عندما تكتشف الأم أنها تعاني أعراض الحمل الكاذب، يتحول حلمها الجميل وهي تنتظر مولودها في خلال مدة الحمل إلى كابوس.
تظن المرأة في حالة الحمل الكاذب أنها حامل فعلًا، وتتعرض عادةً لعديد من أعراض الحمل -إن لم يكن كلها- باستثناء وجود جنين فعليًا.
لذا دعونا نتعرف في هذه السطور القادمة إلى الحمل الكاذب، وأعراضه، وأسبابه، وكيفية تشخيصه، كذلك الفرق بينه وبين الحمل الحقيقي.
ما أسباب الحمل الكاذب؟
لكي نستطيع أن نُجيب عن السؤال “لماذا تظهر أعراض الحمل بدون حمل؟”، دعنا نتعرف أولًا إلى الحمل الكاذب وأسبابه.
بدأ الأطباء حديثًا فهم أن الحمل الكاذب (Pseudocyesis) قد ينتج لأسباب نفسية أو جسدية، على الرغم أن الأسباب الحقيقية ما تزال مبهمة.
قد تهيئ هذه العوامل النفسية الجسم إلى التفكير أنه حامل، ويحدث هذا عادةً عند شعور المرأة بالرغبة الشديدة والحاجة الماسة في حدوث الحمل نتيجةً للأسباب الآتية:
- العقم.
- الإجهاض المتكرر.
- بداية انقطاع الدورة الشهرية.
- الرغبة بالزواج.
- المستوى الاجتماعي والمعيشي المنخفض.
يبدأ حينها الجسم بإظهار بعض أعراض الحمل، مثل: انتفاخ البطن، وكبر الثديين، كذلك قد تشعر المرأة بحركة الجنين داخل أحشائها.
لذلك تظن المرأة أنها حامل، هذا بدوره يحفز إفراز بعض الهرمونات، مثل: هرمون الإستروجين (Estrogen) والبرولاكتين (Prolactin)؛ مما يؤدي إلى ظهور أعراض الحمل.
بالإضافة إلى ذلك تنص إحدى النظريات أن أعراض الحمل الكاذب قد تتعلق بتغيرات كيميائية في الجهاز العصبي؛ نتيجةً لإحدى الأسباب الآتية:
- الاكتئاب.
- المشكلات العائلية مع شريك الحياة.
- التعرض للاعتداء الجنسي في الصغر.
هل يصاب الرجل بالحمل الكاذب؟
قد يختبر بعض الرجال ظاهرة مماثلة تُعرف باسم (Couvade) أو الحمل الودي؛ إذ تظهر عليهم أعراض تماثل التي تظهر على شركائهم، وتتضمن الآتي:
- آلام أسفل الظهر.
- زيادة الوزن.
- الشعور بالغثيان.
ما الفرق بين الحمل الكاذب والحقيقي؟
يُعد الفرق بين أعراض الحمل الكاذب والحقيقي أنه في نهاية مدة الحمل يتكلل تعب الأم باحتضان مولودها، على عكس الحمل الكاذب لا يوجد طفلًا في نهايته.
الحمل المخفي (Cryptic pregnancy)
يُعد الحمل المخفي حالة مختلفة عن الحمل الكاذب؛ إذ قد لا تلاحظ المرأة أنها حامل إلا بعد انقضاء نصف مدة الحمل وقد تصل إلى الشهور الأخيرة منه أو إلى وقت آلام الولادة.
لا يوجد عادةً في الحمل الخفي أعراض الحمل المتعارف إليها، بالإضافة إلى أن نتيجة تحليل البول قد تكون سلبية، مما يؤدي إلى زيادة شك المرأة بأنها حامل.
على النقيض تشعر المرأة في حالة الحمل الكاذب أنها حامل وتتعرض لعديد من الأعراض التي تظنها أعراض حملٍ حقيقي، وتتضمن الآتي:
- انقطاع الدورة الشهرية.
- انتفاخ البطن.
- تضخم وألم الثديين.
- تغير الحلمتين مع احتمال إنتاج الحليب.
- فتح الشهية.
- زيادة الوزن.
- الشعور بحركة الجنين.
- الشعور بالغثيان والقيء.
قد يكون انتفاخ البطن في حالة الحمل الكاذب نتيجةً لتراكم إحدى المسببات الآتية:
- البول.
- البراز.
- الدهون.
- الغازات.
تستمر أعراض الحمل الكاذب عدة أسابيع وقد تصل إلى تسعة أشهر، وقد تزداد حدة الأعراض لجعل المرأة تشعر بآلام الوضع، لذلك دعونا ننهي هذا الكابوس.
كيف ينتهي الحمل الكاذب؟
يُقيِّم الطبيب عادةً الأعراض ويُجري عدة فحوصات لمعرفة ما إذا كانت هذه علامات للحمل الكاذب أم أنها أعراض حملٍ حقيقي، ومن ضمن هذه الفحوصات الآتي:
- فحص الموجات فوق الصوتية للبطن.
- فحص الدم.
- تحليل البول للكشف عن هرمون الحمل.
عادةً لا يسمع الطبيب نبضات قلب الطفل عند فحص المرأة بالموجات فوق الصوتية.
على الرغم من ذلك قد يلاحظ الطبيب بعض التغيرات الأخرى، مثل:
- توسع الرحم وتضخمه.
- تليين عنق الرحم.
لذلك يلجأ الطبيب إلى إجراء تحليل البول، وهذا بدوره يجعلنا نتساءل، هل يظهر الحمل الكاذب في تحليل البول؟ وهل يوجد علاقة بين الحمل الكاذب وهرمون الحمل؟
هرمون الحمل (Human chorionic gonadotropin)
تفرز الخلايا المشيمية المحيطة بالجنين هرمون HCG فيستجيب له الجسم الأصفر ويفرز هرمون البروجسترون.
يزود هذا الهرمون بدوره الرحم ببطانة من الأوعية والشعيرات الدموية تساعد على نمو الجنين.
يرتفع عادةً هرمون الحمل في أثناء وجود حملٍ حقيقي، أما إذا كان الحمل كاذب لا يظهر معه ارتفاع ملحوظ في هرمون الحمل ويُصبح حينها تحليل البول سلبيًّا.
كذلك قد تُحاكي أعراض الحمل الكاذب بعض الحالات المرضية الأخرى، مثل:
- الحمل خارج الرحم.
- السمنة المفرطة المرضية.
- تناول الأدوية المانعة للحمل.
بينما في بعض الحالات السرطانية النادرة تُنتج هرمونات مشابهة للحمل، تجعل نتيجة تحليل البول إيجابية، ومن ضمنها:
- أورام الحوض (Pelvic tumors).
- كذلك أورام البطن (Abdominal tumors).
- أورام الغدة النخامية التي تفرز الهرمونات، مثل: هرمون البرولاكتين المسئول عن إدرار اللبن (Prolactinoma).
- ارتفاع مستويات بيتا -HCG المعروف بهرمون الحمل نتيجة متلازمة الأباعد الورمية (Paraneoplastic phenomena).
لكن إذا اكتشف الطبيب أن المرأة تعاني فعليًا أعراض الحمل الكاذب، فكيف يساعدها على التخلص منه؟
كيف أتخلص من الحمل الكاذب؟
يُعد إظهار دليل مادي من خلال صورة أشعة الموجات فوق الصوتية للكشف عن عدم وجود جنين، أكثر الطرق نجاحًا لإنهاء هذا الكابوس.
عادةً لا تحتاج المرأة إلى العلاج بالأدوية، لكن إذا كانت تعاني أعراض انقطاع الدورة الشهرية، قد تحتاج حينها إلى أدوية تساعد على عودة انتظام الدورة.
أما إذا كانت الحالة نتيجةً إلى اضطراب نفسي، قد تحتاج المرأة إلى الدعم النفسي من اختصاصي نفسية لكي يساعدها على التخلص من هذا الاضطراب.
ختامًا، مع أن الحمل الكاذب نادر الحدوث، لكن عند تعرض المرأة إلى أعراض الحمل الكاذب عدة أشهر، فمن الصعب مواجهتها بأن هذا الحمل سراب.
لذلك يجب أن تحظى بالدعم النفسي من العائلة والأصدقاء ومن خلال اختصاصي نفسي إذا لزم الأمر؛ لمساعدتها على تجاوز هذه المحنة في أقرب وقت.
اقرأ أيضًا
هل يحدث حمل بعد الدورة مباشرة؟
داء المقوسات والحمل | أعراضه ومضاعفاته وعلاجه