مرض جريفز | الأسباب والأعراض وطرق العلاج

مرض جريفز

تعد أمراض المناعة الذاتية من أخطر الأمراض التي تواجه البشرية؛ بسبب صعوبة السيطرة عليها ومن هذه الأمراض مرض جريفز.

هل سمعت -عزيزي القارئ- عنه من قبل وتود التعرف إليه أو كشف غموضه؟

سنتناول في هذا المقال كل ما يدور في ذهنك عن مرض جريفز أسبابه وأعراضه، كذلك طرق العلاج.

 

ماذا تعرف عن مرض جريفز؟

هو خلل في الجهاز المناعي للجسم ينتج عنه زيادة إفراز هرمونات الغدة الدرقية، ويُعد أحد الأسباب الشائعة لفرط إفراز الغدة الدرقية.

كذلك يُعرف مرض جريفز باسم (الدراق الجحوظي).

جدير بالذكر أن هرمونات الغدة الدرقية مسؤولة عن تنظيم درجة حرارة الجسم ومعدل ضربات القلب والتمثيل الغذائي.

لذلك يسبب فرط نشاط الغدة الدرقية مشكلات في القلب والعظام والدورة الشهرية عند النساء.

 

أسباب مرض جريفز المناعي

لم يتوصل العلماء إلى السبب الحقيقي وراء الإصابة بأمراض المناعة الذاتية عامةً، وداء جريفز خاصةً.

وُجد أن في هذا المرض ينتج الجهاز المناعي أجسامًا مضادةً تُسمى “الجلوبيولين المناعي المحفز للغدة الدرقية (TSI)”، الذي يرتبط بخلايا الغدة الدرقية مسببًا فرط إفراز هرموناتها.

 

مَن الأكثر عرضة للإصابة؟

يعد مرض جريفز أكثر شيوعًا في النساء، ويحدث عادةً في الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 30 إلى 50 عامًا.

كذلك يزداد خطر الإصابة في الحالات الآتية:

 

أعراض مرض جريفز

تشمل أعراض هذا المرض ما يأتي:

كذلك يوجد أعراض أخرى ربما يعانيها مرضى هذا المرض، مثل: اعتلال العين المرافق لمرض جريفز.

 

اعتلال العين المصاحب لمرض جريفز

يظهر اعتلال العين على 30% من المصابين بهذا المرض؛ إذ يهاجم الجهاز المناعي العضلات والأنسجة حول العينين.

ينتج عن ذلك تراكم كربوهيدرات معينة في العضلات والأنسجة خلف العينين، ويكون مصحوبًا بأعراض أخرى تتمثل في:

 

مضاعفات مرض جريفز

تشمل المضاعفات التي قد تحدث للمرضى ما يلي:

اضطرابات القلب

يؤدي مرض جريفز إذا تُرك دون علاج إلى تغيرات في بنية عضلات القلب ووظيفتها واضطرابات في نظم القلب.

بالإضافة إلى عدم قدرته على ضخ الدم الكافي إلى جميع أجزاء الجسم (فشل القلب).

هشاشة العظام

يؤثر فرط إفراز هرمونات الغدة الدرقية في قدرة الجسم على امتصاص الكالسيوم داخل العظام.

كذلك يؤدي عدم علاج فرط الغدة الدرقية إلى ضعف العظام وهشاشتها.

فرط الدرقية المتسارع

تُعرف كذلك باسم عاصفة الغدة الدرقية أو أزمة السمية الدرقية، وتعد أحد المضاعفات النادرة التي تهدد حياة مرضى داء جريفز.

كذلك تزداد احتمالية حدوثها عند عدم علاج فرط الدرقية الشديد أو عندما يكون العلاج غير كاف.

تؤدي الزيادة المفاجئة في هرمونات الغدة الدرقية إلى عديد من الأعراض، مثل:

 

مرض جريفز عند النساء

يختلف تأثير داء جريفز في النساء عن الرجال إذ إنه يسبب أعراضًا إضافيةً فيهن بجانب مشكلات القلب وهشاشة العظام، وتتمثل فيما يأتي:

مشكلات الدورة الشهرية

قد يؤدي زيادة إفراز الغدة الدرقية إلى عدم انتظام الدورة الشهرية وجعل كثافتها أخف من المعتاد.

مرض جريفز والحمل

يؤدي عدم انتظام الدورة الشهرية إلى صعوبة الحمل عند النساء المصابة بداء جريفز؛ إذ يعاني نصف النساء من مشكلات في الحمل.

كذلك تحدث مشكلات في أثناء الحمل تتمثل في الإجهاض التلقائي أو الولادة المبكرة أو الخلل الوظيفي في الغدة الدرقية للجنين وضعف نموه وفشل القلب لدى الأم.

غالبًا ما يتحسن مرض جريفز في خلال الأشهر الأخيرة من الحمل، لكنه قد يزداد سوءًا بعد الولادة.

 

مرض جريفز عند الأطفال

يعد مرض جريفز أقل شيوعًا بين الأطفال عن البالغين، وتختلف بعض أعراض المرض لديهم عن البالغين.

إذ تتمثل الأعراض المختلفة فيما يلي:

 

التشخيص

يجري الطبيب للمريض فحصًا بدنيًا، وذلك للتأكد من وجود أعراض المرض، ويسأل عن التاريخ العائلي للمرض ويطلب عدة اختبارات، نذكرها فيما يأتي: 

اختبارات الدم

تُجرى اختبارات الدم للكشف عن مستوى هرمونات الغدة الدرقية؛ إذ توضح نتائج الاختبار عما إذا كان هناك إفراط في إفراز هرمونات الغدة الدرقية.

امتصاص اليود المشع

يحتاج جسم الإنسان إلى اليود لإنتاج هرمونات الغدة الدرقية، ويُجرى هذا الاختبار من خلال إعطاء كمية قليلة من اليود المشع للمريض وقياس كميته في الغدة الدرقية.

يمكن للطبيب من خلال هذا الاختبار تحديد معدل امتصاص الغدة الدرقية لليود ومعرفة إذا كان المريض مصابًا بداء جريفز أم لا.

فحص الغدة الدرقية

مرض جريفز

 

تُستخدم الموجات فوق الصوتية لفحص الغدة الدرقية، ويُظهر هذا الفحص تضخم الغدة الدرقية من عدمه.

يفيد هذا الاختبار الأشخاص غير القادرين على إجراء اختبار اليود المشع، مثل النساء الحوامل.

يوجد اختبارات تصوير أخرى، مثل: التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي.

 

علاج مرض جريفز

يهدف العلاج إلى وقف إفراز هرمونات الغدة الدرقية ومنع تأثيراتها في الجسم ويتمثل العلاج فيما يأتي:

الأدوية المضادة للغدة الدرقية

تمنع هذه الأدوية إنتاج هرمونات الغدة الدرقية وتُصرف بوصفة طبية، ومنها:

قد تسبب هذه الأدوية بعض الآثار الجانبية، مثل: الطفح الجلدي وآلام المفاصل وفشل الكبد.

حاصرات مستقبلات بيتا

تمنع هذه الأدوية تأثير الهرمونات في الجسم، لكنها لا تؤثر في إفراز الهرمونات من الغدة الدرقية.

كذلك تخفف عدم انتظام ضربات القلب، والقلق، والتعرق، والإسهال، وضعف العضلات.

من هذه الأدوية:

العلاج باليود المشع

يتناول المريض اليود المشع بالفم وتمتص الغدة الدرقية اليود المشع داخل خلاياها ويدمر الإشعاع خلايا الغدة الدرقية مفرطة النشاط ببطء.

كذلك يساعد هذا العلاج على تقليص حجم الغدة الدرقية فتقل الأعراض تدريجيًا.

يستمر العلاج باليود المشع عدة أسابيع أو أشهر، وقد يزيد العلاج خطر الإصابة بأعراض جديدة لذا يجب اتباع إرشادات الطبيب جيدًا.

الجراحة

تُعد الجراحة من الخيارات العلاجية لداء جريفز، وتتمثل في استئصال الغدة الدرقية كاملةً أو جزءًا منها.

لكن يحتاج المريض إلى العلاج بعد الجراحة لتعويض الهرمونات الطبيعية.

 

هل يمكن الشفاء من مرض جريفز؟

يحتاج جميع المرضى إلى المتابعة الطبية مدى الحياة لضمان استمرار وظائف الغدة الدرقية.

غالبًا ما يحتاج مرضى داء جريفز إلى العلاج باستمرار، على الرغم من كفاءة الأدوية التي يمكن أن تعيد وظيفة الغدة الدرقية إلى وضعها الطبيعي.

تستطيع الأدوية تخفيف الأعراض لكن يستمر السبب وراء الإصابة بهذا المرض قائمًا.

خاتمًا، يُعد مرض جريفز من الأمراض الخطيرة التي يصاب بها الإنسان، لذا يجب الاهتمام بتناول العلاج وفق تعليمات الطبيب تجنبًا لحدوث مضاعفات.

يحتاج المصابون دائمًا إلى مزيد من الدعم النفسي؛ كي يجتازوا المرض بسهولة.

 

اقرأ أيضًا

الذئبة الحمراء | أعراضها وأسبابها وكيفية علاجها

التصلب المتعدد | مرض خطير ما أعراضه وطرق علاجه؟

 

Exit mobile version