ما هي حمى الببغاء؟ وكيفية الوقاية منها

إذا تساءلت بداخلك ما هي حمى الببغاء؟ فإليك كل المعلومات بالتفصيل.

سنتحدث في مقالنا اليوم عن أمراض الببغاء وعلاجها، وطرق الوقاية المختلفة.

بداية حمى الببغاء

تبدأ حكايتنا في بالتيمور بأمريكا في أواخر عام 1929، عندما اشترى سيمون مارتن ببغاءً لزوجته هدية في عيد الميلاد وطلب من الأقارب العناية به حتى يوم عيد الميلاد.

مرض الببغاء مع مرور الوقت ومات بحلول يوم عيد الميلاد، وبعد فترة أصيب اثنان من الأقارب الذين كانوا يعتنون بالطيور بالمرض مثلما أصيبت أيضًا زوجة مارتن.

اشتبه طبيبهم أن يكون السبب حمى الببغاء وطلب من دائرة الصحة العامة الأمريكية الحصول على دواء لعلاجه، لكن لم يكن له علاج معروف.

نُشرت الحالة في إحدى الصحف، وانتشر الخوف من حمى الببغاء بسرعة.

كذلك زاد العدد الإجمالي للحالات بصورةٍ كبيرة وسببت وسائل الإعلام الأمريكية حالة من الذعر بشأن هذا المرض الغامض الجديد.

مع الوعي المتزايد بحمى الببغاء، قدّم العلماء حلولًا كافيةً للقضاء على حمى الببغاء، وإيجاد العلاج المناسب.

فما هي حمى الببغاء؟ وما أضرار الببغاء على الإنسان؟

ما هي حمى الببغاء؟

يُعد داء الببغاء أو المعروف بـداء المتدثرات عدوى رئوية تسببها نوع من البكتيريا، تُسمى بالمُتدثِّرة الببغائية (Chlamydia Psittaci).

يُعرف كذلك باسم مرض الببغاء (Parrot Disease)، أو داء الطيور (O

rnithosis)، أو حمى الببغاء (Psittacosis).

توجد تلك البكتيريا أساسًا في طيور الببغاء، لكن توجد أيضًا في طيورٍ أخرى، مثل : الكناري، والدواجن، والحمام، طائر الكوكاتيل، والطيور البرية.

أعلن طبيب في أوروبا في عام 1879 أول مرة أن داء الببغاء يمكن أن يصيب الإنسان.

كيفية انتقال حمى الببغاء للإنسان

يمكن الإصابة بحمى الببغاء من خلال:

•  التعامل مباشرةً مع طائر مصاب.
•  استنشاق الغبار الناتج من الإفرازات، والفضلات الجافة للطائر المصاب.
• عضة الطائر المصاب أو لمس المنقار لفم الإنسان.

تجدر الإشارة إلى أنه نادرًا ما ينتقل المرض من شخص إلى آخر، لكن ربما تنتج الإصابة بين الأشخاص عند التعرض للرذاذ المتطاير من الشخص المصاب.

ما أعراض حمى الببغاء عند الطيور المصابة؟

بعد أن ذكرنا ما هي حمى الببغاء، جدير بالذكر أنه قد لا تظهر الأعراض على الطيور المصابة، ويمكن أن تحمل البكتيريا لأشهر قبل ظهور أي علامات عليها، أي كامنة.

إذ يبدو الطائر بصحة جيدة دون أي أعراض، لكن يمكن أن تظهر عليهم لاحقًا.

كذلك يطلق عليه البيطريون اسم مرض كلاميديا الطيور (Avian Chlamydiosis).

إذ تشمل علامات مرض الببغاء أو التي قد تظهر على الطيور المصابة:

• الرعشة.
• صعوبة التنفس.
• إفرازات العين أو الأنف.
• إسهال.
• فضلات متغيرة اللون بدرجات مختلفة من اللون الأخضر (تعد من أعراض تسمم الببغاء أيضًا).
• فقدان الوزن؛ نتيجة ضعف الشهية.
• الخمول والنعاس.
• قد يأكل الطائر المريض أقل أو يمتنع عن الأكل تمامًا.

من الأكثر عرضة للإصابة بمرض الببغاء؟

ربما يصاب بعض الأشخاص الذين تشمل طبيعة عملهم التعامل المباشر مع الطيور بهذا المرض، ومنهم:

• مربو الطيور والحمام.
• عمال إنتاج الدواجن وتجهيزها.
• موظفو متجر الحيوانات الأليفة.
• كذلك موظفو العيادات البيطرية.
• العاملون بمرافق الحجر الصحي.
• مفتشو الصحة العامة.
• تجار الطيور.

أعراض وعلامات مرض الببغاء على الإنسان

تكون الأعراض خفيفة وربما تشبه أعراض الإنفلونزا، وأكثرها شيوعًا ما يلي:

• حمى ورعشة.
• الصداع.
• آلام العضلات.
• سعال جاف.
• هناك أعراض محتملة أخرى، قد لا تبدو شبيهة بالإنفلونزا، مثل: ألم الصدر، وضيق التنفس، والحساسية للضوء.

يبدأ معظم الأعراض في ظهور العلامات والأعراض في غضون 5 إلى 14 يومًا بعد التعرض للبكتيريا.

مضاعفات داء المتدثرات

يتعافى معظم الأشخاص الذين يعالجون على نحو صحيح من داء الببغاء بصورة كاملة.

لكن تجدر الإشارة إلى أنه رغم كون حمى الببغاء عدوى رئوية في المقام الأول، إلا إنها ربما تصيب أعضاء أخري.

إذ قد يعاني بعض الأشخاص مضاعفات خطيرة، وقد يحتاجون إلى رعاية خاصة بالمستشفى، وتشمل ما يأتي:

• التهاب رئوي حاد (Pneumonia).
• التهاب الشَّغاف (Endocarditis).
• الإصابة بالتهاب الكبد (Hepatitis).
• التهاب الأعصاب أو الدماغ مما يؤدي إلى مشكلات عصبية.
• في بعض الحالات النادرة، يمكن أن تؤدي الإصابة بالببغائية إلى الوفاة.

أمراض مشابهة لداء الببغاء

توجد أمراض تشبه في أعراضها حمى الببغاء، مثل:

• داء البروسِيلات (Brucellosis)، وهي عدوى بكتيرية توجد عادةً في الماشية، لكن يمكن أن تنتقل إلى البشر.
• داء تولارميا (Tularemia)، وهو مرض نادر يوجد بالقوارض، ويمكن أن ينتقل إلى البشرمن خلال لدْغة القُراد، أو الذبابة المصابة. 
• التهاب الشَّغاف العَدوائي (Infective Endocarditis).
• الإنفلونزا (Influenza).
• مرض السل(Tuberculosis).
• التهاب رئوي (Pneumonia).
• حمى كيو (Q fever)، نوع من أنواع العدوى البكتيرية.

كيفية تشخيص حمى الببغاء

تتشابه أعراض داء الببغاء مع عديد من أمراض الجهاز التنفسي الأخرى، مما يجعل تشخيص داء الببغاء أمرًا صعبًا.

يمكن للطبيب تشخيص دار الببغاء بالوسائل الآتية:

• إجراء مسحات من الأنف أو الحلق؛ للكشف عن البكتيريا.
• أشعة سينية على الصدر للكشف عن الالتهاب الرئوي الذي يحدث أحيانًا بسبب المرض.
• إجراء اختبار للكشف عن الأجسام المضادة للبكتيريا التي تسبب حمى الببغاء.

علاج حمى الببغاء

يتعافى معظم الأشخاص الذين يتلقون العلاج من حمى الببغاء.

مع ذلك قد يكون التعافي بطيئًا لدى الأشخاص الأكبر سنًا، أو الصغار جدًا، أو الذين يعانون مشكلات صحية أخرى.

يتضمن علاج حمى الببغاء المضادات الحيوية لمدة 10 إلى 14 يومًيا إلى بعد زوال الحمى، ومن تلك المضادات:

• تتراسيكلين (Tetracycline).
• دوكسيسيكلين (Doxycycline).
• أزيثروميسين (Azithromycin) لعلاج الأطفال.

الوقاية من اضرار الببغاء على الإنسان

إذا كان لديك ببغاء أو طيور أليفة، فيمكنك اتخاذ خطوات لتقليل فرص الإصابة بحمى الببغاء، مثل:

• تنظيف أقفاص الطيور كل يوم والعناية الجيدة بها للمساعدة على منع الإصابة بالمرض.
•  إطعام الطيور بصورة صحيح.
• غسل اليدين بانتظام بعد التعامل مع الطيور، أو مخلفاتها.
• تجنب لمس منقار الطائر للفم أو الأنف.
• أخذ الطيور التي تبدو مريضة للطبيب البيطري.
• وضع الطيور في منطقة جيدة التهوية، واستخدام مرشحات الهواء عالية الكفاءة يوميًّا.
• إذا وُجد طائر مريض أو ميت فينبغي عدم لمسه.
• يمكن إضافة المضاد الحيوي، مثل: تتراسيكلين (Tetracycline) إلى علف الطيور.
• عزل الطيور المصابة وارتداء الملابس الواقية عند التعامل معها بما في ذلك القفازات، وملابس العين والأقنعة.
• تجنب الكنس الجاف، أو التنظيف بالفرشاة، أو المكنسة الكهربائية عند تنظيف الأقفاص.
• حرق النفايات مع وضعها في كيس مزدوج للتخلص منها.
• يمكن استخدام بعض المطهرات للتخلص من بكتيريا الكلاميديا، مثل: الكحول الإيثيلي تركيز 70%، والمبيض المنزلي أو الكلور.

(لكن مع مراعاة استخدام المطهرات في منطقة جيدة التهوية؛ منعًا لحدوث تهيجات تنفسية، كذلك عدم خلطها مع أي منتج آخر).

كذلك وجب التنويه على ضرورة الإبلاغ عن جميع الحالات التي شخصتها سلطات الصحة العامة المحلية، إضافةً إلى توعية العمال المعرضين للخطر.

إذ يسهم التشخيص المبكر في تحديد مصدر العدوى والسيطرة على انتشاره.

ختامًا -عزيزي القارئ- عرفنا ما هي حمى الببغاء، ومع أن قتناء الببغاء أو الطيور عامةً شيء مبهج للروح، لكن يجب الأخذ بسبل الوقاية المختلفة لتجنب الإصابة بالأمراض.

اقرأ أيضًا

علاج إنفلونزا الطيور | وكيفية الوقاية منه

علاج الحساسية عند القطط | أسرار علاجها بالمنزل