الأورام الليفية الرحمية والحمل، المشكلة التي تؤرق أغلبية الفتيات والأمهات خوفًا على مستقبلهن في الإنجاب.
يُعد الورم الليفي أحد الأمراض التي تصيب السيدات في المدة العمرية ما بين 16- 50 عامًا، إذ يصل هرمون الإستروجين إلى أعلى مستوياته في هذه المدة.
تنزعج كثير من الإناث مجرد سماعهم كلمة ورم، فهيا بنا عزيزتي نتعرف سويًا إلى حقيقة الأمر.
ما أسباب حدوثه وأعراضه، ومتى يجب عليكِ زيارة الطبيب؟
مثلما يجب عليكِ الأخذ في الاعتبار أن خط الدفاع الأول ضد أي مرض الوقاية منه، وتبدأ رحلة الوقاية بثقافتك الصحية ورفع مستوى وعيكِ.
ما الأورام الليفية؟
هي أورام غير سرطانية (حميدة)، تصيب بعض النساء، ويتراوح حجم الورم من سيدة إلى أخرى، أو ربما يظهر عدة أورام بأحجام مختلفة لدى السيدة الواحدة.
توجد أورام صغيرة في حجم حبة الفول أو كبيرة تصل حجمها إلى حجم البرتقالة، وفي حالات نادرة يصل حجم الورم إلى حجم ثمرة البطيخ.
تنمو هذه الأورام خارجيًا على جدار الرحم، أو ربما تنمو في جدار الرحم نفسه، وأخرى تنمو داخليًا في تجويف الرحم.
ما السبب وراء حدوث الورم الليفي الرحمي؟
يرجع السبب الرئيس لنمو الأورام الليفية إلى زيادة مستوى هرموني الإستروجين والبروجسترون.
خاصةً في أثناء الحيض، مما يؤدي إلى زيادة سمك بطانة الرحم، وزيادة نمو الخلايا الليفية.
بالإضافة إلى عدة عوامل أخرى منها العوامل الوراثية، أو وجود نسيج بيني للخلايا.
ما هي اعراض الورم الليفي في الرحم؟
من أشهر أعراض الورم الليفي في الرحم وأوضحها ما يأتي:
- آلام الدورة الشهرية.
- زيادة عدد أيام الدورة الشهرية عن عادتها.
- نزول دم الحيض بغزارة (نزيف الحيض).
- آلام أسفل الظهر أو البطن.
- ألم في أثناء الاتصال الجنسي.
- الرغبة في التبول باستمرار.
- آلام المستقيم.
هل يؤثر الورم الليفي على حدوث الحمل؟
يختلف تأثير الأورام الليفية الرحمية في الحمل من حالة إلى أخرى وفقًا لحجم الورم ومكانه.
يؤدي وجود الورم الليفي في الرحم في أثناء الحمل إلى مشكلات في نمو الجنين، وأحيانًا إلى تعسر الولادة.
كذلك تزيد الأورام الليفية الرحمية خطر الولادة المبكرة، نتيجة لآلام متكررة في البطن.
لا تستطيع المرأة الحامل الولادة الطبيعية، إذا كان لديها انسداد في المهبل نتيجة لوجود ورم ليفي.
الجدير بالذكر، أن حالات نادرة يحدث لها إجهاض في خلال الأربعة أشهر الأولى من الحمل.
تصاب بعض السيدات بالعقم نتيجة وجود أورام ليفية، ذلك من خلال منع الورم الليفي البويضة المخصبة من الثبات في الرحم، ونمو الجنين طبيعيًا.
كذلك في بعض الحالات، لا يستطيع الحيوان المنوي الوصول للبويضة، فلا يحدث التخصيب.
مع ذلك، هناك حالات يحدث لها حمل في وجود الورم الليفي؛ إذ ينمو الجنين طبيعيًا وتلد المرأة في ميعادها.
الورم الليفي في الرحم والجماع
تؤثر الأورام الليفية الرحمية في العلاقة الحميمية مسببةً ألمًا في حالات معينة فقط، وتعتمد هذه الآلام على مكان الورم الليفي وحجمه.
كلما زاد حجم الورم، زادت معه الآلام نتيجة ضغط الورم على جدار الرحم، أو عنقه، كذلك يؤدي الجماع إلى نزيف في بعض الحالات أيضًا.
لذلك ننصحكِ -عزيزتي المرأة- أن تكوني صريحة مع شريككِ، والتواصل مع الطبيب المختص، كي تتجنبي مضاعفات الأورام الليفية الرحمية والحمل.
هل الورم الليفي يضغط على المثانه؟
يرجع تأثير الورم الليفي في المثانة، إلى حجم الورم ومكانه.
كلما زاد حجم الورم، زاد الضغط على المثانة، مما يترتب على ذلك:
رغبة متكررة في التبول، فضلًا على ذلك عدم الشعور بالارتياح لتفريغ المثانة من البول.
حجم الورم الليفي الطبيعي
تقاس خطورة الأورام الليفية الرحمية والحمل بحجم الورم الليفي، فالعلاقة بينهما طردية، كلما زاد حجم الورم زادت الخطورة والعكس.
- يتراوح حجم الورم الليفي الطبيعي من 1 إلى 5 سم، في حجم حبة البازلاء إلى حجم ثمرة الكريز.
لا يسبب الحجم الصغير أي آلام، ولا تشعر المرأة المصابة بأي من الأعراض.
- يزداد حجم الورم في بعض الحالات من 5 إلى 10سم، في حجم ثمرة الخوخ إلى حجم ثمرة البرتقال.
يسبب هذا الحجم آلامًا في منطقة الحوض، ونزيفًا في أثناء الدورة الشهرية.
- يصل حجم الورم في حالات نادرة ليزيد عن 10 سم، في حجم ثمرة البطيخ.
يزيد حجم البطن، مع رغبة متكررة في التبول والشعور بالإمساك.
تزداد في هذه الحالة مضاعفات وتأثير الأورام الليفية الرحمية والحمل.
على ماذا يتغذى الورم الليفي؟
مثلما ذكرنا سابقًا، العامل الرئيس لتغذية الورم الليفي وظهوره هو هرمون الإستروجين؛ إذ يزداد مستواه في الجسم في خلال الحياة التناسلية للمرأة.
كذلك، يزداد حجم الورم أيضًا في مدة الحمل نتيجة ارتفاع مستوى الإستروجين والبروجسترون.
تجدر الإشارة أيضًا إلى أن بعض العوامل قد تزيد فرص وجود ورم ليفي، ومن هذه العوامل:
- نقص فيتامين (د): يؤدي نقص فيتامين (د) لزيادة فرص الإصابة بالأورام الليفية الرحمية.
- شرب الكحول: تزداد فرص الإصابة بالأورام الليفية لدى السيدات اللاتي يتناولن الكحول بانتظام.
كذلك السيدات اللاتي يعانين السمنة المفرطة، والبلوغ في مراحل عمرية مبكرة يزيد أيضًا من فرص الإصابة.
- عوامل النمو شبيهة الإنسولين: هي عوامل تساعد على نمو الخلايا، والأنسجة في الجسم.
- بعض الأطعمة: مثل اللحوم الحمراء، والأطعمة سريعة التحضير والأطعمة التي تحتوي على نسبة دهون وملح عالية.
من ناحية أخرى، أثبتت بعض الأبحاث قدرة حبوب منع الحمل على تقليل حجم الورم الليفي الرحمي وتقليل فرص الإصابة به.
تشخيص الأورام الليفية الرحمية
يشخص مختص النساء والتوليد الورم الليفي من خلال الأعراض التي تشكو منها المريضة، بالإضافة إلى الفحص السريري للمهبل والحوض.
بالإضافة إلى أنه توجد عدة تقنيات أخرى لإثبات وجود أورام ليفية، وتُسهل من تحديد موقعها وحجمها ونوع النسيج، ومن هذه التقنيات:
تصوير فوق الصوتي (Ultrasound)
يحرك فني الأشعة الجهاز على جدار البطن، أو يصور عنق الرحم من خلال تمريره على المهبل.
يُصوّر الرحم بالأشعة فوق الصوتية لتأكيد التشخيص، وتحديد حجم الورم ومكانه.
الرنين المغناطيسي
تستخدم هذه التقنية غالبًا مع النساء بعد انقطاع الحيض.
يصور الرنين المغناطيسي الورم تصويرًا تفصيليًا، ويحدد حجمه وموقعه، ونوع النسيج أيضًا.
الفحص بالموجات الصوتية بالتسريب الملحي
يستخدم في هذه التقنية محلولًا ملحيًا لتوسيع عنق الرحم، فيصور الورم بوضوح.
يلجأ المختص إلى هذا الإجراء مع السيدات التي ترغب في الحمل.
الفحص الرحمي باستخدام الصبغة
يوصي المختص بهذه التقنية في الحالات المصابة بالعقم، يُظهر التصوير بالصبغة قناة فالوب وتجويف الرحم.
تتميز هذه التقنية أنها تساعد الطبيب على تحديد إذا كانت قناة فالوب مفتوحة أم مسدودة، بالإضافة إلى أنها تساعد على تصوير الأورام الليفية تحت المخاطية.
التنظير الرحمي
يستخدم المنظار الرحمي لتصوير الرحم من الداخل، يُدخل الطبيب المختص المنظار الرحمي من خلال المهبل مرورًا بتجويف الرحم، وبعد ذلك يحقن محلول ملحي لتوسيع الرحم، وتسهيل تصويره.
تتميز هذه التقنية بفحص جدار الرحم، وفتحات قناتي فالوب.
الفحص المعملي
يطلب مختص النساء بعض التحاليل المخبرية مثل: صورة الدم الكاملة، ذلك لتحديد مستوى الهيموجلوبين في الدم.
بالإضافة إلى قياس نسبة الإستروجين ومستوى هرمون الغدة الدرقية.
الوقاية من الأورام الليفية الرحمية وعلاجها
تبدأ الوقاية من خطر الإصابة بالورم الليفي بتجنب السبب، ذلك من خلال الابتعاد عن مسببات ارتفاع هرمون الإستروجين (Estrogen) عن مستواه الطبيعي.
الوقاية بالنظام الغذائي والأعشاب
يلعب النظام الغذائي الصحي وإضافة الأعشاب إلى الطعام دورًا مهمًا في الوقاية من الإصابة بالأورام الليفية الرحمية.
- تجنب الأغذية التي تزيد ارتفاع الإستروجين في الدم، والاعتماد على الخضروات الطازجة، مثل: الكرنب والبروكلي، والقرنبيط.
- تجنب الأطعمة التي تحتوي على سكريات ودهون، وملح زائد.
العلاج بالأدوية أو الجراحة
يجب التدخل الطبي في بعض الحالات، بإعطائها الأدوية التي تقلل مستوى هرمون الإستروجين.
بالإضافة أيضًا لإعطاء النساء اللاتي يتعرضن لنزيف في أثناء الدورة الشهرية أدويةً تقلل نزول دم الحيض، حتى لا تصاب بالأنيميا (Anemia).
أما عن العلاج بالجراحة، يحدد الطبيب المختص الجراحة علاجًا في بعض الحالات النادرة، التي يزيد فيها حجم الورم مسببًا مضاعفات صحية للمرأة.
وُجدت بعض التقنيات الحديثة التي تساعد على تقليل حجم الورم دون تدخل جراحي.
في الختام، نصيحتي لكِ سيدتي بتوخي الحذر تجاه أي من الأعراض التي ذُكرت سابقًا.
أوصيكِ أيضًا بضرورة زيارة الطبيب من حين إلى آخر، والفحص الدوري للرحم والمهبل.
اهتمي عزيزتي بنظامك الغذائي الصحي والمتوازن، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة كي تتجنبي مشكلات الأورام الليفية الرحمية والحمل.