يُصاب بعض الأشخاص بتعرق اليدين المفرط مما يسبب لهم حرجًا شديدًا في حياتهم اليومية، ويؤثر كذلك في ممارسة أبسط الأنشطة.
بالإضافة إلى أنه كثُرت في الآونة الأخيرة التساؤلات حول أسباب ذلك العرَض، وهل تعرق اليدين مرض نفسي؟ أم له أسباب أخرى.
لذا نود عزيزي القارئ أن تكمل معنا هذا المقال الشيق؛ لمعرفة كل ما يخص تعرق اليدين المفرط.
ما تعرق اليدين المفرط؟
يُعرف تعرق اليدين المفرط بفرط التعرق الراحي؛ إذ تتميز هذه الحالة بالتعرق الشديد لراحة اليد.
بالإضافة إلى ذلك قد يرتبط تعرق اليدين بتعرق القدمين؛ إذ يُعرف أيضًا تعرق القدمين بالتعرق الأخمصي المفرط.
كذلك تندرج كثرة تعرق اليدين والقدمين تحت فرط التعرق الأولي التي تسبب فرط التعرق في الأطراف وتحت الإبط والوجه.
يصيب تعرق اليدين المفرط أيضًا ما بين 2 إلى 3% من الأشخاص.
قد يشعر المصابون بخجل شديد بسبب التعرق المستمر لأيديهم إذ إن أمرًا بسيطًا مثل المصافحة يسبب لهم قلقًا شديدًا.
لذلك فإن تعرق اليدين المتكرر غير الناتج عن ارتفاع درجة الحرارة دليل على الإصابة بالتعرق المفرط.
ما أسباب كثرة تعرق اليدين؟
يتساءل المصابون بتعرق اليدين المفرط عن أسباب تعرق اليدين المفاجئ، الذي يحدث نتيجة النشاط الزائد للغدد العرقية.
لكن هناك أسباب أخرى عديدة لحدوث تعرق اليدين المفرط، ومنها:
- الالتهابات.
- تناول المخدرات.
- فرط نشاط الغدة الدرقية.
- أمراض الرئة.
- الأكروميجالي (Acromegaly)، وهو حالة تنتج فيها الغدة النخامية هرمون النمو بكثرة؛ إذ تتميز هذه الحالة بتضخم الأطراف.
- سن اليأس وتوقف الطمث.
- الدرن.
- السكتة الدماغية.
- تورم الغدة الكظرية.
- المتلازمة السرطاوية، تحدث نتيجة وجود ورم سرطاني في الأمعاء الدقيقة أو البنكرياس أو الكبد أو المعدة.
- داء السكري.
- انخفاض مستوى السكر في الدم.
- النوبات القلبية.
- مشكلات الجهاز العصبي.
- السمنة.
- مرض باركنسون.
- الآثار الجانبية للعقاقير الطبية.
ما أعراض تعرق اليدين المفرط؟
يشعر المصابون بتعرق اليدين المفرط برطوبة اليدين الدائمة؛ مما يجعلهم يشعرون بعدم الارتياح خاصةً في أثناء ممارستهم الأنشطة اليومية.
يحدث هذا العرَض دون سبب خارجي، مثل ممارسة الرياضة أو زيادة في درجات الحرارة، لكنه يحدث في خلال أي موسم، كذلك يزداد فرط تعرق اليدين عند التوتر أو القلق.
إضافةً إلى ذلك تظهر أعراض زيادة تعرق اليدين في أثناء الطفولة، وتزداد الأعراض في سن البلوغ.
تنخفض تلك الأعراض في الأربعينيات أو الخمسينيات من العمر طالما أنه غير ناتج عن ظروف طبية أخرى.
كيفية تشخيص تعرق اليدين المفرط
يذهب المصابون إلى الطبيب من أجل علاج تعرق اليدين نهائيًا، فيبدأ الطبيب بتشخيص الحالة أولًا؛ حتى يصف العلاج المناسب لكل حالة.
من ثَم يسأل الطبيب المريض عن مكان التعرق في الجسم ونمط التعرق والتوقيت الخاص به.
بالإضافة إلى ذلك هل يعاني المريض أعراضًا أخرى؟ مثل فقدان الوزن، أو الحمى، أو فقدان الشهية، أو التغير في مستويات الهرمونات.
يُجرِي الطبيب اختبارات تشخيصية، في حالة عدم وجود سبب طبي آخر لتعرق اليدين المفرط، التي من أهمها:
اختبار النشا واليود
يضع الطبيب محلول اليود على راحة اليد، وبمجرد التجفيف تُرَش النشا.
يحول محلول النشا واليود راحة اليد إلى اللون الأزرق الداكن في مناطق التعرق الزائد.
الاختبار الورقي
يضع الطبيب نوعًا من الورق الخاص بذلك على راحة اليد؛ لامتصاص العرق، ثم يزن الطبيب الورقة لمعرفة كمية العرق المتراكمة على راحة اليد.
كذلك حتى يتمكن الطبيب من التشخيص الصحيح، لا بد من وضوح تعرق اليدين المفرط لدى المريض مدة 6 أشهر أو أكثر.
تشمل العوامل الأخرى المساهمة في التشخيص ما يأتي:
- التعرق في كلتا اليدين.
- التعرق المتكرر (حدوث نوبات تعرق مرة واحدة على الأقل أسبوعيًا).
- تعارض التعرق مع الأنشطة اليومية.
- حدوث التعرق بعد سن 25 عامًا.
- التاريخ الطبي للمريض.
- توقف التعرق في أثناء النوم.
ما طرق علاج تعرق اليدين المفرط؟
يبحث المصابون باستمرار عن أفضل العلاجات؛ للتعافي من تعرق اليدين المفرط، لذلك تنوعت طرق العلاج ما بين العلاجات الطبية والطبيعية.
العلاجات الطبية
تعددت طرق العلاج الطبية لتعرق اليدين المفرط، ومنها:
أدوية لعلاج تعرق اليدين
يبحث المريض دائمًا عن دواء أو كريم لعلاج تعرق اليدين، فينصح الطبيب باستخدام مضادات التعرق على اليدين؛ للمساعدة على سد الغدد العرقية.
قد يصف الطبيب أيضًا الدواء المضاد للكولين الذي يساعد على منع الناقلات العصبية المسؤولة عن إفراز العرق.
يُعد دواء أوكسيبوتينين هيدركلوريد (Oxybutynin Hydrochloride) أكثر الأدوية المضادة للكولين انتشارًا.
توكسين البوتولينوم أو البوتوكس (Botox)
تُستخدم حقن البوتوكس (Botox) لعلاج تعرق اليدين، من خلال إطلاق مادة أستيل كولين التي تقلل كمية العرق العرق الناتجة من الغدد العرقية في اليدين.
قد يستمر مفعول حقن البوتوكس في الجلد مدة 6 أشهر تقريبًا.
الإرحال الأيوني
هو جهاز طبي يعتمد على الماء والتيار الكهربي؛ لتمرير مادة مؤينة في الجلد لمنع تعرق اليدين.
يمنع هذا الإجراء العرق مدة 4 أسابيع تقريبًا، ويخضع المريض لذلك 4 مرات على الأقل أسبوعيًا، إذ تستغرق كل جلسة ما بين 30 إلى 40 دقيقة.
استئصال الودي الصدري بالمنظار (ETS)
يلجأ الطبيب للتدخل الجراحي في حالة عدم استجابة المريض لأيٍ من العلاجات السابق ذكرها.
قد يوصي الطبيب بإجراء هذه العملية الجراحية، لإزالة الغدد العرقية في منطقة التعرق مما يجعل التعرق مستحيلًا.
وصفات طبيعية لعلاج تعرق اليدين
يفضل البعض استخدام الوصفات الطبيعية والعلاجات المنزلية في حالة أن الوضع لا يستدعي تدخل الطبيب.
فقد تقلل عديد من الحيل والعلاجات المنزلية التعرق بصورة كبيرة، كذلك باستخدام مضادات التعرق الطبيعية، ومنها:
صودا الخبز (Baking Soda)
تساعد صودا الخبز على تقليل تعرق اليدين المفرط؛ وذلك لأن صودا الخبز قلوية فتقلل التعرق وتؤدي إلى سرعة تبخره.
تُخلط 2 ملعقة صغيرة من صودا الخبز مع الماء لعمل عجينة، ثم تُفرك على اليدين مدة 5 دقائق.
خل التفاح
يحافظ خل التفاح العضوي على جفاف اليدين وموازنة مستويات الأس الهيدروجيني في الجسم.
يوضع خل التفاح على اليدين ويُترك طوال الليل، كذلك يوضع 2 ملعقة كبيرة في النظام الغذائي اليومي.
أوراق الميرمية
تخفف أوراق الميرمية تعرق اليدين، وذلك بإضافتها إلى الطعام أو احتساء شاي الميرمية.
قد توضع الميرمية المجففة في غلاف من القماش و حملها في الجيب؛ لوضع اليدين حولها فتزيل زيوت الجلد الزائدة وتمنع التعرق.
بالإضافة إلى ذلك توضع أوراق الميرمية في الماء وتنقع اليدين في الخليط مدة 20 دقيقة.
كيفية التخلص من تعرق القدمين
لوحظ كذلك كثرة البحث عن سبل التخلص من تعرق القدمين، التي من أهمها:
- غسل القدمين لتبريد الجلد وتقليل التعرق.
- نقع القدمين في الشاي الأسود مدة 20 دقيقة يوميًا؛ لغلق مسام الجلد وتقليل التعرق.
- ارتداء الجوارب القطنية الطبيعية الماصة للرطوبة.
- دهن الكحول المحمر (Rubbing Alcohol) بين الأصابع أو على المنطقة المتعرقة في القدم؛ لتجفيف القدم و إيقاف التعرق.
- ينصح الطبيب كذلك باستخدام الإرحال الأيوني في الحالات المستعصية.
خلاصة القول -عزيزي القارئ- في حالة الإصابة بتعرق اليدين المفرط الملحوظ، يجب استشارة الطبيب لوصف العلاجات المناسبة للحالة.
كذلك يمكن استخدام الوصفات الطبيعية المتاحة للتخلص من تعرق اليدين المفرط.