هل عندك شك في فوائد العرقسوس لصحتك؟ هل تعرف أحدًا يخشى شربه لأنه يعاني ضغط الدم المرتفع؟ أسمعت يومًا أنه يُستخدم في تخسيس الوزن؟
نتناول في مقالنا الحديث عن العرقسوس وفوائده الاستثنائية لك ولأسرتك، كذلك سنتطرق إلى حقيقة آثاره السلبية على مرضى الضغط والكلى، فابقوا معي، وهيا نبدأ.
ما العرقسوس؟
تأتينا تلك النبتة من الجذور داكنة اللون لعشبة عرق السوس (Glycyrrhiza Glabra)، التي تنمو في آسيا وأوروبا.
عُرفت فوائد العرقسوس منذ العصور الصينية واليونانية القديمة، فشاع استخدامه في الطب الشعبي لعلاج كثير من الحالات المرضية.
القيمة الغذائية للعرقسوس
يحتوي على خلاصة العرقسوس المعروفة بالغليسرهيزين (Glycyrrhizin) أو حمض الغليسيرازيك (Glycyrrhizic Acid).
تُعد مادة الغليسرهيزين السبب الرئيس في الطعم الحلو للعرقسوس، كذلك المسؤولة عن التأثير المضاد للأكسدة، والمضاد للالتهابات والميكروبات.
يحتوي كل 100 جم من جذور العرقسوس على:
- 375 سعرًا حراريًا.
- 93.55 جم من الكربوهيدرات.
- 0.05 جم من الدهون.
- 50 مجم صوديوم.
- 37 مجم بوتاسيوم.
- 3 مجم كالسيوم.
- 0.13 مجم حديد.
فوائد العرقسوس
استُخدم العرقسوس منذ القدم في تخفيف الحموضة وارتجاع المريء، وتهدئة تقلبات المعدة، كذلك في الكحة واحتقان الحلق.
تعددت الدراسات بعد ذلك حول فوائد العرقسوس، فبعضها أثبتت فاعليته في تخفيف الالتهابات في حالات مرضية معينة، وبعضها لم تثبت صحتها بعد.
من هذه الفوائد نذكر ما يأتي:
الإكزيما
تُعرف أيضًا بالتهاب الجلد التأتبي (Atopic Dermatitis)، وقد وردت دلائل على أن استخدام مستخلص العرقسوس بتركيز 2% على الجلد المتحسس يحسن أعراض الإكزيما.
كذلك فإن إضافة دهان يحتوي على العرقسوس 3 مرات يوميًا مدة أسبوعين يسهم في تخفيف الالتهاب والتورم والحكة.
تقرحات الفم
أوضحت الدراسات أن إضافة لزقات العرقسوس داخل الفم على التقرحات؛ أدت إلى تقليص حجمها، لكن دون أن تسرع شفائها.
بينما لوحظ أن استخدام مضمضة أو غرغرة تحتوي على محلول العرقسوس ساعد على تخفيف الألم والإسراع في شفاء القروح.
مشكلات الجهاز الهضمي
أشارت دراسة استمرت 30 يومًا على 50 شخصًا يعانون عسر الهضم وارتجاع المريء، إلى تحسن أعراض الحموضة والارتجاع.
كذلك أجريت دراسة أخرى لمعرفة تأثير العرقسوس في قرحة المعدة والميكروب الحلزوني (Helicobacter Pylori) المسبب لها في أغلب الأحيان.
تبين أنه ساهم في تقليل نسبة الميكروب وتحسين قرحة المعدة عند تناوله جنبًا إلى جنب مع الأدوية المعروفة لهذه الحالة.
فوائد العرقسوس للتخسيس
في دراسة إيطالية؛ وجد الباحثون أن تناول 3.5 جم من حلوى العرقسوس السوداء يوميًا، أدى إلى خفض الدهون في الجسم بنسبة أقصاها 4%.
أجريت الدراسة مدة شهرين على 7 متطوعين أعمارهم بين 22 – 26 عامًا، وطُلب منهم تناول أحد منتجات العرقسوس التي تحتوي على 7% من حمض الغليسيرازيك.
تابع العلماء الوزن، وضغط الدم، ونسبة الدهون، فلاحظوا انخفاض نسبة الدهون إلى 1.2%، بينما ارتفع مخزون المياه في الجسم بمقدار 5%، دون أي انخفاض في الوزن.
أرجع العلماء ذلك إلى طعم العرقسوس القوي الذي قد يسبب فقدان الشهية، أو يُشعرنا بالامتلاء، لكن لا توجد دلائل تؤكد هذه الافتراضات.
أضرار العرقسوس
إن تناول 5 جرامات أو أكثر من العرقسوس يوميًا مدة تزيد عن 4 أسابيع، يوشك أن يُلحِق أضرارًا عديدة بمستخدميه.
تزداد حدة هذه الأضرار لمن يتناولون أنظمةً غذائية عالية الملح، أو يعانون مشكلات في الكلى أو القلب أو المصابون بارتفاع ضغط الدم.
نذكر من بين تلك المضار ما يأتي:
- ارتفاع ضغط الدم.
- انخفاض مستويات البوتاسيوم.
- ضعف قد يصل إلى الشلل.
- عدم انتظام ضربات القلب.
- نوبة قلبية.
توجد منتجات منزوعة الغليسرهيزين، لذلك فهي تعد آمنة ولا خطورة في استخدامها بجرعات عالية تصل إلى 4.5 جم وفي مدة تصل إلى 4 أشهر.
تحذيرات الاستخدام
توجد بعض الفئات التي يفضَّل عدم تناولها للعرقسوس، مثل:
الحمل والرضاعة
يُنذر تناول العرقسوس بمعدل 250 جم أسبوعيًا في أثناء الحمل بولادة مبكرة أو ربما الإجهاض.
كذلك استهلاك كميات كبيرة تحتوي على الغليسرهيزين، ربما يؤثر سلبًا في تطور دماغ الجنين، ويظهر ذلك بعد الولادة مع مراحل نموه لاحقًا.
لكن لم ترد تفاصيل كافية -حتى الآن- عن فوائد العرقسوس ومدى أمان تناوله في أثناء الرضاعة.
أمراض القلب
قد يؤذي تناول العرقسوس مرضى القلب، خاصةً مرضى فشل القلب الاحتقاني، لكن كيف يحدث ذلك؟
يساعد العرقسوس على تخزين المياه في الجسم، إذ إن لمادته الرئيسية الغليسرهيزين خصائص مماثلة للهرمونات القشرية المعدنية (Mineralocorticoids)، فتخفِّض نسبة البوتاسيوم في الدم، وتحفز تخزين أيونات الصوديوم.
تلك الآلية لتخزين أيونات الصوديوم؛ هي التي تؤدي إلى زيادة تخزين المياه في الجسم.
العرقسوس والضغط
يلزم الحذر عند تناول العرقسوس في لمرضى ضغط الدم المرتفع.
إذ إن تخزين أيونات الصوديوم مع الماء في الجسم له أثرٌ بالغ في رفع ضغط الدم، كذلك إضعاف فاعلية أدوية ضغط الدم المرتفع.
أنواع من السرطانات
للعرقسوس تأثير يماثل هرمون الإستروجين، وتعَد زيادة تركيز هذا الهرمون في جسم المرأة خطرًا يهدد هذه الحالات المرضية السابقة.
كذلك يلزم الحذر في تناوله مع بعض أنواع السرطان، مثل: سرطان الثدي، وسرطان الرحم، وسرطان المبيض، والتهاب بطانة الرحم، والألياف الرحمية.
فرط التوتر (Hypertonia)
يؤثر انخفاض نسبة البوتاسيوم في الدم على قوة العضلات مسببًا الوهن وتدهور الحالة.
أمراض الكلى
قد يسأل البعض عن فوائد العرقسوس للكلى، لكن يحذر العلماء من تناوله في وجود مشكلات كلوية.
يرجع ذلك إلى تأثيره في تثبيط الهرمونات الكلوية (Aldosterone) التي تتحكم في التوازن بين الماء والأملاح في الجسم.
مشكلات جنسية عند الرجال
تؤثر مكونات العرقسوس في تركيزات هرمون التستوستيرون في الدم، مما يؤدي إلى ضعف الرغبة الجنسية والانتصاب.
الجراحة
يجب الامتناع عن تناول العرقسوس قبل أسبوعين من الخضوع لأي جراحة، إذ إنه قد يسبب صعوبة في ضبط ضغط الدم وقت الجراحة.
التداخلات الدوائية
رغم فوائد العرقسوس العديدة، لكنه قد يتداخل أيضًا مع أدوية عدة مسببًا زيادة تأثيراتها إلى مستويات خطرة، أو منع فاعليتها جزئيًا أو بالكلية.
الوارفارين (Warfarin)
مادة دوائية تستَخدم في منع حدوث التجلطات في الدم، لكن قد يهدد حياة المريض تناول العرقسوس معها، إذن كيف ذلك؟
يبدأ الجسم في تكسير مادة الوارفارين بعد مدة فاعلية محددة ثم تخرج من الجسم بعد ذلك.
لكن مع وجود مادة الغليسرهيزين؛ تزداد سرعة تكسير الوارفارين وخروجه من الجسم، مما يقلل فاعلية الدواء ويزيد فرصة حدوث التجلطات.
ديجوكسين (Digoxin)
تزيد خطورة هذا الدواء عند انخفاض مستويات البوتاسيوم في الدم، لذلك يعد الحفاظ على تركيزات مناسبة من البوتاسيوم في الدم أمرًا ضروريًا، لتجنب الأعراض الجانبية لهذا الدواء.
لذلك يلزم الحذر عند شرب العرقسوس مع المرضى الذين يستخدمون هذا الدواء.
الإستروجين
يؤثر العرقسوس في مستوى الهرمونات في الجسم، كذلك قد يضعف فاعلية حبوب الإستروجين أو مشتقاته عند تناولها لمنع الحمل أو لأسباب أخرى.
من مشتقات الإستروجين:
- الإستروجين المقترن (Conjugated Equine Estrogens).
- إيثينيل إستراديول (Ethinyl Estradiol).
- إستراديول (Estradiol).
مدرات البول
تعمل مدرات البول بنفس آلية عمل العرقسوس، فكلاهما يزيد إخراج البوتاسيوم مع البول، مما قد ينتج عنه انخفاض ملحوظ في تركيزه في الدم.
أدوية علاج ضغط الدم المرتفع
تضعِف الكميات الكبيرة من مركبات العرقسوس فاعلية أدوية ضغط الدم المرتفع.
من بين تلك الأدوية:
- كابتوبريل (Captopril).
- لوسارتان (Losartan).
- أملوديبين (Amlodipine).
- هيدروكلوروثيازيد (Hydrochlorothiazide).
- فوروسيميد (Furosemide).
الكورتيكوستيرويدات (Corticosteroids)
تخفض هذه الأدوية نسبة البوتاسيوم في الدم، مما قد يمثل خطورة عند تناول العرقسوس معها بكميات كبيرة.
جرعة العرقسوس وأشكاله الدوائية
يمكن تناول العرقسوس في صورة شاي أو مستخلص أو مسحوق أو مكمل غذائي، كذلك يوجد منه دهان على الجلد.
لا توجد جرعة محددة للعرقسوس، لكن يوصى بعدم تجاوز 100 مجم من مادة الغليسرهيزين في اليوم الواحد.
ختامًا، وبعد أن انتهت جولتنا التي تحدثنا فيها عن فوائد العرقسوس؛ لا تنسَ -عزيزي القارئ- أن الاعتدال خير دواء.
إذ نعلم جميعنا أن النباتات الطبية مصدر غني للفيتامينات والمعادن اللازمة لصحة الجسم، لكن الإسراف في تناولها قد يؤذي أكثر مما يفيد.
اقرأ أيضًا
فوائد القهوة الخضراء للتخسيس | وداعًا للسمنة مع مشروب الرشاقة السحري