تتشابه أعراض الذبحة الصدرية مع أعراض حرقة المعدة، مما يؤدي إلى تشخيصها بصورة خاطئة في بعض الأحيان.
لذلك تأتي الأمراض القلبية في مقدمة أسباب حدوث الوفيات في جميع أنحاء العالم.
تحدث الذبحة نتيجة انخفاض معدل تدفق الدم إلى عضلة القلب بسبب خلل في الشريان التاجي (Coronary Artery).
يؤدي ذلك إلى عدم وصول الكمية الكافية من الدم المحمل بالأكسجين إلى عضلة القلب، لذلك دعنا نتعرف إليها سويًا.
أنواع الذبحة
تتعدد أنواع الذبحة الصدرية من حيث مكان حدوثها وحدة أعراضها، مثلما يأتي:
- الذبحة المستقرة (Stable Angina).
- الذبحة غير المستقرة (Unstable Angina).
- ذبحة الأوعية الدقيقة (Microvascular Angina).
- الذبحة المتنوعة (Variant Angina).
تختلف الذبحة المتنوعة عن غيرها، إذ ربما تسبب تشنجات في الشريان مما يؤدي إلى انقباضه وضيقه.
كذلك تحدث عند التعرض للضغوط النفسية، أو التدخين، أو تعاطي المخدرات، مثل: الكوكايين.
أعراض الذبحة الصدرية
تُعد آلام الصدر العرض الأكثر أهمية من أعراض الذبحة، لكن تتفاوت حدتها من شخص لآخر، ومن هذه الأعراض التي قد يشعر بها المريض:
- الحرقان.
- الشعور بعدم الراحة.
- الشعور بثقل أو ضغط في الجهة اليسرى من الصدر، يمتد للذراع اليسرى وقد يصل إلى العنق، والفك، والظهر خلف الصدر.
- زيادة التعرق.
- كذلك الغثيان.
- أو ضيق التنفس.
كذلك قد تختلف الأعراض وحدتها وفقًا لنوع الذبحة:
- نجد الألم في الذبحة المستقرة يستمر مدةً قصيرة، وعادةً يزول في غضون 15 دقيقة مع التزام الراحة وتناول الدواء.
- بينما في حالة الذبحة غير المستقرة عادةً يستمر الألم حتى في وقت الراحة، وقد يستمر أكثر من 30 دقيقة ولا يزول حتى بعد تناول الدواء.
الذبحة بين الرجال والنساء
قد يشعر الرجال بألم في الصدر ويمتد إلى العنق والأكتاف، بينما تشعر المرأة بضيق التنفس، والدوار، والتعرق، بالإضافة إلى ألم البطن.
كذلك قد يكون الألم عند النساء مصاحبًا لآلام بالفك والعنق والظهر.
أسباب الذبحة الصدرية
يُعد عدم وصول الدم المحمل بالأكسجين إلى عضلة القلب السبب الأساسي لحدوثها، نتيجةً لضيق الشريان التاجي وانسداده بسبب إحدى هذه المسببات:
- تكوين جلطة دموية داخل الشريان التاجي، مما يؤدي إلى تقليل تدفق الدم الغني بالأكسجين إلى عضلة القلب.
- تكوين ترسبات من الكوليسترول والدهون الثلاثية داخل جدران الشريان.
كذلك بالإضافة إلى هذه الأسباب الآتية:
- الانسداد الرئوي (Pulmonary Embolism).
- اعتلال عضلة القلب (Cardiomyopathy).
- التصلب الأبهري (Aortic Stenosis).
- التهاب التامور.
- تمزق جدار الشريان الأبهر -أكبر شريان في الجسم- المعروف باسم تسلخ الأبهر (Aortic dissection).
الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالذبحة الصدرية
توجد عدة عوامل قد تُزيد خطر الإصابة، من ضمنها ما يلي:
التدخين
يؤدي التدخين، ومضغ التبغ، والتعرض مدةً طويلة للتدخين السلبي إلى تضيق شرايين القلب.
التقدم في العمر
الرجال الذين بلغ عمرهم 45 سنة، والسيدات اللاتي تجاوزن عمر 55 عامًا، أكثر عرضة لأمراض القلب.
المشروبات الكحولية
مثلها مثل التدخين، تؤثر في الشرايين ويؤدي ذلك إلى ضيقها بسبب ترسبات الكوليسترول داخل جدران الشرايين.
فرط ضغط الدم
يسبب ارتفاع ضغط الدم على الفترات الطويلة إلى سرعة إتلاف شرايين القلب.
التاريخ العائلي للمريض
إذا كان أحد أفراد العائلة مصابًا بأمراض القلب، مثل: ضيق الشريان التاجي، يجب حينها الحذر لأن هذا الشخص يكون أكثر عرضة للإصابة.
داء السكري
يزيد داء السكري خطر الإصابة بأمراض الشريان التاجي؛ إذ يرفع نسبة الكوليسترول في الدم.
السِمنة
تؤدي زيادة الوزن والسمنة إلى ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية والكوليسترول في الدم، كذلك تزيد خطر الإصابة بداء السكري، وأمراض القلب.
عدم ممارسة الرياضة
تؤثر في الصحة العامة للجسم، كذلك تزيد التوتر، الذي بدوره يرفع ضغط الدم، ويؤدي إلى أمراض القلب المختلفة.
زيادة نسبة الكوليسترول ونسبة الدهون الثلاثية في الدم
يؤدي ارتفاعهما إلى ارتفاع ضغط الدم أو ضيق الشريان التاجي.
كيفية تشخيص الذبحة
يجب -عزيزي القارئ- عند الشعور بأي من هذه الأعراض السابق ذكرها الاتصال بالطبيب في أسرع وقت ومراجعته.
إذ كلما شُخصت الأعراض سريعًا، تمكن الطبيب من التعامل معها على نحوٍ صحيحٍ.
بعض الفحوصات المطلوبة للتشخيص
كذلك لسرعة ودقة التشخيص، قد يطلب الطبيب إحدى هذه الفحوصات الآتية أو أغلبهم:
- تخطيط كهربية القلب (Electrocardiogram).
- فحص إجهاد القلب (Ergometric stress test).
- كذلك تصوير الصدر بالأشعة السينية (Chest X-ray).
- مخطط صدى القلب (Echocardiogram).
- تصوير الأوعية الدموية (Angiography).
- إجراء قسطرة القلب (Cardiac Catheterization).
- الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب للقلب (CT).
- تصوير القلب بالرنين المغناطيسي (MRI).
- كذلك بعض التحاليل المعملية، مثل: اختبارات الدم لقياس نسبة الكوليسترول والبروتين التفاعلي سي (CRP).
علاج الذبحة الصدرية
يختلف تحديد العلاج وفق حالة المريض، قد يصف الطبيب أحد العلاجات التالية:
تغيير في نمط الحياة اليومية
من خلال إحدى الطرق الآتية:
- المشي مدة 30 دقيقة يوميًا.
- الحرص على تناول الفواكه والخضراوات الطازجة.
- كذلك الامتناع عن تناول الأكل الدسم.
- تخفيف الوزن.
- تقليل التوتر اليومي.
تناول بعض الأدوية
من ضمن هذه الأدوية ما يلي:
- الأسبرين (Aspirin).
- النيترات (Nitrates).
- الستاتينات (Statins).
- حاصرات بيتا (Beta Blockers).
- كذلك حاصرات قنوات الكالسيوم (Ca-Channel Blockers).
- مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACEI).
التدخل الجراحي
ذلك باستخدام القسطرة للدخول إلى الوعاء المراد توسعته، وإدخال بالونًا.
بعد ذلك ينفخ الطبيب البالون لتوسيع الشريان، ويضع حينها دعامة لإبقاء الشريان مفتوحًا.
لكن في بعض الأحيان يكون الشريان مسدودًا بالكامل، لذلك يحتاج المريض حينها إلى إجراء جراحة القلب المفتوح وتغيير الشريان لإنقاذ حياته.
أخيرًا، إذا كان الشخص مُعرضًا للإصابة بالذبحة الصدرية يجب عليه توخي الحذر والابتعاد عن عوامل الخطر، كذلك ممارسة العادات الصحية، والابتعاد عن ضغوط الحياة.
كذلك استشارة الطبيب على الفور إذا شعر الفرد بأحد الأعراض، وإجراء الكشف الدوري لمن هم أكثر عرضة للإصابة لضمان سرعة التشخيص والعلاج.