلاب، والقطط.
• حيوانات المزرعة، مثل: الأبقار، والماعز، والإبل، والخيول.
• الحيوانات البرية، مثل: الخفافيش، والراكون، والثعالب، والنمس، وابن آوى.

مرض السعار في الكلاب والقطط

تنتقل الإصابة بين الكلاب أو القطط من خلال العض، أو لعق الجروح المفتوحة.

غالبًا ما تنتقل الإصابة إلى الكلاب أو القطط بسبب الخفافيش، والراكون.

كذلك يدخل الفيروس إلى مجرى الدم، ومنه إلى الجهاز العصبي.

الجدير بالذكر أن مرض السعار في الإبل معروف جدًا في البلاد التي تنتشر فيها تربية الإبل، مثل السعودية.

أعراض مرض السعار في الكلاب والقطط

تتراوح فترة الحضانة في القطط من عدة أسابيع إلى عام من التعرض للفيروس.

بينما فترة الحضانة في الكلاب (21-80) يومًا بعد التعرض للإصابة، مع ملاحظة أنها قد تطول أو تقصر عن ذلك قليلًا.

وتشمل الأعراض ما يلي:

• يصبح الحيوان مضطربًا، أو سريع الانفعال.
• تظهر بعض العلامات الجسدية، مثل:
• الحمى.
• سيلان مفرط في اللعاب.
• صعوبة في البلع.
• ترنح، ونوبات قد تصل إلى الشلل.
• مع التقدم في الإصابة تظهر بعض العلامات، مثل: 
• الحساسية المفرطة للضوء أو الحركة أو الصوت، مع البحث عن مكان مظلم وهادئ للمكوث فيه.
• التصرف بعدوانية.
• ظهور رغوة في الفم، ربما لا تظهر هذه الرغاوي بينما يزيد سيلان اللعاب فقط.
• زيادة النوبات وعدم التحكم في العضلات، وخاصةً عضلات الرأس والحلق، مما يؤدي إلى عدم القدرة على التنفس، ومن ثَم الوفاة.

تشخيص مرض السعار وطرق علاجه في الحيوانات

لا يمكن تأكيد التشخيص من خلال فحوصات الدم.

التشخيص الأكيد هو عمل خزعة لأنسجة المخ، لكن لا يمكن عمله إلا بعد نفوق الحيوان.

إذا ظهرت الأعراض على الحيوان فلا يمكن علاجه، لكن يتخلص منه الطبيب البيطري عن طريق القتل الرحيم؛ لمنع انتشار الفيروس.

إذا عض حيوان بري كلبك أو قطتك؛ فسيعطيه الطبيب البيطري جرعات تطعيم ضد داء الكلب للتقليل من احتمالية إصابته.

مرض السعار عند الإنسان

تعد العدوى به نادرة، لكنها خطيرة للغاية؛ إذ إنه يصيب الجهاز العصبي المركزي، ويؤدي غالبًا إلى الوفاة إذا لم يعالج قبل ظهور الأعراض.

ينتشر داء الكلب في جميع أنحاء العالم وخاصةً آسيا، وأفريقيا، وأمريكا الوسطى والجنوبية.

ماذا تفعل إذا عضك كلب أو حيوان تشك أنه مصاب بداء الكلب؟

تسمى هذه الحالة الوقاية بعد التعرض للفيروس”Post-Exposure Prophylaxis“، وذلك لمنع انتشار الفيروس إلى الجهاز العصبي ويشمل ذلك ما يلي:

• تنظيف وتطهير الجرح “مكان العض”:

يُغسل الجرح فورًا لمدة لا تقل عن 15 دقيقة باستخدام الماء والصابون أو المنظفات الأخرى.

تطهير الجرح باستخدام مطهر يحتوي على اليود، أو الكحول.

• البدء سريعًا في أخذ جرعات اللقاح إذ إنك تحتاج إلى 4 جرعات على مدار شهر؛ إذا لم يسبق لك التطعيم، أو جرعتين فقط إذا كنت قد أخذته من قبل.
• أخذ الجلوبيولين المناعي لداء الكلب “Rabies Immunoglobulin”:

ذلك بحقنه حول الجرح وأيضًا بداخله، لتوفير حماية فورية من الإصابة لكنها قصيرة المدى.

• سرعة الإبلاغ عن هذا الحيوان.

أعراض داء الكلب عند الإنسان 

تتراوح فترة الحضانة غالبًا بين (2-3) أشهر، لكنها ربما تختلف عن ذلك كثيرًا؛ فتكون من أسبوع إلى عام، وذلك باختلاف مكان العضة بالنسبة للرأس، أو الحمل الفيروسي.

تتشابه الأعراض الأولية مع أعراض الأنفلونزا وتشمل ما يلي:

• صداع.
• غثيان، أو قيء.
• قلق أو ارتباك.
• حمى مصحوبة بوخز أو تنميل في مكان الجرح.

ومع التطور التدريجي للالتهاب خلال الحبل الشوكي والدماغ يظهر نوعان من المرض، وهما:

داء الكلب الغاضب Furious rabies 

تتمثل أعراضه فيما يلي:

• فرط النشاط.
• السلوك الانفعالي.
• رهاب الماء “الخوف من الماء”: وهو الخوف عند محاولة شرب السوائل؛ نظرًا لصعوبة ابتلاع الماء.
• رهاب الهواء.

الوفاة: تحدث بعد عدة أيام بسبب السكتة القلبية التنفسية.

داء الكلب الشللي Paralytic rabies 

يمثل 20% من إجمالي عدد الحالات، يسير في مسار أقل دراماتيكية، وعادةً أطول من النوع الغاضب.

تصاب العضلات بالشلل تدريجيًا بداية من مكان العضة، أو الخدش.

تحدث الغيبوبة وتتطور غالبًا ببطء حتى تحدث الوفاة في نهاية الأمر.

عوامل الخطورة

يزداد خطر الإصابة بداء الكلب مع بعض العوامل، مثل:

• العيش في البلاد النامية أو السفر إليها، مثل أفريقيا أو جنوب شرق آسيا.
• الأطباء البيطريون.
• الاتصال المباشر بالحيوانات البرية، مثل: حالات استكشاف الكهوف، والتخييم.
• العمل المباشر في المختبر مع الفيروس.
• الجروح في الرأس والرقبة، التي من الممكن أن تساعد على نقل الفيروس إلى الدماغ بسرعة.

طرق الوقاية من مرض السعار

يوجد بعض الاحتياطات اللازم اتباعها للوقاية من السعار، مثل:

• يجب تطعيم الحيوانات الأليفة ضد داء الكلب في المواعيد المحددة؛ وذلك لحمايتها وحماية المخالطين أو المجاورين لها.
• التخلص الرحيم من الحيوانات المصابة.
• إذا عض كلب شخصًا ما؛ يجب حبس الكلب مدة 10 أيام؛ وذلك للتأكد من عدم إصابته بفيروس داء الكلب.
• تبليغ السلطات فورًا عند الاشتباه في إصابة أي حيوان.
• التطعيم ضد الفيروس إذا كنت مسافرًا إلى بلد ينتشر فيها المرض، أو مُعرض للإصابة.

التطعيم ضد فيروس داء الكلب

يُؤخذ اللقاح الخاص بداء الكلب للوقاية قبل التعرض للفيروس، أو بعد التعرض كعلاج سريع للإصابة.

إذا كان للوقاية قبل التعرض: يوصى بثلاث جرعات من اللقاح.

أما إذا كان بعد التعرض فتُستخدم خمس جرعات تُؤخذ في خلال شهر، تكون الجرعات كالتالي:

• الأولى في يوم العقر “العض”.
• الثانية في اليوم الثالث.
• الثالثة في اليوم السابع.
• الرابعة في اليوم الرابع عشر.
• الخامسة والأخيرة في اليوم الثامن والعشرين.

يُحقن اللقاح في أعلى الذراع (العضلة الدالية)، أو في عضلة الفخذ للأطفال، ولا يجب حقنه في العضلة الخلفية.

يحتاج الأشخاص المعرضون باستمرار للإصابة إلى جرعات تنشيطية.

الآثار الجانبية للقاح داء الكلب

 قد تحدث بعض الآثار الجانبية، مثل:

• ألم واحمرار أو تورم مكان الحقن.
• صداع.
• غثيان.
• ألم في العضلات.
• ألم في المفاصل.
• حمى.
• الإغماء في بعض الحالات.
• رد فعل تحسسي أحيانًا.
• نادرًا ما يحدث اضطرابات في الجهاز العصبي، مثل: متلازمة جيلان باريه “GBS”، هي حالة نادرة إذ يهاجم الجهاز المناعي الأعصاب.

في الختام -عزيزي القارئ- أتمنى أن يكون هذا المقال قد أضاف إليك بعض المعلومات عن مرض السعار عند الإنسان والحيوان وكيفية الوقاية منه.