تعد أعراض التهاب البول للحامل من الأعراض الأكثر شيوعًا في خلال فترة الحمل.
إذ يحدث التهاب المسالك البولية عند دخول بكتيريا خارجية إلى مجرى البول وقد يؤدي إلى مضاعفات عديدة خاصةً لدى الحوامل.
ما أعراض التهاب البول للحامل؟ وكيفية تشخيصه؟ هذا ما سنتناوله في المقال الآتي.
هل الحوامل أكثر عرضة لالتهاب المسالك البولية؟
تعاني النساء التهاب المسالك البولية أكثر من الرجال؛ بسبب قرب المهبل والمستقيم -اللذان يحملان كثيرًا من البكتيريا- من مجرى البول.
تزداد قابلية النساء للإصابة بالتهاب المسالك البولية في أثناء الحمل؛ ذلك لأن وزن الجنين يضغط على المثانة والمسالك البولية فيحبس البكتيريا أو يسرّب البول.
بالإضافة إلى ذلك، تعاني جميع الحوامل تقريبًا تمدد الحالبين ويستمر هذا التمدد حتى الولادة.
يؤدي ذلك إلى تضخم المسالك البولية وزيادة حجم المثانة وارتخاء عضلاتها.
يسمح ذلك للبول بالتسرّب إلى الخارج ويصنع بيئةً مناسبةً لنمو البكتيريا، فتبدأ أعراض التهاب البول للحامل بالظهور.
كذلك يحتوي البول في أثناء الحمل على كميات كبيرة من السكر والهرمونات التي تشجع نمو البكتيريا الضارة في المسالك البولية.
هل التهاب البول يؤثر على الحامل؟
يمكن أن تكون مضاعفات الأم والوليد من عدوى المسالك البولية في أثناء الحمل مدمرة.
يصاب ثلاثون بالمائة من مرضى تجرثم البول غير المصحوب بأعراض بالتهاب المثانة، ويصاب خمسون بالمائة بالتهاب الكلى.
قد يؤدي التهاب البول أيضًا إلى ضعف نمو الجنين داخل الرحم ومن ثمّ انخفاض الوزن عند الولادة، كذلك يزيد فرصة الولادة المبكرة (أي قبل اكتمال 37 أسبوعًا من الحمل).
إضافةً إلى ارتباط التهاب المسالك البولية بارتفاع ضغط الدم في أثناء الحمل، وتسمم الحمل، وفقر الدم والتهاب الكلى.
على الناحية الأخرى، يقلل العلاج المبكر لالتهاب البول فرصة حدوث الولادة المبكرة وانخفاض الوزن عند الولادة.
كذلك يقلل خطر الإصابة بالتهاب الكلى؛ لذا قد يحمي الاكتشاف المبكر لالتهاب البول وعلاجه للأم والجنين من مضاعفات خطيرة.
أعراض التهاب البول للحامل
تجرثم البول قد يحدث دون وجود أي أعراض ويُكتشف عادةً في أثناء الفحوصات الدورية للحوامل.
على الرغم من عدم وجود أعراض لا بد من علاج تجرثم البول بالمضادات الحيوية مبكرًا لتقليل خطر حدوث ولادة مبكرة.
قد تشمل أعراض التهاب البول للحامل ما يأتي:
- حرقان أو ألم في أثناء التبول.
- تعكر لون البول.
- وجود نقاط أو خيوط رفيعة من الدم في البول.
- آلام شديدة في الحوض أو على جانبي الظهر.
- زيادة عدد مرات التبول
- شعور الحامل بضرورة التبول وتسرّب بعض قطرات البول أحيانًا.
- ارتفاع درجة الحرارة.
- الغثيان أو القيء.
قد تظهر أعراض التهاب البول للحامل عدة مرات لذا لا بد من المتابعة المستمرة حتى بعد تلقي العلاج.
قراءة تحليل البول للحامل
تُقيّم عينة البول بثلاث طرق: الفحص البصري، والاختبار السريع، والفحص المجهري.
الفحص البصري
يفحص الفني مظهر البول الذي يكون صافيًا في أغلب الحالات.
في حالات العدوى، قد يكون البول عكرًا أو له رائحة كريهة، كذلك يبدو البول رغويًا إذا احتوى على كمية كبيرة من البروتين.
يتغير لون البول لعدة أسباب منها تناول البنجر أو تناول أدوية معينة أو قد يتحول إلى اللون الأحمر أو البني إذا كان هناك دماء.
الاختبار السريع للبول
توضع عصا بلاستيكية رفيعة بها شرائط من المواد الكيميائية في البول.
يتحقق الاختبار السريع للبول من:
درجة الحموضة (PH)
تشير زيادة الحموضة إلى اضطراب في الكلى أو المسالك البولية.
التركيز
قد يزيد التركيز بسبب قلة شرب السوائل، وقد يحدث ذلك في حالات العدوى.
البروتين
عادةً لا تسبب الزيادات الطفيفة في البروتين في البول مشكلة، لكن زيادة البروتين بكمية كبيرة قد يشير إلى اضطراب في الكلى.
سكر
لا يوجد سكر في البول في الأشخاص الطبيعيين؛ لذلك وجود سكر في البول يستدعي إجراء اختبارات لتشخيص مرض السكري أو سكر الحمل.
الكيتونات
لا توجد الكيتونات أيضًا على نحو طبيعي في البول وإذا وُجد لا بد من استبعاد الإصابة بمرض السكري.
دليل على الإصابة
تشير زيادة النتريت أو إستراز الكريات البيض إلى وجود عدوى في المسالك البولية.
الدم
إذا وُجد دم في البول، لا بد من إجراء اختبارات إضافية لوظائف الكلى وسونار وإجراء اختبار مجهري للبول.
قد يوجد دم في البول نتيجة لإصابة أو حصوة في المسالك البولية أو التهاب أو سرطان في الكلى.
الفحص المجهري
يُفحص البول بدقة تحت المجهر بحثًا عن:
- خلايا الدم البيضاء (الكريات البيض):قد تكون علامة على وجود عدوى.
- خلايا الدم الحمراء (كريات الدم الحمراء): علامة على اضطرابات الكلى أو الدم أو أمراض خطيرة مثل: سرطان المثانة وقد تكون بسبب التهاب بسيط.
- البكتيريا أو الطفيليات تشير إلى وجود عدوى.
- القوالب -بروتينات على شكل أنبوب- تشير إلى اضطرابات في الكلى.
- البلورات: علامة على وجود حصوات في الكلى.
كيف اتخلص من التهاب البول في الحمل؟
يشمل علاج التهاب البول للحامل في الشهور الأولى للمرض عدة جوانب منها:
علاج التهاب البول للحامل بدون مضاد
يتجلى ذلك في عدة صور، مثل:
النظافة الشخصية
أظهرت الدراسات أن الحفاظ على النظافة الشخصية لم يكن كافيًا للحماية من التهاب البول.
كذلك تظهر النتائج أن زيادة النشاط الجنسي أكثر من مرتين أو ثلاث مرات أسبوعيًا؛ يزيد أعراض التهاب البول للحامل.
بينما يحمل غسل المنطقة التناسلية وإفراغ المثانة بعد الجماع تأثيرًا وقائيًا.
تُنصح السيدات بمسح المنطقة التناسلية جيدًا من الأمام إلى الخلف وليس من الخلف إلى الأمام لتجنب نقل البكتيريا من فتحة الشرج والمهبل إلى مجرى البول.
وجد أيضًا أن شرب كميات غير كافية من السوائل وتأخير إفراغ المثانة تزيد احتمالية الإصابة بعدوى المسالك البولية.
عصير التوت البري
قد يقلل عصير التوت البري قابلية الحوامل للإصابة بالتهابات المسالك البولية إضافةً إلى أنه آمن تمامًا في أثناء الحمل.
فيتامين ج
قد يزيد فيتامين ج (Ascorbic acid) المناعة ومن ثمّ له دور فعال في الوقاية التهاب البول للحامل ةمن العدوى عامةً.
الميرمية
تعد الميرمية من الأعشاب المفيدة للحوامل كذلك تشير بعض الدراسات إلى فاعليتها في الحماية من التهابات المسالك البولية.
علاج التهاب البول للسيدة الحامل بالأدوية
يُعالج التهاب المسالك البولية بالمضادات الحيوية (Antibiotics) بعد إجراء مزرعة للبول، مثل:
- أموكسيسيلين (Amoxicillin).
- أمبيسيلين (Ampicillin).
- سيفالوسبورين (Cephalosporins).
- نتروفورانتوين (Nitrofurantoin).
- تريميثوبريم-سلفاميثوكسازول (Trimethoprim-Sulfamethoxazole).
من خلال تجربتي مع التهاب البول في الحمل، لا أنصح بالاكتفاء بجرعة واحدة من المضادات الحيوية.
إذ يزيد ذلك فرص تكرار العدوى لذلك يجب إكمال مدة العلاج حتى بعد تحسن أعراض التهاب البول للحامل.
إذا تفاقمت العدوى وحدث التهاب في حوض الكلى فإن المريضة لا بد أن تتلقى العلاج بالمستشفى عبر تلقي خوافض للحرارة ومضادات حيوية وريدية ذات تأثير قوي.
التهاب حوض الكلى من المضاعفات الخطيرة التي قد تؤدي إلى الولادة المبكرة وتسمم دم الأم.
لكن يمكن تجنبه بسهولة إذا عولج التهابات المسالك البولية مبكرًا.
ختامًا؛ قد تتنوع أعراض التهاب البول للحامل من أعراض بسيطة إلى التهابات خطيرة؛ لذا لا بد من المتابعة الدورية وتلقي العلاج المناسب مبكرًا.
