تمر الحامل بعدة تغيرات خلال مدة الحمل تؤثر في جميع وظائفها الحيوية، كذلك أعضاء جسدها، وسنتناول في السطور الآتية تأثير الحمل على الاسنان وما تعانيه الأم، وكيف يمكنها أن تحافظ على سلامة أسنانها.
هل يؤثر الحمل على صحة الاسنان؟
أوضحت الدراسات العيادية حقيقة تأثير الحمل على الاسنان والأنسجة الفموية، إذ يرتبط الحمل بالتغييرات التي تحدث في اللثة، لكنه لا يسبب التهاب اللثة، بل يفاقمه إن كان موجودًا سابقًا.
تلاحظ تلك التغييرات في الأوعية الدموية اللثوية، إذ تظهر اللثة بلون أحمر داكن، ومتورمة ورقيقة، وتنزف بسهولة.
قد تعاني الحوامل المصابات بالتهاب اللثة تضخمًا موضعيًا فيها، وعادةً تبرأ التغييرات اللثوية في غضون أشهر بعد الولادة فور تلاشي المهيجات الموضعية.
كذلك على الرغم من انتشار معتقد أن الحمل يضر الأسنان، فإن تأثير الحمل في حدوث التسوس أو تفاقمه غير واضحًا.
كذلك أثبتت الدراسات أن الأسنان ليست هشة؛ أي إنه لا يوجد فقد ملحوظ للكالسيوم والعناصر المعدنية في الأسنان.
لكن تتأثر البيئة المحيطة بالأسنان، إذ يزداد عدد الكائنات الدقيقة المسببة للتسوس في اللعاب في أثناء الحمل، لذلك تقل درجة الحموضة للعاب فيتأثر الوسط المحيط بالأسنان.
تؤدي التغيرات في تكوين اللعاب إلى الاستعداد المؤقت لتسوس الأسنان وتآكلها.
على الرغم من عدم استيفاء آلية التفاعل إلا إن تغير الوسط الحمضي للفم بسبب الحمل قد يؤدي إلى تغيرات مؤقتة أو دائمة غير مرغوبة يمكن تجنبها بالعناية الجيدة بنظافة الفم.
متى يبدأ ألم الاسنان عند الحامل
تسبب التغيرات المصاحبة للحمل ضررًا على الأسنان، يعود ذلك إلى زيادة تدفق الدم الذي يسببه زيادة نشاط الهرمونات خلال مدة الحمل.
مسببات حساسية الأسنان عند الحوامل
يوجد عدة عوامل تسبب حساسية الأسنان وتتضمن ما يأتي:
الهرمونات
تبعًا لمنظمة الإنجاب الأمريكية التي أوضحت أن هرمونات الحمل لها تأثير في استجابة الجسم للبكتيريا، مما يسبب عدوى لدعائم الأسنان فيؤدي لالتهاب الأسنان واللثة.
زيادة سيولة الدم
يتضاعف مجهود الجسم لإمداد الأم والجنين بالعناصر الغذائية، ويسبب ذلك زيادة سيولة الدم، مما يسبب حساسية الأسنان وتورمها.
كذلك نجد أن الطعام البارد أو الساخن يحفز تلك الحساسية فتشعر الحامل بألم شديد لم تعانيه قبلًا.
أمراض اللثة
تعد النساء الحوامل أكثر عرضةً لأمراض اللثة التي يمكن أن تكون حافزًا لحدوث الطلق المبكر، وبالتأكيد فإن نزيف اللثة والتهابها يسبب تقرح الفم وعدم الشعور بالراحة.
تفتت الاسنان في الحمل
تتعرض الحامل إلى خطر تفتت الأسنان إذا أُهملت معالجة التسوس بسبب زيادة الهرمونات.
عندما يتغلغل التسوس في الفم تتآكل الأسنان، وتصل البكتيريا إلى الجزء الداخلي من الأسنان إذ يوجد العصب والأوعية الدموية.
ثم يصاب العصب ويصبح مؤلمًا بسبب تكون خراج مما يضعف السن ويؤدي إلى تفتته.
الحفاظ على الاسنان في الحمل
لا تجعلي ألم الأسنان ووجع اللثة وتورمها يفسد عليكِ أوقاتكِ السعيدة.
إذا كنتِ تعانين ألم الأسنان الذي لا يهدأ، عليكِ استشارة طبيب الأسنان، وإخباره أنكِ حامل كي يعطيكِ العلاج الملائم.
يُعد فحص الأسنان بالأشعة السينية (X-rays)، وبعض الإجراءات لمعالجة الأسنان آمنًا تمامًا في خلال مرحلة الحمل.
يعتمد كذلك على مدى تحمل الحامل للألم، فقد يوصي الطبيب تأجيل بعض إجراءات المعالجة إلى المرحلة الثانية من الحمل (الشهر الرابع والخامس والسادس من الحمل)، إذا كنتِ تحتاجين إلى حشو العصب.
إذ يتطلب إجراؤه التخدير الموضعي أو الكُلي؛ مما قد يؤدي إلى خطر الإجهاض إذا حدث في المرحلة الأولى من الحمل.
كذلك تكتمل الأعضاء الحيوية للجنين في المرحلة الثانية من الحمل؛ فيقلل ذلك خطر الآثار الجانبية للتخدير.
المحافظة على نظافة الأسنان
لا يضر الروتين اليومي لتنظيف الأسنان الجنين؛ لكن يفيد أسنانك إذ يخلصك من طبقة الجير الزائدة التي تسبب حساسية الأسنان.
شرب الماء أو المضمضة بعد التقيؤ
إذاعانيت غثيانًا صباحيًا، فإن شرب الماء أو المضمضة يزيل أحماض المعدة العالقة بالأسنان.
لكن احذري تنظيف أسنانكِ بالفرشاة والمعجون؛ لأن التقيؤ يزيد حامضية الفم، لذلك يصبح تنظيف الأسنان أكثر ضررًا من كونه مفيدًا في الأساس.
لذلك انتظري ساعة على الأقل بعد التقيؤ قبل أن تنظفي أسنانك.
تقليل السكريات والكربوهيدرات
اجعلي وجباتك الخفيفة تحتوي على الطعام الصحي، مثل: الخضراوات الطازجة، ومقرمشات القمح الكامل، والفاكهة.
العلاجات المنزلية لآلام الاسنان في أثناء الحمل
إذا نصحكِ طبيب الأسنان بالانتظار وتحمل الألم حتى الثلث الثاني من الحمل لاتخاذ الإجراءات العلاجية الآمنة، فتوجد بعض العلاجات المنزلية التي قد تخفف حدة الألم.
لكن أولًا عليكِ ملاحظة الطعام والشراب الذي قد يثير ألم أسنانكِ.
يلاحظ بعض النساء زيادة حساسية الأسنان عند أكل الطعام الساخن، أو احتساء المشروبات الساخنة بينما يعاني بعضهن حساسية عند أكل المأكولات الباردة، أو شرب المشروبات الباردة.
كذلك تحتوي غسولات الفم على الكحول الذي قد يزيد الأمر سوءً.
يمكن تخفيف آلام الأسنان بالوصفات البسيطة الآتية:
- المضمضة بالماء الدافئ أو محلول الملح؛ إذ يخفف التورم والالتهاب.
- استخدام قطعة ثلج لتدليك الخد ناحية الجزء الملتهب يساعد على تخفيف الالتهاب.
كذلك استشيري طبيبكِ إذا كان يمكنك استخدام مطهر للأسنان يحتوي على بينزوكايين (Benzocaine) أو مسكن للألم، مثل: إيبوبروفين (Ibuprofen) أو أسيتامينوفين (Acetaminophen).
ختامًا، علمنا أن للحمل تأثيرات عدة وذكرنا منها تأثير الحمل على الاسنان، لكن تتحمل النساء كل التغيرات حتى يأتي فرد جديد، فيتحملن جميع الصعاب لأجله.
لذلك حافظي عزيزتي الأم على صحتك وصحة جنينك واحرصي على نظافة أسنانك كي تتجنبي آلامها.