يعاني معظم مرضى السكري مضاعفات فى الأعصاب والأوعية الدموية الطرفية، قد تؤدي إلى القدم السكرية؛ نتيجة عدم التحكم في مستوي سكر الدم.
إذ تصيب القدم السكري 6% من مرضى السكري، ويضطر حوالي 0.03% إلى 1.5% من مرضى القدم السكرية إلى البتر.
ما تأثير داء السكري في القدم؟
يسبب داء السكري مشكلتين فى القدم وهما:
الاعتلال العصبي السكري
عدم التحكم في داء السكري يؤدي إلى خلل في أعصاب اليدين والقدم، فقد تفقد الشعور بالحرارة، أو البرودة، أو الألم وغيرها.
أمراض الأوعية الدموية الطرفية
يؤثر داء السكري غير المنضبط في صعوبة تدفق الدم إلى القدم.
إذا كان المريض يعاني جرح في القدم، قد يجد صعوبة في التئام الجرح، وتكون أكثر عرضة للإصابة بقرحة أو غرغرينا؛ نتيجة ضعف تدفق الدم.
اعراض القدم السكرية
تتنوع أعراض القدم السكرية، وتشمل:
- تغير لون الجلد.
- تغير درجة حرارة القدم.
- تورم القدم أو الكاحل.
- ألم في الساقين.
- بطء التئام جروح القدم، قد يصاحبها حدوث نزيف.
- إصابة الأظافر بالفطريات.
- رائحة كريهة في القدم.
- تشقق وجفاف جلد القدم.
مضاعفات القدم السكرية
تنتج عن القدم السكرية مضاعفات خطرة، وقد تحتاج إلى البتر في بعض الحالات، ومن أهم مضاعفاتها:
التهاب الجلد والعظام
تسبب جروح القدم حدوث عدوى، مما يؤدي إلى تلف الأعصاب، والأوعية الدموية.
يمكن علاجها بالمضادات الحيوية، وقد تحتاج الحالات الصعبة إلى المستشفى.
الخراج
تسبب العدوى تآكل العظام والأنسجة، وبالتالي حدوث خراج يحتوي على صديد.
العلاج فى هذه الحالة يتمثل في تصريف الخراج، كذلك قد يتطلب إزالة جزء من الأنسجة والعظام.
غرغرينا القدم السكرية
تموت أنسجة القدمين أو اليدين؛ نتيجة قلة تدفق الدم بسبب داء السكري غير المنضبط.
يمكن العلاج بالأكسجين، أو الجراحة لإزالة المنطقة المصابة.
تشوه القدم
تتشوه عظام القدم وربما تتكسر؛ نتيجة ضعف عضلات القدم.
قدم شاركوت (Charcot’s foot)
يُضعِف داء السكري عظام القدم، فتتكسر العظام البارزة، ويسبب أيضًا قلة الإحساس نتيجة تلف الأعصاب.
تحدث قدم شاركوت نتيجة استمرار مريض السكري في المشي عليها، مع عدم شعوره بتكسير عظام قدمه، فيتغير شكل القدم.
متى يجب زيارة الطبيب؟
يجب على مريض السكري الذهاب إلى الطبيب فورًا وعدم انتظار الموعد القادم، إذا لاحظ أي من الأعراض التالية:
- ألم في الساقين، أو تقلص عضلات الأرداف والساقين عند ممارسة أي نشاط بدني.
- وخز وحرقان فى القدم.
- فقدان الشعور بالحرارة، أو البرودة، أو الألم في القدم.
- تغير لون القدم وحرارتها.
- جفاف جلد القدم وتشققه.
- وجود التهابات أو فطريات بين أصابع القدم.
- إصابة في أظافر القدم أو قرحة فى القدم.
نصائح لتجنب القدم السكرية
يجب على مرضى السكري العناية بأقدامهم؛ لتجنب حدوث القدم السكري، باتباعهم بعض النصائح، وهى:
- التحكم في داء السكري، واتباع نصائح الطبيب فيما يتعلق بالرياضة، والتغذية السليمة، والأدوية.
- غسل القدمين يوميًا بالماء الدافئ والصابون، واختبار درجة حرارة الماء بالكوع قبل الغسل؛ لأن مريض السكري قد يفقد الإحساس في القدم.
- فحص القدم جيدًا يوميًا؛ لاكتشاف أي جروح، أو تغير فى اللون، أو أي أعراض أخرى.
- ترطيب جلد القدم بعد غسلها وتجفيفها جيدًا، وتجنب وضع أي مستحضرات بين أصابع القدم.
- قص الأظافر مرة واحدة فى الأسبوع، وتجنب جرح جوانب الأظافر، ثم تنعيمها باستخدام مبرد الأظافر.
- ارتداء أحذية مغلقة، وتجنب ارتداء الصنادل، أو المشي حافي القدمين.
- الإقلاع عن التدخين؛ لأنه يقلل تدفق الدم؛ فيزيد خطر الإصابة بالقدم السكرية.
- رفع القدم عند الجلوس، وتحريك أصابع القدم، والكاحل عدة مرات في اليوم.
- إجراء فحص شامل للقدم مرة في السنة.
- عند شعور بأي تغير في القدم، يرجى استشارة الطبيب فورًا.
طريقة فحص القدم السكرية
يفحص الطبيب المريض سريريًا قبل إجراء أي فحوصات أخرى.
الفحص السريري والتاريخ المرضي
- يُعد الفحص الشامل للقدم ضروريًا لاكتشاف المرض مبكرًا.
- وجود تاريخ مرضي للإصابة بالقرحة، أو بتر الأطراف مع عدم ضبط مستوى سكر الدم؛ يُزيد خطر الإصابة بالقدم السكرية.
- يساعد فحص الاعتلال العصبي، وأمراض الأوعية الطرفية على معرفة المرضى المعرضين للإصابة بالقدم السكرية.
- يتحسس الطبيب درجة حرارة القدم بيديه، فتدل القدم الباردة على عدم تدفق الدم، وتدل القدم الدافئة مع احمرار القدم وتورمها على وجود التهاب في الأنسجة.
- يطلب الطبيب من المريض الوقوف أو المشي؛ لتقييم شكل القدم، وتوزيع وزن الجسم على المفاصل والعظام.
الأشعة السينية
يوصي الطبيب بإجراء الأشعة السينية للكشف عن أي تغير في عظام القدم، مما ينذر باحتمالية حدوث قرحة، وتوضح أيضًا وجود أي كسور صغيرة في القدم.
الرنين المغناطيسي
يخلق التصوير بالرنين المغناطيسي مجالًا مغناطيسيًا وموجات راديو؛ لإنشاء صورة ثلاثية الأبعاد للأنسجة الرخوة في الجسم.
يوصي الطبيب بهذا الفحص للكشف عن الضرر الناجم عن وجود قرحة، ويكشف أيضًا عن وجود أي التهابات.
فحص الدم
يطلب الطبيب إجراء فحص الدم، مثل: بروتين سي التفاعلي (CRP)، ومعدل الترسيب (ESR) إذا وجدت أي أعراض للالتهاب، مثل: الاحمرار أو التورم أو دفء القدم.
علاج القدم السكرية
يعد التحكم في مستوي سكر الدم من العوامل الهامة في علاج القدم السكرية.
تحتاج القدم السكرية إلى العلاج المناسب سواء بالمضادات الحيوية، أو الجراحة، أو البتر.
المضادات الحيوية
يتضمن اختيار المضاد الحيوي المناسب لعدوى القدم السكرية قرارًا بشأن اختيار مضاد تجريبي؛ يعتمد على شدة العدوى، وتاريخ آخر مضاد حيوي مستخدم.
ثم يطلب الطبيب إجراء مزرعة حديثة؛ لتحديد سبب العدوى، والبكتيريا المقاومة، والمضاد المناسب لها.
كذلك يحتاج المريض إلى عمل مسحة من جرح القدم، للمساعدة على اختيار العلاج المناسب.
يقيم الطبيب حالة المريض بعد استخدام المضاد الحيوي مدة 24 إلى 72 ساعة، وفي حالة عدم الاستجابة للمضاد يغيره الطبيب إلى نوع آخر.
التدخل الجراحي
يلجأ الطبيب إلى التدخل الجراحي لإزالة الأنسجة الميتة، وتطهير الجروح، وتصريف الخراج.
إذا لاحظ الطبيب قلة تدفق الدم إلى القدم المصابة؛ فعليه تحويل المريض إلى جراح أوعية دموية.
يضطر الطبيب أحيانًا لاستئصال جزء من القدم، أو بترها فى حالة زيادة الالتهاب والعدوى الشديدة.
العلاج بالأكسجين
أثبتت الدراسات أن العلاج بالأكسجين له القدرة على شفاء الجروح بنسبة 75% أسرع من المضادات الحيوية.
تسمح البيئة الغنية بالأكسجين بنقل الأكسجين إلى الجرح بكفاءة عالية، وتساعد على قتل البكتيريا في الجروح، بذلك يزيد تدفق الدم مرة أخرى إلى القدم المصاب.
علاج القدم السكرية بالطب البديل
للطب البديل دور مهم في علاج قدم مريض السكري.
علاج القدم السكرية بالاعشاب
في حالة وجود جروح بسيطة في القدم؛ يمكن تجربة العلاج المنزلي بالأعشاب.
تساعد الأعشاب أحيانًا على منع تحول الجروح البسيطة إلى عميقة، مثل:
نبات الصبار
الصبار له خصائص مضادة للميكروبات، ويسرع شفاء الجروح البسيطة.
تتوفر كثير من مستحضرات التجميل المحتوية على الصبار، لكن يعطي النبات الحي أفضل نتائج.
لا يستخدم النبات مسحوقًا لأنه قد يطلق إنزيمات تضر بالجرح وتؤخر التئامه، لكن تُقطَع الورقة برفق للحصول على جل الصبار ووضعه على الجرح طازجًا كل ساعة.
يتغير شكل الجرح تغيرًا ملحوظًا فى غضون 12 إلى 24 ساعة.
الفلفل الأحمر الحار
يعد الفلفل الحار مضادًا للميكروبات، كذلك يساعد على تخثر الدم ووقف النزيف.
يرش الفلفل الأحمر المطحون أو يوضع شرائح منه على المنطقة المصابة، ويشطف بعد 30 دقيقة.
يستخدم الفلفل الأحمر الطازج؛ لضمان عدم تغيير المكونات العلاجية، ويختبر على اللسان؛ فكلما زادت حرارته أعطى نتائج أفضل.
العسل الأبيض
يقتل العسل الأبيض الجراثيم، ويساعد على مقاومة البكتيريا، وتقليل العدوى، فله تأثير المضاد الحيوي.
يتفاعل العسل مع الدم والجلد ويكون بيروكسيد الهيدروجين الذى ينظف الجرح، ويساعد على إزالة الأنسجة الميتة.
كذلك يساعد على تحفيز الاستجابة المناعية للجسم، وتعزيز نمو الأنسجة الجديدة.
يُغسل الجرح جيدًا ويُكشط برفق باستخدام الماء الدافئ والصابون، ثم يُجفف وتوضع طبقة رقيقة من العسل على الجرح مباشرةً.
ختامًا؛ من السهل على مريض السكري الحفاظ على قدمه، وتجنب الإصابة بمضاعفاته، مثل: القدم السكرية.
كذلك يلزم استشارة الطبيب فورًا عند ملاحظة أي تغير في القدم لاكتشاف المرض مبكرًا.
اقرأ أيضًا
الالتهاب الخلوي | عندما تزعجك خلايا جسمك
مخاطر حموضة الدم | الأسباب والعلاج
