أمراض
أخر الأخبار

مرض باركنسون | كل ماتود معرفته عنه

يتساءل المصابون بمرض باركنسون عما تحمله السنوات المقبلة، وتتركز مخاوفهم حول آثاره المحتملة في المسؤوليات الشخصية والعائلية والمهنية.

كذلك يتوجس الشباب الذين لديهم تاريخ عائلي من هذا المرض، ويبحثون عن دور العوامل الوراثية في الإصابة بشلل الرعاش.

ستجد -عزيزي القارئ- في هذا المقال إجابة عن كل تساؤلاتك ومخاوفك عن هذا المرض، فدعنا نتعرف إلى أسبابه، وكيفية الوقاية منه وطرق علاجه.

 

ما هو مرض باركنسون؟

 

اضطراب حركي يصيب الجهاز العصبي، ويحدث نتيجة تدهور الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين في منطقة من الدماغ، تُسمَّى المادة السوداء (Substantia Nigra).

تنخفض على إثرها مستويات الدوبامين في الدماغ.

لذا ينتج من هذا التدهور أعراضًا تشتد حدتها تدريجيًا بمرور الوقت، وتبدأ عادةً برعشة خفيفة في يد واحدة إلى تعثر في المشي والكلام.

يُسمى أيضًا مرض شلل الرعاش (Parkinson’s Disease)، ويصيب الرجال بنسبة 50% أكثر من النساء.

 

أسباب مرض باركنسون

 

لم يتوصل الباحثون إلى سبب واضح لهذا المرض، لكن أشاروا إلى أن هذه الأعراض ترجع إلى عدة أسباب:

 انخفاض مستويات الدوبامين (Dopamine)

 

توجد خلايا عصبية في منطقة من الدماغ تتحكم في الحركة، مسؤولة عن إنتاج مادة مهمة تُسمى الدوبامين.

تضعف هذه الخلايا العصبية أو تموت لسبب ما يزال غير معروف للباحثين؛ إذ تُفرز كمية أقل من الدوبامين؛ مما يسبب مشكلات الحركة لمرضى باركنسون.

نقص النوربينفرين (Norepinephrine)

 

تتلف بعض النهايات العصبية التي تفرز النوربينفرين، وهو الناقل الكيميائي الرئيسي للجهاز العصبي السمبثاوي، الذي يتحكم في عديد من وظائف الجسم.

تظهر بعض الأعراض غير الحركية لمرض باركنسون نتيجة فقدان النوربينفرين، مثل: التعب أو القلق أو صعوبة التركيز أو عدم انتظام ضغط الدم.

أجسام ليوي (Lewy Bodies)

 

هي كتل غير عادية من بروتين ألفا ساينوكلين (Alpha-Synuclein) موجودة في الدماغ يعتقد العلماء أنَّ زيادة تلك الكتل تؤدي إلى فقدان الخلايا العصبية.

كذلك تتشابه أعراض خرف أجسام ليوي مع مرض باركنسون.

كما يعتقد البعض أن أسباب المرض تتعلق بعوامل، أخرى، مثل:

العوامل الوراثية

 

حدد الخبراء التغيرات في عديد من الجينات التي يبدو أن لها علاقة بالمرض، لكن هذه التغيرات في حالات نادرة، لذلك لا يعده الخبراء مرضًا وراثيًا.

عوامل المناعة الذاتية

 

أُجريت دراسة عام 2017، إذ وجد العلماء صلة جينية محتملة بين مرض باركنسون وأمراض المناعة الذاتية، مثل: التهاب المفاصل الروماتويدي.

 

العوامل التي ربما تزيد معها فرصة الإصابة بالمرض

 

تؤدي عديد من العوامل البيئية إلى زيادة خطر الإصابة بالمرض، وتشمل:

  1. إصابات الدماغ.
  2. التعرض للمواد السامة.
  3. الجنس: الذكور أكثر عرضةً للإصابة بهذه الحالة بنسبة 50% مقارنة بالإناث.
  4. العمر: تظهر الحالة عادةً من سن 60 عامًا.

 

أعراض مرض باركنسون

 

تبدأ الأعراض المبكرة للمرض تدريجيًا قبل ظهور المشكلات الحركية بعدة سنوات؛ إذ يجد المرضى صعوبة في النهوض من الكرسي، إلى جانب التحدث ببطء شديد.

يعانون أيضًا فقدان حاسة الشم، وصعوبة في البلع والمضغ، كذلك يُلاحظ على المريض افتقار وجهه للتعبيرات، وعدم تحريك ذراعه أو ساقه تحريكًا طبيعيًا.

الأعراض الحركية الرئيسية

 

تشمل الأعراض الحركية ما يأتي:

  • الرُعاش؛ أكثر أعراض المرض وضوحًا.
  • تصلب الذراعين والساقين.
  • فقدان التوازن، والميل إلى السقوط.
  • بطء الحركة.
  • تغيرات سلوكية وعقلية.

الأعراض الثانوية

 

تشمل الأعراض الثانوية الآتي:

  • ميل إلى التعثر عند المشي.
  • تحدث بهدوء شديد أو سرعة غير معهودة، وتلعثم قبل التحدث.
  • مشية باركنسون، وهي الميل إلى الانحناء إلى الأمام، مع خطوات متقطعة وسريعة في أثناء المشي.

تصاحبه أعراض أخرى، مثل: الاكتئاب، أو اضطرابات النوم، أو الخرف أو الهلوسة التي ربما تزداد حدة بمرور الوقت.

الشلل الرعاش

 

تشخيص مرض باركنسون

 

لا توجد اختبارات محددة لتشخيص المرض، ويعتمد التشخيص على التاريخ المرضي للشخص والفحص البدني والعصبي، ومراقبة العلامات والأعراض.

يتعارض تشخيص الحالة مع اضطرابات أخرى ربما تُشخَّص خطأً على أنها باركنسون، لكن تساعد بعض الاختبارات الطبية، والاستجابة للعلاج بالعقاقير على تمييزها عن باركنسون.

كما يمكن إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي أو فحص ناقل الدوبامين (Dopamine Transporter)؛ لاستبعاد الحالات الأخرى، وإثبات تشخيص الطبيب.

 

مرض باركنسون عند الشباب

 

تظهر أعراض المرض عادةً من سن 60 سنة، مع ذلك يصاب حوالي 10 بالمئة من الأشخاص بمرض باركنسون المبكر قبل سن الخمسين.

يتعرض هؤلاء الأشخاص لرحلة تشخيص أطول؛ إذ لا يتوقع الأطباء إصابة الأشخاص الأصغر سنًا.

يتوقع الباحثون أن التغيرات الجينية والعوامل البيئية لها الدور الرئيس في إحداث مرض باركنسون المبكر في الشباب، ويكونون أكثر عرضةً لتقلصات العضلات وخلل الحركة أيضًا.

جدير بالذكر أن أعراض المرض أول خيارات العلاج لتأخير حدوث خلل الحركة، وربما يختار بعض الشباب المصابين تأجيل بدء العلاج بليفودوبا (Levodopa).

مرض باركنسون عند الشباب

علاج مرض باركنسون

 

لا يوجد علاج نهائي لهذا المرض، لكن الأدوية والعلاج الجراحي والعلاجات الأخرى تخفف كثيرًا من حدة الأعراض.

العلاج الدوائي

 

يجب أن يكون العلاج الدوائي تحت إشراف الطبيب المختص، ويشتمل على:

ليفودوبا (L-Dopa)

 معروف تجاريًا باسم (Sinemet)، وهو أكثر أدوية باركنسون فاعلية، إذ يتحول في الجسم إلى مادة الدوبامين ليعوض انخفاض مستويات الدوبامين في الدماغ.

يستخدم عادةً مع دواءٍ آخر يسمى كاربيدوبا (Carbidopa)؛ ليقلل بعض آثاره الجانبية التي تتمثل في القيء أو الشعور بالغثيان أو انخفاض ضغط الدم.

ناهضات الدوبامين

 

يحاكي مفعولها عمل الدوبامين في الدماغ، وتشمل:

  • براميبيكسول (Pramipexole).
  • روبينيرول (Ropinirole).
  • روتيجوتين (Rotigotine).

مثبطات MAO-B

 

تثبط إنزيم أوكسيديز الأمين B الذي يكسر الدوبامين في الدماغ، وتشمل:

  • راساجيلين (Rasagiline).
  • سافيناميد (Safinamide).
  • سيليجيلين (Selegiline).

مثبطات كاتيكول أو ميثيل ترانسفيراز (COMT)

 

تُطيل من تأثير الليفودوبا، وتشمل:

  • تولكابون (Tolcapone).
  • إنتاكابون (Entacapone).
  • كومتان (Comtan).

مضادات الأستيل كولين (Acetylcholine)

 

تثبط الجهاز العصبي السيمبثاوي، كما تساعد على التحكم في الرعاش.

الأمانتادين (Symmetrel)

 

يقلل الحركات اللا إرادية، كذلك يقلل الآثار الجانبية لدواء ليفودوبا.

العلاج الجراحي

 

التدخلات الجراحية مخصصة للأشخاص الذين لا يستجيبون للأدوية، وتشمل نوعين من الجراحة:

التحفيز العميق للدماغ (DBS)

 

يزرع الجراحون أقطابًا كهربائية في أجزاء معينة من الدماغ، وتوصل بجهاز مزروع في الصدر.

يرسل هذا الجهاز نبضات كهربية تحفز الدماغ؛ كما يُقلل الأعراض الحركية مثل الرعشة وتصلب العضلات.

العلاج بالضخ

 

وافقت إدارة الغذاء والدواء (FDA) على علاج يوصل بالمضخة يسمى (Duopa)، وهو مزيج من ليفودوبا وكاربيدوبا.

لكن ذلك بعد إجراء عملية جراحية لوضع المضخة بالقرب من الأمعاء الدقيقة.

علاجات أخرى

 

تساعد ممارسة الرياضة على تقوية العضلات وتحسين التوازن أيضًا، واتباع نظام غذائي صحي يقلل اضطرابات المشي والرعشة.

كذلك يحسن العلاج الطبيعي تصلب العضلات ويحافظ على قوتها ومرونتها أيضًا.

 

النظام الغذائي لمرضى شلل الرعاش

 

أشرنا سابقًا إلى دور النظام الغذائي المتوازن في السيطرة على بعض أعراض المرض، وإليكم بعض النصائح الهامة:

  • شرب الماء بانتظام، وتناول ما يكفي من الألياف للسيطرة على الإمساك.
  • تناول الأطعمة التي تحتوي على مضادات الأكسدة، مثل المكسرات أو التوت؛ لأنها تقلل تلف خلايا الدماغ.
  • تناول الفول المدمس والفاصوليا الخضراء؛ لأنها تحتوي على مادة الليفودوبا.
  • الأطعمة الغنية بالأوميجا 3 والمغنسيوم تعزز الإدراك وتعالج القلق.
  • تجنب منتجات الألبان، والوجبات المصنعة التي تحتوي على دهون مشبعة.

 

الوقاية من مرض باركنسون

 

لم يتوصل الأطباء والباحثون إلى أسباب الإصابة بمرض باركنسون؛ لذلك ليس من الواضح كيفية الوقاية من المرض.

تشير الأبحاث الحديثة إلى أن نمط الحياة للشخص لا سيما المواظبة على التمارين البدنية له دوراً مهماً في الوقاية من المرض.

كذلك النظام الغذائي الغني بمضادات الأكسدة، وتجنب المواد السامة مثل المبيدات الحشرية، ربما يكون له تأثيرًا وقائيًا.

في الختام

بعد ما تعرفنا إلى مرض باركنسون وأسبابه، نود أن ننوه على أن الوقاية خير ألف مرة من العلاج.

كذلك يقيك اتباع نظام غذائي متكامل مع ممارسة الرياضة أيضًا العديد من الأمراض.

لذا ترفق بكبار السن خاصةً ذوي القربى فربما لا يستطيعون الحركة بمرونة.

دمتم أصحاء!

 

اقرأ أيضًا

الزهايمر المبكر | عندما تعيش كل يوم كأنه أول يوم

التأخر الحركي عند الأطفال | بين اضطرابات النمو والمعدل الطبيعي

 

بواسطة
د. عثمان حسين
المصدر
medicalnewstodaymichaeljfoxnia.nih

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى