يعد مرض القوباء التناسلية أحد الأمراض المعدية المنتشرة؛ نتيجة الإصابة بفيروس الهربس (Herpes virus).
ما هو مرض القوباء التناسلية؟ وما أعراضه، وطرق العلاج؟ هذا ما سوف نتعرف إليه خلال جولتنا في هذا المقال.
هربس الأعضاء التناسلية
يصنّف فيروس الهربس إلى نوعين:
- هربس الأعضاء التناسلية (HSV-2).
- الهربس الفموي (HSV-1).
الفرق بين القوباء التناسلية والهربس الفموي
يختلف كل من الهربس الفموي والقوباء التناسلية من حيث: فصيلة الفيروس المسبب لكلٍ منهما، ويختلفان أيضًا في الأعراض والشكل المميز لكلٍ منهم.
شكل الهربس الفموي
يتميز الهربس الفموي بوجود بثور وتقرحات حول الفم أو الشفتين، يطلق عليها (بثور الحمى) أو (قروح البرد).
شكل الهربس التناسلي
يظهر الهربس التناسلي في صورة تقرحات، تنتشر حول الأعضاء التناسلية والمستقيم أيضًا، وقد تنتشر في أماكن أخرى.
القوباء المنطقية
تعد القوباء المنطقية مرض معدٍ، يظهر نتيجة الإصابة بفيروس (Varicella-zoster)، الذي يسبب أيضًا مرض جدري الماء.
كما تظهر القوباء المنطقية على هيئة طفح جلدي، يسبب الألم، وقد يصل إلى الحرق.
كذلك تتميز بوجود البثور في صورة شريط على جانب واحد من الجسم، وعادةً ما تظهر على الجذع أو الرقبة أو الوجه.
ربما تشمل الأعراض: الحمى، أو الصداع، أو الإجهاد، أو ضعف العضلات.
تجدر الإشارة إلى أن أعراض القوباء المنطقية تختفي في خلال 2 إلى 3 أسابيع.
ما أسباب الإصابة بمرض الهربس؟
ينتقل عادةً الهربس الفموي من خلال الإفرازات الفموية أو تقرحات الجلد، بواسطة التقبيل، أو مشاركة الأشياء، مثل: فرشاة الأسنان أو أواني الطهي.
بينما ينتقل الهربس التناسلي من خلال الاتصال الجنسي مع شخص مصاب بعدوى فيروس هربس 2 (HSV-2).
كذلك قد ينتقل من الأم المصابة إلى الطفل في أثناء الولادة الطبيعية، لذلك يجب التحدث إلى الطبيب وتوضيح الأمر قبل عملية الولادة.
تشخيص القوباء التناسلية
يمكن تشخيص القوباء التناسلية بسهولة في أغلب الحالات؛ نظرًا للأعراض الواضحة والمميزة للمرض.
لكن عند اختلاط الأمر بينها وبين مرض آخر قد يلجأ الأطباء إلى بعض الفحوص التأكيدية، مثل:
- اختبار الحمض النووي (DNA).
- اختبار تفاعل البلمرة المسلسل (PCR).
- إجراء مزرعة فيروسية لتحديد الفيروس.
هل الهربس ينتقل عن طريق الجنس؟
يعد الاتصال الجنسي الطريقة الأساسية لانتقال فيروس الهربس التناسلي.
الهربس التناسلي والزواج
نظرًا لانتقال الهربس التناسلي من خلال الاتصال الجنسي؛ فقد يلزم اتباع بعض سبل الوقاية حتى لا ينتقل المرض إلى الطرف الآخر، مثل:
- استخدام الواقي الذكري أثناء كل اتصال جنسي.
- تجنب الجماع أيضًا إذا كان أحد الشريكين مصابًا بتفشي الهربس في منطقة الأعضاء التناسلية.
الأغذية التي تنشط فيروس الهربس
يظن كثير من الناس أن بعض الأغذية قد تنشط فيروس الهربس، لكن لا يوجد دليل على هذا الادعاء.
لكن عادةً ما يحفَّز الفيروس من خلال:
- الإجهاد العام.
- ضعف جهاز المناعة.
- تقلب الهرمونات.
- بعض الأدوية، مثل: الستيرويدات أو العلاج الكيماوي.
- الضغط العصبي.
- صدمة في الأماكن المصابة.
علاج القوباء التناسلية
لا يوجد علاج لفيروس الهربس، إذ بمجرد الإصابة يكمن في الخلية العصبية في صورة غير نشطة، إلى أن يتسبب شيئًا ما في ظهوره مرة أخرى.
لذا قد يصف الأطباء بعض العلاجات لتخفيف الأعراض وتسريع الشفاء، مثل:
- فامفير (Famvir).
- زوفيراكس (Zovirax).
- فالتركس (Valtrex).
لا يُنصح بتناول أي أدوية دون استشارة الطبيب.
علاج القوباء التناسلية بالأعشاب
ربما تُستخدم الأعشاب وبعض الزيوت الأساسية في الحد من انتشار الفيروس، وكذلك تخفيف الشعور بالألم، مثل:
- زعتر الحديقة (Garden thyme).
- إكليل الجبل (Rosemary).
- السرو الهينوكي (Hinoki cypress).
لكن لا يوجد دليل كافٍ على تأثير هذه الأعشاب في علاج الهربس، كذلك لم يُثبت أمان هذه المنتجات فقد يسبب بعضها ضررًا.
علاج القوباء التناسلية بالثوم
تشير بعض الدراسات القديمة إلى تأثير الثوم في تقليل نشاط بعض الفيروسات؛ نظرًا لمحتواه من مركب الأليسين (Allicin).
مع ذلك لا يوجد دليل واضح على فاعلية الثوم في منع أو علاج الهربس.
علاج الهربس التناسلي بالليزر
تؤكد بعض الدراسات فاعلية الليزر منخفض الكثافة لعدوى الهربس المتكررة، إذ يُسرع شفاء الجروح وتخفيف الألم أيضًا.
علاج الهربس التناسلي في المنزل
قد تفيد بعض الحلول المنزلية في تخفيف أعراض مرض الهربس، مثل:
- تطبيق الكمادات الدافئة أو الباردة.
- غسل المنطقة المصابة بالماء مع الملح.
- استخدام بعض الفيتامينات لتقوية المناعة، مثل: فيتامين د (Vit D) وفيتامين هـ (Vit E).
- وضع الفازلين الطبي على المنطقة المصابة؛ لتخفيف الألم وعدم الراحة المرتبطة بالتبول.
- إضافة بعض الأطعمة التي تساعد على الحد من التهابات الهربس إلى النظام الغذائي، مثل: الرمان إذ يحتوي على خصائص مضادة للالتهاب والأكسدة.
- تجنب التدخين أو الاستهلاك المفرط للكافيين.
حالات شفيت من القوباء التناسلية
توجد كثير من الأمثلة للحالات التي كانت تعاني القوباء التناسلية أو الهربس التناسلي، ولاحظت تحسنًا واضحًا في خلال أسابيع.
كذلك وردت بعض الحالات التي لاحظت الشفاء دون تناول أي علاجات.
بعضها الآخر قد لجأ للطبيب، وتناول بعض الأدوية للتخفيف من شدة الأعراض.
لكن غالبًا ما تظهر العدوى مرة أخرى عند التعرض لظروف معينة، مثل نقص المناعة.
ختامًا، مرض القوباء التناسلية مرض معدٍ، لا يُشفى تمامًا، لكن تظهر وتختفي الأعراض مع اختلاف حدتها وفقًا لحالة المريض.
كل ما عليك -عزيزي القارئ- توخي الحذر عند التعامل مع الشخص المصاب بالمرض.
دمتم أصحاء!
