هل تساءلتم يومًا عن أهمية معدن الزنك لجسم الإنسان، وما أعراض نقص الزنك في الجسم؟
تُرى هل نقص الاحتياج اليومي لمعدن الزنك يؤثر سلبًا في بعض وظائف الجسم؟
تابعوا معنا هذا المقال، وسنوافيكم أهم النقاط المتعلقة بمعدن الزنك، وما مصادره؟ وأهم فوائده، وما أعراض نقص الزنك في الجسم؟
معدن الزنك
تكمن قيمة معدن الزنك في قدرته على محاربة العدوى، وتمكين أكثر من 300 إنزيم لأداء دورهم الوظيفي بجسم الإنسان.
كذلك يحفز إنتاج الخلايا، ويساهم في التئام الجروح، وتكوين الحمض النووي للخلايا، ومهم لصحة الأظافر والبشرة والشعر.
مما لا شك فيه أن معدن الزنك ضروري لصحة جيدة.
مصادر الزنك
إنه من الجيد معرفة أن الجسم لا يخزن معدن الزنك، لذلك يجدر بنا أخذ احتياجنا اليومي من خلال نظام غذائي متوازن يحتوي على معدن الزنك.
يُنصح الرجال بتناول 11 مجم من الزنك يوميًا، بينما تحتاج النساء إلى 8 مجم يوميًا.
إذا كانت المرأة حاملًا يزداد الاحتياج اليومي إلى معدن الزنك إلى 11 مجم، بينما يصل إلى 12 مجم في حالة الرضاعة.
عزيزي القارئ، تسهيلًا لمعرفة أين يوجد الزنك في الطعام؟ جمعنا لك أهم 10 أطعمة غنية بمعدن الزنك، مثل:
اللحوم الحمراء
تعد اللحوم الحمراء مصدرًا غنيًا بمعدن الزنك، إذ تحتوي حصة 100 جرام من اللحم البقري على 4.8 مجم من معدن الزنك، وهو ما يمثل 44% من إجمالي الاحتياج اليومي.
الأسماك الصدفية أو القشريات
تعد القشريات، مثل: الجمبري، والمحار، وفاكهة البحر مصدرًا صحيًا غنيًا بالزنك، كذلك تحتوي على سعرات حرارية منخفضة.
البقوليات
تعد البقوليات مثل العدس، والفول، والحمص مصدرًا غنيًا بالزنك، إذ إن حصة 100 جرام من العدس تعطينا حوالي 12% من الاحتياج اليومي لمعدن الزنك.
تحتوي البقوليات على نسبة عالية من الألياف ومركبات الفيتات (Phytates)، التي تعيق بدورها امتصاص الزنك ومعادن أخرى.
لذلك نجد أن امتصاص الزنك يكون ضعيفًا نسبيًا مقارنةً بامتصاص الزنك الموجود في مصدر حيواني.
لذك فإن الأشخاص النباتيين الذين لا يعتمدون في طعامهم على اللحوم، يزداد احتياجهم إلى معدن الزنك عن غيرهم.
ذلك إما بزيادة كمية المصدر النباتي، أو بأخذ مكملات غذائية تحتوي على الزنك.
كذلك أشارت الأبحاث إلى أنه يمكن زيادة الاستفادة من معدن الزنك في المصادر النباتية أما بتسخين، أو نقع، أوتخمير تلك المصادر.
البذور
تشتمل البذور على نسبة عالية من الزنك، مثل: بذور القنب، والقرع، والسمسم.
المكسرات
يمكننا تناول المكسرات، مثل: الفول السوداني، والكاجو، واللوز كوجبة خفيفة بين الوجبات، فهي مصدر صحي وغني بالزنك والألياف والدهون الصحية المفيدة للقلب.
منتجات الألبان
تحتوي منتجات الألبان مثل الجبن، والحليب على نسبة عالية من البروتين والزنك ومعادن أخرى، مثل: الكالسيوم، وفيتامين د، وجميعها مهم لبناء عظام سليمة.
البيض
تحتوي بيضة كبيرة على حوالي 5% من إجمالي القيمة اليومية للزنك.
الحبوب الكاملة
تشمل الحبوب الكاملة مثل: القمح، والأرز، والكينوا، والشوفان على نسبة من الزنك.
لكنها تحتوي على فيتات كما هو الحال مع البقوليات، مما يعيق امتصاص الزنك في الجسم.
على الرغم من ذلك، تعد الحبوب الكاملة مصدرًا غذائيًا صحيًا لمرضى القلب، والسكري، ذلك لاحتوائها على ألياف، ومعادن، وفيتامينات ب، وحديد، وماغنسيوم.
بعض الخضروات
تعد الخضروات مصادرًا فقيرة بمعدن الزنك، إلا إنه يوجد بعض الخضروات تحتوي على كمية لا بأس بها من الزنك، مثل:
البطاطس سواء كانت العادية أو البطاطا الحلوة، والفاصوليا الخضراء، واللفت، والفطر.
الشوكولا الداكنة
يحتوي 100 جرام من الشوكولا الداكنة على حوالي 30% من إجمالي الاحتياج اليومي لمعدن الزنك.
إلا إن نفس الكمية أيضًا تحتوي على 600 سعر حراري، مما يجعل الكثير لا يعتمد عليها مصدر غذائي لمعدن الزنك.
هل يضاف الزنك لملح الطعام؟
أشارت الدراسات الحديثة أن نقص الزنك يؤثر في حاسة التذوق.
كذلك وجد أن الأشخاص الذين لديهم نقص في الزنك يقل عندهم تذوق ملح الطعام مما يزيد الكمية المستهلكة له.
تناول كميات كبيرة من الصوديوم هو السبب الرئيسي لزيادة السوائل عند مرضى الغسيل الكلوي، ناجمًا عنه ارتفاع في معدل الوفيات.
لذلك قد يضاف الزنك لملح الطعام لتحسين معدل التذوق في حالة الأشخاص المصابة بنقص في معدن الزنك.
أسباب نقص معدن الزنك
توجد أربعة أسباب لنقص معدن الزنك في جسم الإنسان، نذكرها فيما يأتي:
- افتقار النظام الغذائي لمعدن الزنك.
- فقدان كمية كبيرة من معدن الزنك نتيجة لسوء الامتصاص خاصةً مرضى الأمراض المزمنة، مثل: إدمان الكحول، ومرض السكري، والسرطان، ومرض الكبد المزمن، والاضطرابات الهضمية، والقولون التقرُحي.
- يعاني الأشخاص النباتيون نقصًا في معدن الزنك؛ نتيجة لاعتماد نظامهم الغذائي على البقوليات والحبوب النباتية الغنية بالفيتات، التي بدورها تعيق امتصاص الزنك بالجسم.
- تعرض كبار السن لنقص الزنك بسبب منعهم كثير من الأطعمة التي قد تضر بصحتهم، أو تناولهم أدوية تزيد فرص تخلص الجسم من الزنك مثل مدرات البول الثيازيدية.
علامات تدل على نقص الزنك
تشتمل أعراض نقص الزنك في الجسم على عدة جوانب، تتمثل في:
- ضعف الجهاز المناعي.
- فقدان الشهية الملحوظ.
- نقص الوزن غير المبرر.
- صعوبة التئام الجروح.
- تساقط الشعر.
- مشكلات بالبشرة.
- الضعف الجنسي.
- قلة التركيز والانتباه.
أعراض نقص الزنك على الأظافر
نجد أن من ضمن أعراض نقص الزنك في الجسم ضعف الأظافر بوجه عام.
إذ يلعب الزنك دورًا هامًا في عملية التمثيل الغذائي داخل جسم الإنسان، وذلك بتحفيز الإنزيمات وتمكين البروتينات من البقاء قوية ويشمل ذلك البروتينات الموجودة بالأظافر.
تشير الدراسات إلى أن نقص معدل الزنك عن الطبيعي يجعل نمو الأظافر صعبًا، ويجعلها هشة وقابلة للكسر.
تعد حالة الأظافر مؤشرًا قويًا لمعرفة ما إذا كان الجسم يتمتع بما يكفي احتياجه من الزنك أم لا.
يؤثر نقص الزنك في الأظافر مسببًا الحالات الآتية:
الأظافر الهشة
كذلك نجد أن من أعراض نقص الزنك في الجسم ظهور الأظافر الهشة سهلة الكسر، وتنكسرأفقيًا لتشكّل طبقات.
التهاب الداحس
قد تحدث التهابات حول الجلد الميت المتواجد بقاعدة الظفر، أو التهاب الداحس وهي بثرة تظهر بين الجلد واللحم فينقلع منها الظفر، مما يسبب تورمًا ما حول الظفر نتيجة للإصابة بعدوى.
خطوط بو (Beau’s Lines)
تكون على هيئة أخاديد تمتد أفقيًا عبر أظافر الأصابع، ويعد نقص الزنك السبب الأكثر شيوعًا لظهور خطوط بو.
تشمل الأسباب الأخرى لظهور خطوط بو نقصًا في العناصر الغذائية، ومرض رينود (Raynaud’s Disease).
خطوط موركه (Muehrcke’s Lines)
تظهر على هيئة خطوط مزدوجة بيضاء أفقيًا على سطح الأظافر، وليست أخاديد مثل الحالة السابقة.
هشاشة الأظافر الطولية (Onychorrhexis)
تتكون نتوءات طولية تسري رأسًا على طول الظفر، مما يزيد هشاشة الظفر واحتمالية انقسامه.
الوَبْشُ (Leukonychia)
ظهور بقع ظفرية بيضاء اللون مسببةً ابيضاض الظفر بصورة كلية أو جزئية.
أعراض نقص الزنك في الشعر
يلعب الزنك دورًا هامًا في نمو الشعر بمظهر قوي، يكمن ذلك الدور في قدرته على الآتي:
- الحفاظ على عمل الغدد الدهنية حول بصيلات الشعر بصورة سليمة.
- يساهم الزنك في تصنيع البروتين المكون لبصيلات الشعر؛ عند نقص الزنك يحدث خللًا في هيكل تلك البصيلات مما يضعف الشعر ويقلل نموه.
- يجعل مستوى الهرمونات في حالة ثبات نسبي مما يقلل تساقط الشعر.
جدير بالذكر أن الإكثار من تناول الزنك قد يعطينا نتيجة غير مرغوبة؛ إذ عند زيادة معدن الزنك يزداد تحفيز إنتاج هرمون التستوستيرون الذي بدوره يجعل الشعر يتساقط.
هل نقص الزنك يؤثر على البشرة؟
يحتوي الزنك على خصائص مضادة للالتهاب، تمكنه من تقليل احمرار البشرة وتهيجها الناتج عن حب الشباب.
كذلك يُستخدم الزنك أيضًا في حالات الجلد الالتهابية مثل: العد الوردي، والكلف، والإكزيما.
نقص الزنك والحديد
كما ذكرنا مسبقًا، أن الزنك هو العامل المشترك والمساعد لجميع الإنزيمات داخل جسم الإنسان، التي تنجز بدورها التمثيل الغذائي لجميع العناصر المهمة ومنها الحديد.
لذلك فإن نقص الزنك ينجم عنه نقص التمثيل الغذائي الخاص بالحديد، وبناءً عليه يصاب الفرد بفقر الدم الناتج عن نقص الحديد (IDA).
فوائد الزنك للنساء
يمد الزنك كلًا من النساء والرجال بفوائد مشتركة، لكنه يخص النساء بفوائد عدة تتمثل في الآتي:
مدة الطمث
تُحسن المكملات الغذائية للزنك الآثار السلبية المرتبطة بمدة الطمث، مثل: التقلصات والتأثيرات السلبية لمتلازمة ما قبل الطمث.
ذلك يرجع إلى قدرة المعدن على تنظيم إفراز هرمون البروجسترون.
مدة الحمل
يعد الزنك مهمًا في أثناء مدة الحمل، إذ إن نقصه يقود إلى مخاطر سلبية مثل: انخفاض الوزن عند الولادة، أو الولادة المبكرة، أو تشوهات خلقية.
مدة انقطاع الطمث
ينخفض مستوى الزنك في البلازما مع تقدم السن، ينطبق ذلك على الرجال والنساء سواسية.
إلا إنه وجد في حالة النساء يزداد نقص الزنك عن الرجال نتيجة لكثرة تناول عنصر الكالسيوم تجنبًا الإصابة بهشاشة العظام مع التقدم في العمر، إذ يتنافس عنصر الكالسيوم والزنك في الامتصاص.
نقص الزنك والاكتئاب
تتركز أكبر كمية من الزنك في الجسم داخل الدماغ، خاصةً في منطقة تدعى الحُصين.
الحُصين هو جزء في الدماغ مسؤول عن الذاكرة والمزاج، ونقص الزنك يؤدي إلى تشتت الانتباه، والاكتئاب، وفرط الحركة.
يعمل الزنك بمفرده مضادًا للالتهاب والاكتئاب داخل منطقة الحصين، إذ إنه يزيد إنتاج العامل العصبي المستمد من المخ (BDNF)، وهو بروتين يحفز إنتاج الخلايا الدماغية ويقوي الأعصاب بها.
ختامًا، يعد مستوى الزنك في البلازما مؤشرًا حيويًا لصحة الإنسان الجسدية والنفسية، إذ إنه تميل أعراض نقص الزنك في الجسم بالارتباط بدوره الوظيفي.
