ما نسبة نجاح عملية قص المعدة؟
نسبة نجاح عملية قص المعدة! تعد السمنة مشكلةً وبائيةً في عديد من البلدان المتقدمة، كذلك أصبحت مشكلةً كبيرةً في البلدان النامية التي تعاني نقص التغذية أيضًا.
تعد جراحات علاج السمنة العلاج الأكثر فاعلية لعلاج السمنة المرضية في الوقت الحالي؛ ذلك لأنها تحافظ على فقدان الوزن، وتحسن جودة الحياة.
لذلك يلجأ كثير من مرضى السمنة إلى الجراحة، التي تعد الحل النهائي لعلاج عديد من المشكلات النفسية والجسدية.
ما عمليات قص المعدة؟
تعد عملية قص المعدة والمعروفة أيضًا باسم المجازة المعدية (Gastric Bypass) العملية الأكثر شيوعًا في الدول المتقدمة.
تتضمن عملية قص المعدة إيجابيات عديدة، مثل:
- فقدان 80% من الوزن الزائد.
- امتصاص سعرات حرارية قليلة.
- سرعة فقدان الوزن مقارنةً بعملية تكميم المعدة.
يوجد عديد من عمليات قص المعدة، على سبيل المثال:
جراحة المجازة المعدية (Roux-en-Y)
تعد عملية المجازة المعدية بالمنظار (Laparoscopic Roux-en-Y Gastric Bypass) عملية السمنة المعيارية الذهبية، كذلك تعد أكثر عمليات قص المعدة شيوعًا في الولايات المتحدة الأمريكية.
يستطيع الجراحون إجراءها من خلال جرح صغير، ونتيجة لذلك يتعافى المريض سريعًا، مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة نجاح عملية قص المعدة.
تُجرى جراحة قص المعدة على ثلاثة خطوات، هي:
الخطوة الأولى
يُكوّن الجراح كيسًا أو جيبًا صغيرًا في الجزء العلوي للمعدة، ذلك بتدبيس جداري المعدة معًا، وعليه تقل كمية الطعام المستهلكة ويشعر المريض بالشبع.
الخطوة الثانية
يُقسم الجراح الأمعاء الدقيقة إلى جزأين ويربط الجزء السفلي (Jejunum) بجيب المعدة الصغير مباشرةً.
بذلك يتجاوز الطعام معظم المعدة والجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة (Duodenum)، وعليه يمتص الجسم سعرات حرارية أقل.
الخطوة الثالثة
يُعيد الجراح توصيل الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة بالجزء السفلي منها.
نتيجة لذلك تتدفق عصارات المعدة الهضمية من الجزء الالتفافي من الأمعاء إلى الجزء السفلي من الأمعاء الدقيقة، حيث يُهضم الطعام فيه كاملًا.
تؤثر عملية قص المعدة تأثيرًا كبيرًا في الهرمونات والبكتيريا الموجودة في الجهاز الهضمي، مما ينتج عنه تغير في عملية التمثيل الغذائي.
جراحة تحويل مسار المعدة الشامل (Biliopancreatic Diversion)
تعد نوعًا أكثر تعقيدًا، إذ يزيل الجراح فيها الجزء السفلي من المعدة، ثم يوصل جيب المعدة الصغير بالجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة مباشرةً.
نتيجة لذلك نتجاوز الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة.
لا تُجرى هذه الجراحة على نطاق واسع، ذلك لتعدد مضاعفاتها، ومنها: نقص حاد في امتصاص العناصر الغذائية.
جراحة تكميم المعدة (Gastric Sleeve)
يزيل الجراح 80% من المعدة فيها، ويُبقي جزء صغير منها بحجم الموزة أو الكم (Sleeve).
تفضل جراحة تكميم المعدة للأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة جسم (BMI) لا تقل عن 40، بعبارة أخرى الذين يزيد وزنهم 100 رطل أو أكثر عن الوزن المثالي.
لذلك قد تكون بديلًا جيدًا في هذه الحالات عن جراحة قص المعدة.
تتضمن عملية تكميم المعدة مميزات عديدة، ومنها:
- فقدان 65% من الوزن الزائد.
- قلة المضاعفات مقارنةً بالطرق الأخرى.
- سرعة الشفاء منها مقارنة بجراحة المجازة المعدية.
تتشابه جراحات علاج السمنة المرضية في عدة نقاط، على سبيل المثال:
- تقليل حجم المعدة، مما يؤدي إلى امتلاء الحقيبة سريعًا قبل الشبع.
- تقليل كمية هرمون الجوع (Ghrelin).
لكن يعد الفرق بين قص المعدة والتكميم في طريقة إنشاء كيس المعدة الجديد.
كم تستغرق عملية قص المعدة؟
تُجرى عملية قص المعدة بالمنظار، ذلك بفتح 5 أو 6 فتحات صغيرة في البطن، يدخل من خلالها منظار فيديو صغير وأدوات جراحية.
تتصل الكاميرا بشاشة فيديو (Video Monitor) في غرفة العمليات، مما يتيح رؤية ما بداخل البطن في أثناء إجراء العملية.
تستغرق عملية قص المعدة ساعتين إلى ثلاث ساعات عادةً، يحدث ذلك تحت تأثير التخدير الكلي.
إجراءات ما قبل عملية قص المعدة
يجب تهيئة المريض نفسيًا وجسديًا قبل الخضوع لعملية قص المعدة، ذلك بشرح الفوائد والمخاطر المترتبة عليها.
يعاني الأشخاص المؤهلون لهذه الجراحة زيادة مؤشر كتلة الجسم (BMI) عن 35، لكنه قد يكون مؤهلًا أيضًا إذا كانت كتلة الجسم تتراوح بين 30-35.
تقرر ذلك وفقًا للجمعية الأمريكية لجراحة الأيض وجراحة السمنة (ASMBS).
يتبع المريض أنظمة غذائية للتخسيس قبل الجراحة، ذلك لتقليل كمية الدهون داخل البطن وحول الكبد.
نتيجة لذلك تقل نسبة حدوث مضاعفات في أثناء الجراحة، مما ينتج عنه زيادة نسبة نجاح عملية قص المعدة.
ما يحدث بعد عملية قص المعدة؟
يتغير النظام الغذائي تغيرًا كاملًا بعد عملية قص المعدة، ويحدث ذلك على عدة مراحل؛ يحددها مقدم الرعاية الصحية أو اختصاصي التغذية.
المرحلة الأولى (النظام الغذائي السائل)
يُسمح بشرب كميات قليلة من السوائل الصافية، ذلك لمنع تمدد المعدة وتجنب المضاعفات وزيادة نسبة نجاح عملية قص المعدة.
تتضمن أيضًا هذه المرحلة أنواعًا أخرى من السوائل، على سبيل المثال:
- عصير غير محلى.
- قهوة منزوعة الكافيين.
- شاي منزوع الكافيين.
- شوربة.
- جيلاتين خالي من السكر.
- كرات ثلجية خالية من السكر.
المرحلة الثانية (النظام الغذائي المهروس)
يتناول المريض الأطعمة المهروسة في المنزل باستخدام الخلاط أو محضر الطعام في هذه المرحلة عدة أسابيع يحددها الطبيب.
كذلك يجب اجتناب بعض الأطعمة والمواد الغذائية في هذه المرحلة، مثل:
- التوابل الحارة التي تؤدي إلى تهيج المعدة.
- شرب السوائل مع الوجبات.
- الفواكه والخضراوات التي تحتوي على كثير من البذور، مثل: الكيوي.
- الأطعمة الليفية، مثل: البروكلي والقرنبيط.
المرحلة الثالثة (تناول الأطعمة اللينة)
يقرر الطبيب إدخال أطعمة لينة وسهلة المضغ في هذه المرحلة، مثل:
- اللحم المفروم.
- البيض المسلوق الطري.
- السمك المطبوخ على البخار.
- الفواكه المعلبة، مثل: الخوخ والكمثرى.
لكن يجب تناول كميات قليلة من الطعام في كل مرة.
المرحلة الرابعة (مرحلة الاستقرار)
يُدخل الطبيب الأطعمة الصلبة بعد شهرين من الجراحة عادةً.
سيظل المريض بحاجة إلى تقطيع الطعام إلى قطع صغيرة، ذلك لتجنب حدوث انسداد، مما يحسن نسبة نجاح عملية قص المعدة.
يحدد المريض أفضل الأطعمة المناسبة له بعد عملية قص المعدة، ويتخلص من الأطعمة التي تسبب القيء والغثيان.
كذلك يجب اجتناب بعض الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون والكربوهيدرات غير الصحية والسعرات الحرارية في هذه المرحلة، مثل:
- الخضروات الليفية.
- الفشار.
- المشروبات الغازية.
- الأطعمة المقلية.
- الأطعمة المقرمشة.
- المكسرات والفواكه المجففة.
تناول النظام الغذائي الذي يتكون من الفواكه والخضروات والكربوهيدرات الصحية والبروتينات الخالية من الدهون، يزيد نسبة نجاح عملية قص المعدة.
كم نسبة خطورة عملية قص المعدة؟
يساعد اتباع نظام غذائي جيد قبل الجراحة وبعدها على تجنب المضاعفات المحتملة للجراحة، وبالتالي تقل نسبة الخطر.
تتضمن المضاعفات المحتملة لجراحة قص المعدة ما يأتي:
تضيق المعدة (Stomal Stenosis)
تعد مشكلةً صحيةً تحدث نتيجة ضيق عند اتصال المعدة والأمعاء، يحدث ذلك على الرغم من اتباع جميع إرشادات التغذية السليمة.
إذا استمرت أعراض القيء والغثيان (Nausea) وآلام المعدة مدة أكثر من يومين؛ يجب استشارة الطبيب.
متلازمة الإغراق (Dumping Syndrome)
تحدث نتيجة انتقال الطعام سريعًا من المعدة إلى الأمعاء الدقيقة، وتتضمن كثير من الأعراض، منها:
- الغثيان.
- القيء.
- التعرق.
- الإغماء.
- الإسهال أحيانًا.
- الضعف الشديد، خاصةً بعد تناول الحلويات.
يساعد التحكم في طريقة الأكل وكميته، بالإضافة إلى الابتعاد عن الدهون والسعرات الحرارية المرتفعة على تجنب متلازمة الإغراق.
علاوة على ذلك فإن تناول أطعمة خالية من السكر وتجنب شرب السوائل في أثناء تناول الطعام يؤثر تأثيرًا كبيرًا في نسبة نجاح العملية.
تمدد الكيس (Pouch Stretching)
تتمدد المعدة وتصل إلى حجمها الأصلي بمرور الوقت، مما يؤثر تأثيرًا عكسيًا في نسبة نجاح هذه العملية.
حصوات المرارة (Gallstones)
تتكون حصوات المرارة نتيجة فقدان الوزن سريعًا، لكنها تعد حالة سهلة العلاج.
تغير عمليات السمنة طريقة تعامل الجسم مع الطعام، لذلك يجب التحدث مع الطبيب المعالج حول التأكد من الحصول على جميع العناصر الغذائية.
نقص التغذية والفيتامينات والمعادن
تقل قدرة الجسم على الحصول على العناصر الغذائية من الطعام، لذلك يجب تناول الفيتامينات والمعادن (Vitamins and Minerals) التي يوصي بها الطبيب.
ختامًا، تطرقنا في هذا المقال إلى العوامل التي تؤثر في نسبة نجاح عملية قص المعدة.
لعله من المفيد أن نؤكد على أهمية اتباع الإرشادات والمتابعة الدورية بعد الخضوع لهذه الجراحة.