أمراض

الذئبة الحمراء | أعراضها وأسبابها وكيفية علاجها

الذئبة الحمراء

تتعدد أمراض المناعة، منها مرض الذئبة الحمراء (Lupus) والتهاب المفاصل الروماتويدي (RA) ومرض التهاب الأمعاء (IBD) وغيرها كثير.

تختلف هذه الأمراض كثيرًا في الأعراض وطرق التشخيص والعلاج، لكنها تجتمع في سبب حدوثها وهو فرط نشاط جهاز المناعة.

مرض الذئبة الحمراء (المعروف أيضًا بالذئبة الحمامية) مرض مناعي شهير، يحدث نتيجة خلل في الجهاز المناعي للشخص؛ فيُنتج الجسم أجسامًا مضادة تهاجم الأنسجة السليمة.

تابع معي هذا المقال لتتعرف إلى أهم أعراض مرض الذئبة الحمراء وطرق تشخيصه والعلاج.

 

ما هو مرض الذئبة الحمراء؟

لمعرفة ما مرض الذئبة الحمراء يجب أن نتعرف إلى جهاز المناعة باختصار.

تعد خلايا الجهاز المناعي نوعًا من خلايا الدم البيضاء مثل:

  • الخلايا الليمفاوية، مثل: الخلايا التائية (T-cells)، والخلايا البائية (B-cells)، والخلايا القاتلة الطبيعية (NK).
  • العدلات (neutrophils).
  • الخلايا الأحادية أو الخلايا البلعمية الكبيرة (Monocytes/Macrophages).

 

في مرحلة تكوين الخلايا الليمفاوية (Lymphocytes) في نخاع العظم، تتعرف تلك الخلايا على مكونات خلايا الجسم (المستضدات) بواسطة الخلايا العارضة للمستضد (Dendritic cells) فلا تُنتج أجسامًا مضادة ذاتية.

لكن في بعض الأحيان قد يحدث خطأ؛ فتُنتج الخلايا الليمفاوية أجسامًا مضادةً تهاجم خلايا الجسم.

قد يحدث هذا الخطأ نتيجة خلل في نظام إزالة الخلايا الميتة في الجسم.

عادةً ما تُزال الخلايا الليمفاوية الميتة من خلال نظام إزالة الخلايا الميتة (موت الخلايا المبرمج) بواسطة الخلايا البلعمية (Macrophages).

لكن أحيانًا لا تُزال؛ فتلطقتها الخلايا العارضة للمستضد؛ مما يؤدي إلى تكوين الأجسام المضادة ضد البروتين الذاتي.

كذلك في حالة مرض الذئبة الحمراء، ينتج الجهاز المناعي أجسامًا مضادة ضد البروتينات الذاتية في نواة الخلية.

يتسبب ذلك في التهاب واسع النطاق وتلف الأنسجة في الأعضاء المصابة ويمكن أن يؤثر في المفاصل والجلد والدماغ والرئتين والكلى والأوعية الدموية.

مرض الذئبة الحمراء

أنواع مرض الذئبة الحمراء

ينقسم مرض الذئبة الحمراء إلى عدة أنواع منها:

  1. الذئبة الحمامية الجهازية: هي أكثر أنواع الذئبة الحمراء شيوعًا وأخطرها؛ إذ يهاجم جهاز المناعة أكثر من عضو في الجسم.
  2. الذئبة الجلدية: يهاجم جهاز المناعة الجلد على هيئة طفح جلدي أو نتوءات قد يتمركز الطفح في الأجزاء المعرضة للشمس فقط أو يمتد إلى أجزاء أخرى، وقد يظهر على هيئة فراشة على الوجه.
  3. مرض الذئبة المحدث بالأدوية: يتشابه هذا المرض مع الذئبة الحمامية الجهازية في الأعراض والخطورة لكنه يحدث نتيجة رد فعل مبالغ لبعض الأدوية.
  4. الذئبة الوليدية: يحدث هذا النوع عندما تنتقل أجسام مضادة من الأم المصابة إلى المولود وتختفي الأعراض في أغلب الحالات بعد 6 أشهر.

 

أسباب مرض الذئبة الحمراء

لا توجد أسباب محددة للإصابة بهذا المرض إذ تحدث الإصابة نتيجة مجموعة من العوامل الجينية والبيئية والهرمونية.

عوامل تزيد فرصة حدوث المرض

  • التعرض إلى أشعة الشمس: يحفز حدوث طفح جلدي أو تفاعلات داخلية.
  • التعرض لعدوى ميكروبية: يحفز تهيج الأعراض.
  • تناول بعض الأدوية: مثل أدوية الصرع والضغط والمضادات الحيوية، لكن عادةً ما تتوقف أعراض المرض فور توقف تناول الدواء.
  • الجنس: تعد النساء أكثر عرضةً للإصابة بالمرض من الرجال.
  • السن: تزيد فرصة الإصابة بالمرض في الأعمار بين 15 إلى 45.

 

أعراض مرض الذئبة الحمراء

مرض الذئبة الحمراء من الأمراض المزمنة التي تلازم الشخص بقية حياته.

تشتد حدة الأعراض في بعض الأحيان بطريقة عنيفة تسمى توهجات ثم تتحسن أو تختفي تمامًا لبعض الوقت.

يعد هذا المرض من الأمراض التي يصعب تشخيصها لتشابه أعراضه مع أمراض أخرى.

تختلف الأعراض من شخص إلى آخر وفقًا للمنطقة المصابة، ومن أبرز الأعراض:

  • آلام العضلات والمفاصل.
  • الحمى.
  • الطفح الجلدي.
  • ألم الصدر ومشكلات الرئة.
  • تساقط الشعر.
  • حساسية الشمس أو الضوء.
  • تقرحات الفم.
  • التعب الشديد أو المطَّول.
  • فقر الدم.
  • مشكلات في الكلى.
  • كثرة النسيان أو الارتباك.
  • أمراض العين.

 

هل مرض الذئبة الحمراء مميت؟

من الممكن السيطرة والتعايش مع هذا المرض المزمن.

لكن في حالة تأخر التشخيص وصعوبة الوصول إلى الرعاية الطبية المطلوبة أو عدم الالتزام بالنظام العلاجي، قد تتطور المضاعفات وتؤدي إلى الوفاة.

من أهم المضاعفات الخطرة حدوث مشكلات في:

  1. الكلى: يعد الفشل الكلوي أكثر الأسباب المسببة للوفاة.
  2. الرئة: يمكن أن يسبب مرض الذئبة الحمراء التهابًا في بطانة الرئتين مما يجعل التنفس مؤلمًا ويزيد فرصة حدوث نزيف أو التهاب رئوي.
  3. الدم والأوعية الدموية: يتسبب المرض في نقص خلايا الدم الطبيعية مما يسبب فقر الدم، أو زيادة فرصة الإصابة بالجلطات والتهاب الأوعية الدموية.
  4. القلب: قد يسبب المرض التهابًا في عضلة القلب أو الشرايين أو غشاء القلب، كما يزيد بشدة فرصة حدوث سكتة قلبية.
  5. المخ والجهاز العصبي المركزي: قد يتسبب المرض في حدوث صداع ودوخة وكثرة النسيان وقلة التركيز.

 

قد يسبب أيضًا مشكلات في السلوك وقد تصل إلى تشنجات أو سكتة دماغية.

بعد أن تحدثنا عن أهم أعراض ومضاعفات المرض، قد يتنامى إلى ذهنك -عزيزي القارئ- سؤال، ماذا عن الحمل مع وجود مرض الذئبة الحمراء؟

 

مرض الذئبة الحمراء والحمل

علاقة الذئبة الحمراء بالحمل

يمكن لأغلب النساء المصابات بمرض الذئبة الحمراء الحمل وولادة الطفل بأمان، لكن يُعد ذلك أمرًا بالغ الخطورة.

يحتاج هذا النوع من الحمل إلى مدة من التخطيط الجيد قبلها، فمثلًا يجب التأكد من استقرار حالة الأم مدة ستة أشهر على الأقل.

ربما يؤدي الحمل عندما يكون المرض نشطًا إلى الإجهاض أو ولادة جنين ميت، أو مشكلات صحية خطرة للأم والطفل.

ستحتاج الأم أيضًا إلى أن تعثر على طبيب توليد يدير حالات الحمل عالية الخطورة ويمكنه العمل عن كثب مع طبيب النساء المعتاد.

 

كيف يؤثر مرض الذئبة في الحمل؟

تعاني النساء المصابات بمرض الذئبة بمضاعفات أكثر مقارنةً بالنساء غير المصابات.

من أهم المضاعفات ما يلي:

يزيد المرض فرصة حدوث التوهجات في الثلث الأول أو الثاني من الحمل.

غالبًا ما تكون التوهجات خفيفة، لكن أحيانًا تحتاج إلى تدخل طبي سريع أو قد تسبب ولادة مبكرة.

يزيد المرض أيضًا فرصة حدوث تسمم الحمل، وهي حالة خطرة يجب معالجتها على الفور.

من علامات الإصابة بتسمم الحمل؛ زيادة مفاجئة في الوزن، أو تورم اليدين والوجه، أو عدم وضوح الرؤية، أو الدوخة، أو ألم المعدة.

يمكن أن تزيد الأدوية المستخدمة في علاج المرض خاصةً الكورتيكوستيرويدات مشكلات الحمل، 

مثل: ارتفاع ضغط الدم والسكري ومشكلات الكلى.

يمكن أن تساعد التغذية الجيدة وزيارات الطبيب المنتظمة على السيطرة على هذه المشكلات وتجنبها.

 

التشخيص

يصعب تشخيص هذا المرض لتشابه أعراضه مع أمراض أخرى كثيرة، إذ يعتمد الطبيب على مجموعة من الاختبارات للتشخيص الصحيح.

تشمل الاختبارات ما يلي:

  • الفحص الطبي الشامل.
  • أخذ التاريخ الطبي والمرضي.
  • تحاليل دم وبول.
  • أخذ خزعة من الجلد أو الكلى.

 

علاج مرض الذئبة الحمراء

لا يوجد علاج يشفي من المرض تمامًا، لكن تساعد العلاجات على السيطرة على الأعراض وتقليل حدتها.

يهدف العلاج إلى تقليل معاناة المريض من خلال منع حالات التوهجات ومعالجة الأعراض وكذلك تلف الأعضاء الهامة، مثل: الكلى والقلب والرئة.

بعض الأدوية التي تستخدم في علاج مرض الذئبة تشمل:

  • العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات (المسكنات)، تساعد بعض الأدوية مثل الأيبوبروفين والنابروكسين، على تقليل الألم الخفيف والتورم في المفاصل والعضلات.
  • الكورتيكوستيرويدات (Prednisone) التي تقلل التورم والألم.
  • الأدوية المضادة للملاريا لأنها تعالج أيضًا آلام المفاصل والطفح الجلدي والتهاب الرئة.
  • مثبطات خاصة بـمحفز الخلايا اللمفاوية البائية (B-Lymphocyte Stimulator (BLyS Protein Inhibitor)، وتحد من كمية الخلايا البائية غير الطبيعية. 
  • الأدوية المثبطة للمناعة والعلاج الكيميائي (Chemotherapy).

 

ختامًا، يعد مرض الذئبة الحمراء خطيرًا، لكن باتباع النظام العلاجي المناسب وتجنب بعض العوامل التي تزيد حدته، يمكن السيطرة عليه والتعايش معه في حالة صحية جيدة.

دمتم أصحاء!

اقرأ أيضًا

مرض دوشين | مرض نادر هل له من علاج؟!

متلازمة تيرنر | هل تصيب النساء فقط؟ | الأعراض والعلاج

بواسطة
د. بسنت محمد عاطف
المصدر
cdcmayoclinicpubmed

د. بسنت محمد

أنا صيدلانية حاصلة على درجة الدكتوراه في علم الأحياء الدقيقة. أعشق تقديم العلوم الطبية للآخرين. أحب الشرح والبحث عن المعلومات الطبية باللغتين العربية والإنجليزي. لطالما أزعجتني أن المعلومات الطبية باللغة العربية نادرة جدًا، لذلك أخذت على عاتقي مسؤولية تغيير ذلك. فتخصصت في كتابة المحتوى الطبي لتحسين محركات البحث وكذلك الترجمة الطبية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى