ظللت أبحث طوال الليل عن علاج التهاب المهبل الضموري، لكني توصلت أنه ليس المرض الوحيد الذي يزعج المرأة.
تتوالى المشكلات يوميًا على أطباء النساء وتتعدد الشكاوي، لكن أبرزها مرتبط بصحة المهبل عند المرأة، سواءً كانت متزوجة أم لا.
تعد صحة المهبل جزءًا هامًا من الصحة العامة للمرأة، وتؤثر إلى حدٍ كبير في الخصوبة والرغبة في ممارسة الجنس وكذلك الوصول إلى لنشوة الجنسية.
كذلك تتسبب مشكلات المهبل المستمرة في إثارة الضغوط النفسية ومشكلات في العلاقة الزوجية وتؤثر في الثقة بالنفس.
سنتعرف في هذا المقال إلى أبرز المشكلات التي تؤثر في صحة المهبل وعلاجها، وأبرز ما يزعج المرأة بعد سن اليأس، لكن أولًا سنتعرف إلى ماهية المهبل.
المهبل
يربط المهبل كلًا من الرحم وعنقه بخارج الجسم؛ فيسمح بخروج الحيض والجماع والولادة، ويتكون من قناة عضلية مبطنة بالأعصاب والأغشية المخاطية.
تتكون جدران المهبل من عضلة مغطاة بغشاء مخاطي، مثل الغشاء المبطن للفم، ويحتوي على طبقات من الأنسجة المرنة تتمدد في الولادة.
يصيب الجهاز التناسلي الأنثوي بعض الأمراض، مثل: التهاب المهبل الضموري والرحم الضموري والجفاف وحكة المهبل وغيرها.
إفرازات المهبل
تعد الإفرازات المهبلية المدبر المنزلي للجهاز التناسلي الأنثوي؛ فيُوكَّل إليها مهمة نقل الخلايا الميتة والبكتيريا للخارج، والحفاظ على سلامة المهبل ومنع العدوى.
قد يحدث بعض التغيرات سواء في لون الإفرازات أو رائحتها أو ملمسها، ذلك بسبب:
- تناول المضادات الحيوية أو الستيرويدات.
- التهاب المهبل البكتيري (الأكثر شيوعًا بين النساء الحوامل).
- تناول أقراص منع الحمل.
- سرطان عنق الرحم.
- الأمراض المنقولة جنسيًا.
- مرض السكرى.
- استخدام الغسول أو الصابون المعطر.
- عدوى الحوض بعد إجراء جراحة.
- داء المشعرات (Trichomoniasis).
- ضمور المهبل (Vaginal Atrophy).
- التهاب المهبل (Vaginitis).
يدل تغير لون الإفرازات على احتمالية وجود مشكلة بالجهاز التناسلي؛ فقد يكون:
البني | قد يكون سرطان عنق الرحم أو سرطان بطانة الرحم ويحدث عادةً بسبب عدم انتظام الدورة الشهرية. |
الأصفر | قد يدل على الإصابة بالسيلان (Gonorrhea). |
الأصفر أو الأخضر مع وجود رغوة | يدل على الإصابة بداء المشعرات. |
أبيض سميك وله قوام الجبن | احتمالية الإصابة بعدوى الخميرة. |
أبيض أو رمادي أو أصفر مع وجود رائحة السمك | قد يدل على الإصابة بالتهاب المهبل البكتيري. |
التهاب المهبل الضموري
يحدث ضمور المهبل أو التهاب المهبل الضموري بسبب نقص مستويات هرمون الإستروجين، نتيجة انقطاع الطمث أو ربما قبله؛ ويؤدي ذلك إلى ترقق جدار المهبل وجفافه.
أسباب التهاب المهبل الضموري
ينخفض مستوى هرمون الإستروجين بالجسم نتيجةً لما يأتي:
- الوصول لسن اليأس (Menopause).
- السنوات التي تسبق سن اليأس (Perimenopause).
- الاستئصال الجراحي لكلا المبيضين (Surgical menopause).
- الرضاعة الطبيعية.
- تناول بعض الأدوية مثل أقراص منع الحمل التي تؤثر في معدلات الإستروجين بالجسم.
- العلاج الإشعاعي للحوض.
- العلاج الكيماوي للسرطان.
- أثر جانبي لأدوية سرطان الثدي الهرمونية.
- التعرض للضغط الشديد.
- الاكتئاب.
- داء السكري غير المنضبط.
- ممارسة التمارين القاسية.
أعراض التهاب المهبل الضموري
تشمل الأعراض الآتي:
- حرقان المهبل وجفافه.
- إفرازات مهبلية.
- الشعور بالحكة في الأعضاء التناسلية.
- حرقان البول.
- كثرة التبول.
- تكرر حدوث عدوى في الجهاز البولي.
- سلس البول (Incontinence).
- حدوث نزيف.
علاج التهاب المهبل الضموري
يحسن العلاج صحة المهبل، فإما يعالج السبب الرئيس أو الأعراض، وقد تكون:
- أعراض خفيفة، فتساعد المرطبات أو المزلقات ذات الأساس المائي على علاج الجفاف.
- أعراض شديدة، فيساعد العلاج بديل الإستروجين على تحسين مرونة المهبل ورطوبته.
ينقسم العلاج إلى:
- علاج هرموني.
- كذلك علاج غير هرموني.
- علاج بالأعشاب.
العلاج الهرموني
يعد علاج بديل الإستروجين من العلاجات الفعالة في علاج التهاب المهبل الضموري، ويؤخذ إما بالفم أو موضعي.
الإستروجين الموضعي
يُستخدم عبر الجلد فيحد من كمية الإستروجين التي تدخل مجرى الدم، ولا يعالج أعراض انقطاع الطمث، مثل: الهبات الساخنة.
لم يثبت حتى الآن أن العلاج الموضعي يزيد خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم، ويتوفر في عدة أشكال، مثل:
- حلقة مهبلية من الإستروجين (إسترنج Estring):
هي حلقة مرنة وناعمة تدخل في الجزء العلوي من المهبل، إما بواسطة المريضة أو الطبيب.
تطلق الحلقة جرعات ثابتة من الإستروجين، وتُستبدل كل ثلاثة أشهر، لكن تكون الجرعات عالية لذلك قد تزيد خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم.
- كريم بريمارين (Premarin) وإستريز (Estrace):
يدخل إلى المهبل وقت النوم، يصفه الطبيب يوميًا مدة أسبوعين ثم يقلله إلى مرتين أو ثلاث مرات بالأسبوع، ويعد كريم طبي لجفاف المهبل.
- أقراص فاجي فيم (Vagifem):
تدخل إلى المهبل، يصفها الطبيب مرة يوميًا ثم يقللها إلى مرة أو مرتين بالأسبوع.
الإستروجين الفموي
يُستخدم لعلاج أعراض انقطاع الطمث، مثل: الهبات الساخنة والتعرق الليلي وجفاف المهبل، لكن قد يزيد خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان مع الاستخدام المستمر.
إذا لم يتضمن التاريخ المرضي وجود سرطان، فيوصف هرمون البروجيستيرون بالإضافة إلى هرمون الإستروجين، سواءً في شكل أقراص أو لصقات.
لكن يجب مراجعة الطبيب في حالة حدوث نوبات من النزيف؛ لأنها قد تكون علامة مبكرة على الإصابة بسرطان بطانة الرحم.
العلاج غير الهرموني
يعد العلاج غير الهرموني فعال في تقليل الألم في أثناء الجماع عند النساء المصابات بأعراض خفيفة من جفاف المهبل، ومن أمثلتها:
المزلقات
توفر الراحة على المدى القصير، وتحسن الجفاف في الجماع.
المرطبات
تعلق على خلايا جدار المهبل ومن ثَم تساعد على حبس الماء، وزيادة الرطوبة وتقلل حموضة المهبل، بالإضافة إلى أنها آمنة للاستخدام اليومي.
علاج ضمور المهبل بالاعشاب
يتوفر عدد منها لتخفيف الانزعاج وعلاج التهاب المهبل الضموري، مثل:
الأعشاب والمكملات الغذائية
أجريت دراسة عام 2014 على زيت نبق البحر كبديل للعلاج بالإستروجين؛ إذ لاحظ المشاركون تحسنًا في مرونة المهبل وسلامة الأنسجة.
لوحظ كذلك في نهاية الدراسة حدوث زيادة في آلام المفاصل ومشكلات بالمعدة لدى بعض المشاركين، لكنه من غير الواضح إذا كان مرتبطًا بالزيت أم لا.
تشمل العلاجات العشبية الآتي:
- فيتامين هـ.
- فيتامين أ.
- بيتا كاروتين.
- أوميغا 3.
جفاف المهبل
يعد جفاف المهبل من الأعراض الشائعة في أثناء الطمث وبعد انقطاعه، ويمكن أن يؤدي إلى حدوث ألم في أثناء الجماع ويزيد خطر الإصابة بالعدوى البكتيرية المهبلية أو التهابات سن اليأس.
أسباب جفاف المهبل والحكة
تعاني واحدة من بين ثلاثة سيدات جفاف المهبل، ويصبح المهبل أكثر رقة وأقل مرونة، ويسمى ذلك ضمور المهبل مثلما ذكرنا سابقًا.
يحدث جفاف المهبل نتيجةً للآتي:
- انخفاض مستويات هرمون الإستروجين.
- متلازمة سجوجرين Sjogren’s syndrome.
- أدوية الحساسية والبرد.
- بعض مضادات الاكتئاب.
- استخدام الغسول.
- عدم المداعبة الكافية قبل ممارسة الجنس.
- القلق والضغط.
- نقص تدفق الدم للمهبل.
تتشابه أعراض جفاف المهبل مع أعراض ضمور المهبل، مثل: حكة المهبل للمتزوجات أو الفتيات وحرقان وآلام الجماع.
علاج جفاف المهبل
إذا كان السبب نقص مستوى هرمون الإستروجين فسيفي العلاج الهرموني بالغرض، ويسهم كذلك في علاج جفاف المهبل بعد سن اليأس، كذلك علاج ضمور الرحم وعلاج شيخوخة المهبل.
- دواء Ospemifene: يؤخذ بالفم مرة يوميًا، ويجعل النسيج المهبلي أكثر سمكًا وأقل هشاشة فيساعد على علاج ترقق جلد المهبل.
لكن تحذر منظمة الغذاء والدواء FDA منه؛ لأنه قد يتسبب في زيادة سمك بطانة الرحم وزيادة خطر السكتات الدماغية والجلطات.
- استخدام مزلق ذات أساس مائي، مثل: K-Y, Astroglide، للمساعدة على زيادة الاستمتاع بالجماع.
- تجنب استخدام الدش المهبلي والصابون المعطر حول منطقة المهبل.
علاج جفاف المهبل بالاعشاب
تستخدم الأعشاب لعلاج جفاف المهبل كذلك علاج التهاب المهبل الضموري، مثل:
كريم نبات اليام البري Wild Yam
يعد مصدرًا للإستروجين؛ ويساعد على الحفاظ على صحة المهبل، لكن لا يوجد دليل مؤكد على استخدامه ككريم طبي لجفاف المهبل أو لتخفيف الأعراض.
كوهوش السوداء Black Cohosh
تستخدم لعلاج أعراض انقطاع الطمث، لكن لا يوجد دليل مؤكد أنها تساعد على علاج حالات جفاف المهبل.
الصويا
تحتوي على الأيزوفلاڤون Isoflavones، الذي يعمل مثل هرمون الإستروجين في الجسم.
تستخدم هذه العلاجات في علاج جفاف المهبل للبنات، وعلاج جفاف المهبل للمتزوجات.
ختامًا، بعد أن تناولنا في هذا المقال بعض الأمراض التي تصيب النساء، مثل المهبل الضموري بعد سن اليأس وجفاف وحكة المهبل للمتزوجات والفتيات.
كذلك تناولنا ذكر علاج بعض الحالات، مثل: علاج التهاب المهبل الضموري وعلاج جفاف المهبل بعد سن اليأس.
يتعين كذلك على الفتيات والمتزوجات زيارة الطبيب بعد انقطاع الطمث؛ لمتابعة الحالة الصحية للرحم وتفادي ظهور المشكلات المتعلقة بسن اليأس.
اقرأ أيضًا