اسباب ارتجاع المريء | أعراضه وكيفية علاجه

ما اسباب ارتجاع المريء؟

ربما أرّقت مضاجعنا -يومًا ما- نارًا تصاعدت من جوفنا، توشك أن تلتهم صدورنا.

يؤثر ارتجاع المريء وذاك الشعور بالحرقة في جودة حياة كثيرين منا، وقد يشغل حيزًا كبيرًا من تفكيرهم قبل الإقدام على تناول أي طعام دسم أو حار.

أُحدثك -عزيزي القارئ- في هذا المقال عن اسباب ارتجاع المريء وعلاجه وطرق تشخيصه، فكن رفيقي، واقرأ سطوري حتى النهاية.

ما ارتجاع المريء (Esophageal reflux)؟

يوصف بأنه تصاعد للأحماض التي تفرزها المعدة إلى المريء عبر العضلة المريئية العاصرة بينهما.

يحدث ذلك بسبب ضعف في انقباض تلك العضلة العاصرة، مما يؤدي إلى الشعور بالحرقة وعدم الراحة.

عادةً يعد الفرد مصابًا بارتجاع المريء إذا تأذَّى منه أكثر من مرتين أسبوعيًا.

يعرَف كذلك، بالارتجاع المعدي المريئي، ولا تتوقف الإصابة به على السن؛ فقد يُصيب الرضع مثلما يُصيب كبار السن.

ما اسباب ارتجاع المريء؟

تختلف اسباب ارتجاع المريء من فرد إلى آخر، ونذكر من تلك الأسباب ما يأتي:

1. تناول وجبة دسمة أو النوم بعد تناول الطعام مباشرةً.
2. تناول بعض أنواع الأطعمة، مثل: الليمون أو الطماطم، أو الثوم أو البصل أو الأطعمة الحارة أو الشوكولاتة، والنعناع.
3. التدخين.
4. الحمل.
5. السِمنة.
6. بعض الأدوية.
7. فتق الحجاب الحاجز.

اسباب ارتجاع المريء الصامت (Silent Reflux)

يُعرف أيضًا بالارتجاع الحنجري البلعومي، ويبدأ عندما يتسرب جزء من حمض المعدة عبر العضلة العاصرة صعودًا إلى منطقة الحنجرة (صندوق الصوت) والبلعوم.

كذلك قد يتفاقم الأمر ليصل إلى المنطقة خلف الأنف.

تتأثر هذه الأنسجة المعرضة للحمض المعدي بشدة؛ نظرًا لعدم استعداد خلاياها لتحمل هذه الحموضة؛ مما يؤدي إلى التهابها.

سُمي بهذا الاسم بسبب اختلاف أعراضه عن الارتجاع المريئي المعتاد؛ إذ تتمثل فيما يأتي:

• بحة الصوت.
• صعوبة البلع.
• احتقان الحلق.
• صعوبة التنفس.
• السعال المستمر.

كذلك يعد الارتجاع الصامت من أحد أنواع ارتجاع المريء عند الرضع، ويرجع ذلك إلى قصر طول المريء عندهم مع عدم النضج الكامل للعضلة العاصرة المريئية.

يعاني الرضع عدة أعراض، ومن أشهرها:

• رفض الرضاعة مع إرجاع الرأس إلى الخلف.
• كحة مزمنة.
• بحة الصوت.
• الأزمة التنفسية.
• صعوبات في أثناء الطعام أو الرضاعة، مثل: بصق الطعام أو دخوله مجرى التنفس.

اسباب ارتجاع المريء للحامل

يحدث ارتجاع المريء في الحمل بسبب تغيرات هرمونية؛ إذ تسمح تلك التغيرات باسترخاء عضلة المريء العاصرة؛ مسببة تسرب للحمض المَعِدي إلى المريء عند الاستلقاء أو النوم.

كذلك تسهم تلك التغيرات الهرمونية في إبطاء خروج الطعام إلى الأمعاء؛ مما يؤدي إلى بقائه في المعدة مدة أطول.

كذلك مع ازدياد حجم الرحم ونمو الجنين، خاصةً في الثلثين الثاني والثالث من الحمل؛ يزداد الضغط على المعدة دافعًا العصارة المَعِدية إلى أعلى عبر المريء.

اعراض ارتجاع المريء

تتفاوت أعراض الارتجاع المريئي البلعومي من بسيطة إلى شديدة، ونذكر منها:

• حموضة في المعدة أو الصدر.
• تجشؤ.
• انتفاخ.
• حازوقة.
• صعوبة البلع.
• دم أحمر اللون أو أسود في البراز.
• غثيان أو قيء.
• فقدان الوزن غير معلوم السبب.

تشخيص ارتجاع المريء

توجد عدة طرق لتشخيص الإصابة بارتجاع المريء، وهي:

سؤال المريض عن الأعراض

عادةً يعتمد الطبيب -أولًا- على سؤال المريض عن الأعراض، ووقت حدوثها ومدى فاعلية مضادات الحموضة العادية في إخفاء هذه الأعراض.

المنظار الداخلي العلوي

يُدخِل الطبيب أنبوبًا مرنًا مجهزًا بكاميرا ومصدرًا للضوء في آخره؛ لفحص جدران المريء والمعدة، واكتشاف أي التهابات قد تكون موجودة.

كذلك قد يستدعي الأمر سحب خزعة من نسيج بطانة المريء لفحصها في المعمل.

اختبار مسبار الحموضة المتنقل

يوضع مؤشر أو أداة رصد في المريء، ليتتبع متى يتراجع الحمض إلى المريء.

يدخل المؤشر عبر الأنف ويُربط بجهاز مثبت على منطقة الوسط، أو قد يُستخدم دبوس صغير يثبت في المريء في أثناء التنظير الداخلي ويخرج مع البراز في غضون يومين.

قياس ضغط المريء

يقيس هذا الاختبار إيقاع الانقباضات العضلية في المريء في أثناء البلع، بالإضافة إلى قوتها وتناسق عملها.

الأشعة السينية على الجزء العلوي من الجهاز الهضمي

يُطلب من المريض شرب كمية من سائل طباشيري، ويتمثل دوره في تغليف بطانة القناة الهضمية وملئها بهذا السائل.

كذلك ربما يطلب الطبيب تناول حبة من الباريوم، التي تتيح رؤية أي تضيق قد يكون موجودًا في المريء أو يؤثر في حركة البلع.

علاج اسباب ارتجاع المريء

يبدأ العلاج عادةً بالاعتماد على النظام الغذائي الصحي وبعض الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، مثل:

مضادات الحموضة

يُوفر هذا النوع من الأدوية الارتياح السريع، لكنه لا يُعد علاجًا كافيًا في حالات التهاب المريء.

كذلك قد يؤدي فرط استخدام هذه الأدوية إلي الإصابة بالإسهال أو احتمالية تكوُّن حصوات كلوية.

حاصرات المستقبلات H2

تعتمد وظيفتها على خفض إنتاج الحمض المَعِدي، مثل:

• سيميتيدين (Cimetidine).
• فاموتيدين (Famotidine).
• نيزاتيدين (Nizatidine).

لا تُعطي مفعولًا سريعًا مثل أدوية مضادات الحموضة، لكن مفعولها يدوم مدة أطول تصل إلى 12 ساعة.

مضادات إنتاج الحمض المعدي

تُعرف بمثبطات إنتاج المضخة البروتونية (Proton Pump Inhibitors)، وهي أقوى من المجموعة السابقة.

إذ يرجع ذلك إلى قدرتها على منع إنتاج الحمض المَعِدي مدة 24 ساعة.

تؤخذ حبة منها يوميًا قبل الإفطار بساعة، أو قد يطلب الطبيب تناولها مرتين يوميًا قبل الإفطار والعشاء في الحالات الشديدة.

كذلك يساعد استخدام تلك الفئة من الأدوية على التئام الالتهابات والجروح التي قد توجد في جدران المريء أو المعدة.

تتوفر كبسولات ارتجاع المريء التي تنتمي إلى هذه العائلة في الصيدليات كافة، ومن بينها ما يلي:

• أوميبرازول (Omeprazole)، مثل: كبسولات جازيك (Gasec) بالتركيزين 20 مجم و40 مجم.
• بانتوبرازول (Pantoprazole)، مثل: كبسولات كونترولوك (Controloc) بالتركيزات 20 مجم و40 مجم.
• لانسوبرازول (Lansoprazole)، مثل: كبسولات لانزور (Lanzor) بالتركيزات 15 مجم و30 مجم.
• إيزوميبرازول (Esomeprazole)، مثل: كبسولات نيكسيم (Nexium) بالتركيزين 20 مجم و40 مجم.
• ديكسلانسوبرازول (Dexlansoprazole)، مثل: كبسولات ديكسيلانت (Dexilant) بالتركيزات 30 مجم و60 مجم.

مادة باكلوفين (Baclofen)

تزيد مادة باكلوفين قوة العضلة المريئية العاصرة بين المريء والمعدة وتقلل معدل استرخائها، لكنها قد تسبب الشعور بالخمول والغثيان.

مشروبات لعلاج ارتجاع المريء

شاع بين الناس منذ القدم استخدام عدد من النباتات العلاجية التي لها تأثير فعال في تهدئة حموضة المعدة وارتجاع المريء، من بين تلك الأعشاب نذكر:

اليانسون (Anise)

تشير بعض الدراسات إلى أن تناول مسحوق اليانسون يوميًا مدة 4 أسابيع، ربما يخفف آثار عسر الهضم والانتفاخ وآلام المعدة، كذلك يسهم في تخفيف آلام القولون العصبي.

عرق السوس (Licorice)

أثبتت عدة دراسات فاعليته في تعزيز بطانة المريء اللازمة لحمايته ضد أحماض المعدة.

لكن يلزم الحذر عند تناول مشروب عرق السوس؛ إذ قد يتعارض استخدامه بكثرة مع بعض الأدوية أو الأمراض المزمنة، مثل: ضغط الدم المرتفع.

البابونج (Chamomile)

إن شرب كوب واحد من مشروب البابونج يمنح تأثيرًا ملطفًا ومهدئًا للقناة الهضمية.

الزنجبيل (Ginger)

كذلك اكتسبت جذور الزنجبيل شهرة واسعة في استخدامها للتغلب على الشعور بالحموضة.

كيف تتجنب اسباب ارتجاع المريء؟

إليك -عزيزي القارئ- عدة طرق تساعدك على تجنب الإصابة بارتجاع المريء:

1. تجنب الوجبات الدسمة والحارة والكبيرة.
2. تجنب زيادة الوزن.
3. الاعتماد على نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات.
4. عدم الإكثار من شرب القهوة.
5. تجنب التدخين.
6. مضغ العلكة.
7. تجنب البصل النيئ.
8. تجنب المشروبات الغازية ومنتجات النعناع.
9. عدم الإكثار من الشوكولاتة والعصائر الحمضية.
10. عدم تناول الطعام قبل النوم بثلاث ساعات.
11. تجنب ارتداء الملابس الضيقة على البطن.
12. رفع الرأس قليلًا عند النوم.

ختامًا، عزيزي القارئ، الآن تكون قد انتهت رحلتنا عبر سطور مقالنا، وذكرنا فيه كل ما يتعلق باسباب ارتجاع المريء وسُبل علاجه وكذلك كيفية الوقاية منه.

لكن تذكر دائمًا أن النظام الغذائي الصحي هو أقصر طريق لتجنب الإصابة بارتجاع المريء وكثير من الأمراض الشائعة بيننا.

دمتم في عافية وأمان.

اقرأ أيضًا

دواء فيسرالجين | علاج المغص للأطفال والكبار

فوائد حبة البركة | استخداماتها وجرعاتها