تصيب دوالي الخصية كثير من الرجال، لكن إذا لم تعالَج بطريقة صحيحة؛ تؤدي إلى عواقب وخيمة منها العقم.
فى هذا المقال سنتعرف سويًا إلى أسباب حدوثها وطرق تشخيصها، كذلك نتطرق إلى كيفية علاجها.
ما دوالي الخصية؟
هي تضخم في الأوردة داخل كيس الصفن، وتعد سببًا شائعًا لانخفاض إنتاج الحيوانات المنوية وجودتها، مما قد يؤدي إلى العقم.
مع ذلك، لا تؤثر دوالي الخصية في إنتاج الحيوانات المنوية في جميع الحالات.
في بعض الحالات يمكن أن تسبب الدوالي فشل نمو الخصيتين طبيعيًا أو تقلصهما.
تتطور الدوالي في الخصية بمرور الوقت، لذلك من السهل تشخيصها، ولحسن الحظ معظمها لا يحتاج إلى علاج.
عادةً يمكن علاج الدوالي المصحوبة بأعراض عن طريق الجراحة.
الأعراض دوالي الخصية
عادةً لا تظهر أي أعراض، لكن في بعض الحالات قد تسبب الألم.
وصف الألم
- تختلف حدة الألم من ألم غير ملحوظ إلى ألم حاد جدًا.
- يزيد مع الوقوف لفترات طويلة أو المجهود البدني.
- يزداد الألم سوءًا على مدار اليوم.
- يحدث تحسن ملحوظ عند الاستلقاء على الظهر.
- قد تؤدي إلى ضعف الخصوبة.
بمرور الوقت، قد تتضخم دوالي الخصية وتصبح أكثر وضوحًا، وتشبه عندئذ كيسًا من الديدان، ويمكن أن تتسبب في حدوث تورم في الخصية.
تعد دوالي الخصية اليسرى الأكثر شيوعًا، وذلك لاختلاف التكوين التشريحي بين الجهة اليمنى واليسرى؛ إذ يوجد وريد الخصية اليسرى بزاوية حادة مقارنةً بوريد اليمنى.
أسباب دوالي الخصية
لا يوجد سبب محدد، لكن يمكن تفسير حدوثها ببعض الأسباب ومنها:
- عندما تمنع الصمامات الموجودة داخل الأوردة الدم من التدفق بصورة صحيحة، يتراجع الدم وتتوسع الأوردة.
- ربما تضغط الغدد الليمفاوية المنتفخة القريبة من الخصيتين على الأوردة.
- يمكن أن يؤدي إلى تورم مفاجئ في أوردة كيس الصفن، وغالبًا ما يكون هذا مؤلمًا.
تشخيص دوالي الخصية
قد يتمكن الطبيب من الشعور بالكتلة بسهولة، فهي تبدو وكأنها كيس من الديدان.
إذا لم يحدث ذلك، فقد يطلب الطبيب من المريض الوقوف، وأخذ نفسًا عميقًا، وحبسه في أثناء الضغط للأسفل.
تسمى تلك الطريقة مناورة فالسالفا (Valsalva maneuver)، وتساعد على الشعور بتضخم الأوردة.
قد يحتاج الطبيب في بعض الأحيان إلى عمل بعض الفحوصات الإضافية، مثل:
فحص كيس الصفن بالموجات فوق الصوتية (Scrotal Ultrasound)
توجد عدة درجات لفحص كيس الصفن بالموجات فوق الصوتية (السونار).
الدرجة 0
لا يوجد أعراض ولا يوجد انتفاخ ملموس، ويمكن اكتشافه بالتصوير.
الدرجة 1
يمكن ملاحظته في أثناء مناورة فالسالفا، لكن ليس بخلاف ذلك.
الدرجة 2
محسوس في حالة الراحة، لكنه غير مرئي.
الدرجة 3
مرئية وملموسة في الراحة.
أشعة مقطعية على البطن والحوض (CT Abdomen and Pelvis)
للتأكد من عدم وجود أورام مسببة للضغط على الأوردة .
مضاعفات دوالي الخصية
إذا لم تعالج مبكرًا قد تؤدي إلى ما يلي:
- انكماش أو ضمور في الخصية اليسرى.
- العقم في حال عدم تلقي العلاج المناسب.
- انخفاض نسبة هرمون التستوستيرون.
دوالي الخصية والانجاب
قد لا تكون هناك حاجة إلى العلاج، إذ يستطيع عديد من المصابين إنجاب أطفال دون أي علاج.
مع ذلك؛ إذا تسببت تلك الدوالي في الألم أو ضمور الخصية أو العقم فيجب التفكير في علاجها؛ إذن الذي يحدد ضرورة العلاج من عدمه هو إمكانية أن تسبب دوالي الخصية العقم.
تجرى الجراحة لإعادة توجيه تدفق الدم نحو الأوردة الطبيعية عن طريق إغلاق الوريد المصاب.
إذ يؤدي العلاج إلى تحسين العقم أو علاجه أو تحسين جودة الحيوانات المنوية.
علاج دوالي الخصية
الجراحة المفتوحة (Varicocelectomy)
تجرى الجراحة تحت تأثير التخدير الموضعي أو العام؛ إذ يمكن الوصول إلى الخصية عن طريق شق في البطن أو المنطقة الأُربيَّة.
تحقق الجراحة المفتوحة أعلى معدلات النجاح عند مقارنتها بالطرق الجراحية الأخرى.
كذلك يمكن استئناف الأنشطة العادية بعد يومين، وقد يعود المريض إلى ممارسة نشاط أكثر شدة، مثل: ممارسة الرياضة بعد أسبوعين.
الألم الناتج عن هذه الجراحة يكون خفيفًا بشكل عام، لكنه قد يستمر عدة أيام أو أسابيع، لذلك يمكن استعمال مسكنات للألم فترة محدودة بعد الجراحة.
قد ينصح الطبيب بعدم ممارسة الجنس فترة من الوقت.
في أغلب الأحيان، يستغرق الأمر عدة أشهر بعد الجراحة قبل أن يظهر تحسن في جودة الحيوانات المنوية من خلال تحليل السائل المنوي؛ هذا لأن الأمر يستغرق ثلاثة أشهر تقريبًا لتكوين الحيوانات المنوية الجديدة.
الجراحة بالمنظار (Laparoscopic surgery)
يتضمن هذا الإجراء شقًا صغيرًا، ثم تُدخل أنابيب تحتوي على أدوات جراحية وكاميرا للرؤية بالداخل.
تجرى الجراحة تحت تأثير التخدير العام لضرورة النوم في أثناء الجراحة.
الإصمام عبر الجلد (Percutaneous Embolization)
يجرى الإصمام بواسطة اختصاصي الأشعة التداخلية.
يهدف إلى العثور على جميع الأوردة المؤدية إلى دوالي الخصية لمنع تدفق الدم إليها وتندبها.
يُجرى إما بمخدر موضعي أو بتخدير خفيف من خلال ثقب صغير جدًا في الفخذ.
العلاجات المنزلية
إذا كانت دوالي الخصية تسبب ألمًا طفيفًا، لكنه لا يؤثر في الخصوبة ، فيمكن تجربة ما يلي لتخفيف الألم:
- تناول مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية، مثل: أسيتامينوفين (Panadol) أو إيبوبروفين (Brufen).
- ارتداء دعامة رياضية لتخفيف الضغط.
ما بعد العلاج
يكون الشفاء بعد الجراحة سريعًا، وغالبًا ما يكون الألم خفيفًا، لكن يجب تجنب ممارسة الرياضة مدة 10 إلى 14 يومًا.
يمكن العودة إلى العمل بعد 5 إلى 7 أيام من الجراحة.
بالنسبة إلى الجراحة التي تجرى بسبب مشكلات في الخصوبة والإنجاب، يجرى تحليل السائل المنوي بعد ثلاثة إلى أربعة أشهر من إجراء الجراحة.
إن تأثير علاج دوالي الخصية في الخصوبة غير واضح حتى الآن؛ إذ تظهر بعض الدراسات تحسنًا في الخصوبة بعد علاجها، بينما لا تشير دراسات أخرى إلى ذلك.
جدير بالذكر أنه تتحسن جودة السائل المنوي في حوالي 6 من كل 10 رجال يعانون العقم بعد العلاج.
كذلك يجب التفكير في علاج دوالي الخصية جنبًا إلى جنب مع خيارات علاج الخصوبة والعقم الأخرى.
يجب الإسراع في علاج دوالي الخصية إن حدثت في سن المراهقة، الذي يكون سببه الرئيس بطء نمو الخصية، ومع ذلك قد يحدث أو لا يحدث نمو طبيعي بعد إجراء الجراحة.
ختامًا، دوالي الخصية مرض يصاب به عدد ليس بقليل من الرجال، لذلك فى هذا المقال تعرفنا إليه، وعلى كيفية تشخيصه والسبل المختلفة لعلاجه، نرجو أن تكونوا قد استفدتم من هذه المعلومات.