هل تعلم -عزيزي القارئ- ما هو عرق الهيل؟ وما الخولنجان؟ وما أوجه التشابه والاختلاف بينه وبين الكركم والزنجبيل؟
إليك عزيزي في هذا المقال كل ما تود معرفته عن الخولنجان وفوائده، فتابع معي.
ما هو عرق الهيل؟
يشتهر الخولنجان في البلاد العربية مثل مصر والسعودية والإمارات باسم عرق الهيل وهو جذور نبات ينتمي إلى عائلة الزنجبيل (Zingiberaceae).
تشير كلمة خولنجان إلى أي من الأنواع الأربعة في هذه العائلة، وهي: الخولنجان الأكبر (Alpinia Galanga) والخولنجان الأصغر (Alpinia Officinarum)، والخولنجان الأسود (Kaempferia Galanga) ، والزنجبيل الصيني ( Boesenbergia Rotunda).
لكن يعد الخولنجان الصغير (Lesser Galangal)، أو ما يعرف (Alpinia Officinarum) هو الأكثر استخدامًا.
ترجع أصول جذور الخولنجان إلى جنوب آسيا، ويشبه كثيرًا الزنجبيل والكركم واستُخدِم قديمًا في الطب الهندي.
يعد أحد التوابل الشهيرة التي تضاف إلى الأكل المطبوخ خاصةً الأطباق الصينية أو الماليزية أو الإندونيسية والتايلاندية.
ما شكل الخولنجان أو عرق الهيل؟
يُشبه نبات الخولنجان القصب فهو عشب معمر يصل ارتفاع سيقانه إلى متر واحد وتُغطى بالأوراق الضيقة.
لكن ما يُستخدم في الأسواق أو محلات العطارة هي جذور الخولنجان التي تظهر متفرعة أو بسيطة ذات حواف مموجة بلون بني مائل إلى الاحمرار.
بعد ما تعرفنا إلى ما هو عرق الهيل؟ أو الخولنجان، هيا بنا نتعرف أكثر إلى فوائده واستخداماته.
المواد الفعالة في عشبة الخولنجان
يتميز الخولنجان برائحة عطرية حارة ونفاذة؛ نظرًا لاحتوائه على زيت طيار (Volatile Oil) لونه أخضر مصفر.
يتكون الزيت الطيار من عدة مواد، تتمثل في: السينو (Cineo) ويوجينول (Eugenol)، سيسكيتيربينز (Sesquiterpenes) وايزوميرات الكادينين (Isomers of Cadinene).
بالإضافة إلى احتوائه على مادة صمغية تحتوي على مركبات جالانجول (Galangol) وكايمبريدي (Kaempferide) وجالانجين (Galangin) والنشا، وبعض المكونات الأخرى.
أما الجذور فهي وفيرة بالفلافونويد (Flavonoids) والأحماض الفينولية (Phenolic Acids).
لكن هل احتواء الخولنجان على تلك المواد الفعالة جعلت له فائدة أو استخدامات مختلفة؟
تابع معي عزيزي القارئ لنعرف أكثر عن فوائد الخولنجان.
القيمة الغذائية للخولنجان
يحتار الناس في وصف نكهته؛ إذ يمتلك نكهة ترابية شبيهة بالحمضيات مع طعم حار قليلًا.
جعله هذا المزيج من النكهات مميزًا، إذ إنه ليس حارًا، بل يعطي إحساس مؤقت وسريع بالحرق فقط.
مثلما ذكرنا أن استخدامه شائع في الطعام التايلاندي والصيني التقليدي، وتختلف كميات استخدامه باختلاف الوصفة التي قد تكون كمية بسيطة جدًا فقط من التوابل.
تحتوي جذور الخولنجان على نسبة ضئيلة من السعرات الحرارية، وتحتوي حصة واحدة منها (100 جرام) على الآتي:
- 71 كالوري.
- 15 جرام كربوهيدرات.
- 1 جرام بروتين.
- 1 جرام دهون.
- 2 جرام ألياف.
- 5.4 جرام فيتامين ج.
ما فائدة عشبة الخولنجان؟
تنوع المواد الفعالة التي تحتوي عليها عشبة الخولنجان جعلت له فوائد متعددة، واستخدامات في الطب البديل منذ القدم.
تتمثل فوائده فيما يأتي:
مكافحة السرطان
قد تساعد عشبة الخولنجان على الحماية من بعض أنواع السرطان بفضل وجود مادة جالانجين (Galangin) التي لها خصائص مضادة للسرطان.
إذ أشارت التجارب المعملية إلى قدرة الجالانجين على قتل الخلايا السرطانية ومنع انتشارها.
لمزيد من الدقة، سلطت إحدى الدراسات الضوء على مدى فاعلية الخولنجان ضد سلالتين من خلايا سرطان القولون البشري.
بالإضافة إلى قدرته على محاربة خلايا سرطان الثدي والجلد والكبد والمعدة.
إلا إنه ليس بالضرورة أن تكون النتائج المعملية منطبقة على البشر رغم فاعليتها؛ مما يتطلب مزيدًا من الدراسات والتجارب السريرية على الإنسان.
مصدر غني بمضادات الأكسدة
يحتوي على مجموعة كبيرة من مضادات الأكسدة الهامة لمحاربة الأمراض والجذور الحرة (Free Radicals).
من أهمها البوليفينول، وتتمتع تلك المواد بفوائد صحية عدة، مثل:
- تحسين الذاكرة.
- خفض السكر الدم.
- تقليل مستويات الكوليسترول الضار.
- الحماية من التدهور العقلي .
- تقي من مرض السكري النوع الثاني وأمراض القلب.
تعود فوائد الخولنجان نظرًا للتقارب الشديد بينه وبين الكركم والزنجبيل الغنيان أيضًا بالبوليفينول، لكن ما زال هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لربط جذر الخولنجان مباشرةً بهذه الفوائد.
تحسين خصوبة الرجال
قد تعزز جذور الخولنجان خصوبة الرجال، إذ أثبتت إحدى الدراسات التي أُجريت على الفئران بعد إعطائها مستخلص الخولنجان؛ زيادة عدد الحيوانات المنوية وحركتها لديهم.
أُجريت دراسة أخرى على 66 رجلًا يعانون انخفاضًا في عدد الحيوانات المنوية واستمرت مدة 3 أشهر.
كانت طريقة استخدام الخولنجان للرجل في الدراسة؛ هي تناول مكمل غذائي يحتوي على مستخلص خلنجان ناعم ومستخلص فاكهة الرمان يوميًا.
أظهرت النتائج زيادة حركة الحيوانات المنوية لديهم بنسبة 62%.
على الرغم من أن النتائج مثيرة للاهتمام؛ إلا إنه لم يتضح إذا كان هذا التأثير بسبب الخولنجان، أم مستخلص الرمان.
لذلك ما زالت هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتحديد فاعلية فوائد الخولنجان للانتصاب والخصوبة.
خصائص مضادة للالتهاب
يساعد الخولنجان على تقليل الالتهابات المسببة للأمراض، ذلك لاحتوائه على مادة HMP، وهي مادة كيميائية نباتية تتمتع بخصائص مضادة للالتهابات.
له قدرة كذلك على تقليل الألم الناتج عن الالتهاب لكن بصورة طفيفة.
جاء ذلك وفق دراسة أثبتت انخفاض آلام الركبة عند الوقوف، بعد تناول مستخلص الزنجبيل والخولنجان يوميًا مدة 6 أسابيع.
أوجدت دراسة أخرى -أُجريت على الفئران- فاعلية مادة الكايمبفيرول (Kaempferol) الموجودة في الخولنجان في حالات التهاب الثدي في أثناء الرضاعة الطبيعية (Mastitis).
وُجد انخفاض كبير في التهاب الحلمة عند علاج الفئران المرضعة به، مما قد يتنبأ بفائدة الخولنجان للمتزوجات المرضعات في المستقبل.
مع ذلك ما زال هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات السريرية.
حماية من العدوى
تشير دراسات أنابيب الاختبار إلى قدرة الخولنجان على قتل البكتيريا الضارة، مثل: بكتيريا الإشريكية القولونية (E. Coli)، والمكورات العنقودية الذهبية (Staphylococcus Aureus) والسالمونيلا التيفية (Salmonella Typhi).
قد يكون له خصائص مضادة للفطريات والطفيليات والخمائر أيضًا، إلا إن الحاجة إلى مزيد من الأبحاث لا يزال ضروريًا.
يخفف آلام المعدة ومشكلات الجهاز الهضمي
اُستخدم في الطب الهندي القديم والثقافات الآسيوية الأخرى في تهدئة اضطرابات المعدة وعلاج الإسهال والقيء، وإيقاف الفواق كذلك.
الآثار الجانبية
قد يكون استهلاك كميات مناسبة من توابل الخولنجان في الطعام آمنًا، ويفسر ذلك استخدامه في الطب الهندي قديمًا عدة قرون.
إلا إنه أدى استخدامه بكميات كبيرة في إحدى التجارب على الحيوانات إلى حدوث عدة آثار جانبية خطرة، مثل:
- انخفاض الطاقة.
- نقص الشهية.
- تبول مفرط.
- إسهال.
- غيبوبة وموت.
لكن عند استخدامه بجرعات صغيرة على الحيوانات أيضًا لم تظهر الآثار الجانبية مطلقًا.
رغم ذلك، لا توجد معلومات كافية حول السلامة أو الآثار الجانبية المحتملة للمكملات الغذائية المحتوية على مستخلص جذور الخولنجان في البشر.
أوجه التشابه والاختلاف بين الخولنجان والزنجبيل والكركم
يشبه الخولنجان كلًا من الكركم والزنجبيل في عدة فوائد، إذ تتمتع جميعها بخصائص مكافحة السرطان لكن أكثرهم الخولنجان.
يساعد الكركم والزنجبيل على مكافحة مرض السكري والتحكم في الألم؛ إلا إنه لم تثبت الأبحاث بالدليل حتى الآن فاعلية الخولنجان في تلك الحالات أيضًا.
بينما يشترك كل من الخولنجان والكركم في فاعليتهما في تعزيز صحة الدماغ.
لكن ينفرد كل واحد منهم بميزة يمتلكها وحده، مثل:
- الكركم يتميز بقدرته على تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية.
- يتميز الزنجبيل وحده بفاعليته في إنقاص الوزن.
- يحفز الخولنجان زيادة عدد الحيوانات المنوية.
تشترك جميع تلك الجذور في فوائدها المعدّية المعوية؛ إلا إن الخولنجان قد يُزيد إفراز حمض المعدة لدى بعض الأفراد.
لذلك لا يُنصح به لمرضى الارتجاع المعدي المريئي (GERD) أو قرحة الجهاز الهضمي.
نصائح الاستخدام
يتوفر الخولنجان في محلات العطارة أو الأسواق المختصة بالتوابل على هيئة جذور كاملة أو خولنجان ناعم مطحون.
يُفضل ترك القشرة الخارجية للخولنجان للحفاظ على نضارته أطول مدة ممكنة.
يمكن أيضًا الاحتفاظ به في الثلاجة مدة تصل إلى ثلاثة أسابيع أو يمكن تجميده أو تجفيفه إذ أردنا الاحتفاظ به مدة أطول من ذلك.
يمكن استخدام الخولنجان في الطهي طازجًا أو مجففًا ويمكن طحنه إلى بودرة أو تقطيعه فقط أو فرمه لإضافته إلى مجموعة متنوعة من الأطباق الشهيّة.
ختامًا، تعرفنا -عزيزي القارئ- في هذا المقال إلى ما هو عرق الهيل؟ وما فوائد استخدامه؟ وآثاره الجانبية.
لذلك يجب علينا أن نستخدم دائمًا التوابل بالكميات الموصى بها دون زيادة لتفادي أي أضرار تنجم عن سوء الاستخدام.