البيدوفيليا : ظاهرة مخيفة لا يجب التغافل عنها

تعد البيدوفيليا ظاهرة منتشرة في الفترات الأخيرة، لذلك أصبحت محط اهتمام من المجتمع عامة، المجتمع الطبي خاصة لدراسة هذه الظاهرة بمزيد من العمق والتفاصيل.

يرغب كل أم وأب في حماية أطفالهم من التعرض لأي اعتداء أو خطر، خاصة الاعتداءات الجسدية التي قد لا ينتبه الأطفال إلىها أو لا يدركون معناها.

تعد البيدوفيليا أحد تلك الأمور التي يرغب الأهل في حماية أطفالهم منها، لكن لا يمكن حدوث ذلك بدون فهم تام لأعراض هذه الحالة وكذلك العلامات التي تميز الأشخاص المصابين بها.

ما البيدوفيليا؟

تُصَنف البيدوفيليا أو اضطراب اشتهاء الأطفال على أنها اضطراب نفسي جنسي، ويتميز بالاهتمام الجنسي تجاه الأطفال المراهقين أو غير البالغين.

يمكن أن يكون هذا الانجذاب إلى أحد الجنسين أو كليهما، وغالبًا ما يكون في المرحلة العمرية ما بين 7 إلى 13 عامًا.

يوجد خطأ شائع وهو أن الأشخاص المصابين بالبيدوفيليا يجب أن يكونوا أشخاص كبار السن فقط، لكن الحقيقة أنه حتي المراهقين البالغين (عمر 15-16) قد يكونون أحد هولاء الأشخاص.

يتميز هولاء المراهقين بانجذابهم للأطفال الأصغر منهم، غالبًا تحت سن 12 عامًا. 

ما سبب البيدوفيليا؟

أسباب البيدوفيليا حتى الآن غير واضحة، لكن يعتقد أنه قد يكون لها علاقة بخلل في النمو العصبي أثناء تكوين الجنين أو  مرحلة الطفولة المبكرة، مما ينتج عنه خلل في تركيب الدماغ أو وظيفته.

كذلك يُعتقد أن هناك عدة أسباب، منها:

أنواع البيدوفيليا

تعتبر البيدوفيليا أحد أنواع الشذوذ الجنسي (Paraphilia)، وهى وصف لحالة الإثارة الجنسية تجاه أشياء أو حالات لا تكون جزءًا من المنبهات الجنسية العادية.

يمكن تقسيم البيدوفيليا طبقًا لسن الأطفال الذين يكونون هدف لهؤلاء الأشخاص إلى نوعين، هما:

التشخيص

يمكن أن يكون أي شخص معتدٍ على الأطفال أو متحرش بهم، بل إنهم في الغالب يكونون أشخاص محل ثقة للأطفال، لذلك قد يكون التعرف عليهم صعب بعض الشيء.

يلجأ الأطباء إلى بعض المعايير من أجل تأكيد إصابة الشخص بالبيدوفيليا، منها:

كذلك يجب أن تستمر هذه الأعراض حتى 6 شهور لتشخيص هذا الاضطراب.

توجد أيضًا بعض العلامات أو الإشارات التي يمكن أن تكون دليل لتمييز الأشخاص المصابين بالبيدوفيليا أو المحتمل إصابتهم بها والحذر منهم، من تلك الأعراض أو العلامات، ما يلي:

الأطفال الأكثر عرضة للاستهداف من الأشخاص المصابين بالبيدوفيليا

يختار الأشخاص المصابون بالبيدوفيليا الأطفال المناسبين لهم وفقًا لشروط أو خصائص معينة، منها ما يأتي:

البيدوفيليا في علم النفس

لا يجب أن يكون كل شخص مصاب بالبيدوفيليا متحرش جنسيًا بالأطفال، وتعرف البيدوفيليا في علم النفس على أنها اضطراب نفسي.

تختلف البيدوفيليا عن التحرش، إذ أن التحرش هو أفعال، بينما البيدوفيليا رغبات.

لذلك فإن الأشخاص القادرين على تشخيص تلك الحالة، هم الأطباء النفسيين، لكن حتى الآن ليس هناك تعريف دقيق لهذا الاضطراب، كما أنه بحاجة إلى تشخيص دقيق لتحديده.

مازال هناك اختلافات بين المختصين من حيث التفريق بين التسمية بالبيدوفيليا والمتحرش الجنسي بالأطفال، لكن معظم المختصين يؤيدون أن العلاقة بينهما وثيقة في معظم الحالات.

البيدوفيليا النسائية

تنتشر ظاهرة البيدوفيليا لدى الرجال أكثر من النساء، لكن ذلك لا ينفي وجودها بين النساء.

كذلك فإن اكتشافها لدى النساء أصعب، نظرًا لطبيعتهم التي تتميز بحب المساعدة وتقديم الخدمات.

تشير بعض الدراسات إلى أن انخفاض نسبة هذه الظاهرة بين النساء يرجع لطبيعة المرأة التي تفضل خوض العلاقات مع البالغين مقارنة بالأطفال.

العلاج

يشمل العلاج طريقيتن هامتين، هما:

كيف تحمي طفلك من التعرض للاعتداء الجسدي

يعتمد معظم المعتدين جنسيًا على الأطفال بأي صورة من الصور على تكوين روابط ثقة مع الطفل، لذلك فإن أهم خطوة لحماية الطفل هي دعمه نفسيًا وعاطفيًا.

فقدان الطفل الثقة والدعم من أهله يجعله يلجأ للحصول على تلك الأمور من أشخاص آخرين مما يجعلهم عرضة للتلاعب النفسي والجسدى.

بالإضافة إلى أن توعية الأطفال بحدود علاقاتهم مع الآخرين وما لا يجب أن يفعله الآخرون معهم، يعد أمرًا ضروريًا.

كذلك الرقابة الشديدة على الأطفال، وعدم السماح لأي شخص بالمكوث معهم فترات طويلة دون سبب واضح أو ضروري، يعد أحد الأمور الضرورية التي قد يغفل عنها بعض الأهل.

يجب أيضًا الانتباه إلى منصات التواصل الإجتماعي التي يشارك طفلك فيها، إذ أصبحت هذه المنصات مصدر استغلال كبير للأطفال، نظرًا لعدم الفهم الكامل بخطورة هذه الأمور.

لذلك يجب مراقبة أنشطة الطفل على تلك المنصات بمختلف أنواعها، وعدم السماح للطفل بمشاركة أي صور أو معلومات مع الغرباء.

ختامًا، تعد البيدوفيليا ظاهرة قديمة، لكن التنكولوجيا ساعدت في انتشار الأمر بعض الشئ لانعدام خصوصية الأفراد وسهولة العثور على الأطفال المستهدفين من قبل المصابين بهذا الاضطراب.

لذلك يعد الفهم الصحيح لهذه الظاهرة وكيفية الوقاية منها، خطوة ضرورية من أجل الحفاظ على سلامة أطفالنا النفسية والجسدية والأخلاقية.

اقرأ أيضًا

أسباب السلوك العدواني عند الأطفال والتعامل معه

الضغوط النفسية | واستراتيجيات التكيف معها

Exit mobile version